أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - العراق.... عودة الى اللا دولة..؟؟..















المزيد.....

العراق.... عودة الى اللا دولة..؟؟..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 5218 - 2016 / 7 / 9 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق.... عودة الى اللا دولة..؟؟..

لاشك ان ما حدث في الكرادة/بغداد قبل ايام و وتبعاته المستمرة في أنحاء متعددة في العراق توحي و كأن ماكينة اعادة دورة اخرى من الفراغ السياسي قد وصلت مرحلة متقدمة بحيث ان أحسن الحلول يكمن في اللا حل... او اللا دولة... اي ان الأمور تبدو و كأن مشروع بريمر الذي جاء به الأمريكيون بعد احتلال العراق سنة 2003... و اعني به مشروع ازالة أسس الدولة العراقية.... عاد لينتعش من جديد...و هذه المرة باختيار تيارات و قوى شعبية و علمانية و تقدمية... الخ بالاضافة الى القوى الرجعية و الدينية و التقليدية ( التسميات جزء من الخطاب السياسي الذي يتسابق مع الميكانيزمات التدميرية الاخرى على الساحة العراقية )...!!..

يكاد العراقيون جميعا يتفقوا على ان الحكومة لا تحكم و ان مؤسسات الدولة إنما هي املاك عائلية و أوليغاركية لطبقة من الناس تنطبق عليهم كل التوصيفات التاريخية و الحديثة من الإقطاع و النخبوية و الطبقية ... لكنها مجموعة المتحكمين في المجتمع العراقي تمتاز بميزتين مهمتين و هما ... اولا...انها ناجحة جدا في استحداث أساليب متنوعة و متجددة من الاستيلاء على أموال الدولة و أملاكها و قدراتها...... و ثانيا....انها فاشلة في الحفاظ على ديمومة عمل و وظيفة الدولة كنظام عام ... فالدولة التي تشكلت بعد الرحيل العسكري للامريكان ما زالت في أحسن الأحوال هي صورة بدائية و هشة و غير مترابطة بين أجزائها و مخترقة من جميع المخابرات و الاستخبارات في العالم و من جميع الاطراف و المجموعات الميليشياوية و العسكريتارية و الكارتيلات الاقتصادية و الأشكال و النظم الاجتماعية التقليدية و الحزبية العراقية و العربية و الإقليمية و الدولية...

و لذلك فان الصراعات شديدة و موازين القوى تتغير باستمرار و هذا يزيد من مساحة الدمار و استنزاف الدولة و من حجم الضحايا بكل اشكالها و درجاتها الأمنية و الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و كذلك دوامة اللا استقرار و الأحداث التي لا يمكن التنبؤ بها لكثرة عدد الفاعلين و عدم إمكانية خلق اي نوع من التنسيق بين " الأصدقاء"... كما لا يمكن معرفة الحدود بين من هو "صديق" و من هو "عدو".. ...

بناء على القراءة للواقع فقد كتبت بوست على الفيسبوك تعليقا على احداث الكرادة/بغداد ما يلي : ( عودة الانفجارات الدموية الى بغداد ... هل هي عودة الى فتح الحدود بين "ما كان لداعش" و "ما كان للاخرين" بعد عمليات الفلوجة..؟؟.. و هل غادر الداعشيون الى "المجهول"... ام انهم دخلوا بيت "..."... بحثاً عن السلطان لا الأمان ...؟؟؟..)... كان ذلك في يوم الأحد الماضي اي يوم وقوع حادثة الكرادة في بغداد.....بعد ذلك انتشرت نظريات المؤمرات و اصبح الكثيرون يتهمون الحكومة ليس فقط بالتقصير إنما ايضا بنوع من المؤامرة ضد الذات...

