أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - عودة الفكري الإمبراطوري ..؟؟!!...1..















المزيد.....

عودة الفكري الإمبراطوري ..؟؟!!...1..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عودة الفكري الإمبراطوري ..؟؟!!...1..

بتاريخ 27 من حزيران/يونيو الماضي كنت ضيفا في مركز الدراسات العربية و الافريقية في القاهرة لعقد سيمينار حول المسارات المُحتملة في النظام الدولي و تاثر ذلك على التطورات المتلاحقة في الشرق الاوسط... و كان من المفروض ان اكتب عن موضوع السيمينار بمجرد عودتي من القاهرة لكن ظروف واحداث كثيرة حالت دون ذلك حيث كتبت بعض المقالات عن تلك الأحداث الانية او التطورات الخطيرة...

الان... اود العودة الى ما دارت من مناقشات حول النقاط التي تحدثت عنها في السيمينار.... و حيث ان النقاشات كانت ثرية اود في المقالة ان اقدم ملخصاً على شكل ملاحظات عن الأفكار التم تم طرحها...

اولا.... الفكرة الاساسية لليسمينار كانت ان الدولة القومية ( او الوطنية ) قد فقدت الكثير من مقوماتها الكلاسيكية و هي تعيش حالة انحسار تصاعدي و ان كان بوتيرة مختلفة طبقا لردود الفعل و محاولة اعادة القولبة و تطوير أساليب السيطرة و التحكم في إدارة المجتمعات .... لكن من الواضح ان مؤسسة الدولة القومية او الدولة الحديثة تقف امام حالتين ملتهبتين.... فهي من جهة تفقد مساحات كبيرة من سيطرتها او هيمنتها في ظل تصاعد قوة الكثير من المؤسسات و التنظيمات الخاصة.... سواء تلك التي تعتبر جزا من المنظومة المؤسساتية للدولة.... او تلك تتعاون او تتنافس مع مؤسسات الدولة....

من جهة ثانية فان صورة الدولة من حيث كونها اطاراً للهوية السياسية للمواطنة و كذلك الضمانة السياسية و الاقتصادية لحماية المواطن و توفير الأمن له.... هذه الصورة للدولة التي كانت سائدة في العقود الاخيرة بصورة خاصة و القرن الأخير بصورة عامة قد اهتزت كثيرة... و لم تعد الدولة قادرة على تأدية وظيفتها .... فالخدمات في تراجع مستمر و النظام الأمني في تصدع ... و هذا ما يدعو الكثير من المواطنين الى البحث عن ملاجىء اخرى سعيا وراء الضمان الاقتصادي و الأساسي و الاجتماعي ....

حيرة المواطن .... سواء كان فقيراً ام غنياً ....و بحثه المتواصل عن الأمن و الضمان الاقتصادي و السياسي يتم استثماره بشكل كبير وواسع من قبل المؤسسات الخاصة .... و هذا يشكل أساسا مهما في نمو و تطور متنافسين اقوياء لمؤسسات الدولة.... و عندما نقول اقوياء فإننا نتحدث عن مؤسسات و تنظيمات تمتلك ذات القدرات التكنولوجية التى توفر لها إمكانات استخبارية و قانونية و تراكمات اقتصادية و و أهداف و مشاريع اجتماعية - سياسية تفوق احيانا إمكانات مؤسسات الدولة ....

هذه الحالة بدأت في الظهور بشكل كبير في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في اغلب اللمجتمعات الغربية مستفيدة من اجواء الحرية التي وفرتها الدولة لضمان المشاركة و التوسع في برامج التنمية العمودية (النوعي) و الأفقية (الكمي).... لكنها تطورت بشكل أوسع في الولايات المتحدة و خاصة الجانب النوعي منها بحيث ظهرت المؤسسات الضخمة الهائلة التي بدأت تستولي شيئا فشيئا على قطاعات واسعة و مهمة من القطاعات الحساسة و المؤثرة و منها قطاعات انتاج اجهزة الاستخبارات و التنصت و علوم الفضاء التي التقت في نصف الطريق مع اجهزة الحمايات الخاصة لتكون منظومات أمنية تتفوق في مكوناتها و عناصرها على إمكانيات القطاعات المماثلة لها في مؤسسات الدولة فاضطرت الدولة للتعاون معها بدلا من مواجهتها و قمعها...و هكذا وجدت تلك المنظومات الخاصة الطريق سالكاً أمامها للتطور و فرض ارادتها بحيث انها لم تعد فقط شريكا لمؤسسات الدولة في السيطرة و التنظيم بل في اتخاذ القرار و احيانا في أخذ المبادرة بعيداً... او رغماً عن... إرادة المؤسسات الرسمية...

هنا اعتقد بانه بينما ركزت الدراسات و الكتابات عن العولمة و تأثيراتها على نقطتين مهمتين و هما التطور الرأسمالي العالمي و الهيمنة الإمبريالية الجديدة على موارد و طاقات الشعوب الاخرى و تأثير ذلك على تطور نظام طبقي متجدد على مستوى الأعلم و لكن ايضا داخل المجتمعات الغربية.... فان تلك الدراسات أغفلت محورا قد يكون حاسماً في تطور النظام العالمي و هو دور تلك المؤسسات الخاصة في تطور "الدولة" و مفهومها كظاهرة تنظيمية خلفت النظام السياسي القديم و هو النظام السياسي الإمبراطوري الذي لم يحدد يوماً حدودا جغرافية و لم يلتزم بالمفهوم الديني او الاثني للأمة ...

الدولة الحديثة التي ظهرت في اوروبا اثر اتفاقات ويستفاليا تحددت و التزمت بحدود جغرافية و سيادة تعترف بها الدول الاخرى بحيث ان هذه الحدود تتخذ بعداً قداسياً لا يمكن تجاوزها من قبل الجيران و لا اية قوية اخرى... بكلام اخر... ان الدولة تلتزم ايضا بحدودها و لا تحاول التجاوز على سيادة الدول الاخرى... و هذا يضع حدوداً واضحة في مستويات إدارة مصالحها الخارجية ... كذلك تضع معايير مهمة في تطورها الداخلي بحيث ان دوافع و اهداف و استراتيجيات القوى السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و خطابها السياسي و منهجيات عملها يجب ان تحافظ على توازن دقيق بين الحفاظ على الكيان الوطني و احترام سيادة الدول الاخرى ...

للأسف فان هذه المحددات لم يتم احترامها الا من قبل الدول الصغيرة و بصورة خاصة الدول الفقيرة... اما الاغنياء و الأقوياء فقد عملوا بشكل دائم على اختراق هذه الاسس من خلال موجات الاستعمار الحديث و شن الحروب و اخطرها الحربين العالميتين و كذلك من خلال علاقات الهيمنة و التبعية و خلق المؤسسات الدولية السياسية منها و الاقتصادية و الثقافية و غيرها العديد من أنماط التدخل ...

لكن في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حدثت بعض التغييرات و هي انه بينما ظلت دول العالم الثالث هشة و قابلة للانقسامات فان الدول الغربية حافظت على مستويات اكثر صرامة في الحفاظ على مقومات الكيان الوطني رغم تمدد علاقاتها و مصالحها الخارجية بشكل متعاظم مع الوقت و على نسق التطور التكنولوجي و تطور منهجيات العمل و آليات الادارة و التنظيم ...

الان ... في العقدين الاخيرين و خاصة منذ حرب الخليج (حرب الكويت) فان ميولاً و نزعات جديدة ظهرت الى العلن و بدأت تترسخ اكثر و اكثر و تخلق ميكانيزمات جديدة في التطور الداخلي في البدان الغربية و خاصة الولايات المتحدة و منها تحول آليات اللا مركزية الإدارية الى نمط من الاستقلالية الذاتية (autonomous) للأقاليم و الكتل الاقتصادية و الشركات خاصة شركات انتاج التكنولوجيا الفضائية و التجسسية و صناعة السلاح و غيرها كما ذكرنا آنفاً ..

بالاضافة الى الأزمات الاقتصادية فان هناك عاملين مهمين لعبا دورا في ترسيخ هذه النزعات منها ... اولا... الدور الكبير للشركات الخاصة في إدارة الحرب مع العراق و من ثم مع صربيا و تتابعهما السياسية و الاقتصادية... و ثانيا... تفكك الاتحاد السوفيتي (و كذلك يوغوسلافيا) و انتفاء نظرية العدو الخارجي المرعب التي كانت تشكل دافعا سيكولوجياً للتكتل الداخلي للحفاظ على الامن الداخلي... كما ان سقوط الاتحاد السوفيتي قد اسقط ايضا حاجز الردع المقابل .... مما فتح المجال اما الخيالات التوسعية الخارجية لتتحول الى افكار امبريونيكية عن تمدد يشبه بشكل التمدد الإمبراطوري القديم ... و لكن وفق آليات جديدة تختلف عن الكلاسيكيات القديمة....

اخيرا.... ما أطلقت بعض الادبيات اليسارية من مصطلح الامبراطورية الامريكية لم تكن الا مجازا ... لان أمريكا كانت تعمل وفق آلية الدولة العظمى رغم مغامراتها الاستعمارية في شرق اسيا التي بدت في لحظات تاريخية و كأنها كانت نمطا من الاستعمار الكلاسيكي... الا ان استقبالها لمقر الامم المتحدة و دورها المركزي في احداث العالم كانت تهدف الى ترسيخ صورة قياة وهيمنة الدولة الامريكية كنظام سياسي و اداري و اقتصادي في العالم ...

الان... مع الميول و النزعات الجديدة قد تتفكك الولايات المتحدة... و لكن قد تظهر امبراطورية ... او إمبراطوريات و هناك... و اعتقد ان سلوك روسيا و الصين و دول شرق اوسطية مثل ايران و تركيا ليست ببعيدة... هذه الإشكاليات موضوع المقالة التالية.... حبي للجميع..



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر و صندوق النقد... اللعبة و البدائل...
- العراق.... عودة الى اللا دولة..؟؟..
- التنمية و النظام الاجتماعي التقليدي
- العرب و افريقيا: البحث عن طريق جديد للقاء..
- أوراق بروكسل...1
- الحياة المدنية...اشكالية..؟؟!!
- الاستعمار المستدام...
- الاستعمار اللولبي و العنصرية الحضارية...!!!..
- روسيا و سوريا: خطبة الوداع... و - دولة خلفاء جديدة-...؟؟..
- العيد و -ذبح عظيم-... هل يلتقيان..؟؟..
- موسم الهجرة الى المجهول المقدس..؟؟..
- أوراق اليونان...1
- مظاهرات العراق... نهاية الفوضى الخلاقة..؟؟..
- هل يدفع الكورد الثمن ... مرة اخرى..؟؟..
- الرمضان في أوروبا... محالة للفهم...
- هل الحق ... بلا هوية..؟؟!!..
- مصر و افريقيا... جدلية الانتماء و التنمية
- قادسية آل سعود..؟؟..
- بوتين ... سينتحر ام...؟؟..
- حرب -الأصنام- ..؟؟..!!.


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - عودة الفكري الإمبراطوري ..؟؟!!...1..