أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد التاج - التّدَاعِيَاتُ المُحْتَمَلَة عَلَى وَحْدَةِ أُورُوبَّا بَعْدَ الْاِنْسِحَابِ الْبِرِيطَانِي














المزيد.....

التّدَاعِيَاتُ المُحْتَمَلَة عَلَى وَحْدَةِ أُورُوبَّا بَعْدَ الْاِنْسِحَابِ الْبِرِيطَانِي


خالد التاج
(Khalid Ettaj)


الحوار المتمدن-العدد: 5205 - 2016 / 6 / 26 - 04:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيرا حدث ما كان قد حذر منه العديد من المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم رئيس مجلس الاتحاد دونالد توسك (Donald Tusk) أو رئيس المفوضية الأوروبية أو وزير الخارجية الألماني أو المستشارة أنجيلا مركل، أو الرئيس الفرنسي، أو حتى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث حسم الشعب البريطاني أخيراً خياره من خلال استفتاء تاريخي قام بتنظيمه رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كامرون في 23 من يونيو حزيران المنصرم، إذ قرر البريطانيون من خلاله الانسحاب التام من الاتحاد الأوروبي. غير أن هذا الطلاق بين الطرفين لا يمكن أن يمر بسلاسة أو دونما تداعيات على فكرة أوربا الموحدة كما يمكن أن يظن البعض.
وقد بدأت المؤشرات الأولى لهذه التداعيات فعليا وبشكل سريع من خلال مطالبة زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني في فرنسا بإجراء استفتاء شعبي (Frexit)على غرار نظيره في بريطانيا حول البقاء أو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، كما بدأت ترتفع نفس الأصوات المشككة في جدوى الاتحاد ومدى قابليته للاستمرار من هولاندا من خلال الزعيم اليميني المناوئ للهجرة "خيرت فيلدرز" (Geert Wilders) أو رئيس الوزراء المجري "فيكتور أوربان" المنادي بضرورة الاستماع لصوت الشعوب واحترام خياراتها، كما لابد من الإشارة في ذات السياق إلى مطالبة رئيسة الوزراء الإسكتلندية بضرورة إجراء استفتاء ثاني في بلادها حول البقاء ضمن المملكة المتحدة أو الانفصال عنها مع الإعلان عن نية بلادها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فضلا عن مطالبة إسبانيا بتقاسم السيادة على جبل طارق مع بريطانيا، ينضاف إلى ذلك تلويح تركيا بإجراء استفتاء داخلي حول الاستمرار في مفاوضات الانضمام أو الانسحاب من هذا الماراتون التفاوضي الطويل، يأتي ذلك بالتزامن مع اتهامات الرئيس أردوغان لشركائه الأوربيين بعدم احترام الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين لا سيما منها ذات الصلة بتأشيرات دخول الأتراك إلى المجال الأوروبي .
فالاستفتاء "التاريخي" الذي أثار الكثير من الجدل ولازال، جاء ليكشف من جديد، أن الاتحاد الأوروبي يمر هذه الأيام من أصعب فتراته وأكثرها حساسية منذ تأسيس لبنته الأولى في 18 أبريل/ نيسان 1951، بالنظر لتراكم جملة من العوامل والمؤثرات التي أضحت تؤرق كبار قادته وتهدد بتقويض هذا الحلم النموذجي الذي لطالما راود شعوب أوربا ونخبها، منذرا بانقسام حاد في المواقف بين شرق أوربا وغربها.
غير أن أكثر هذه العوامل خطورة يظل ملف الهجرة والنازحين، والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وصعود التيارات اليمينية الشعبوية والأحزاب القومية، والنزوع المتنامي إلى تبني سياسات أكثر انغلاقا وحمائية، وغلق الحدود في وجه اللاجئين و المهاجرين ضدًّا على المبادئ و الفلسفة التي تأسس عليها الاتحاد، فضلا عن مشاكل فضاء شنغن (Schengen) ومنطقة اليورو و الإرهاب ، والتباين الحاد في الإمكانيات الاقتصادية للدول الأعضاء الذي يصل حد التناقض أحيانا، لا سيما بين دول شرق أوروبا وبين غربها، وتنافسية اليد العاملة الأوروبية الشرقية مقارنة مع نظيرتها الغربية، و أزمة الأوروبي و تعتبرها بمثابة أسباب مباشرة لكافة المشاكل الاقتصادية.
هذا الواقع لن يزيد على ما يبدو الوضع الأوروبي إلا تعقيدا وضبابية، كما لن يزيد بناءه الجامع إلا تآكلا وتداعيا كقطع الدومينو، إن لم يتم القيام بسلسة إصلاحات هيكلية وقانونية على بنية الاتحاد والتخفيف من قيوده البيروقراطية، الشيء الذي يبدو أكثر استعجالا، بغية الحد من حمى التشكيك في جدوى الاتحاد والمطالب المتزايدة بالانسحاب أو الإنفصال.
هذا الوضع الدقيق والغير مسبوق الذي يمر منه الاتحاد الأوروبي، لا يمكن أن يمر دون أن يرخي بظلاله أيضا على علاقة الثقة بين دول حلف الشمال الأطلسي سواء بطريقة أو بأخرى، سيما في ظل المخاطر الأمنية المحدقة بدول الاتحاد، خصوصا وأن الأمر يجري في سياق حالة رصد وتقييم لهذه الظرفية من قبل الغريم الروسي الذي يبدو مبدئيا المستفيد الأكبر من هذا الوضع الحساس ، مع أخذنا بالاعتبار أن الاتحاد الأوروبي الذي فقد للتو عضوا دائما ثانيا في مجلس الأمن بعد فرنسا، وقوة عسكرية و اقتصادية هي الخامسة عالميا، والمنهمك الآن في ترميم بيته الداخلي و استيعاب هول الصدمة الناجمة عن هذا الانسحاب، متورط في فرض وتجديد عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا قد تسببت في خسائر فادحة على اقتصادها على خلفية الأزمة الأوكرانية وضم شبه جزيرة القرم، و في ظل تزايد المخاوف من التلويح باستعمال سلاح الطاقة الروسي أو تكرار نفس سيناريو القرم في دول البلطيق الثلاث (إستونيا و لاتفيا و لتوانيا)، و في ظل احتمالية تقارب تركي-روسي وشيك قد يتجاوز أزمة إسقاط طائرة سوخوي الروسية العام الماضي وحالة "الجفاء" الناجم عنها، و في ظل حالة الضعف والسلبية التي أبدتها إدارة أوباما (الحليف الاستراتيجي لأوروبا) في التعاطي مع كثير من الملفات وبؤر التوتر عبر العالم و على رأسها أوكرانيا والصراع السوري في الوقت الذي أبدت فيه روسيا مواقف متصلبة وما يمكن أن ينجم عن ذلك من حالة التشكيك في قدرتها على الالتزام بالدفاع عن حلفاءها داخل الحلف.



