أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صلاح بدرالدين - - 12 - آذار واشكالية التفاعل بين القومي والوطني














المزيد.....

- 12 - آذار واشكالية التفاعل بين القومي والوطني


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 5099 - 2016 / 3 / 10 - 11:20
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


" 12 " آذار واشكالية التفاعل بين القومي والوطني
صلاح بدرالدين

نحتفي هذه الأيام بذكرى مرور اثني عشر عاما على الهبة الدفاعية الكردية التي بدأت بمدينة القامشلي لتمتد شراتها الى مختلف مناطق التواجد الكردي في مناطقهم بكوباني – عين العرب وعفرين وفي المدن السورية الكبرى مثل حلب ودمشق ففي ذلك اليوم والأيام التي تلته هبت جماهير القامشلي والأماكن الأخرى في وجه أجهزة القمع وقوى السلطة ومجموعات عنصرية ( تحولت فيما بعد الى مايعرف بشبيحة النظام ) حضرت خصيصا من مناطق أخرى تحت غطاء حضور مباراة كرة القدم بين فريقي القامشلي ودير الزور لتعبث بأمن المدينة وسلامة أهلها بدعم مباشر من الشرطة ورجال الأمن وحسب تخطيط أمني محكم بغية بث الرعب وكسر شوكة المناهضين لنظام الاستبداد وتركيع المدينة الأبية العصية على الخنوع والاستسلام وقد كان لذلك الحدث المفصلي دروسا جمة نوجزها بالتالي :
أولا – لقد أطلقت تسمية – الهبة – على ماحدث بخلاف آخرين وصفوه بالانتفاضة والثورة لكونه بنظري كحركة دفاعية عفوية لم يتم التخطيط لها قامت كمشروع انتفاضة ثم ثورة لوتوفرت الشروط اللازمة وأهمها على الاطلاق توفر التواصل – كما حدث مؤخرا في ثورات الربيع – بين موقع الحدث من جهة وبين ناشطي المناطق والمدن والبلدات السورية في كامل الجمهورية وحدوث التجاوب والتفاعل وعدم اقتصار التحرك على الطابع الكردي الخاص أما لماذا بدأت الهبة في مناطق ذات غالبية كردية فالسبب هو معاناة سكانها الأمرين تحت ظل نظام البعث منذ عقود وتعرضهم لشتى أشكال الاضطهاد والقمع بنوعيهما العنصري والاجتماعي وباتت أسباب المواجهة مع النظام لدرجة الاحتقان العالية متوفرة فيها أكثر من المناطق السورية الأخرى .
ثانيا – الهبة التي انتشر أوارها كما ذكرنا في مختلف أماكن التواجد الكردي من جانب الشباب والطلبة وجماهير المدن وقدمت أكثر من ثلاثين شهيدا لم تنل نصيبها من الاهتمام والدعم والاسناد من الأحزاب جميعها التي التقت وخرجت ببيانات مذيلة باسم " مجموعة الأحزاب الكردية " وكانت تضم كل من في الساحة من القديم والجديد بمافيها جماعة – ب ك ك – الحديثة العهد التي اتخذت دور الحياد والوسيط بتنسيق مباشر ولقاءات متكررة في منزل رأس الحزب اليميني مع مجموعة جنرالات المخابرات السورية بينهم ( علي المملوك ومحمد منصورة وآخرين ) حيث تعاون الجميع على وأد الهبة حتى لاتتحول الى انتفاضة وطنية شاملة والتي ألحقت الرعب بنظام الأسد فمالبث أن أرسل جنرالاته الى القامشلي على وجه السرعة لأن مسألة عزل الكرد عن الحركة الوطنية السورية كانت ومازالت على رأس اهتمامات النظام .
