البرلمان العراقي يتحدى الشعب’ويعاقب مسؤولا’لانه رفض الفساد’وفضح الفاسدين

مازن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 5266 - 2016 / 8 / 26 - 00:52
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

في عملية خسيسة’وليست غريبة على سلوك برلمان الفساد’صوت 142 عضومنه على سحب الثقة من وزيرالدفاع السيد خالد العبيدي’حيث يبدو انه كان قدارتكب خطئأ كبيراحين’نبذ الفساد’بل وفضح الفاسدين امام وسائل الاعلام’مما اعتبرسابقة خطيرة’قد تدفع اخرين على الحذوحذوه,والابلاغ عن حالات الفساد,فأصبح لابد من اجتثاثه’وتوجيه اقسى عقوبة ضده.
والحقيقة لاشئ يزعج الفسد السئ’اكثر من رؤية نزيه يدافع عن الحق.
ان مافعله البرلمان لم يكن مفاجأة,بل ان عصابات الحكم ومافياته في سلطاتها الثلاثة المتعاونة’مع بعضهاعلى تفتيت العراق وسرقة ثرواته واقتسامها مع حماتهم من الاجانب’لم تكن لتسمح بمثل ذلك التحدي’فلم تتأخرفي اتخاذ خطوات سريعة مهدت لاقالته’وربما لمعاقبته على امانته واخلاصه’فالقضاء الذي ازكم فساده الانوف’وضاع تحت سلطته الحق’وفقدالشعب الامان’سرعان مارد الدعوى التي اقامها السيد وزيرالدفاع’ضد السيد رئيس البرلمان’بمسرحية’احتقرت الشعب العراقي’واستهزأت به’عندما برأت الجبوري خلال دقائق’ودون اي اعتبار للادلة والشهادات ’والقرائن’والتي تحتاج الى مدد زمنية طويلة تكون كافية لاتخاذ قرارجدي بشأنها,كماأن السيدالجبوري’سارع بالسفرالى ايران’التي هي كما هو معلوم الحاكم الفعلي للعراق’وطلب منها النجدة’لقاء الولاء الاعمى للولي الفقيه’فتولى الولي اصداراوامره الى عامليه في العراق لمعاقبة العبيدي’واجتثاثه واعادة الثقة بالفاسدالكبيرسليم الجبوري.
البرلمان الذي لم يحاسب النائب محمود الحسن’والذي راه وسمعه الملايين’وهو يرشي مواطنين بقطع اراضي عائدة للدولة لقاء انتخاب سيدده المالكي’ويمارس عمل ابعد مايكون عن مشرع,,بل ويصبح رئيس اللجنة القانونية في البرلمان
والبرلمان الذي لم يحاسب النائبة حنان الفتلاوي’والتي اعترفت امام الملايين من المشاهدين’انها استلمت عمولات ورشاوي واستفادت من عضويتها كنائبة لكسب شخصي,
والبرلمان الذي
لم يحاسب النائب مشعان الجبوري والذي اعترف انه ارتشى’ومعه اعضاء اخرين’هو برلمانا فاسدا مجرما’يجب حله وتقديم معظم اعضائه الى القضاء بتهمة الخيانة العظمى

يحاسب وزيرا نزيها منتصرا’ويسحب يده من الوظيفة’اي بمعنى,كلنا للفساد’وليس منا من هو ليس سارقا ولافاسدا ولامرتشيا!

لقد بات واضحاأن انتصارالعبيدي في الحرب ضد داعش’ونجاح قيادته للجيش في طردها من معاقلها’قد سبب اكبرالاذى لايران’حيث تشيركل الدلائل’الى ان ايران هي من صنع داعش’وأنها هي من امرنوري المالكي بتسليم الموصل لوحوش الدواعش من اجل الانتقام من اهلهاوسبيهم وتهجيرهم’وذلك لمعاقبة سكانها الذين انجبوااكبرالقادة العسكريين الذي لقنوا الجيش الايراني درسا بليغا في حرب ال8سنوات’واجبروا قائدهم على الاستسلام’وتجرع السم.
ومن المهازل التي لايمكن حتى لمحامي الشيطان تبريرها’هو ان البرلمان العتيد’يستدعي وزيرا للدفاع’حقق الجيش تحت قيادته اكبرالانتصارات’ثم يسحب الثقة منه’آبينما لم يسائل سلفه نوري المالكي الذي فرط بثلث العراق’وحقق اكبرهزيمة في تاريخ الجيوش والحق اكبررالضرر بسمعة الجيش العراقي’بل لازال يحكم ويتحكم’وهو بالتأكيد وراء اقالة العبيدي’لأنه يذكره بخيبته.
كما ان ابعاد العبيدي
المنتصر’دليل على ان ايران هي من يقف وراء تلك التحركات’حيث ان ثأرها ضد جيش العراق الذي مرغ جيشها في الوحل’وحقق انتصارات باهرة في ساحة الحرب’يجعلها لاتذخرجهدا في الانتقام منه’وبالاساءة الى سمعته’خصوصا عندما شجعت على دمج الميليشيات’ومنحت للجايجية والفراشين القاب عسكرية عالية تصل الى حد عقيد ركن لشخص امي!
ان جريمة مجلس النواب يجب ان لاتمربدون حساب من الشعب العراقي’حيث ان مافعله المجلس هوأكبرتحدي للشعب’الذي يناضل من اجل ايقاف الفساد ومعاقبة مرتكبيه’وكان موقف السيد العبيدي قد ايقظ الامل في نفوس الجماهيرعسى ان يكون بادرة خير’لكن اصرار المجلس على تكميم الافواه والاستمرار في فرض حالة الفساد’سوف يوفر كل الاسباب لاندلاع ثورة شعبية لاتنتهي الا بشلع وقلع كل عصابات الحكم,
وغد لابد ان تشرق الشمس

#مازن_الشيخ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل