أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد التاج - الأَحْزَابُ السِّيَاسِيّةِ المَغْرِبِيَّةِ وَمِحَكُّ الاِنْتِخَابَاتُ البَرْلَمَانِية المُقْبِلَة














المزيد.....

الأَحْزَابُ السِّيَاسِيّةِ المَغْرِبِيَّةِ وَمِحَكُّ الاِنْتِخَابَاتُ البَرْلَمَانِية المُقْبِلَة


خالد التاج
(Khalid Ettaj)


الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سياق الاستعدادات والجهود المضنية للفاعلين السياسيين وهياكلهم التنظيمية على اختلاف مرجعياتها الفكرية و الإيديولوجية لخوض غمار الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر المقبل، و التي لا تخلوا من عناصر التشويق و الإثارة على ما يبدو، ليس بالنظر للتطلعات التي يمكن أن تراود عموم المغاربة حول هذه العملية الانتخابية فقط ، بل و بما سيتمخض عنها من رسم للخارطة السياسية في القادم من الأيام، و كذلك باعتبارها كمؤشر على مصير التجربة الحكومية التي دامت لخمس سنوات والتي قادها حزب العدالة و التنمية ذي التوجه الإسلامي، بل والمستقبل السياسي للحزب في حد ذاته بعد وصفاته "الإصلاحية" المرة التي استهدفت جيوب الفئات الهشة و الطبقات المتوسطة وأخفقت في الالتزام بتعهداتها تجاه الناخبين، و بعد سلسلة الفضائح الأخلاقية المنسوبة إلى قياديين بالحزب أو دراعه الدعوي، بل يمكن اعتبارها كذلك كمؤشر واضح على مصير تجربة الإسلام السياسي في التدبير الحكومي بالمغرب، غير أن كل هذا سيبقى رهينا بالاتجاه الذي ستتخذه أصوات الناخبين.
ولعل من أبرز الملاحظات التي تستوقف أي متتبع للمشهد السياسي المغربي قبيل هذه الاستحقاقات الانتخابية، هي الجانب السلوكي للكثير من الأحزاب السياسية والتي تبدو في عمومها بعيدة كل البعد عن القيم الأخلاقية أو الأعراف والتقاليد الديمقراطية التي نصبو جميعنا إلى ترسيخها انسجاما مع روح ومنطوق الوثيقة الدستورية ليوليوز 2011، كما تبدو في نفس الوقت أقرب إلى النزعة البراغماتية إن لم نقل الانتهازية.
ويمكن تلخيص أهم هذه الإخلالات المواكبة لهذه الاستعدادات في النقاط التالية:
1) - حرب التزكيات التي غالبا ما تسيل الكثير من المداد بل و تؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث انشقاقات داخلية وموجات نزوح وهجرات جماعية تجاه أحزاب أخرى، وما يواكب هذه العملية من إعداد للوائح الترشيح حسب المقاس وحسب منطق الربح و الخسارة، حيث نلاحظ في كثير من الأحيان التركيز على ترشيح بعض الأعيان أو الوجوه المعروفة خصوصا ممن تبث فشلهم في تدبير الشأن العام أو أصحاب النفوذ و المال في كثير من الدوائر الانتخابية ، و اعتماد مبدأ القرابات العائلية كالأزواج أو الأشقاء أو حتى الأبناء بدل منطق الانتخاب أو الانتقاء بناءً على الكفاءة والمسار النضالي وبدل مبدأ ضخ دماء جديدة وإفساح المجال أمام المناضلين من داخل الحزب لا سيما ممن أسهموا في تأسيس الهياكل التنظيمية أو راكموا تجارب نضالية لا يمكن إغفالها.
2) - ظاهرة الترحال السياسي : إذ تعد من أبرز الظواهر التي تطرح نفسها بقوة قبيل كل عملية انتخابية وتسيء كثيرا إلى الحياة السياسية المغربية وسمعتها بين الديمقراطيات الناشئة، حيث نجد أن ظاهرة النزوح أو هجرة "المناضلين" تجاه أحزاب أخرى على الرغم من وجود تباينات جوهرية على المستوى الإيديولوجي أو الأولويات أو حتى البرامج، لكن يبدو أن هاجس الظفر بالمقعد الانتخابي و تعزيز فرص الفوز به يظل هو الغالب، بل و يبدو أقوى من المبادئ النضالية التي غالبا ما يتم ترديدها والترويج لها عبر مختلف المنابر الإعلامية و المهرجانات الخطابية.
3) – اللوائح الوطنية للنساء والشباب: حيث تعتبر هذه الكوطا الخاصة بالنساء والشباب المثيرة للجدل والتي غالبا ما يتم إساءة استغلالها لإفساح المجال أمام فئات متنفذة من أقارب القياديين بالأحزاب السياسية على الرغم من عدم وجود أي رصيد نضالي بحوزتهم، كما تسهم في تقويض المبادئ الديمقراطية وتكافئ الفرص و إفراغ الدستور من مضمونه، وتكريس نوع جديد من التمييز" الغير إيجابي " في كثير من الأحيان داخل الأحزاب مما يصح معه تسميتها بمثابة لوائح للريع السياسي بحسب الكثير من المتتبعين.
4)- التركيز على شيطنة الخصوم السياسيين: حيث نشاهد الانكباب على مهاجمة الخصوم و تسليط الضوء على الهفوات أو تسجيل نقاط ضد الأحزاب المنافسة و الترصد لأخطائها أو أحيانا محاولة استعمالها كشماعة لتعليق فشلها في تدبير الشأن العام بدل الالتزام الواضح والصريح أمام الناخبين عبر برامج انتخابية واقعية وقابلة للتطبيق والمسائلة و يمكن أن تسهم في تحسين المعيش اليومي لعموم المغاربة لاسيما الفئات الهشة و الطبقة الوسطى أو الإقرار بتحمل المسؤولية عن الفشل في تدبير بعض الملفات ، حيث نلمس ذلك بوضوح بين الحزبين المنافسين الكبيرين الأصالة و المعاصرة و العدالة و التنمية عبر حجج مختلفة كمواجهة " التحكم" أو في المقابل "الدفاع عن الحداثة ضد قوى الظلامية" .
على ضوء هذا الواقع الذي أضحى يطبع المشهد السياسي المغربي، يمكن القول أن الأحزاب السياسية في غالبيتها قد أصيبت بهذه العدوى ولا يمكن استثناء أيا منها بل طالت للأسف حتى تلك التي ظلت إلى الأمس القريب تتغنى بنظافة اليد أو اعتماد آليات الديمقراطية الداخلية و الشفافية أو التي تتبنى خطابا أخلاقيا و دينيا، وهي عوامل يجب أن تدفع مناضليها إلى ضرورة التحلي بقيم المواطنة وتغليب المصلحة العليا للوطن و للمغاربة وضرورة توقيع وتفعيل ميثاق مشترك للشرف بغية القطع مع مثل هذه الممارسات الميكيافيللية، الشيء الذي يجعل من هذه المحطة الانتخابية بمثابة اختبار حقيقي للناخبين عبر القيام بواجبهم الوطني المتمثل في التصويت والمشاركة و اختيار الأصلح أو للمنتخبين عبر برامجهم الانتخابية، غير أن نتائجها ستبقى مفتوحة على الكثير من الاحتمالات والسيناريوهات وتكتسي أهمية كبرى على درب السعي إلى دمقرطة الحياة السياسية المغربية وتحقيق آمال وطموحات المغاربة تحت قيادة جلالة الملك، إلا أن الحقيقة الأكيدة التي لا تقبل الجدال أن هذه الانتخابات ستخصم الكثير من رصيد حزب العدالة و التنمية حتى و إن تبوأ مراتب متقدمة ضمن الثلاثة الأوائل في الخارطة السياسية المقبلة وقد لا يكون مصيره مختلفا كثيرا عن مصير حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على المدى المنظور.



