أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الحزب الشيوعي السوري - مهمة الوطني الديموقراطي نضال ضد الاستبداد وتصدٍ للمستعمرينَ الجدد















المزيد.....

مهمة الوطني الديموقراطي نضال ضد الاستبداد وتصدٍ للمستعمرينَ الجدد


الحزب الشيوعي السوري

الحوار المتمدن-العدد: 388 - 2003 / 2 / 5 - 03:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

بعدَ أكثر من عقدٍ من الحصار الخارجي، وعقِبَ عقودٍ طويلةٍ من الحصارِ الداخلي، يدخل الشعب العراقي الآن في تجربةٍ أصعبَ بما لا يقاس وأكثرَ تعقيداً من كل تجاربه الماضية التي مرَّ بها منذ تأسيس الدولة العراقية في 1920 فالهوية والكيان على مفترق طرق.
فهذا الشعب ليس فقط مرشحاً لأن يعاني من مآسي حربٍ أكثر فتكاً وتدميراً من الحربين الماضيتين، ومن حروبٍ أهلية وتقسيماتٍ واقتطاعات إقليمية وكياناتٍ إثنية ومذهبية..، وإنما من ظروف احتلالٍ استعماريٍ أمريكيٍ مباشر للأرض والشعب والدور. هذه هي المخاطر التي تهيمن على الحال العراقية الآن.
فالولايات المتحدة تهدف إلى: الهيمنةِ الكاملة على العراق وثرواتِه النفطية، وتحويلِه إلى القاعدة الأمريكية الرئيسة لتشغيل دومينو السيطرة المباشرة على كل دول المنطقة، وهي تعتبر مثل هذا الإنجاز خطوة حاسمة على طريق إحكام سيطرتها على العالم وتطويق منافسيها المستقبليين في أوراسيا(الصين، روسيا، أوربا، الهند، اليابان..)؛ وإضافة إلى هذه الدوافع الاستراتيجية فحربها العتيدة على العراق تحركها عوامل داخلية أمريكية من أهمها: الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تعوِّل الإدارة الأمريكية على حلها عبر تنشيط الحروب والصناعات العسكرية وعبر التحكم باستثمارات النفط العراقي والهيمنة على منظمة أوبك؛ وبالطبع لا يمكننا هنا أن نغفل دور التيار اليميني المتطرف القوي التأثير على الإدارة الحالية، والمنحاز انحيازاً مطلقاً لإسرائيل والذي يعتبر السيطرة العسكرية الأمريكية على العراق أنها يمكن أن توفر حلاً توراتياً لقضية الشرق الأوسط.
تغطي الولايات المتحدة أهدافها هذه بذريعتين: ذريعة التخلص من أسلحة التدمير الشامل في العراق التي تشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي وأمن حلفائها؛ وذريعة تحرير شعب العراق من النظام الاستبدادي ومساعدته على بناء نظامه الديموقراطي. بكل بساطة يعلن الحكام الأمريكيون أنفسهم محررين للعراق لا غزاة!! ويحملون «الديموقراطية» للعراقيين وليس فقط صواريخَهم ودباباتِهم وطائراتهم وقنابلهم النووية «التكتيكية"!! هذا سلاح أمريكا الإيديولوجي في هذه الحرب. ومما يدعو إلى الأسف أن هذه الإيديولوجيا لم تبق أمريكية أو بريطانية فقط، وإنما يروج لها الآن عدد غير قليل من المعارضين العراقيين، وفي مقدمتهم الذين كانوا أكثر التصاقا بالنظام لفترات طويلة. ولم تقف الأمور عند هذا الحد بالنسبة إلى الديموقراطية الأمريكية المزمع تصديرها لمنطقتنا، فلقد تطوع في حملة تسويقها بعض المثقفين والأكاديميين العرب المعروفين. فهنالك اتجاه الآن يعتقد بأن العرب لن يستطيعوا الانتقال من التخلف إلى الحداثة إلا عبر حملةٍ عسكريةٍ أمريكيةٍ هائلة لا تبقي ولا تذر!!
