أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سلمان بارودو - الوضع الاقتصادي في ظل الحرب الدائرة في سوريا














المزيد.....

الوضع الاقتصادي في ظل الحرب الدائرة في سوريا


سلمان بارودو

الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 17:18
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ليس بخاف على أحد مدى تأثر الاقتصاد الوطني السوري بالأزمة الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات أنها كارثة حقيقية حلت بالشعب السوري، فالاقتصاد السوري يأن الآن تحت ضربات الحرب التي فتكت بكل جسد الاقتصاد وأصبح الآن يقضي معظم أوقاته في غرفة الإنعاش، لقد مر الاقتصاد السوري خلال مدة الحرب الدائرة في سوريا بعدة مراحل رئيسية أهمها:
المرحلة الأولى: هي مرحلة انهيار النمو الاقتصادي والفوضى الخلاقة في المناطق الساخنة من تدمير المعامل والمصانع وسرقة المعدات والآليات وهجرة رؤوس الأموال، وهذه المرحلة كانت من النصف الثاني لعام 2011 وحتى نهاية 2012.
المرحلة الثانية: خلال عام 2013، كانت على شكل محاولة امتصاص الصدمة، بعد أن تبين بأن الأزمة سوف تستغرق وقتاً طويلاً، فكانت الأولوية هي لتأمين الاحتياجات الأساسية كالغذاء والوقود، لذلك بدأت عجلة بعض الأنشطة الاقتصادية بالتعافي شيئاً ما، وسط تراجع في نشاط العديد من القطاعات الإنتاجية.
المرحلة الثالثة: بدأت نوعاً ما من محاولات السير بالاقتصاد نحو الأمام، والنهوض به على كافة المستويات، بما فيها التصدير، لكن كانت بنسبة بطيئة مقارنة بوضع ما قبل الأزمة.
ووفقاً لدراسة أعدها الكثير من الاقتصاديين والمعاهد المعنية بهذا الشأن كمعهد كارنيغي، فإن زيادة الطلب على العملات الأجنبية واستمرار الحرب والحصار المفروضين على سوريا، كل هذ أدى إلى خفض قيمة الاحتياط النقدي، مما دفع بالاقتصاد البلد إلى التآكل بمعدلات مرتفعة، وبالتالي ما دفع العملة الوطنية إلى الهبوط الجنوني. حيث بات معروفاً لدى الجميع بأن اقتصاد البلد تحول خلال الأعوام الثلاث الأولى من الأزمة السورية إلى اقتصاد حرب بالدرجة الأولى، نتيجة سيطرة قوى عسكرية إسلامية متطرفة على مساحات واسعة في كثير من المحافظات السورية وهي بمجملها قوى إرهابية عابرة للأوطان والدول، حيث كانت الأولوية مثلما ذكرناه لتأمين المواد الأساسية والرئيسية كالغذاء والوقود، وتوظيف جميع المقدرات والأدوات والمؤسسات لخدمة الآلة العسكرية، وذلك وسط تراجع الكثير من القطاعات الانتاجية ونفاذ الاحتياطي النقدي، وبالرغم من العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا وتراجع الإيرادات الضريبية وانخفاض واردات النفط، بالتوازي مع هروب رؤوس الأموال خارج البلد، وتناقص الودائع المصرفية، حيث لا نستطيع أن نقول بأن الأزمة قد فرملت العمل الاقتصادي، رغم أن البنية الاقتصادية ضعيفة جداً مقارنة بما كانت نتيجة الخسائر والاضرار والتدمير التي سببتها هذه الحرب الظالمة على الاقتصاد الوطني بشكل عام، رغم ذلك كله تفادى هذا الاقتصاد الانهيار النهائي، وذلك بفضل الدعم والمساعدات المقدمة من الحليفتين الرئيسيتين لسوريا (روسيا وإيران).
حيث أن الأزمة المستفحلة والارهاب المتوحش استنزفا معظم مصادر الثروة من آبار النفط والغاز والموارد الاقتصادية والإنتاج الصناعي والزراعي في البلاد، حيث تركت نتائجها تأثيرات كبيرة وضارة وخسائر قدرت بمليارات الدولارات على الشعب السوري بعد مضي خمس سنوات من هذه الأزمة والحرب الجنونية الدائرة على طول البلاد وعرضها.
وبسبب استمرار الأزمة والصراع الاقليمي والدولي في سوريا وعلى سوريا، فقد ازداد تشظي الاقتصاد السوري سنة بعد أخرى، إن دل هذا على شيء إنما يدل على حالة التمزق الحاد في البنى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لتلك القوى التي تتصارع على الجغرافية السورية.
رغم هذا وذاك وبغض النظر عن خطأ أو صوابية تخطيط أو معالجة الحكومة لهذ الوضع عملت على تخفيض الدعم الحكومي لبعض السلع والخدمات الضرورية المقدمة للمواطن، وبعبارة أخرى عملت على تطبيق سياسة ترشيد الدعم، أي استراتيجية التعقل في الانفاق، حيث رفعت أسعار بعض المواد الأساسية: كالمازوت والخبز والغاز، هذه الخطة أضرت أكثر مما أنفعت بالاقتصاد السوري، لا بل اسهمت في تعميق الأزمة أكثر فأكثر بشكل واضح وجلي لأنها رفعت من تكلفة الانتاج المحلي وزادت من الضغوط التضخمية الذي ألقى بأعباء معيشية على كاهل المواطن السوري المسكين الذي لا حول له ولا قوة.



