أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - الفيليون و مفهوم الجينوسايد القانوني...














المزيد.....

الفيليون و مفهوم الجينوسايد القانوني...


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقالتي الاخيرة حاولت مناقشة العلاقة الجدلية بين ثنائية الجينوسايد و القانون ... هنا في هذه المقالة اود ان أضع الفكرة في موضع تجربة عراقية ما تزال تتفاعل رغم ازالة العوامل المؤسسة لها... على الأقل قانونيا و سياسيا...

نبدأ ببعض التساؤلات الأولية...كيف يمكن ان تستمر هذه المأساة في ظل وجود تحولات كبيرة في المجتمع..؟؟ ... سؤال يقودني الى ابداء بعض الملاحظات المهمة قبل الدخول في شرح ملابسات التجربة و أسباب تفاعلها رغم التغييرات السياسية...

اولا... وردتني بعض رسائل العتاب من عاملين في الشأن القانوني و لذلك لابد ان أوضح باني لا أتحدث عن أولئك القضاة الذين يشرعنون اعمال الجينوسايد بسبب مصالحهم الخاصة سواء كانت هذه المصالح هي إيجابية نفعية او سلبية إنقاذا للنفس على حساب الأمانة القانونية و الاخلاقية... و إنما أتحدث عن النظام القضائي كجزء من نظام الدولة...

ثانيا... العلاقة بين النظام القضائي و النظام العام لابد ان نتذكر ان القضاة هم جزء من الشعب رغم اختصاصهم الذي يستدعي مثل اي اختصاص اخر أن يتفاعلو بشكل موضوعي مع القضايا التي تعرض عليهم... و بعيدا عن التداخل الفلسفي و السايكولوجي بين الذاتية و الموضوعية و الذي لا يمكن وضع خطوط واضحة للحدود بينهما... الا ان هناك أيضاً تداخلا مماثلا بين المسؤولية الاخلاقية و العلمية من جهة و المسؤولية المجتمعية و السياسية من جهة اخرى..

ثالثا...و لكي نفهم المعادلة لا بد ان نذكر ان المرجع الأساسي للنظام هو ليس التراكم التاريخي للقوانين سواء في مجتمع معين او من خلال تجارب المجتمعات الاخرى... هناك عاملين مهمين يدخلان بشكل في الصيغ القانونية و هما القيم الاخلاقية الفلسفية و الدينية و الاجتماعية و الثقافية التي يؤمن بها أفراد المجتمع او القادمة من الخارج باي القانون الدولي و غيره... و العامل الثاني هو ضرورة مراعاة التطور السياسي و الاقتصادي في البلد... و هذا يعني ان النظام القانوني يمثل حالة توازنية بين العناصر المختلفة و المتعارضة داخل كل من هذا العاملين و مثيلاتهم في العامل الثاني..

رابعا...بناء على الأساس فان المفهوم الذي اقصده للعلاقة الجدلية بين الجينوسايد و القانون يمكن فهمه وفق هذه المعادلة:...الجينوسايد هنا لا يتعلق بدور النظام القضائي و إنما يتعلق بالقانون المجتمعي و هو محصلة تقاطع تأثير العناصر الواردة في العاملين المذكورين أعلاه و التي توضع في إطار قانوني ليعبر عن مصلحة مجتمعية (تسمى وطنية) للقيام بإجراء عقاب جماعي ضد مجموعة من بشرية منتمية الى المجتمع ... بكلام ان القانون يعبر عن رغبة عامة بالتخلص من مجموعة الشعب لأجل المصلحة العامة.. او هكذا يتم تصوير الموضوع...

هذا بالضبط ما حصل في قضية الكورد الفيليين... اعتبرهم النظام أعداء الشعب... و هكذا تفاعلت كل الأجهزة التابعة مباشرة للنظام و لكن أيضاً المؤسسات المكونة للدولة ... فقد تم اختصار الدولة من قبل النظام السياسي و كذلك تم تجاوز الرأي العام العراقي من قبل أيديولوجية الحزب الحاكم... و امام أنظار الجميع تم اخراج آلاف العوائل من بيوتهم منتصف الليالي بملابس النوم و وضعوا في سيارات عسكرية تقودهم الى المناطق الحدودية الوعرة بين العراق و ايران لتنتظرهم عصابات تتعاون مع النظام لكي تستولي على البقية الباقية من حياة هؤلاء البؤساء من الكورد الفيليين و هي ملابس نومهم و أنوثة نسائهم...