#خالد_التاج (هاشتاغ)       Khalid_Ettaj#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النُّخَبُ السِّيَاسِيَة وَ تَحْقِيقُ الْاِنْتِقَالِ الدِّيمُ ...
- أَزْمَة المُمَارَسَة الِديمُقْرَاطِية وَتَمَثُّلَات السُّلْط ...
- التّدَاعِيَاتُ المُحْتَمَلَة عَلَى وَحْدَةِ أُورُوبَّا بَعْد ...
- إِشْكَالِيَة التّأْطِير وَالتّنْشِئَة فِي النّسَقِ السِّيَاس ...
- البُعْد الِاثْنِي والهَوِيَّاتِي فِي مُعَاَدَلة الصِّرَاع ال ...
- الحَرَكَات الْعُمَّالِية بَيْنَ زَحْف النّيولِيِبرَالِية وَض ...
- الْوِلَايَات المُتَّحِدَة - رُوسِيَا وَرِحْلَة العَوْدَةِ إِ ...
- بَانْ كٍي مُونْ .. مِنَ البَحْث عَنِ الَحلّ إِلَى الَّلاحَلّ ...
- هَل تَدْخُل العَلَاَقَات المَغْربِيّة -الأُورُوبِية مُنْعَطف ...
- الرَّبِيعُ اْلعَرَبِيّ.. بَيْنَ أَحْلَامٍ وَرْدِيَّةٍ بِالتّ ...
- هَلْ تَتَخَلَّى الِولَايَاتُ المُتَّحِدَةِ عَنْ حُلَفَاءِهَا ...
- السَّعُودِيّة وإِيرَان.. صِرَاعٌ جِيُوسِيَاسِيّ بِغِلَافٍ مَ ...
- الْعَدَالَةُ وَالتّنْمِيَة وَاخْتِبَارُ صَنَادِيقِ التّقَاعُ ...
- العَلَاَقات التُّرْكِيَّة-الرُّوسِيَّة وَتَأْثِير الصَّدْمَة ...
- بَعْدَ مُرُور 15 سَنَة عَلَى إِعْلَان الحَرْب عَلَى اْلِإرْه ...
- روسيا بين مطرقة العقوبات الغربية وسندان التنظيمات المتطرفة
- لنرفض التطرف و لنستفد من عبر الآخرين
- إفلاس اليونان والتداعيات المحتملة على البناء الأوربي:


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد التاج - الأَحْزَابُ السِّيَاسِيّةِ المَغْرِبِيَّةِ وَمِحَكُّ الاِنْتِخَابَاتُ البَرْلَمَانِية المُقْبِلَة