نعم لقد انتشرت هيستيريا مجتمعية بحيث ان الكثيرين يشعرون بإحساس رهيب بالهزيمة و الاحباط... بل ان هناك رعب ينتشر داخل النفوس من ان عمليات مشابهة لما حدث في منطقك الكرادة قد تحدث في اي مكان خاصة ان الأجهزة الأمنية الرسمية ليست فقط فشلت في تقديم اي توضيح علمي و معقول لما حدث.... بل ايضا ان الصراعات بين مختلف الأقسام و الأجهزة المختلفة و اصحاب القرار فيها... و التي كانت تجري سابقا في الخفاء بشكل او باخر... برزت الان الى السطح حيث لم يجد رئيس الوزراء بداً معه غير تغيير القيادات ... و لا ادري ان كان الدكتور عبادي مقتنعا فعلا بان هذه الإجراءات السطحية ستغير من الأساس الهش و غير المهني لهذه الأجهزة ... ام انه يحاول فقط الهروب الى الامام و تخفيف الضغط على الحكومة..؟؟..

و لكن هل يملك رئيس الوزراء اوراقاً اخرى في وجه الفوضى و دوامة و هيمنة هيستيريا التشكيك في كل شيء و الخوف من بعبع المجهول الذي يتعاظم شأنه كل يوم و يتمدد في كل ركن من أركان الدولة و المجتمع..؟؟... اعتقد ان هذا السؤال و هو سؤال بديهي جدا.... اصبح للأسف يشكل القاسم المشترك الذي تجتمع حوله اغلب القوى الموجودة على الساحة العراقية سواء كنّا نتحدث عن "الثورة المضادة" بفعل القوى التي خسرت سلطانها بعد الاحتلال الامريكي... او القوى التي تحاول الهيمنة بطرق شرعية "انتخابية" او عن تنظيمات ميليشياوية ....

و عليه فان ما يحدث الان هو ان قوى اخرى سياسية و مدنية ... بعضها ليبرالية تؤمن بدور اقل للدولة على شاكلة الحزب الجمهوري في أمريكا.... و بعضها قوى قومية و وطنية ذو خلفيات عسكرية و كذلك قوى مؤدلجة اسلاميا و ماركسيا و عروبيا.... و هي قوى تؤمن تاريخيا بدور كبير و واسع للدولة...كلها تحاول حثيثاً ...بوعي او بغير وعي.... ان تزيل الاسس المبسطة و الهشة لدولة ما بعد الاحتلال الامريكي المباشر.... و الحل عند الكثير من هذه القوى هو اعادة تدويل العراق.... اي العودة الى نقطة البداية عند الاحتلال الامريكي سنة 2003..... و لا ادري اية رؤى يمكن ان تظهر في حالة اعادة الاحتلال/التدويل.... و هل لدى اي من هذه القوى فكرة عن كيفية بناء دولة بديلة تستطيع "بضربة ساحر" ان تعيد هيكلة المجتمع العراقي المتفكك حتى النخاع... و اعادة الهدوء و السكينة الى النفوس التي غاص في أعماقها كل العداوات الجاهلية و التأويلية الدينية و أمراض العصر التكنولوجي و العولمة الثقافية و الانفصام المجتمعي حتى اصبح لا يعمل الا وفق مبدأ الانتقام و الانتقام المقابل ... و لا يسمع له صوت عن السماحة و الرحمة و الجيرة و الإخوة ...الخ من القيم الاخلاقية التقليدية ... و لا عن قيم التضامن و العيش المشترك و السلام و الأمن .. الخ ..؟؟؟؟...

لا ننسى ان الكثير من هذه القوى كانت تحشد امكانياتها ضد الحكومة في وقت كانت الحكومة تعد العدة ثم و بشكل مباشر تدخل في الصراع ضد داعش في مناطق عديدة شمل و غرب بغداد ... و رغم ان التظاهر حق مدني لا غبار عليه و الوقوف في وجه الفساد و سرقة إمكانيات المجتمع يرقى الى واجب انساني قبل ان يكون وطنيا و سياسيا... الا ان كل هذا لا يلغي السؤال المنطقي و هو كيف يمكن لحكومة ان تجلس و تفكر في إدارة الحرب بينما يقف "أصحابها و أقرانها" عند الباب و يطالبونها بالرحيل...؟؟.. ثم هل فكر احد في قاعدة أساسية عند خوض الحروب و هي ضرورة رص الصفوف و ان الفوضى ستترك "للعدو" ثغرات هائلة للدخول و القيام بعمليات تخريب...؟؟.. و اكثر من هذا... هل فكر احد ان هذه الفوضى ستعطي للكثيرين داخل المؤسسة الحاكمة الفرصة للتمرد او التعاون مع العدو او الهروب الى الى مصالحها و بيع الوطن...؟؟؟..