ثالثا – الى جانب توجه جنرالات النظام الى موقع الحدث في القامشلي واتخاذ الاحتياطات اللازمة لقطع الطريق على أي تطور قد يغير كل الحسابات وبالاضافة الى الموقف المتخاذل لمسؤولي الأحزاب الكردية لم تكن الساحة الوطنية السورية مهيأة للتفاعل مع الهبة الكردية الدفاعية أي أن العام الراكد لم يستجب للخاص المتفجر والمركز لم يتجاوب مع الفرع وهذا بحد ذاته يعتبر درسا ثمينا من جهة ضرورة تحرك الغالبية وكتلتها التاريخية وتتجاوب الأطراف ( كما حصل خلال الانتفاضة ) لتكتمل عوامل شمولية الثورة خاصة وأن ماحصل لم يبلور حراكا منظما ولم يفرز لجنة أو هيئة تعمل على تطويرها وطرح برنامجها السياسي والتحاور مع شركاء الوطن في مختلف المناطق كما حصل مثلا ابان الثورة السورية عندما تواصلت التنسيقيات الشبابية .
رابعا – من الملفت أن الأطراف الكردية ( مجموعة الأحزاب ) التي تعاونت مع مجموعة الجنرالات لاجهاض الهبة وتطويقها والتي توزعت فيما بعد بين – المجلسين غرب كردستان والوطني الكردي – استمرت بتنفيذ أدوار مشابهة تماما بعد اندلاع الانتفاضة الثورية السورية عندما تصدت لحركات الشباب الكرد وتنسيقياتها اسوة بموقف النظام وشبيحته وتوزعت بين مناهض للثورة ومتعاون مع النظام وواقف على الحياد وألحقت بذلك الضرر بالمشروع الثوري وأضعفت الموقف الكردي العام وهذا يدل على مدى التردي في نهج وأداء تلك الأحزاب على الصعيدين الوطني والقومي وضرورة العمل على اعادة بناء الحركة السياسية الكردية من جديد كواجب آني ملح .
خامسا – للأسف الشديد لم تبادر تلك الأحزاب ( منفردة ومجتمعة ) الى تقييم تجربة هبة الثاني عشر من آذار الدفاعية كما لم تستفد من دروسها وأضيف هذا القصور الى سجلها المليء بالاخفاقات والانحراف عن جوهر المشروع القومي الكردي الذي يشكل جزء من المشروع الوطني السوري العام التغييري والذي تجسده الثورة الراهنة بأهدافها وشعاراتها ولايتعارض معه خاصة على صعيد البحث عن سوريا الجديدة التعددية التشاركية .
في كل الأحوال لايمكن تعريف الهبة المغدورة الا بمثابة خطوة دفاعية ثورية تمهيدية عشية هبوب رياح ثورات الربيع في المنطقة والتي مازالت بلادنا في القلب منها .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشارات مضيئة لاستمرارية الثورة
- في عيد المرأة العالمي
- الوجه الآخر - للهيئة العليا للتفاوض -
- ( الثورة – الكرد – النظام – المعارضة )
- أحذروا الفتنة العنصرية فانها من رجس النظام
- لا تحملوا الكرد السوريين وزرأحزابهم
- المؤتمر الوطني السوري لاعادة الاعتبار للثورة
- حول بيان بارزاني بشأن الاستفتاء
- حول الدور الكردي في مستقبل سوريا
- افتح فمك لأرى هل أنت معارض ؟ ولمن ؟ ولماذا ؟
- السبيل لخروج - مؤتمر الرياض - من مأزقه
- ( سوريا – الكرد – المعارضة – العرب – اسرائيل )
- في الفصل بين معارضتين
- الخشية من أن يكون الآتي أعظم
- من جديد الى شركائنا العرب السوريين
- 2016 : نحو اعادة التنظيم وتصويب المسار
- - ورقة الكرد - تسيل لعاب روسيا وغازهم يؤرقها
- تنسيق روسي – اسرائيلي لمحاربة الارهاب !
- محاولة في فهم قرار مجلس الأمن حول سوريا
- اعلان فيينا وبيان الرياض : أوجه الاتفاق والاختلاف


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صلاح بدرالدين - - 12 - آذار واشكالية التفاعل بين القومي والوطني