الوضع العراقي الراهن لا يشكل مفارقة في التاريخ، فدوماً حين كان يتعاظمُ استبداد الطبقة الحاكمة ويزداد نهبها الداخلي، وحين كان يتفاقم ضعفُ الدولة ويستبد اليأس بالناس، يصبح الغزاة على مرمى حجر!! وفي مثل هذه الأحوال التي تتسم بالبؤس على كل المستويات يمكن أن يتنازل الحاكم ويسلِّم كاملَ أوراقه، ويريق كلَ ماء وجهه، فقط من أجل أن يبقى في السلطة؛ ويمكن أن يرى البعض ممن كانوا يوماً ألصقَ الناس بالحاكم أن مصالحَهم تتفق مع مصالح الغازي المحتل؛ ويمكن لبعضٍ آخر أن لا يجدَ غضاضة في أن يسهمَ في «جرِّ عربة قائد الحملة» إلى ساحة مدينته المغزوَّة، ويمكن لآخرين أن يصدِّ قوا أو أن يتوهموا بأن الغزاةَ محرِرين، ويمكن.. ويمكن..ولكن في نهاية المطاف تجد أكثريةُ الشعبِ نفسَها أمامَ تحدي الواقع الذي لا مناصَ من مواجهته، وهو جدل العلاقة بين المحتلِ(الفاعل ) والمحتلِ (المفعول)، جدل مقاومة المغزوين للغزاة بشتى الوسائل وبغض النظر عن فروق ميزان القوى. هذا الجدل ليس عابراً في التاريخ وهو قائم أمامنا اليوم في فلسطين منذ أكثر من نصف قرن. نحن لا نعتقد أن هذا الكلام يدخل في نطاق الإيديولوجيا أو «التبشير» كما يعتبره «الواقعيون جداً»؛ إن الأمريكيين سيخيبون آمال هؤلاء ولن يجلبوا إلينا لا تحريراً ولا ديموقراطية ولا حداثة. فتاريخهم منذ نشأتهم لم يكن هكذا، لا في حدائقهم الخلفية في أميركا اللاتينية ولا في آسيا وأفريقيا.
وبالنسبة إلى مواقف الأنظمة العربية من الحرب المتوقعة على العراق، ففي الواقع هنالك عوامل كثيرة توحد هذه المواقف المتسمة بالخوف والارتباك والتردد وعدم المبادرة وفقدان الفعالية وطغيان اللفظية السياسية عليها واختلاف خطابها المعلن عن خطاب كواليسها. ومن أهم هذه العوامل:
1- افتقاد المجتمعات العربية للحياة السياسية والمجتمع المدني وحصر القرار بالطبقات الحاكمة، وضخامة الفجوة بين الحكام والشعوب، وشمولية الاستبداد والقمع وغياب القانون والصحافة الحرة واستقصاءات الرأي العام؛ إضافة إلى طغيان سياسات النهب وإفقار الشعب المتواصل وتدمير الطبقات الوسطى، وتطويل طوابير المنتظرين أمام السفارات الأمريكية والأوربية والكندية والاسترالية بحثاً عن فرصة العمل ولقمة العيش. وإذا كان هنالك من فروقٍ بين هذا البلد العربي أو ذاك، فهي طفيفة وعاجزة عن منح النظام العربي أية فعالية إزاء الهجمة الخارجية الراهنة.
2- شمولية الاحتلالات وأشباه الاحتلالات في الوطن العربي كله، فإلى جانب الاحتلالات المباشرة، هنالك القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في أماكن كثيرة من الوطن العربي، وهنالك المناورات العسكرية الأمريكية السنوية ونصف السنوية، والمعونات العسكرية والمخابراتية إلى معظم الدول العربية لمساعدتها في مكافحة الإرهاب.
