كلمتا السر في المصالحة التركية - الروسية

صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حتى كتابة هذه السطور مازالت محادثات الوفدين التركي والروسي مستمرة في مدينة ( سان بطرس بورغ – لينين غراد سابقا ) وماترشح حتى الآن من سيرها استسهال الاتفاق على جميع الملفات الأساسية المتعلقة بالعلاقة بين البلدين التجارية والسياحية والدبلوماسية والعقود الاستثمارية التي تزيد على المائة مليار دولار (واستئناف تشييد خط نقل الغاز «توركستريم»، ومشروع محطة «أكويو» الذرية في تركيا ) وهي الأهم في نظر حكومتي أنقرة وموسكو والملفان الوحيدان اللذان لم يثارا علنا بتفاصيلهما بين الرئيسين هما المتعلقان بالموضوعين السوري والكردي وتم نقلهما الى اجتماع مزمع مشترك للرئيسين ووزيري الخارجية والدفاع ومسؤولي أجهزة الأمن في البلدين .
في الموضوع السوري فقط اشار الرئيس بوتين الى " حل يرضي جميع الأطراف " وكأنه يأخذ بعين الاعتبار المساهمة التركية الفاعلة في اختراق الحصار على حلب وتحقيق المعارضة المسلحة خطوة لصالحها والتوجه نحو حل سبق وأن عبرت عنه اتفاقيات وتفاهمات في جنيف وفيينا على قاعدة الحفاظ على النظام القائم ومؤسساته ووقع عليها البلدان أصلا وكذلك جميع أطراف ( أصدقاء الشعب السوري ! ) ومن ثم احياء المفاوضات من جديد لتحقيق ذلك الذي يتضمن استبعاد رأس النظام في المدى المتوسط ويقلل نفوذ ايران ويطمئن اسرائيل خاصة بعد عودة العلاقات التركية الاسرائيلية .
لم يتم التطرق عبر وسائل الاعلام لامن قريب أوبعيد الى موضوع – ب ي د – الفرع السوري ل – ب ك ك – وتم تأجيل البت فيه الى الاجتماع المشترك أيضا وكأن الطرفين أرادا الايحاء بعدم ايلاء أية أهمية له وعلى مايظهر كان عدم الاسترسال بالموضوع السوري مفصلا وبشكل علني أمام وسائل الاعلام رغبة تركية لأسبابها الخاصة أما الموضوع ( الكردي ) فأغلب الظن أن ترحيله الى أروقة الاجتماع المشترك ( الدبلوماسي – العسكري – الأمني ) السري غير المعلن جاء بناء على رغبة الجانب الروسي أيضا لأسبابها الخاصة .
لاشك أن عدم التطرق خلال محادثات الرئيسين الى الموضوع الكردي السوري علنا بالرغم من أنه يشغل الرأي العام الوطني والاقليمي وحتى الدولي لا يعود الى عدم أهميته ومشروعيته بل الى ارتباطه القسري بنشاطات جماعات – ب ك ك – الموسوم باالارهاب عالميا وكذلك الأداء السيء للأحزاب الكردية دون استثناء التي أظهرت بممارستها الضارة ومواقفها الخاطئة وكأن الكرد وحركتهم الوطنية يصطفون الى جانب ايران والنظام ( سكرتير حزب اليمين الكردي يعلن قبل أيام عن ندمه لأنه لم يحظ بلقاء الأسد ) ويشكلون جزءا من الثورة المضادة وهنا علينا وضع اللوم أولا وأخيرا على من يدعي تمثيل الكرد السوريين زورا وتحديدا – ب ي د – أولا وأحزاب المجلس الكردي ثانيا .
وعلى نفس المنوال وكنتيجة للادارة الفاشلة للقضية الكردية من جانب الأحزاب الكردية وخاصة المغامرة منها من المعتقد أن محادثات الرئيس الروسي عشية القمة الروسية التركية مع نظيره الايراني – روحاني - في العاصمة الأذربيجانية – باكو – تناولت الموضوع الكردي في كل من تركيا وسوريا أيضا وسمع منه بمامعناه : نحن نستثمر جماعات – ب ك ك – لأغراضنا السياسية وحسب مصالحنا ومصالح حلفائنا وأن التقارب مع تركيا قد يقلل من أهمية استخدام ايران للورقة الكردية عبر – ب ك ك – في تركيا وسوريا ان لم يوقفه كليا لأن الدول الثلاث ( ايران وسوريا وتركيا وجزئيا حكومة بغداد ولاحقا روسيا ) على وفاق تام بشأن الكرد وقضيتهم بالمنطقة .
لقد زعم مسؤولوا – ب ي د – أكثر من مرة أن علاقاتهم مع روسيا راسخة وفي تطور ولديهم ممثلية بموسكو وقبل ذلك لم يخفوا صلاتهم بنظام جمهورية ايران الاسلامية وكان بمقدور أي متابع للشأن الكردي أن يجزم بعدم وجود وثائق وتعهدات ثنائية مع البلدين تصب في مصلحة الكرد السوريين بل اقتصرت المسألة على ادعاءات طرف واحد – ب ي د – وعلى خدمات مجانية يقدمها على حساب دماء الشباب المقاتلين تارة لايران باثارة المتاعب في اقليم كردستان العراق أو تنظيم مواجهات مسلحة في مناطق كردستان تركيا أو دعم الخطط الروسية والسورية بمواجهة قوى الثورة والجيش الحر هنا وهناك .
وقد كتب أحد الاعلاميين الوطنيين السوريين اليوم في صحيفة – الحياة - «حياة أو موت»: منذ سيطرة القوات النظامية وحلفائها بدعم من «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية في منطقة السكن الشبابي في الاشرفية والشيخ مقصود على معبر الكاستيلو الى الأحياء الشرقية في حلب في ١٧ تموز (يوليو)، شعرت جميع الفصائل بأنها مخنوقة، اذ ان لدى معظمها مقاتلين داخل المناطق المحاصرة، وكان هناك ضغط على جميع الفصائل وقياداتها وحلفائها بضرورة فعل شيء. وكان هناك اعتقاد ان اذا سيطر النظام وحلفاؤه على حلب، فان المعارضة انتهت... لأنه بعد حلب ستُعزل إدلب وتحاصر ثم تنتهي المعارضة نهائياً، أي انها «معركة حياة او موت».

#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل