أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - الحلم والواقع في حوار الهبوط الناعم !!














المزيد.....

الحلم والواقع في حوار الهبوط الناعم !!


تيسير حسن ادريس

الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 18:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المبتدأ:
(الأهداف ما لم تكن ظاهرةً في الوسائل لا يمكن إدراكُهَا) ف. إنجلز.

والخبر:
(1)
لو تقاضى المرء لوهلة عن أهمية شرط تهيئة المناخ كشرط أساسي لعقد أي حوار منتج بين السلطة والقوى المعارضة لحل الأزمة الوطنية وغض الطرف عن الفخ المنصوب بأديس أبابا لصيد (أرنب) مساومة قليلة الدسم تحت سقف نظام الأزمة ولصالحه؛ بل وأغمض المرء عينيه واستسلم لخدر حلم الهبوط الناعم وإمكانية تحقيق تسوية تاريخية تقيل عثرات الوطن وتجفف منابع مآسيه دون مخاشنة يأبى العقل المعارض المترع بالظنون حتى وهو تحت سيطرة خدر هذا الحلم الجميل إلا أن يتساءل عن الكيفية التي تنوي بها القوى المعارضة التي وقَّعت على خارطة الطريق إنزال هذا حلم الهبوط الناعم من عليائه لواقع التنفيذ على أرض الواقع وذاك لعمري هو مربط الفرس مع الأخذ في الاعتبار طبعا أن الأحلام بلا ثمن ويمكن لأينا أن يجتني منها ما شاء وسع خياله وهو يراوح مكانه على مقعده الوثير، وكما قال الفيلسوف فريدريك إنجلز (الأهداف ما لم تكن ظاهرة في الوسائل لا يمكن إدراكها).

(2)
يظل الحلمُ بالحل السلمي الذي يخلص البلاد من براثن الفوضى التي تهدد بقاءها وتفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن حلمًا عظيمًا وأمنية غالية إذا ما توفَّرت إمكانية تحقيقه وأدى لتغيير حقيقي في بنية النظام الحاكم وليس لصفقة تتقاسم فيها الأطراف فتات كعكة السلطة، والمشكلة التي تواجه دعاة الهبوط الناعم تتمثل في أن الفكرة جاذبة نظريا ولكن يتعذر تنفيذها عمليا في ظل نظام يقر الجميع إلا هو بأن هناك أزمةً شاملةً؛ نظام لا يزال يصرُّ على كسب الوقت كإستراتيجية وحيدة للخروج من أزماته المتفاقمة؛ نظام كل همه البقاء في السلطة ولو كان ذلك على حساب الوطن والمواطن وسلاحه للبقاء ليس التنمية ولا حل الضائقة الاقتصادية بل ضرب القوى المعارضة وهدم كياناتها ليتثنى له شراء (من خف عقله وكلت قدماه)؛ نظام هذه هي طريقة تفكيره لن يقبل بحوار يفضي لسلام واستقرار في البلاد.

(3)
فقد ثبت أن الحوار في عرف النظام لا يعدو أن يكون سوى مسرحية عبثية كل الغرض منها تضليل الرأي العام المحلى والدولي بأكذوبة حرصه على إيجاد حل سلمي للأزمة الوطنية التي خلقها، والمتأمل بعين الحصافة السياسية للظروف التي دفعت النظام لوثوب وثبته والإقدام على الحوار قبل عامين يتبين أن الأمر برمته لم يأت نتيجة لقناعة باستحالة الاستمرار في الحكم منفردا؛ بل أتت وثبة النظام العرجاء تحت إلحاح ظروف محلية ودولية ضاغطة تمثلت محليا في انتفاضة الشباب في سبتمبر 2013م التي كسرت هيبته وزعزعت إيمانه في أمنه وأمانه، وأضِفْ إليها إقليميا ما جرى من إقصاء وهزيمة للتيار الثيوقراطي في مصر، وما وصلت له تداعيات الربيع العربي في كثير من دول الجوار التي مر بها (ليبيا واليمن وسوريا) والإحباط الذي ساد دوليا وهز النظام العالمي نتيجة هذه التداعيات الخطيرة، ظروف عديدة في تلك المرحلة شكّلتْ قوةَ ضغطٍ لم يكنْ في مقدور النظام مواجهتها فانحنى للعاصفة وركب موجة الحوار (تقية). هذه حقيقة يجب ألا تغيب عن ذاكرة قوى المعارضة إن أرادَتْ بحقٍ أن تخطوَ خطواتٍ جادةً نحو تضيق الخناق على النظام ومحاصرته.

