أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لنا الفاضل - قراءة في رواية سيدات زحل للروائية العراقية لطفية الدليمي















المزيد.....

قراءة في رواية سيدات زحل للروائية العراقية لطفية الدليمي


لنا الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 5264 - 2016 / 8 / 24 - 22:55
المحور: الادب والفن
    





الدخول لعالم الرواية اياً كانت هو امر يعود لذائقة القاريء ،لكن تحليل رواية ما وهي تعطيك الشعور انها تحكي حياة تعيشها أنت إبن هذا الزمان وإبن هذا البلد هو أمر تفرضه الرواية العميقة التأثير ،غزيرة المعاني في سرديتها المتميزة التي تحكي واقعا عراقيا بغداديا عانى ،ويعاني حروبا واضطهادا خلقت في لاوعيه المنكسر تداعيات جمة وجعلت منه ،واقعا مشوه لتاريخ زاهي وذكريات جميلة مسخت بفعل جنون القسوة ،وانقلاب الادوار من نشأة عظيمة لارض غنية اصبحت الان لا تعرف هويتها و لمن تنتمي . هذا بحق ما تمنحه لنا رواية( سيدات زحل )للكاتبة العراقية الكبيرة (لطفية الدليمي ) من شعور عند قراءتنا لها ،حيث تمتزج الازمنة بين التاريخ الثري والواقع الذي حطمته الحروب والمستقبل الذي يكون حلما بعيدا يزور الحياة كل حين.
تروي "سيدات زحل" قصة خمس نساء عراقيات، وصحفية فرنسية يعشن واقع الحرب في العراق وتداعياتها عام 2003 وما نتج عنها من إرهاب وعنف وضياع ، وتأثيرها على النساء وما ينتظرهن في الخارج من وحوش آدمية مما حول حياتهن ،التي كانت سلفا حياة معذبه بكل ماسبق، لتتحول الحياة الى الجحيم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ،
"بغداد تحولت لمدينة تنفي ابناءها الى الموت او الاغتراب
:ما هي بغداد؟ غول؟ قدر؟ ثقب جدار أسود سينتهي بالتهام نفسه؟ ص182، كما تتساءل راوية القصة،
ومن هنا اقترنت تسمية السيدات بالكوكب زحل الكوكب الذي يوصف بكونه كوكب نحس وسعد يرتبط وصفهن به في العنوان ، كونهن هن ضحايا الحروب ، ولكن دوما نجدهن في الواقع هن من تعتمد عليهن الحياة في اعادة كل شيء ، بعد كل ما تمنحه الحروب من خراب ويأس وموت تقع النساء تحت طائلة القدر المنحوس ،لكنهن يصمدن بقوة غير مفهومة، لا نعرف هل هي قوة الامل ،ام قوة الحب ،ام قوة البلد الذي نشأن به وهو يضع بصمته عليهن بكل شيء ويعلمهن النهوض دوما كالعنقاء تتجدد من رمادها وتنبثق لتعود للحياة .

لذا نجد إن أسم البطلة (حياة البابلي) أسما تم اختياره بعمق وقصدية لتتحرك من خلاله ارادة الساردة في بعث شحنات الامل مع كل توصيفات الموت واليأس ويتجسد من خلاله الوعي بكل الطبقات التي تكوّن أيَّ حياة.
إنّ حياة البابليّ ذات التاسعة والثلاثين سنة، هي امرأة جميلة حالمة ، تنتمي طبقيّاً إلى الطبقة الوسطى، سليلة أسرة عريقة الجذور تسكن بغداد او ان بغداد تسكن بها كما تظهرها الروايه .
هي البطلة في سردية تحكي آلام الروح لها ولعدد من الشخصيات التي تلبست ارواحهم او افكارهم هذه السيدة كلهم يحدثوننا عن عن حكايا تدين بالنتيجة الحرب والسلطة والطبقة الحاكمة التي كانت تسيطر على المجتمع بصورة جلبت الكثير من الفواجع والانحسار للامل بمستقبل مشرق ، رواية تسرد فواجع زمنها العصيب لذا نجد حياة البابليّ المشتتة الهوية ما بين حياة البابليّ وآسيا كنعان " وهو اسمها المزوّر في جواز سفر حياة، هي بصورة رمزية تمثل حبها الاوحد ،تمثل بغداد التي ضاعت بين شد وجذب كأنها الحلم السرمدي للجميع ،لتكون هي -بغداد- لكل من راوده الحلم وله وحده ولا تكون حقا لغيره.
المدينة التي عاشت عبر الحروب والحصار، وما أعقبهم من الاقصاء والطائفية، التي اسست للجحيم المستعر على أرضها.وهي حياة نفسها الامينة على نقل رؤى عمها الذي يذوب عشقا في بغداد العم (قيدار ) الذي خطفت زوجته على يد أحد جلاوزة النظام قبل عام2003، فأختفى هو الاخر بعد اعتقاله بتهمة النشاط السياسي المحظور ،رؤاه الرقيقة رغم حزنها تحكي فسيفساء الوجود البغدادي الحالم الذي ينتمي لحضارة وفـــن وجمال لا ينتهي، يعاند كل مظاهر الدمار والسلبية والخوف الجاثم في النفوس . لتاخذنا الحـكايـا واحدة بعد أخرمن خلال سرد سيداتها والدخول في حياتهن لتصف الانكسار الذي حل في مدينة مبتلاة بالشؤم التي كأنها وقعت تحت تأثير كوكب زحل في فترة شؤمه الطويلة كما يشرح العم قيدار ذلك في احدى صفحات الرواية

