أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي :(4-5)















المزيد.....

ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي :(4-5)


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5249 - 2016 / 8 / 9 - 04:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي :(4-5)
في البدء لا بد من الإقرار بأن الجادرجي مثل"... ظاهرة سياسية عراقية لقرابة ثلاثة عقود، وإذ تعني الظاهرة فيما تعني، شيئاً ليس في السياق الاعتيادي حدث كان أو غير ذلك. فالجادرجي سياسي إلتزم بقضية الديمقراطية طيلة حياته ومارس العمل السياسي وفق مباديء وأليات الديمقراطية ، كما في الديمقراطيات العريقة، وهو لم يكن شخصية جماهيرية ، فلا أتذكر ولم أقرأ أن الجادرجي خطب في حشد جماهيري. وقد اعتمد في عمله السياسي خطابا عالي المستوى مع ممارسة سياسية نخبوية بعيدة غن أساليب العمل الثوري، السري منه والعلني... 37".
أما بالنسبة لكامل الجادرجي فيمكننا القول أنه كان له بعض من السمات القيادية المقترنة بكاريزما تطورت مع مكانته السياسية والحزبية، هذه الكاريزمية عكست سيكولوجيا رغبة الجادرجي في أن يكون له موضع في الحياة السياسية العامة وفي الحياة الحزبية الخاصة كأن"... يكون أبرز شخصية في الحزب الوطني الديمقراطي، والرئيس الأول والأخير له...38 ". وينتمي، كما اعتقد، إلى فئة الانتلجنسيا العضوية المنطلقة من أولوية عراقية العراق.. حيث ربط مهامة الثقافية وحراكه السياسي في سيسيولوحية صيرورة التغيير الغائي المرغوب به والمعبر عنه من قبل قطاعات اجتماعية واسعة، وهذه نقطة ايجابية كبيرة له.. حيث ساهم بقوة روحية وزخم فيزيائي ليس في تهيئة تربة التغيير حسب، بل كان مساهما مدركاً حسب الممكن والمتاح، في الدعوة إلى تبني فكرة التغيير من خلال البناء الديمقراطي الحقيقي واللبرالية السياسية والتداول السلمي للسلطة وعتلتهما البرلمانية.. وبهذا كان مساهما مدركاً وواعيا في استحداث تاريخ جديد لذاته ولحراكيته السياسية وانتماءه، بالمفهوم الواسع، الطبقي ومن ثم الوطني. وكمعبر أرأس عن مطامح ومصالح الطبقة الوسطى بفئاتها المتعددة بل والمتناقضة. كما أن منظموته الفكرية أخذت بالتطور والارتقاء عبر التثقيف الذاتي، واغنتها التجربة السياسية والصراع الاجتماعي، ودليلنا على ذلك هو أنه "... ترك صفوف حزب الاخاء الوطني، لأنه رأى برنامجه خالياً من المبادئ الاجتماعية وان عقيدته السياسية غير واضحة... فيما وجد في تفكير جماعة الأهالي السياسي شيئا جديدا يسد الفراغ الذي يحس به ويشبع القلق الذي يشعر به ... 39".
لقد وهب الجادرجي جل حياته، منذ ولوجه العمل السياسي في مطلع شبابه، إلى القضية الوطنية العراقية وامتداداته الطبيعية نحو الامة العربية بأفقها الديمقراطي اللبرالي ضمن تصوره الاجتماعي.. حتى باتا صنوان ما أن يتكلم عن أحدهما حتى يفرض الثاني نفسه والعكس بالعكس. كما ناضل الجادرجي منذ العشرينيات، بكل مقدرته وما يسمح له ظرفه وظروف البلد من أجل تحقيق الدستور المتبني لمسألة التداول السلمي للسلطة بين القوى الاجتماعية، كوسيلة أراسية، ومن اجل العدالة الاجتماعية ، حسب مفهومه لها، والتوزيع العادل النسبي للثروة الوطنية وانتشال الفقراء من واقع حياتهم بالتوافق مع رؤاه الفكرية غير العميقة الجذور على الاقل من الناحية النظرية.