(4)
عموما لم تضف الجلسة التنويرية الذي عقدتها قوى نداء السودان بأديس أبابا لتوضيح أسباب توقيعها على خارطة الطريق التي رفضتها من قبل سوى المزيد من الحيرة والتساؤلات التي قد تقود لتباعد المواقف بينها وبين القوى المعارضة الأخرى التي ترى أن التهافت لعقد حوار مع النظام كيفما اتفق لن يفضيَ لشيء سوى مساعدته على تحسين صورته عبر عروض العلاقات العامة التي برع في إقامتها والصرف عليها من جيب المواطن المنكوب كلما ضاقت عليه الحلقة ودارت عليه الدوائر ومن اطلع بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة على عناوين صحف النظام يجد تركيزًا واضحًا على خبر متفق عليه تصدر الصفحات الأولى محوره اتهامات موجّهة من الأمين العام للحركة الشعبية الأستاذ ياسر عرمان لنائبة رئيس حزب الأمة القومي الدكتورة مريم الصادق وكلا القائدين حليف موثوق للآخر في عملية الحوار والتفاوض الجاري!! مما يعزز من مصداقية رأي قوى المعارضة التي امتنعت عن محاورة النظام بينما هو يواصل وترسانته الإعلامية نهج (فرق تسد) لتهشيم مفاصل قوى المعارضة ولا يستثنى من ذلك حتى القوى التي تداعت لحواره وفق خارطة طريقه.

(5)
وهكذا يتأكد يوم إثر آخر بأن أي تفاوض مؤسس على خطاب الوثبة الرئاسية في 2014م لن ينتج مخرجات تلامس جذور الأزمة الوطنية دع عنك أمر حلها مهما وجد من سند إقليمي أو دولي ومهما وضعت له من الآليات رفيعة كانت أم دنيئة لأن المنطق البسيط يقول باستحالة حل الأزمة السودانية على يد نفس السلطة التي خلقتها، أما مطلب تفكيك النظام سلميا الذي تطالب به قوى المعارضة فلن يجد من النظام وأقطابه سوى الاستهجان والسخرية في ظل اختلال توازن القوى الحالي وبعد المعارضة عن جماهيرها وغيابها عن الشارع نتيجة تبعثر قواها وعدم توحدها وإصرار كل طرف من أطرافها على انتهاج طريق مختلف عن الآخر لتحقيق هدف مجمع عليه من الكل ألا وهو الضغط على النظام بهدف تفكيك مفاصله أو إسقاطه في حال تعنته وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.

** الديمقراطية قادمة وراشدة لا محال ولو كره المنافقون.
تيسير حسن إدريس 24/08/2016م



#تيسير_حسن_ادريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد انهيار مفاوضات السلام السودانية في أديس أبابا؟؟
- ثم ماذا بعد مؤتمر الرفاق السادس؟.
- على اعتاب المؤتمر السادس ليكن ماركسيا وطبقيا على محجة حمراء
- قبل جنوح الفلك
- على أعتاب المؤتمر السادس النرجسية واختلال جدلية الذاتي والمو ...
- في حضور القُرُنْفُلُ تَتَوَحَّدُ الازْهَارُ
- على أعتاب المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوداني
- زُلَيْخَة
- الكتابة على ورق المنشورات2
- شيزوفرانيا البرجوازي الصغير!!
- ثَمَرٌ يُنَاصِبُكَ الصَّبَابَةَ
- ودَنَوْتُ اطلب مَا اشْتَهَيْتُ
- إعادة الاعتبار لمبدأ المركزية الديمقراطية!!
- نحو تل -الجلجثة-
- اللا مبالاة ومرحلة تساوي الأشياء!!
- اللُّجُوءُ إِلَى أَرْدَانِ القُرُنْفُلِ
- طعن الفيل وظله !!
- قَارِبُ الطِّينِ
- أَسْرَجْتُ قَنَادِيلَ الدَّمْعِ للرِّيحِ
- نَافِذَةُ النَّهَارِ


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - الحلم والواقع في حوار الهبوط الناعم !!