أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اكرم هواس - هل الحق ... بلا هوية..؟؟!!..














المزيد.....

هل الحق ... بلا هوية..؟؟!!..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 22:13
المحور: حقوق الانسان
    


هل الحق ... بلا هوية..؟؟!!..

ما يحدث في العراق يحبس الانفاس... ليس فقط بسبب الفظاعات الرهيبة من قتل و دمار و تشريد الآلاف من الناس كبارا و صغارا و مرضى و عجزة ... و لكن ايضا بسبب الاهمال الشديد و المستوى الرفيع للكذب و الدجل و الهروب من المسؤلية و الصور المضحكة المبكية التي يخرج بها المثقفون و الاعلاميون و السياسيون و المحللون و العسكريون... المنتفعون و المنكسرون....ما يوقف العقل عن العمل هو هذا الخليط "المتجانس" من المتناقضات من الدموع السخية و الابتسامات الخبيثة... من صراخ المغتصبات و آلام الجوع في بطون الأطفال و الافراح و الليالي الملاح... من حسرات المنكسرين و اندفاع المنتصرين...

هل اصبح الانسان بلا رؤية.... ام ان الرؤية فقدت رؤيتها... امواج من الناس تتلاطم... و تتماوج و تتداخل احلامهم... رغباتهم... أحقادهم ... ثاراتهم... تقدميتهم... رجعيتهم... و طنيتهم... طائفيتهم.... صراعاتهم... انخابهم...نكرانهم.. تنكرهم... واقعيتهم...أوهامهم... طموحاتهم... تخاذلهم... تكتيكاتهم ... استراتيجياتهم...فقرائهم ... اغنيائهم ... مفكريهم... اغبياؤهم... و يمكن ان نستمر بتعدد الأسباب و المسببات و الدوافع ... لكن النتائج تظل هي الشاهدة... مزيد من الدمار و استحالة الفرز بين "من يريد ماذا..؟؟..".. و "من هو ضد ماذا..؟؟..."....!!!!..

خليط غريب من الوزراء و الأمراء... من قاطعي الرؤوس و قاطعي الارزاق .... من الداعين للثورة و القتال و من المنتفعين من آلام الآخرين و مصائبهم ....من المنافقين و الثائرين و من بائعي الهوى و بائعي الاوهام و بائعي الوطن و الدين... من السارقين و المارقين ... من الناجحين في عقد الصفقات مع الشيطان و الرحمان... من الباكين في كل عزاء و الراقصين في كل الاعراس... زواج كان ام أعراس دم....

هذا الخليط الغريب يقضي على كل شيء... يقرض و يأكل كل ما يجد أمامه ... يدمر كل ما هو قائم... إنساناً ام مبنى... مؤسسة مدنية كانت ام مركز شرطة ... بائع خضار كان ام مستشفى....بكل بساطة... انه ينخر كل يوم في جسم العراق و مجتمعه و قيمه و أواصره ... تاريخه... ماضيه ... حاضره و مستقبله...

هيمنة هذا الخليط على الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية... على التطور السيكولوجي للأفراد و الجماعات... على أماني الناس و آهاتهم و تطلعاتهم.... يطرح تساؤلات اخلاقية و سوسيوسياسية و اجتماعية... هل يمكن ان يستمر العراق هكذا طاحونة لاهله و مقبرة تتوسع كل يوم و بازاراً للمزايدات و السلاح و النهب و الدجل..؟؟..

اي مشهد غريب هذا الذي يدعي فيه الجميع انهم اصحاب الحق ... دون حق...؟؟؟..هل اصبح الحق بلا هوية ... ام اصبح الضمير فاقداً لوعيه..؟؟؟... هل فقد العراقي قدرته على التمييز بين الأشياء...؟؟.. هل الكلام عن الحضارة و القدرة على الخلق و الإبداع كان مجرد خطاب إعلامي على شاكلة تنويم مغناطيسي... لخلق حالة من الشلل الثقافي الحسي ...؟؟.. هل السياسوية غلبت ما عداها من فنون إدارة المجتمع..؟؟.. و هل فقد الفرد حسه الجماعي بالمسؤولية و هل فقد المجتمع حسه بالديمومة ..؟؟.. هل ما زال العراقي يحلم بالسلم و التضامن... بمجتمع فيه نظام للقيم و للحقوق... مجتمع ينتظم بقوانين و موازين يحترمها الجميع و يوفر الأمان و لقمة العيش للجميع..؟؟؟..

من المؤكد ان هذه التساؤلات لا تشبع جوع احد.... و قد تزعل الكثيرين.... و لكنها من الواقع .... و واقع العراقيين لا يسر بل يزيد الوجع ...... حبي للجميع..



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر و افريقيا... جدلية الانتماء و التنمية
- قادسية آل سعود..؟؟..
- بوتين ... سينتحر ام...؟؟..
- حرب -الأصنام- ..؟؟..!!.
- حرق طيار... ام حرق مرحلة من تطور داعش...؟؟؟..
- Charlie Hebdo و سريالية العجز...
- مانيفستو سعدي يوسف...
- الدولة الفلسطينية حقيقة... و لكن...1
- عولمة داعش...3
- رسالة الى صديقتي العاشقة..
- كوباني...أيقونة في زمن التيه...؟؟...
- عولمة داعش....2
- عولمة داعش....1
- المالكي ....غورباجوف العراق...؟؟؟..
- غزة... مرة اخرى... و استراتيجية تأمين الطاقة...
- داعش ... و متاهة الفكر...1
- مريم السودانية....شهيدة ...الاختيار...؟؟؟!!!
- بوتين... و .. - وا معتصماه-... اوكرانيا..
- التغيير... حلم كاذب...؟؟..!!!..
- الفيليون و مفهوم الجينوسايد القانوني...


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اكرم هواس - هل الحق ... بلا هوية..؟؟!!..