لقد ساهم الجادرجي منذ مطلع العشرينيات بالفعل السياسي غير المباشر عبر مشاركة والده"...بعد الحرب 1919-1920 وبعد أن وقع العراق تحت وطأة الاحتلال البريطاني، اشترك في بعض الاعمال المناوئة لبريطانيا مما أضطره للفرار مع عائلته من البلاد لكي يتجنب المحاكمة أو السجن. وأمضت عائلة الجادرجي العامين التاليين في تركيا... ولكنه عاد مع والده إلى بغداد في اعقاب قيام حكم وطني، سنة 1922... 40".
ومن بعدها كان كامل يعيش على هامش الحراك السياسي وصراعاته، لكنه كان يتطلع إلى الأمام من خلال عمله كحلقة وصل بين وزراة المالية ومجلس النواب، حيث كان يعمل مسؤولا عن الدائرة البرلمانية خلال عامي 1926-1927، كما لو أنه يراقب حراك النخب السياسية ذوي المواقف السريعة التبدل والمتنقلة من هذا الحزب إلى آخر مناقض له حسب ما توجههم مصالحهم، فكان أحدهم مثلاً مرة يؤيد المندوب السامي سراً وثانيةً يعارض الملك المستورد علناً وثالثة المواقف يخاطب ود المعارضة الشعبية وينادي بضرورة التعجيل بالتحولات الجارية في البنيتين الاجتماعية والاقتصادية وحركة ايقاعهما السريع وتحديد توجهاتها المستقبلية، مقارنة بالفترة العثمانية، بعد تأسيس الدولة العراقية وصراع المصالح والاستحواذ على الأراضي الأميرية من قبل الشيوخ الكبار بالاخص وملاك المدن وسياسييها من أعضاء النخبة.
كما كان الجادرجي آنذاك يرصد ذلك الحراك الأول لفئة االعمال، عندما كانت في مرحلة طبقة في ذاتها، لتنظيم انفسهم وكذلك المشاركة الواعية لفئة الطلبة بالساحة السياسية بدفع من قبل الرواد الأوائل للفكر التقدمي (جماعة حسين الرحال) لكلا الفئتين المارة الذكر. كما كان في الوقت نفسه يعد نفسه لتسلم المهام ببعدها البرلماني كوسيلة أراسية كي تخدم واقع المجتمع وتخدم ذاته الطامحة سواءًالنفسية أو السياسية و استمرار المكانة الاجتماعية لها .
كانت الخطوة الأولى ، وهو في عمر الثلاثين من عمره ، لولوجه عالم السياسة المباشر ومن ثم دخول الاحتراف السياسي اكثر من كونه احترافاً فكريا او تنظيراً عقائدياً إلا بما يخدم الهدف السياسي، كما أرى، هو الانضمام الى قوام النخبة السياسية الحاكمة آنذاك ومن ثم تحديد وتأطير مكانته السياسية، فكان العمل ضمن حزب الشعب (المعارض شكلياً وضمن نخبة الحكم الأولغاركية 41 ) الذي تزعمه ياسين الهاشمي. لأنه من مميزات الاحزاب السياسية التي يؤلفها المحوريون من الأوليغاركية السياسية الحاكمة طيلة المرحلة الملكية، أنهم أسسوا "... احزابا سياسية كان بالإمكان أن تصبح قنوات للتغيير الجيلي (نسبة إلى الجيل- المترجم)، بيد أن هذه المنظمات كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقا بشخص زعيمها وسياساته. وتمنح العضوية في هذه المنظمات فرصة الحفاظ على الموقع المتميز الذي يحضى به العضو، ولكن لا تمنحه امكانية التأثير، ناهيك عن التغيير، للسياسات أو تحوير الممارسات السياسية وكان الانضمام إلى حزب نوري السعيد، على سبيل المثال، بالنسبة لأغلبية الأعضاء طريقاً سريعاً للكسب الشخصي أو على ترقية غير مستحقة، أو سعيا وراء بلورة علاقة بشركة أجنبية... ولم يكن النقاش ( في هذه الاحزاب) الذي يعبر عن أقل مقدار من التشكك ناهيك عن الرغبة بالاصلاح أمراً يمكن التسامح معه بل أن هذه الأمور ليست حتى في وارد التأمل ... 42 "