“سيدات زحل” رواية ساحرة لروائية متمكنة من ادواتها وقدرتها الشعرية الرقيقة ورؤيتها الثاقبة لتضعنا بمواجهة قدرية الموت وقيامة الوجود الانساني بالضد من الموت بالحب والشغف بالحياة ،ولعنة الشؤم يقابلها الاستحقاق الطبيعي للحياة مهما تعاونت الاقدار ضدنا بالاغتراب والضياع ، رواية تكشف لنا خصوصية الانتماء مع جمالية التحليق في عوالم اخرى تمنح الحلم ابعادا ثرية ورؤية صائبة في تشخيص الاخطاء وترسم الدرب الذي كان لا بد ان يكون بديلا عن كل هذا الدمار والخسارة والفقدان وهو درب الحب وحب الجمال .






نبذة عن السيدة لطفية الدليمي:
كاتبة وصحفية عراقية. حاصلة على الليسانس في الأدب العربي، عملت في مجال التدريس على مدى سنوات ثم محررة للقصة في مجلة الطليعة الأدبية ثم مديرة تحرير مجلة الثقافة الأجنبية.
نشرت قصصها ومقالاتها في معظم الصحف والمجلات الثقافية العراقية والعربية في كل من مصر وتونس والمغرب وسوريا والأردن واليمن ولبنان. ترجمت قصصها إلى الإنكليزية والرومانية والإسبانية وترجمت روايتها “عالم النساء الوحيدات” إلى اللغة الصينية.

ما تقوله عن ذاتها : اعترف لكم : لقد جازفت كثيرا في حياتي ، ومضيت في المخاطر دونما تهيب اوخوف، وها أنا اتوهج في ذاتي وأكون انا كما اريد واكتب كما اتشهى لأنني اخترت مغادرة المحدود الى اللانهائي وتوطنت فيه ..
انا اولد من جديد كل صباح واخترع تقاويمي واصنع لى ماضيا من الشروق حتى الغسق لأنقضه في الصباح التالي وأتوطن في الحاضر - تعلمت من الحب انه انبثاق للدفق الكوني في الجسد ومعراج للروح والعقل ، مبالاة بمصير العالم ،مخاض للحرية والحلم -تعلمت ان كل كتاب أنجزه يمنحني ولادة جديدة وكل شغف يداهمني يقيم مهرجان نور في دمي وكل موقف شجاع يعزز معنى الانسان لدي ، وكل عصيان للوصايا ميلاد اجنحة ، أبحر في زمني وسط النوء وامضي بكل نقائصي وصفاتي وهفواتي عابرة الظلمات كشجرة تضيء ذاتها بحرائقها -وبزيت الحب والامل -بمرارة الالم ومقاومته بملذات السعادة الوامضة ولوعة فقدان الوطن اسرج مصباحي وامضي قدما في المتاهة - الحياة..
هذه الكلمات منها تنبئنا اي شموخ واي ارتقاء تملكه هذه النخلة الباسقة من بلادي وهي التي نذرت حياتها للكتابة لنشر المحبة وزرع الانتماء الجميل وترجمت اهم الكتب العالمية لمفكرين مهمين واصدرت مناجاتها مع عمالقة الادب في حواريات خيالية ابدعت بها وجعلتها مادة رائعة لمن يهوى هذا النوع من الادب الراقي .



#لنا_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية (إستراحة مفيستو) للروائي برهان شاوي
- شوق
- مركب هجرة
- يا للسخرية...
- موت مرتشي (مرثية شهداء الكرادة)
- قراءة في روايات المتاهات للدكتور برهان شاوي
- نسيان
- بعض الحب ظن
- بين كفيك
- قلبان
- متاهتي
- الأريكة
- تهمة
- رؤيتين
- بحر
- هجرة ضوئية
- في داخلي
- كسل للبيع
- إخترت
- موجة ضوء


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لنا الفاضل - قراءة في رواية سيدات زحل للروائية العراقية لطفية الدليمي