كانت المشاهد التي تكررت عبر فترة طويلة توحي بأكبر معرض للاغتصاب خاصة ان اغلب الرجال قد تم وضعهم في سجون خاصة تمهيدا لاستخدامهم في تجارب السلاح الكيمياوي الذي استخدم لاحقا أيضاً ضد الكورد في حلبية... و لذلك فان الغالبية العظمى ممن وضع على الحدود كانوا من النساء و الأطفال و بعض كبار السن...كثير من هؤلاء ماتوا من الجوع و العطش و كثير من النساء تعرضن الى الاغتصاب... مشهد يذكرنا بمأساة الأرمن في تركيا العثمانية رغم ان التجارب التاريخية متعددة.. و في الحقيقة فان العراق لوحده يقدم الكثير من التجارب المماثلة...

المهم في الموضوع هو ان النظام القضائي لم يبدي اي اعتراض على هذه الإجراءات الرهيبة كما لم يفعل اي من العشائر او المكونات الشعبية ... و هكذا اصبح الجينوسايد و كأنه امر طبيعي و هذا ما يذكرنا بالضحية في الأساطير و الثقافات القديمة فالجميع يشترك في عملية قتل الضحية دون ان يطرح احد اي سؤال عن حق الضحية في الحياة...

هذه الثقافة ما تزال للأسف قائمة و تعشعش في مخيلة و ضمير الكثيرين في المجتمع رغم ان العديد من القوى و الأحزاب تدعي الدفاع عن حقوق الانسان بل و تخرج بين الحين لتدعي الدفاع عن حقوق الكورد الفيليين... و هذا هو السبب في استمرار تفاعل هذه المأساة...بل و في انتاج تجارب رهيبة اخرى في العراق ...

بكلمة اخرى.....جثث الكورد الفيليين نبتت في كل مكان في العراق و أرواحهم نبتت في السماء و لكن ذكراهم لم تنبت في ضمائر السياسيين و السلطويين...

محبتي للجميع..



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جينوسايد قانوني ...؟؟!!..
- المرأة و اشكالية إلانا السياسية....
- دولة المنتصرين...1
- العسكر و الديمقراطية...
- السلطان والانتخابات ... لعبة دموية..؟؟!!..
- مانديلا ... و الدرس الواقعي..
- الشعب يريد بناء الوطن...
- حوار.. لحظة وداع..
- اشكالية المفاهيم المؤسسة للثقافة العراقية..
- المؤتمر القومي الكوردي...2
- تونس... التي كانت خضراء..
- الأفيون و المثقف ...مرة أخرى ..
- المفاهيم ... أفيون المثقفين...؟؟!!..
- المؤتمر القومي الكردي...1
- الوهم العظيم...
- الكون و الكونية و بينهما العشق..
- الانقلاب ....نموذج ديمقراطي جديد..؟؟..
- البرزاني وذاكرة الطائرات الحربية....
- مندلي ما زالت تنتظر...3
- مندلي ما زالت تنتظر...2


المزيد.....




- “حالة طوارئ وطنية”.. إسرائيل تسعى للحصول على مساعدة دولية لم ...
- ترامب: الولايات المتحدة والصين ستتوصلان إلى اتفاق تجاري
- وزيرة سورية تبحث مع وزيرة خارجية السويد ‏تداعيات العقوبات ال ...
- سوريا.. لقاء جمع ثلاثة محافظين مع شيوخ أشرفية صحنايا للوصول ...
- الجيش الإسرائيلي يهدم منزلي عائلتين في قرية قبيا شمال الضفة ...
- -العصا والجزرة-.. سياسة بكين مع الشركاء التجاريين بالاتحاد ا ...
- الرئيس عون يؤكد سيطرة الجيش على معظم جنوب لبنان و-تنظيفه-
- بوغدانوف يبحث مع الأمين العام لحزب المشروع الوطني العراقي تط ...
- -يديعوت أحرنوت-: إسرائيل لم ترد بعد على طلب السلطة الفلسطيني ...
- ما وراء رفض نتنياهو وقف حرب غزة؟


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - الفيليون و مفهوم الجينوسايد القانوني...