وليد الأسطل
الحوار المتمدن-العدد: 5243 - 2016 / 8 / 3 - 03:44
المحور:
الادب والفن
رؤيا
لستُ مُتَطَلِّباً
لا أُريدُ من الحياةِ
سوى ورقةٍ،
قلمٍ، و قَبضَةٍ مِنْ خيال
صفحاتِ روايةٍ، أقلِّبُها
كأمواجٍ بيضاءَ
تصطدِمُ مبتسمةً،
مُتلاشِيَةً بالضّفّةِ الأخرى
مِنَ الكتاب
أفكارٍ محلّقةٍ فوق رأسي،
كطيورِ النّورسِ،
بأصواتِها البحرِيَّةِ الشّجِيّةْ
تفجِّرُ في كيانِي،
ثورةَ اللّامحدودِ
على المحدود
اِنتصارَ الدّاخِلِيِّ
على الخارجِيِّ
في معركةِ المعاني
ثائِراً لِنفسِهِ
مِن وراءِ قضبانِ الجسد
صائِحاً
ما أظلَمَ سِجنَ الفقيرِ لِلغنِيّْ
أنا كوْنٌ مضغوطٌ
في كبسولةِ الجسدِ الغبِيّْ
يتساءَلُ الشَّاعِرُ
مَنْ أكون؟
أعرّافٌ أنا
أم مجنون؟
آخُذُ مِنْ كلِّ شيءٍ
سِرَّه
ثُمَّ أُذِيعُ على المَلإِ
أمْرَهْ
أسرِقُ مِنَ
الفَرَحِ قِشرَهْ
وَ مِنَ الحُزنِ
عُمْقَهْ
ألمحُ صُوَراً واضِحةً،
و غائِمةْ
كَعَجوزٍ تنظُرُ
مِنْ نافِذةِ منزِلِها
ساعَةَ الغروب
أُحاوِلُ معانَقةَ
سِعَةِ المدى
كشَجَرَةٍ
فضحَها الخريف
فَفَرَدَتْ أغصانَها العارِيةَ
كطَيرٍ جارِحٍ
يُريدُ الإِنقِضاضَ
على فريسَتِه
كَكَهْلٍ
يُحاوِلُ معانَقَةَ
أفراحِهِ الغارِبةْ
معَ حبيبَتِهِ الهارِبَةْ
أُبْصِرُ
زُقاقاً باريسِيّاً حزيناً
يَبكي سُيّاحَ الصّيفِ المُنصَرِمْ
أرى وجوهاً
شرقِيَّةً حزينَةْ
كَمَنبوذَةِ الفصلِ الدَّمِيمَةْ
أرى شرقاً شاحِباً
كفِنجانِ ارْتَسَمَتْ
على قَلْبِهِ
تَجاعيدُ القهْوَة
يستَلقِي إلى جِوارِهِ،
هيكَلُ تُفَّاحةٍ خضراءَ،
أكلَها صاحِبُ الدَّارِ المُقامِرْ
فِنجانٌ
مكسورُ العُروَةِ
مُشَوَّهٌ
وَحِيدْ
لا أنِيسَ لَهُ
سوى أشباحِ البيتِ المُعذَّبَةْ
الباحِثَةِ عن الرّاحَةِ الأبدِيَّةْ
#وليد_الأسطل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