أما اسباب انخراط الجادرجي في حزب الشعب فقد شخصها السياسي سالم عبيد النعمان بأنه بعد أن ألف "... ياسين الهاشمي أواخر سنة 1925 حزب الشعب ولعب عاملان في تفضيل الجادرجي الانتماء لحزب الشعب أحدهما ذاتي فدار الجادرجي قريبة من دار الهاشمي وكان الجوار عاملا مهما تهيأ لياسين الهاشمي التعرف على هذا الشاب القوي الشخصية والمتعدد المواهب ليختاره سكرتيراً ومستشاراً له في وزارة المالية. ولعب العامل الموضوعي دوره فياسين الهاشمي كان زعيم المعارضة والمعارض يكسب عادة معظم الناس المعارضين للحكم فكيف اذا كان هذا الحكم تحت الاحتلال, يضاف الى ذلك فان منهاج هذا الحزب يحقق الى حد ما متطلبات تلك المرحلة في العشرينيات... 43 "
أما الخطوة الثانية.. وهي التي ارتقت به الى مصاف النخبة السياسية (الأولغاركية الطابع) ذات المكانة الواضحة وذلك عندما تم (انتخابه 44) نائباً عن لواء الدليم في عام 1927 عن حزب الشعب بزعامة ياسين الهاشمي، وكان عمره ثلاثون عاما 45. وجدد انتخابه في السنة التالية 1928 وبقى في النيابة لغاية عام 1930. لقد كانت الانتخابات تجرى في المرحلة الملكية برمتها، بإشراف الحكومة الكامل وبتخطيط مثلث الحكم (مؤسسة العرش، السلطة التنفيذية - رئاسة الوزارة والمندوب السامي لغاية 1932 ومن ثم السفارة البريطانية) ولم يتم (انتخاب) الجادرجي لفلسفته ومبادئه الخاصة أو مكانته السياسية آنذاك وهو الشاب غير المعروف على الصعيد الوطني سياسياً، قدر كون أن شقيقه الكبير رؤوف كان ضمن نخبة الحكم السياسية وهو من ضمن الخط الثاني لقيادي حزب الشعب الذي رشح كامل للنيابة.
وهكذا كانت النيابية والانتماء الى اللجنة القيادية لحزب الشعب ومن ثم في اللجنة المؤسسة لحزب الاخاء الوطني بزعامة ياسين الهاشمي نفسه في ذات عام 1930 ومن ثم ضٌمه الى اللجنة القيادية العليا في السنة التالية، جميعها طرق الانتقال والبلوغ المهني للفعل السياسسي الذي لعب فيه الجادرجي دورا مهما في هذا الاطار جعلت منه شخصية محورية ومن دعاة الديمقراطية النيابية. وسار على هذا المنوال عندما اتفق حزب الاخاء بزعامة ياسين الهاشمي مع الحزب الوطني بزعامة ابو التمن في وثيقة تناهض اتفاقية عام 1930 التي عقدها نوري السعيد ( 23/2/1930- 19/10/1931). 46.
وبعد موافقة ياسين الهاشمي على تسنم رشيد عالي الكيلاني منصب رئيس الديوان الملكي ومن ثم موافقة الحزب على تشكيل الوزارة الكيلانية الأولى(20/3/1933-9/9/1933)أنقطعت علاقة الجادرجي بحزب الاخاء الوطني، بالاضافة إلى بعده الذاتي والكامن في عدم قدرته على التأثير على القيادة العليا للحزب لصغر سنه، على الاقل بالنسبة للقادة حيث ينظرون إليه انه شاب لم يولج دهاليز السياسة .. وقد تم ذلك في نهاية عام 1933 حيث تتوئم مع بدايات ظهور جماعة الأهالي (1931) وما احدثته من انقلاب فكري جديد في المحيط الاجتماسياسي والفكري، لما تضمنته أرائهم من ابعاد غير مألوفة ضمن النخبة ( الأولغاركية) ولِما احتوته من برامج اجتصادية وافكار اصلاحوية ذات بعد لبرالي. ومن هنا تطلع الجادرجي إلى زعامة هذه المجموعة.. فإنضم إليهم وبرز كموجه وقيادي سياسي اكثر من كونه موجها فكريا ضمن المجموعة لأن الدور الأخير لعبه المفكر عبد الفتاح إبراهيم 47.
أما الخطوة الثالثة فكانت عندما أنتمى الجادرجي إلى جماعة الأهالي وأصبح أحد أعمدتها. وكانت هذه الخطوة درامية بما فيها الكفاية ، حيث تنازع على المكانة الأولى في الجماعة وتنافس بالأساس مع أحد مؤسسيها ومنظرها، إن جاز التعبير، وهو عبد الفتاح إبراهيم الذي جمد نفسه لاحقا وانفصل عن الجماعة وبدرجة أقل مع عبد القادر إسماعيل البستاني، الذي ايضا خرج من الجماعة وانتمى إلى الحزب الشيوعي العراقي، وأصبح عضوا في لجنته المركزية بعد عودته بعد ثورة 14 تموز.
أما الخطوة الكثر دراماتيكية في حياة الجادرجي فكانت"... بعد عام 1936 نقطة تحول تاريخية في تكوين الجادرجي الفكري، وحتى السياسي، ففي هذا العام عهدت ليه حقيبة الاقتصاد والمواصلات في وزارة حكمت سليمان التي تألفت على آثر نجاح انقلاب بكري صدقي... مع العلم ان مشاركة الجادرجي في وزارة الانقلاب جاءت نتيجة قناعته بإنعدام الأمل في تعبيد الطريق الديمقراطي أو تغيير أفكار الهاشمي اليمينية أو عقليته التواقة إلى الحكم مدى الحياة... 48 ". وبعد استقالة الجادرجي من حكومة حكمت سليمان (29/10/1936- 17/8/1937)، في حزيران 1937، وقد توقفت جريدة الأهالي عن الصدور إلى أن أسس الجادرجي جريدة صوت الأهالي وكانت علاقاته بالجماعة عبارة عن علاقات شخصية لا يجمعها إطار سياسي معين.
لكنه في الوقت نفسه لم يكن الجادرجي"... لين الجانب، فمنذ الساعة التي أنضم فيها إلى جماعة الأهالي، أخذ يصطدم مع آخرين. ورفض أن يضم إلى حزبه زعماء أحزاب سياسية أخرى حتى لو أظهروا استعدادهم للتعاون معه . ولو وافق الجادرجي على تشكيل منظمة سياسية أوسع ، لكان محتملا أن تعجز الاولغاركية الحاكمة عن قمع الاحزاب السياسية كما فعلت حين تناولت كل حزب على حدة . ولكن الجادرجي الذي أراد المحافظة على انضباط حزبه والتشدد في تنظيمه وتسييره، فضل العمل من ضمن منظمة أصغر حجماً لكنها متماسكة متضامنة... وهكذا فقد اقتصر تأثير الجادرجي ونفوذه على جماعة صغيرة نسبياً. اما وصوله إلى الحكم فلم يكن من المنتظر تحقيقه بأساليب سلمية... 49 ".
يتبع
الهوامش
37 - فوزي عبد الرحيم، الجادرجي إلتزم الديمقراطية طوال حياته، جريدة الصباح الجديد في 13 شباط 2013، بغداد
38- د. عادل البلداوي، الحزب الوطني الديمقراطي في العراق 14 تموز58-8شباط 1963، ص. 16،شركة الميناء للطباعة، بغداد 2000.
39 - المصدر السابق ، ص. 17.
40- مجيد خدوري، عرب معاصرون، ص. 235، مصدر سابق. كذلك كامل الجادرجي، من أوراق كامل الجادرجي، الطبعة الأولى، دار الطليعة بيروت 1971.
