أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلمان بارودو - مشكلة التخلف الاقتصادي















المزيد.....

مشكلة التخلف الاقتصادي


سلمان بارودو

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 07:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لقد تزايد الاهتمام بمشكلة التخلف الاقتصادي وعدم التكافؤ في مستويات المعيشة والتطور التكنولوجي بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة، والواقع أن ظاهرة التخلف الاقتصادي ظاهرة قديمة وأن الجديد في الأمر هو الشعور بأهمية هذه المشكلة حتى أصبحت تحتل مكاناً أساسياً من الاعتبار.
فعلى المستوى المنطقة وإلى وقت غير بعيد, كانت شعوب الدول المتخلفة تبدو وكأنها قد استسلمت لهذه الظاهرة, ومنذ الحرب العالمية الثانية أصبحت أكثر تساؤلاً وانتقاداً لما يحيط بهم من أوضاع واخذ الشعور بمساوئ ومضار كل أشكال التخلف يتزايد, كما تزايدت الرغبة في التصدي للأوضاع القائمة وتغييرها. وقد ساعد على هذا الاتجاه حصول الكثير من الدول المتخلفة على استقلالها منذ ذلك التاريخ فتحررت من السيطرة الاستعمارية, وأصبحت حركات التحرر لا تسعى إلى تحقيق الاستقلال السياسي فحسب بل تعمل أيضاً لبلوغ الاستقلال الاقتصادي حتى أصبح شعار هذه الدول "الاستقلال والتنمية".
إن المشكلة الاقتصادية مشكلة عامة بالنسبة لكافة المجتمعات مهما كانت درجة تقدمها أو تطورها. ومن نافلة القول أن مستوى هذه المشكلة وتبعاتها تختلف في الدول المتطورة عنها في الدول المتخلفة، لأن الأخيرة لا تمتلك خطط وأدوات المعالجة والمواجهة ولم تستطع بعد تكوين بنيانها القوي لأن معاناتها أكبر وظروفها الذاتية والموضوعية أصعب وتعاني من ضعف الهياكل والبرامج الاقتصادية والأجواء السياسية السليمة.
لذلك، تتطلب الحاجة من هذه الدول إلى إجراء تغيير جذري في نهجها الاقتصادي متلازماً مع تغيير جذري في نهجها السياسي لينطلق منه إصلاح اقتصادي وإداري شامل مع خطط للتنمية ومشاركة شعبية من خلال مؤسساتها المعنية في إعداد هذه الخطط، لأن العلاقة بين الإصلاح الاقتصادي والإصلاح السياسي علاقة جدلية قائمة على التأثير والتأثر المتبادل.
وهنا لابد من التذكير إلى أن الإصلاح الاقتصادي لا يعني الانقلاب على الذات، وإنما مواكبة التطورات الجديدة انطلاقاً من أهمية التعاطي والتواصل معها وفق طريقة واقعية عملية وعلمية. وهو أيضاً بحاجة إلى وعي مجتمعي في كل مناحي الحياة.
صحيح أن للإصلاح مخاطره وثمنه، لكن التردد في الإصلاح لا يقل خطراً عن الإسراع فيه، وقد أصبح البطء فيه يهدد الدول النامية بمزيد من التهميش والضعف والتبعية في زمن العولمة والثورة المعلوماتية والتكنولوجيا الحديثة.
ولا يمكن أيضاً الحديث عن تحقيق أي إصلاح بدون توفر الإرادة الحقيقية وشروط موضوعية كمقدمات أساسية التي يمكن أن تشكل الأرضية المناسبة لانطلاقته.
إن تفاقم ظاهرة التخلف الاقتصادي وخاصة في السنوات الأخيرة بسبب تأخر الدول في إجراء الإصلاحات المطلوبة مما أدت إلى تراكم المشكلات، على الرغم من الدراسات والحوارات الكثيرة التي تجري هنا وهناك، وتظهر في الصحف المحلية حول مشاكل القطاع الاقتصادي، حيث لم يستطع القائمون على هذا القطاع حتى الآن إعداد رؤية أو إستراتيجية أو برنامج عمل واضح وشفاف لإصلاحه، بينما يستمر استنزاف هذا القطاع للقدرات الإدارية والمالية، ولا يستمر الاستفادة من الثروات الوطنية بالشكل الأمثل أو من الاستثمارات المحلية والخارجية.
كما إن استمرار العديد من المشاكل الاقتصادية مثل: ارتفاع الأسعار- واستمرار الفساد- وهدر المال العام- وزيادة معدلات البطالة والفقر, وما تحمل من آثار سلبية وضارة على الحياة المواطنين وعلى التركيبة السكانية، وضمن الشروط السياسية المحلية والإقليمية والدولية وما يعانيه المواطنون من آثار العقوبات المعلنة وغير المعلنة, إضافة إلى تدخل الأحزاب الحاكمة وأجهزتها الأمنية في أدق تفاصيل حياة المواطن، وفقدان المساءلة والشفافية وضعف المهارات والخبرات في دوائر الدولة بسبب تدني الأجور إلى أدنى مستوياتها, كل ذلك يؤثر سلباً في إضعاف إرادة المواطن وإبداعاته وإقصائه تهميشه وبالتالي إفقاره.
إن المعيار الأساسي الصحيح لأي تنمية هو الوصول إلى إشباع الحاجات الأساسية في المجتمع كالتوزيع العادل للدخل وتوفير التعليم والصحة والغذاء والسكن الملائم لكل المواطنين، وأيضاً العدالة في توزيع الثروة الوطنية وغيرها من الخدمات الأساسية.
من المعلوم أن أي نظام اجتماعي في أي مجتمع يؤثر تأثيراً ملحوظاً على النشاط الاقتصادي فيه، فالدول النامية تعترضها صعوبة التغلب على الكثير من المفاهيم والعادات والتقاليد العقيمة والتي لم تعد تتلاءم ومتطلبات المجتمع الحديث، فالتراث الاجتماعي لهذه الدول - والذي يتمثل في شكل ممارسة العادات والتقاليد البالية والتمسك بالأقوال المأثورة من "الحكم والأمثال"- يعوق عمليات التنمية الاقتصادية.
ومن الأمثلة على هذه العادات والتقاليد السائدة في غالبية الدول النامية إبعاد المرأة عن مجالات الإنتاج بينما هي تمثل نصف المجتمع, وكثرة إنجاب الأولاد بما لا يتناسب مع دخل الأسرة بحيث لا يمكن تهيئة الظروف الصحية والسكنية الملائمة وتوفير متطلبات الحياة الأساسية، كذلك فان تعدد الزوجات وكثرة الطلاق في بعض المجتمعات, من شأنه أيضاً أن يزيد من حدة المشاكل الاجتماعية.
كما تعتبر المعوقات السياسية أيضاً من أهم الأسباب التي تواجه عملية التنمية الاقتصادية في الدول النامية وتتمثل هذه المعوقات في حالات الاستبداد والقهر السياسي وغياب الديمقراطية والحريات العامة، والتنظيم السياسي القادر على تحقيق الاستقرار في الدولة والمجتمع والعامل على تغليب المصلحة الفردية على المصلحة العامة, والذي يحفز الإدارات لتقوم بأداء واجباتها بصورة إيجابية نحو المجتمع يهدف للتقدم والنمو في كافة المجالات.
إن وجود التنظيم السياسي المستند إلى التوجهات العلمانية والمؤسساتية في إدارة الدولة من شأنه أن يبلور قوة قادرة على تحقيق التنمية الاقتصادية, وبدون تكامل التنظيم السياسي بالدولة مع التنظيمات القانونية والاجتماعية والإدارية يتعذر- إن لم نقل يستحيل – القيام بتنمية اقتصادية فعالة ومستمرة.
لذلك فوجود تنظيم سياسي متحرر من التقاليد البالية وبعيد عن مفاهيم الاستفراد بالحكم وإقصاء الآخر وقادر على مواجهة المشاكل بعقلية منفتحة، يعتبر أحد العوامل الأساسية اللازمة لنجاح أية سياسة للتنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى ذلك فان تهيئة المناخ السياسي الملائم للتنمية يتطلب الارتفاع بدرجة الوعي السياسي لأبناء المجتمع بحيث يعرف كل فرد حقه على المجتمع وحق المجتمع عليه ومن ثم يستطيع أن يواجه كل محاولة لاستغلاله أو الانحراف به من جانب أياً كان.



#سلمان_بارودو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر كردي سوري -وجهة نظر الأستاذ فيصل يوسف-
- دعوة للمراجعة
- سلامة قلبك...د.أحمد أبو مطر
- منبر الحوار المتمدن في عامه السابع
- ماذا تخفي السلطة وراء حملة الاعتقالات وجلسات المحاكم؟؟.
- متطلّبات الشراكة ومستقبل العمل المشترك
- هل باستطاعة أحد اجتثاث السياسة من الحياة؟!.
- العمل من أجل ممارسة الديمقراطية قولاً وعملاً
- عبارات دامعة في ذكرى رحيل المبكر لابن عامودا البار-حسن أبو د ...
- ثقافة التسامح وقبول الآخر المختلف
- لماذا الخوف من قول الحقيقة...!!
- تهانينا الحارة للحوار المتمدن
- الوصولية والانتهازية الحزبية
- ندوة حوارية للسيد زردشت محمد حول إشكالية المصطلح السياسي
- حوار مع الكاتب والمثقف سلمان بارودو
- جدلية العلاقة بين الوطن والمواطن
- ثقافة الاعتراف والحوار مع الآخر
- لماذا هذا الجدار بين المثقف والسياسي!!!؟
- الحوار هدف مطلوب كغاية وكوسيلة...
- العلاقة الجدلية بين المجتمع المدني والدولة


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلمان بارودو - مشكلة التخلف الاقتصادي