#سلمان_بارودو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم الاقتصاد السياسي
- قراءة في كتاب «العائلة البدرخانية – رحلة النضال والعذاب» للك ...
- الإهانة والحقد في ثقافة المفكر عبدالرزاق عيد...؟!
- الاتفاق التركي السعودي والدور المحوري ؟!.
- بهجت بكي أبو شنو يتذكر المناضل سامي عبدالرحمن في ذكرى استشها ...
- تدخل روسيا المباشر في سوريا
- السياسة التي تنتهجها تركيا تجاه القضية الكرد
- الدور التركي تجاه القضية الكردية
- مهلاً يا استاذ مصطفى أوسو
- الإنسان هو الأساس والمحور لأي عملية....؟!
- كيف تعاملت تركيا مع الأزمة السورية؟!
- رحل فارس آخر من ساحات النضال
- اللاعنف أعظم ما أبدعه الإنسان
- التغيير يجتاح الأنظمة المستبدة
- إرادة الشعوب أقوى من جبروت الأنظمة المستبدة
- لماذا يقتل المكون المسيحي في بلدان الأكثرية الإسلامية... ؟!!
- وستظل ذكراك متقدة في ذاكرتنا ما حيينا...يا أبا شيار!!!
- بيئة الثقافة
- مفهوم التخلف الاقتصادي
- احترام التنوع الثقافي بين الشعوب


المزيد.....




- وزير المالية الألماني: العبء البيروقراطي على اقتصاد الاتحاد ...
- مصر تعلن موعد وصول الدفعة الثانية من أموال رأس الحكمة
- دول الخليج تسعى لإنهاء التصعيد بين إيران وإسرائيل لحماية أمن ...
- سبينس تُعلن نيتها إدراج أسهمها في سوق دبي المالي
- النفط يرتفع وسط التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط
- الدولار يحلق عاليا بعد بيانات مبيعات التجزئة الأميركية
- الذهب قرب مستوى تاريخي مرتفع وسط تزايد المخاوف الجيوسياسية
- بنوك عالمية ترفع توقعاتها لأسعار النفط بعد الهجوم الإيراني
- الحرب في غزة تضاعف ديون إسرائيل إلى 43 مليار دولار في 2023
- 900 مليون دولار خسائر -لوفتهانزا- في الربع الأول


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سلمان بارودو - الوضع الاقتصادي في ظل الحرب الدائرة في سوريا