41 - الأوليغاركية حكم الأقلية : هي شكل من أشكال الحكم تكون السلطة السياسية محصورة بيد فئة صغيرة من المجتمع تتميز بالمال أو النسب أو السلطة العسكرية. الكلمة "أوليغاركية" مشتقة من الكلمة اليونانية: أوليغارخيا..وغالبا ما تكون الأنظمة و الدول الأوليغاركية مسيطر عليها من قبل عائلات نافذة معدودة تورث النفوذ و القوة من جيل لاخر.وقد كان أفلاطون هو أول من أشار إلى حكم الأوليغاركية وذلك في كتابه "الجمهورية" حيث قسم أنظمة الحكم إلى: الدولة المثالية "جمهوريته" ثم الدولة الديمقراطية ثم الأوليغاركية ثم عاد في كتابه "السياسة" وقدم تقسيما أنضج وأوضح هو من ستة أنواع: منها ثلاثة تتقيد وتحترم القانون وثلاثة لا تلتزم بالقانون ومنها حكم الأوليغاركية
42 -. د.عديد دويشا، تاريخ العراق، ص.198، مصدر سابق. وفي اوقت نفسه يشير د. مؤيد الونداوي إلى ان "...العقد الاول من عمر العراق الحديث 1920-1930 شهد ضهور اكثر من حزب ولكنها كانت احزاب لا تقوم على اسس عقائدية او تنظيمية وكان المؤسسين لها قادة سياسيون هدفهم الاول استخدام احازبهم لاجل التمكن من خوض الانتخابات والفوز برئاسة الحكومة وحالما يتم الامر لهم يتم حل الحزب، كما انهم كانوا يستخدمون تلك الاحزاب وعبر خلق تحالفات مع عدد من سيوخ العشائر لاجل القيام بثورات واضطرابات محلية تسعى لاجل خلق بيئة مناسبة لاسقاط الحكومة...".موقع كاردينيا http://www.algardenia.com في 10/9/ 2012
43 - سالم عبيد النعمان ، عن كامل الجادرجي مصدر سابق.
44- عندما شرعت أول انتخابات في عام 1924 لانتخاب المجلس التأسيس ولأخر انتخابات عام 1958، فقد كانت منذ فيصل الأول "... الذي جعل موافقته الشخصية أمراً ملزماً قبل حصول المرشحين على دعم حكومي، ولم يتفاقم الأمر سوءاً إلا في السنوات التي تلت وفاة فيصل، وفي اربعينيات القرن العشرين وخمسينياته سيوافقالوصي والوزراء بدعمٍ من البريطلنيين على قائمة بالمرشحين سيدري توزيعها على متصرفي الألوية وقادة المجالس المختلفة وأحيانا من دون حتى أعلام المرشحين المحظوظين أنفسهم، الذين سيستمعون إلى إنتخابهمأعضاء في البرلمان من المذياع...". د. عديد دويشا، تاريخ العراق، ص. 210، مصدر سابق.
45 - " ... ثمة حقيقة تأريخية لابد من ذكرها الا وهي، ان ياسين الهاشمي رئيس حزب الشعب كان يروم من تأسيس حزبه استقطاب الشباب ليكونوا نواة لكتلة برلمانية معارضة في مجلس النواب، الامر الذي حفز الجادرجي إلى ترشيح نفسه عن لواء الدليم ، مما مكنه من الفوز في انتخاب عام 1927م، وهذا ما اثار حفيظة حساده، فانبرى الصحفي المعروف إبراهيم صالح شكر يهاجمه في جريدة الزمان ويتساءل عن هذا الفتى الذي اقتحم اسوار البرلمان على اكتاف ياسين الهاشمي واخذ مقعده بين الشيوخ والكهول..." سعاد محمد مرهج، ملحق جريدة المدى في 20/9/2015.
