أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليندا كبرييل - حدّثتْني شهرزاد البوذية فقالت :














المزيد.....

حدّثتْني شهرزاد البوذية فقالت :


ليندا كبرييل

الحوار المتمدن-العدد: 5245 - 2016 / 8 / 5 - 20:25
المحور: الادب والفن
    


كأن قوة خفيّة كانت تدفعني إلى اكتشاف أعماق " مينامي "، فوجدتُ نفسي بعد يومين من لقائنا الأول أهرع إلى رؤيتها . بدا أمرها يستحق أن أوليه الاهتمام.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=525704
سلام عليك .. يا ابنة بوذا وحفيدة آلهة الشمس

خرجتُ كعادتي لرياضة الصباح، ورأيتها كعادتها تلتقط أوراق الشجر المتساقطة.

حالَ إلقائي التحية أدخلتْني في فيلم عن جارتها الجديدة !
كانت تتكلم بكل عضو في جسمها ؛ تقدّم رجلاً ثم تؤخّرها، ترسم إشارات بيديها لتعمّق معنى قولها، تدور حول نفسها، يغلبها تداعي الأفكار فتنتقل إلى قصة أخرى، إذا سهوتُ عنها لكزتْني برفق في كتفي لأتنبّه، ثم تعود إلى قصة الجارة الجديدة لتكملها، وتسترسل في الحديث، وبين كل هذا تطلق غاز بطنها فتعتذر وتتابع، تزدرد ريقها ثم تستردّ نفساً عميقاً يساعدها على الكلام حتى يختنق صوتها.
نفَس واحد لقصة واحدة مع فروعها ! حتى شعرت بالدوار من ملاحقة نظري لحركاتها.
الآن أعرف لمَ تبتعد عنها الجارات . هذا الإسهاب والإطناب والتطويل والتصرّف العفوي، يفقد أعصاب منْ يتناول الحوادث الهامشية ببرود وترفّع، ويثير الأقاويل حتماً.

قبل أن نخرج من فيلم الجارة الجديدة إلى فيلم آخر عرضتُ عليها أن نتنزّه معاً، فشبكتْ يديها فوق رأسها كالدائرة بمعنى : أوكيه.

نظرتْ إلى نفسها وهي تستشيرني في مظهرها، فقلّبتُ نظري بين المنديل المنتصِب كالعَلَم على رأسها، ومريولها الملبوس على قفاه، وبنطلونها الملفوف حتى ركبتَيها، فاستأذنتها بتعديل لباسها . وكأني ألقيتُ عليها الأمر ( استعدْ ) فوقفتْ كالعسكري رافعة الرأس منضبِطة.
ألبستُها مريولها بشكل صحيح، واكتشفتُ وأنا أرخي أطراف بنطالها أنه رجالي، فقالت بلهجة عسكرية :
ــ هذا بنطلون زوجي المرحوم وكذلك المريول والجوارب، وأحياناً أضطر إلى ثيابه الداخلية !
لم تأبهْ لضحكي، وظلت ثابتة صامتة وأنا أنزع نظارتها المكسورة من جانبيها، المربوطة بمطاط خلف رأسها، ورفعتُ أخيراً منديلها الهابط الذي بالكاد تظهر تحته حدقتا عينيها، وأنزلتُ بضع خصال من شعرها على جبينها وأطراف وجهها وأنا أقول : شعركِ رائع جداً.
أخذتُ أدور حولها لأطمئن على مظهرها، ثم وقفتُ أمامها لأعلن أنها جاهزة، فوجدتُ عضلات وجهها تضطرب بعصبية وقد مطّتْ شفتيها المرتجفتَين عن آخرهما وأغمضتْ عينيها بشدة والدموع تسيل على وجهها !

ــ ما بكِ ؟ صحتُ بها.
لكنها كانت تحرّك فمها وتجيب بصوت غائب.
جلستُ أرضاً ريثما تنتهي من وَصْلتها، فالتمّتْ فجأة على بعضها وتوقفتْ عن البكاء لتسألني بصوت جامد :
ــ ما بكِ ؟ ألنْ نتنزّه ؟
ذهلتُ من تحوّلها .. فسألتها بحيرة :
ــ ما بكِ أنتِ ؟
أجابتْ وهي تمسح دموعها وكأنها ليست منْ كانت تبكي بحرارة قبل لحظات :
ــ تذكّرتُ أمي . هي أيضاً كانت تقول لي : شعركِ رائع جداً.