هذه التساؤلات و كثير غيرها هي في الحقيقة تساؤلات تقليدية جدا تثار في زمن الحروب.... لكننا ندرك تماماً تعقيدات المشهد العراقي و تداخل الحدود ما بينها بحيث لا يمكن تفكيكها أحياناً .... و ما اشرت اليه في كلامي في البوست على الفيسبوك عن اعادة التداخل بعد عمليات الفلوجة كان محاولة للتذكير بان تلك العمليات هدمت ما حاولت قوى سياسية عديدة في العراق توظيفه و هو وجود داعش لخلق نوع من الامر الواقع في تقسيم سياسي و اداري بين مناطق تابعة للحكومة و اخرى تابعة لقوى ترفض الاعتراف بشرعية دولة ما بعد الاحتلال الامريكي...

نعرف جميعا ان هذا التقسيم كان مرفوضاً من الحكومة و من القوى التي تتظاهر ضدها.... و كذلك من قوى دولية و إقليمية انبرت فجأة لإزالة دولة داعش.... ليس بسبب الطبيعة الهمجية لداعش و جرائمها.... بل لتحسين وضع تلك القوى الدولية و الإقليمية في الصراع على اعادة توزيع الحصص في الشرق الاوسط... فأزيلت الحدود بين داعش و مناطق الحكومة ليدخل جميع العراقيين في الاشتباك ضد الجميع.... و هذا هو الفوضى باللغة العلمية.... و الذي يدفع العراقييون جميعا ثمنا له بشكل او باخر... و لكن اخطر ما في القضية هي ازالة دولة العراق ايضا كما قد تزال دولة داعش... و هذا يعني مرحلة تاريخية طويلة من الصراع بين مشاريع داعشية متجددة... كانت فاعلة في السنوات 13 الاخيرة بشكل خفي حتى في ظل داعش ...لكنها قد تظهر الان و تعلن عن نفسها تحت راية الدفاع عن اية مجموعة او قيم اجتماعية او ثقافية و هي كثيرة و متشابكة مع بعضها في المجتمع و هذا التشابك التاريخي يكفل ديمومة الصراع الى ما آجال طويلة....

أتوقف هنا و لنا متابعات لاحقة.... لكني على المستوى المجتمعي.... كنت أتمنى لو ان القوى المدنية و منظمات المجتمع المدني ظلت تزرع البلسم على جراح الناس بدلا من تحولها الى شوكة في الصراع على السلطة... حبي للجميع..



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية و النظام الاجتماعي التقليدي
- العرب و افريقيا: البحث عن طريق جديد للقاء..
- أوراق بروكسل...1
- الحياة المدنية...اشكالية..؟؟!!
- الاستعمار المستدام...
- الاستعمار اللولبي و العنصرية الحضارية...!!!..
- روسيا و سوريا: خطبة الوداع... و - دولة خلفاء جديدة-...؟؟..
- العيد و -ذبح عظيم-... هل يلتقيان..؟؟..
- موسم الهجرة الى المجهول المقدس..؟؟..
- أوراق اليونان...1
- مظاهرات العراق... نهاية الفوضى الخلاقة..؟؟..
- هل يدفع الكورد الثمن ... مرة اخرى..؟؟..
- الرمضان في أوروبا... محالة للفهم...
- هل الحق ... بلا هوية..؟؟!!..
- مصر و افريقيا... جدلية الانتماء و التنمية
- قادسية آل سعود..؟؟..
- بوتين ... سينتحر ام...؟؟..
- حرب -الأصنام- ..؟؟..!!.
- حرق طيار... ام حرق مرحلة من تطور داعش...؟؟؟..
- Charlie Hebdo و سريالية العجز...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - العراق.... عودة الى اللا دولة..؟؟..