46 - "... تضمن ميثاق التأخي النقاط التالية: 1- إن المعاهدة فاسدة وجائرة ويجب تعديلها؛ 2- إن المجلس الحالي ( النواب -الناصري)يجب أن يحل ، لانه لا يمثل البلاد؛ 3-إن الوزارة التي تؤلف يجب أن تعمل على الأساسين الأول والثاني ..." مستل من د. محمد الدليمي، الجادرجي، ص. 38، مصدر سابق. "... والاهمية التاريخية لهذه الوثيقة هي انها ولاول مرة شكلت ائتلافاً وتعاوناً بين حزبين وكانت واضحة الاهداف وانها تعتبر نواة جيدة وفاتحة لقيام ائتلاف او جبهات وطنية للحركة الوطنية للسنين المقبلة فهي الاداة الفعالة والناجحة ضد الاستعمار..." سالم عبيد النعمان ، مصدر سابق. وتذكر سعاد محمد مرهج "... إذ قام كامل الجادرجي وعدد من رفاقه بجولة سياسية لمدن الفرات الاوسط وذلك من اجل "تأليب شيوخ العشائر والرأي العام ضد الحكومة والضغط عليها من اجل عدم التصديق على المعاهدة". مصدرسابق.

47 - كان عبد الفتاح إبراهيم من ابرز المتنورين نظريا في جماعة الأهالي وفي الوقت نفسه كان من مؤسسيها وقد انسحب من الجماعة وبالاخص بعد موافقتهم على التعاون مع الجيش قبيل انقلاب عام 1936 . ويعتبر عبد الفتاح المسؤول عن الكتيب الذي اصدرته الجماعة والموسوم (مطالعات في الشعبية) وكان متأثرا بالفكر الماركسي .. ومنذ انتماء الجادرجي الى الجماعة فقد نشب خلاف بينهما وحسب عبد الفتاح الذي يعتقد إن "... إن معارضة الجادرجي لي كانت بسبب رغبته في تبوء مركز القيادة بدلا عني، وأن تركزي في الجريدة والنادي والجمعية ربما جعله يشعر بأنه لا يستطيع تسيير الأمور كما يشاء مما دفعه ( الجادرجي) إلى ضرورة إزاحتي ..." . في حين يذكر الجادرجي في مذكراته (ص.197-198) أن سبب الخلاف يعود لكون "... يدين أصلا بالماركسية وأن ثقافته كلها مستمدة من الماركسة ... بالاضافة إلى ذلك كان يعطي لشخصه المقام الأول في جميع اشتغالاته ومحاولاته ونظرياته الخاصة...". مستل من محمد الدليمي، ص.74، مصدر سابق. لكني اعتقد إن هناك أكثر من دافع لهذا الخلاف إذ يبدو لي بأن المنشأ الطبقي والذاتوية/ الأنوية (الأنا العالية) والاختلاف الفكري والايديولوجي.. كلها عوامل لعبت دورها في انفصال الأخير عن الجماعة. كما انفصل عنها غيره من امثال عبد القادر البستاني الذي انتمى الى الحزب الشيوعي وانسحب خليل كنه وروفائيل نوري.
48 - د. عادل تقي البلداوي، الحزب الوطني التقدمي في العراق في العهد الجمهوري الأول، ص. 16، طبع في شركة الحسام، بغداد 2000. كذلك راجع عبد الغني الملاح، تأريخ الحركة، مصدر سابق، ص. 185.
49 - مجيد خدوري، عرب، ص. 255، مصدر سابق.



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي :(3-5) 2- كامل الجادرجي:
- ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي : (2-5)
- ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي :(1-5)
- الزعامة الكارزمية ( الملهمة):
- قراءة فكرية في: الظاهرة التموزية و ذاتها الموضوعية
- المثقف القروي ورجل الضل .. خير الله طلفاح نموذجاً
- من تاريخية الثورة الثرية : الانتلجنسيا العسكرية العراقية :
- عبد الكريم قاسم والانتلجنسيا ( المدنية والعسكرية):
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر : واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الم ...
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر : واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الم ...
- من تاريخ العراق المعاصر : واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الم ...
- دروس من تجربة الثورة الثرية ***: الجادرجي والزعيم (2-2):
- دروس من تجربة الثورة الثرية : الجادرجي والزعيم (1-2):
- حوار من الباحث الاكاديمي عقيل الناصري
- حقوق المرأة السياسية في الدساتير العراقية ، دراسة مقارنة.


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي :(4-5)