أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - اسرائيل في المعادلة السورية














المزيد.....

اسرائيل في المعادلة السورية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 5205 - 2016 / 6 / 26 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كان الموقف الاسرائيلي يسوده الحذر الى درجة القلق بجلاء ومنذ اندلاع الانتفاضة السورية ( وثورات الربيع عموما ) قبل خمسة أعوام بأهدافها وشعارتها من اجل اسقاط الاستبداد والتغيير الديموقراطي واعادة بناء سوريا التعددية التشاركية الجديدة بين كل مكوناتها القومية والدينية والمذهبية على قاعدة العقد الاجتماعي الدستوري الراسخ والمساواة واحقاق حقوق المحرومين والعيش المشترك لأن التطور السوري هذا لم يكن يناسب الاسترتيجية التقليدية لمنظومة الحكم في تل أبيب تجاه دول الجوار والمنطقة عموما منذ أن أرسى معالمها الرواد الأوائل لقيام الدولة العبرية من ( بن غوريون وكولدا مائير وموشي دايان ) التي كانت ومازالت تعتمد على ضعف وتشرذم وانقسام وتقاتل الآخرين وتبقى هي الأقوى الأشد مراسا .
كان ومازال هاجس منظومة الحكم الاسرائيلية الأول الحفاظ على الوجود وتأمين وسائل الاستمرارية والبقاء البعيدة المدى منها والآنية وهو أمر جد طبيعي ضمن غريزة حب البقاء وتسخير كل شيء من أجل ذلك وعلى هذا المنوال عملت بكل ثقلها في المجالين الدولي والاقليمي مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وحلفائها في الشرق الأوسط على اطالة أمد الصراع في سوريا وعدم مد الثوار السوريين بالسلاح النوعي وعرقلة مشروع الثورة في اقامة المنطقة الآمنة أو العازلة على الحدود السورية المشتركة شمالا وجنوبا واضعاف كل الأطراف وازالة مايقلقها من ترسانات أسلحة وجيش سوري نموذجي قد يأتمر يوما ما وبعد اسقاط نظام الأسد تحت ظل قيادة وطنية تسترجع الجولان المحتل والحد من شحن السلاح الايراني الى ميليشيات حزب الله اللبناني .
كانت لعبة ادارة الأزمة في الساحة السورية في الأعوام الثلاثة الأولى من جانب اللاعبين الرئيسيين : ادارة الرئيس الأمريكي أوباما ونظام الأسد وايران وتركيا وبعض دول الخليج مناسبة جدا لسياسات اسرائل بل متوافقة لطموحاتها المستقبلية مثل توازن رعب الفناء والدمار وعدم اسقاط النظام ولا انتصار الثورة وتدمير البنية التحتية وتحول غالبية السوريين الى نازحين ومهاجرين وتصاعد وتيرة الموجة الارهابية بظهور وتنامي قدرات منظمات القاعدة ثم النصرة وداعش وبمساهمة مباشرة وغير مباشرة من اللاعبين الكبار والصغار مع ازدياد حدة الصراعات العنصرية والدينية والمذهبية واندفاعتها نحو مشارف الحرب الأهلية المدمرة .
شكل التدخل الروسي العسكري مؤخرا وانتقالها من الدعم الدبلوماسي والعسكري لنظام الأسد الى العدوان المباشر وبناء القواعد البحرية والبرية وارسال الجنود والمعدات الحديثة وصولا الى الامساك بالملف السوري على حساب تفاقم الصراع الداخلي وخيانة أصدقاء الشعب السوري !! وتباطؤ وتراجع الدور الأمريكي والغربي والعربي عموما مرحلة ذهبية للدور الاسرائلي المستجد بعد التفاهم بين تل أبيب وموسكو حول القضايا الأساسية العسكرية والأمنية والسياسية من خلال الزيارات المتتالية لرئيس الحكومة الاسرائلية الى روسيا ويتردد في هذا المجال أن الطرفين توصلا الى اتفاقات متعددة الجوانب من بينها تمديد أمد النزيف وآفاق الحل المناسب ومستقبل النظام القادم وكل النتائج لن تكون لصالح الشعب السوري في حال نجاح تلك الخطط .
وبموازاة ذلك هناك تحسن في العلاقات الاسرائلية التركية الى درجة تدخل حكومة الرئيس أردوغان لمصالحة حركة حماس وحكومة نتانياهو الى جانب علاقات في غاية السرية مع ايران ورسائل متبادلة مع الأسد وعلاقات غير مرئية مع بلدان الخليج وحوار متواصل مع النظام المصري وهذا يعني أن اسرائيل ترى من مصلحتها – وهي محقة – التفاهم مع النظام العربي والاقليمي الرسمي ضاربة عرض الحائط قضايا الشعوب المضطهدة والمغلوبة على أمرها التي ترضخ لاستبداد الأنظمة الحاكمة في المنطقة .
قبل أيام عقد في مدينة – فرانكفورت – المؤتمر السنوي الألماني – الاسرائلي الذي يبحث عادة مسائل مشتركة بين البلدين باتجاه الحوار والتفاهم وازالة آثار الماضي وقد شد انتباهي حضور عدد من الكرد السوريين بحماس منقطع النظير وكأن الاجتماع يخص الكرد وليس الألمان والاسرائليين أقول لهؤلاء الاخوة من كردنا السوريين أن موقع شعبنا الطبيعي هو الى جانب شركائنا العرب السوريين وثورتنا الوطنية لأن مصيرنا الجغرافي الميداني والتاريخي والسياسي مرتبط بشركائنا من العرب والمكونات الأخرى أيا كان هذا المصير الآن وفي المستقبل وحتى لو قدر للكرد أن يعلنوا عن دولتهم في يوم ما وهو حق طبيعي فسنبقى نرضخ لواقع الجيرة والعيش المشترك والصداقة والتواصل الى جانب أننا لسنا معادون لأي شعب وقوم بمافيهم اليهود .
نعود أخيرا كما في كل مرة الى القول أن الحل الحاسم يكمن أولا وأخيرا في اعادة بناء ثورتنا عبر المؤتمر الوطني السوري الشامل لكل المكونات والأطياف والتيارات والخروج ببرنامج سياسي واضح ومجلس سياسي – عسكري يقود المرحلة القادمة ويواجه تحديات السلم والحرب والحوار والصراع .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاقنديل منطقة محررة ولاقامشلي
- في مشروعية القلق على المصير الوطني
- - الهيئة التفاوضية - والانهيار المتدرج
- العلاقات الكردية – العربية في مواجهة التحديات
- السبيل الى توفير شروط الانقاذ الوطني
- ندوة عن تحديات العلاقات الكردية – العربية
- متابعة سريعة لأبرز الأحداث
- ماذا يجري في القامشلي ؟
- من جديد بارزاني يصارح الكرد السوريين
- من الصراع بين الشعب والنظام الى - الحوار بين الأسد وخصومه -
- لقاء شامل مع مجلة ( كولان )
- مغالطات الأحزاب حول زيارة – حجاب – الى اربيل
- مفهومان بشأن - وحدة الصف - الكردي السوري
- في سيرة صلاح الدين
- في وحدة الحركة الوطنية الكردية السورية
- صرخة في وجوه مقسمي الصفوف عربا كانوا أم كردا
- في صراحة بارزاني حول الشأن الكردي السوري
- خمسة أعوام على الثورة السورية
- - 12 - آذار واشكالية التفاعل بين القومي والوطني
- اشارات مضيئة لاستمرارية الثورة


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - اسرائيل في المعادلة السورية