رفعت المنديل من على رأسها ثم نزعتْ مشبَك الشعر .. فانسدلَ ستار كثيف من الساتان الحريري يحدّق في الضوء البازغ، غطّى جبينها ومقدمة صدرها، وتجاوزَ طوله منتصف ظهرها، لم أرَ في جماله إلا في دعايات الشامبو التلفزيونية، فبدَتْ في سكينتها كراهِبة في محراب الصلاة !!
هتفتُ :
ــ يا لروعة هذا الشَعر !
ابتسمتْ وقالت بخجل :
ــ لا أملك من الجمال إلا ( هذا ) . هيا بنا.
انطلقنا جرْياً وال ( هذا ) مكشوفٌ، يتماوج، يتطاير، تتسابق أحصِنته الجامحة مع الضوء ونسمات الهواء.
أشكُّ أن هذا الأسودَ شَعرٌ ! إنه حِبال ضوئية من شمس في كسوفها !!

" مينامي " عُمْران بشريّ سخَتْ الطبيعة في تشييد قمّته بآية من الذوق والجمال . فإن انحدرتَ بعينيك قليلاً ، ظننتَ أن التطور الوراثي فاتَهُ أن يطول شجرتها بالتعديل الأنثوي !

مضينا ... ومضى حذاؤها يُزقزِق رشّاً دِراكاً حسب سرعتها . أدركتْ بعد دقائق قليلة أن اختيارها الجري حرمَها من نعمة الكلام فعدلْنا عنه.
وما أن مشينا حتى استنام ال ( هذا ) حجاباً أسود وقوراً يغطي جبينها وكتفَيها، وقد كلّلتْ الشمس رأسها بتاج ذابَ ذهباً من وهْجها على سطح الحجاب !!

ظلّ لسانها الرياضي منطلِقاً يطوي الزمن بسرعة الغزال، وبأحاديث متداخِلة متلاطِمة . عصفور رأى باب القفص انفتحَ فأطلقَ جناحَيه للريح، أو كأن هذا اللسان ليس لهذا الفم .. خرج ولم يعُد.
مع بشائر الصباح الطالِعة كان الكلل قد نال من لسان شهرزاد، فاستسلمتْ بوداعة لرائحة القهوة الذكية عندما جلسنا نشربها في الحديقة.

كانت تحْتسيها باستمتاع وتعْقب فحيح رشفاتها أحححح ~~
فجأة كادت تختنق وهي تضحك وتقول :
ــ تذكرتُ زوجي المرحوم .. لم يكن يحب أبي، فكان يتقصّد إغاظته بصوت رشفاته الشاي.
ثم نظرتْ في وجهي وتابعتْ :
ــ وأنا أيضاً .. هاهاها .. لا أحب أبي ! اسمعي اسمعي .. إنها قصة طريفة.
اعتدلتْ شخصيتها في لحظة كمفكّر طلبوا رأيه في موضوع هام . قالت :

يتبع



#ليندا_كبرييل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام عليك .. يا ابنة بوذا وحفيدة آلهة الشمس
- ( بوذا ) إذا استمعَ إلى نكتة الحشاش !
- وكنتُ كآدم الذي أكل التفاحة
- فإما نجْم كالشمس، وإما قزم كبلوتو! 1
- في مدينة الموت: الأشباح أحياء بعقلهم يرزقون.
- قدَرُ اليابانيين أن يلِدوا في زمن اللهب المقدس !
- من بلاد الشمس المشرقة: كل فمتو ثانية ونحن بخير
- وداعاً مليكة اليهودية .. وإلى اللقاء.
- كل رأس ارتفع فأيْنَع، قُطِع !
- المَرَة.. لو تكسِر قضيب الذهب ! *
- المرأة إذا كسرت قضيب الذهب!
- وقْفة، قبل أن تسجّلوا هدفكم المارادوني بيد الله!
- فإما تحليق النسور، وإما تدجين الطيور !
- الحرير لا يليق بالحرائر
- سَرْوكَ شيخٌ فتَسَرْوك معه الشيوخ.
- مُشعِل الرماد : أفنان القاسم
- مِحنة العقل الغائي بالعقل الببغائي.
- اللئام إذا تفرّغوا لمائدة الحياة !
- اِفتحْ يا زمزم !
- اِشربْ خمْرك عمْداً وامسحْ وجهك حمداً !


المزيد.....




- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليندا كبرييل - حدّثتْني شهرزاد البوذية فقالت :