#خالد_التاج (هاشتاغ)       Khalid_Ettaj#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إِشْكَالِيَة التّأْطِير وَالتّنْشِئَة فِي النّسَقِ السِّيَاس ...
- البُعْد الِاثْنِي والهَوِيَّاتِي فِي مُعَاَدَلة الصِّرَاع ال ...
- الحَرَكَات الْعُمَّالِية بَيْنَ زَحْف النّيولِيِبرَالِية وَض ...
- الْوِلَايَات المُتَّحِدَة - رُوسِيَا وَرِحْلَة العَوْدَةِ إِ ...
- بَانْ كٍي مُونْ .. مِنَ البَحْث عَنِ الَحلّ إِلَى الَّلاحَلّ ...
- هَل تَدْخُل العَلَاَقَات المَغْربِيّة -الأُورُوبِية مُنْعَطف ...
- الرَّبِيعُ اْلعَرَبِيّ.. بَيْنَ أَحْلَامٍ وَرْدِيَّةٍ بِالتّ ...
- هَلْ تَتَخَلَّى الِولَايَاتُ المُتَّحِدَةِ عَنْ حُلَفَاءِهَا ...
- السَّعُودِيّة وإِيرَان.. صِرَاعٌ جِيُوسِيَاسِيّ بِغِلَافٍ مَ ...
- الْعَدَالَةُ وَالتّنْمِيَة وَاخْتِبَارُ صَنَادِيقِ التّقَاعُ ...
- العَلَاَقات التُّرْكِيَّة-الرُّوسِيَّة وَتَأْثِير الصَّدْمَة ...
- بَعْدَ مُرُور 15 سَنَة عَلَى إِعْلَان الحَرْب عَلَى اْلِإرْه ...
- روسيا بين مطرقة العقوبات الغربية وسندان التنظيمات المتطرفة
- لنرفض التطرف و لنستفد من عبر الآخرين
- إفلاس اليونان والتداعيات المحتملة على البناء الأوربي:


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد التاج - التّدَاعِيَاتُ المُحْتَمَلَة عَلَى وَحْدَةِ أُورُوبَّا بَعْدَ الْاِنْسِحَابِ الْبِرِيطَانِي