أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلمان بارودو - اللاعنف أعظم ما أبدعه الإنسان














المزيد.....

اللاعنف أعظم ما أبدعه الإنسان


سلمان بارودو

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 14:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن وجود وانتشار العنف في كثير من المجتمعات أصبح أمراً واضحاً ومخيفاً يهدد حياتها ومستقبلها ، رغم رفض هذه الظاهرة الخطيرة على الأقل بشكل نظري من قبل أوساط مجتمعية واسعة .
عندما نتحدث عن العنف والظلم، نتذكر فوراً شخصيات حقيقية ليست من نسيج الخيال، بل من العصر الحديث كشخصية هتلر وستالين وصدام وميلوزوفيتش ومعمر القذافي ، على سبيل المثال لا الحصر، لأن هؤلاء اتسم تاريخهم بالعنف والطغيان والدموية، وكذلك يتبادر إلى أذهاننا ونتذكرهم بإجلال أصحاب ثقافة ومبدأ اللاعنف في نضال الشعوب والمضطَّهَدين لأجل الانعتاق من الاستبداد ونيل الحرية وتأمين الحقوق العادلة ، كشخصية الزعيم الهندي المشهور المهاتما غاندي، وقائد النضال السلمي في الولايات المتحدة الأمريكية مارتن لوثر كنج، والقائد الأفريقي نيلسون مانديلا، وكذلك تجربة النضال ضد العنصرية في أمريكا.
إن التخلص من ثقافة العنف والعنف المضاد واجتثاثها من عقلية وذهنية الأفراد والجماعات ليس بالأمر السهل، بل يحتاج لجهود سلمية وتوعوية ثقافية وسياسية اجتماعية كبيرة ، وإيجاد حلول ناجعة لكافة المعضلات تخلق بيئة سليمة يتكوّن فيها الإنسان العاقل السوي المحب لأخيه الإنسان ، وهذا لا يعني المسامحة غير المشروطة تجاه المعتدين على حقوق المجتمع.
إذ قال غاندي : ( العين بالعين تجعل العالم بأكمله أعمى )، أي أن مواجهة العنف بالعنف تعني تسميم الحياة وطمس أسس العيش المشترك وتقويض السلم الأهلي .
لذا أصبح واضحاً للعيان بأنه لا يمكن لأي مجتمع أن يعيش بسلام وازدهار دون تبني سياسة السلم وقبول الآخر المختلف واحترام رأيه مهما كانت ميوله واتجاهاته السياسية والفكرية، لذلك من واجب جميع المهتمين والمتخصصين إيجاد أدوات وآليات مناسبة لنشر ثقافة ومبدأ اللاعنف وأسسه وكيفية العمل به ، يقول المهاتما غاندي لدى مطالبته للشعب الهندي باعتماد مبدأ اللاعنف: ( اللاعنف هو القوة العظمى لدى الإنسان وهو أعظم ما أبدعه الإنسان من أكثر الأسلحة قدرة على التدمير ). مع الأسف، ما زالت فيروسات العنف تعمل في ثقافتنا بشكل عام وتجد لها البيئة الخصبة ، ان لم يتم معالجتها بشكل صحيح ومدروس، ويبدو أننا مقبلون على مآسي وويلات وكوارث لا تحمد عقباها .
العنف لا يحل المشكلات، بل يزيدها تعقيداً، كما أنه لا يحرر المجتمع، بل يقيده ويأسره، كون العنف يعتمد على منطق القوة وليس قوة المنطق.
إن التغيير الديمقراطي وبناء الدولة المدنية الحديثة لا يتحقق بتغيير النظام أو السلطة وشخوصها، بل بتغيير العقول والنفوس والبنية الفكرية والثقافية والتنظيمية للدولة والمجتمع نحو قبول التعدد والآخر وصون الحقوق خدمةً لكل فردٍ إنسان – مواطن .
لذا أرى أنه يترتب على كافة السياسيين والإعلاميين والكتاب والمثقفين أن يقدموا لمجتمعاتهم نموذجاً لثقافة اللاعنف من خلال برامجهم وكتاباتهم ونضالاتهم المستمرة بين الجماهير، لأنه لا يمكن أن نتصور مجتمعاً تعمُّ فيه ثقافة اللاعنف إذا كان قادته وسياسيوه وإعلاميوه ومثقفوه يمارسون العنف والإقصاء أو الإرهاب بأشكال مختلفة. وهنا لا بد من الإشادة بمواقف وسياسة حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا بخصوص انتهاجه ثقافة اللاعنف وترويجها من خلال عمله النضالي والسياسي وأدبياته ومواقفه المنشورة. إن هكذا سياسة وثقافة لا بد أن تنتصر في النهاية، لأنها تبغي التسامح والمحبة والسلام وتأمين حقوق الإنسان والشعوب وخلق الثقة وتعزيزها بين جميع مكونات المجتمع، من أجل الانتقال إلى غد أفضل لا مكان فيه للعنف والعسف والاضطهاد.



#سلمان_بارودو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير يجتاح الأنظمة المستبدة
- إرادة الشعوب أقوى من جبروت الأنظمة المستبدة
- لماذا يقتل المكون المسيحي في بلدان الأكثرية الإسلامية... ؟!!
- وستظل ذكراك متقدة في ذاكرتنا ما حيينا...يا أبا شيار!!!
- بيئة الثقافة
- مفهوم التخلف الاقتصادي
- احترام التنوع الثقافي بين الشعوب
- شمولية علم الاقتصاد
- مشكلة التخلف الاقتصادي
- مؤتمر كردي سوري -وجهة نظر الأستاذ فيصل يوسف-
- دعوة للمراجعة
- سلامة قلبك...د.أحمد أبو مطر
- منبر الحوار المتمدن في عامه السابع
- ماذا تخفي السلطة وراء حملة الاعتقالات وجلسات المحاكم؟؟.
- متطلّبات الشراكة ومستقبل العمل المشترك
- هل باستطاعة أحد اجتثاث السياسة من الحياة؟!.
- العمل من أجل ممارسة الديمقراطية قولاً وعملاً
- عبارات دامعة في ذكرى رحيل المبكر لابن عامودا البار-حسن أبو د ...
- ثقافة التسامح وقبول الآخر المختلف
- لماذا الخوف من قول الحقيقة...!!


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلمان بارودو - اللاعنف أعظم ما أبدعه الإنسان