3- خوف الأنظمة العربية من شعوبها أفقدها ظهيرَها الداخلي، وهذا ما جعل خوفها أكبر في هذه الفترة التي تشعر بإمكانية انقلاب ظهيرها الخارجي عليها في اية لحظة إذا اقتضت مصلحته ذلك.
تعيش الأنظمة في هذه الحقبة حلقة مفرغة، فهي حفاظاً على بقائها في السلطة وعلى مصالحها ومنافعها ومواصلة نهبها، تخاف من أن تفسح في المجال لدخول شعوبها المجال السياسي وإسهامها في القرار، ومن جانب آخر تخاف من انفتاح مصائرها على الانهيار والفوضى.
وأما فيما يتعلق بالمواقف السياسية الشعبية العربية، فهي لا تتناسب على الإطلاق مع الأخطار المحدقة بوطننا العربي الآن. وإذا كان افتقار الشعوب العربية للقدرة على صد الأخطار الخارجية، يعود في قسم كبير منه لعوامل ضعف الأنظمة ذاتها، وافتقاد المجتمعات العربية للديموقراطية، فهذا لا يعفي الحركات والأحزاب السياسية العربية من تحمل جزءٍ من المسؤولية عن الوضع العربي الراهن. إذ لم تستطع هذه الحركات والأحزاب السياسية بناءَ معارضات موحدة وقوية في أقطارها على نطاق الوطن العربي، وبكلمة لم تستطع هذه القوى أن توطد الحياة الديموقراطية في داخلها وفيما بينها، ولم تتمكن تحريك الأنظمة قيد أنملة عما هي فيه من تسلط واستبداد ونهب وفساد. فممانعة الأنظمة للإصلاح وعجز المعارضة عن التغيير يجعلان المجتمع والدولة نهباً لتأثير عوامل الخارج بعد أن انتفى تأثير عوامل الداخل.
لكن أي تغيير خارجي بالقوة سرعان ما يتنابذ مع عوامل الداخل تحت وطأة الاحتلال. هذا في رأينا ما يجب أن يحدد مواقف الأحزاب والحركات السياسية والمعارضات العربية الآن. فلا يمكن لأي معارضة أن تحتفظ بوطنيتها وتنخرط في حربٍ أمريكية على العراق.
وإن مقاومة الغازي الأمريكي لا تتعارض مع مقاومة الاستبداد والكفاح من أجل الديموقراطية. فالديموقراطية سمة العصر، ولكنها لا تُمْنَح بل يحوكها ويصوغُها ويصنعُها طلابُها.

الرأى
 نشرة سياسية  يصدرها الحزب الشيوعي السوري
العدد15/تشرين الثاني/ 2003



#الحزب_الشيوعي_السوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفيق الأمين الأول المركزية رياض الترك يتحدث إلى - الرأي
- المقابلة التي اجرتها مجلة - العاصي العربي - الكندية مع السيد ...
- خطوة يجب أن تكتمل!
- رياض الترك إلى الحرية...... مرّةً أخرى
- التقرير الأول للتنمية الإنسانية العربية لعام 2002
- رسالة الطبقة من زيزون إلى قناة البليخ ومابينهما
- بعد عامين استمرارية التعويق وهدر الوقت
- مطالعة قانونية في محاكمة سياسية أقوال غير مؤثمة
- حول أزمة العمل السياسي في سورية
- أوضاع الحركة الديمقراطية في سورية
- بيان إلى الرأي العام حول الحكم على رياض الترك
- من مداخلات المؤتمر التداولي للحزب-آذار 2001
- سورية ممكنة بلا معتقلين سياسيين!
- سوريا إلى أين؟
- عود على بدء


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الحزب الشيوعي السوري - مهمة الوطني الديموقراطي نضال ضد الاستبداد وتصدٍ للمستعمرينَ الجدد