أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- إلى الخلف درّ














المزيد.....

بدون مؤاخذة- إلى الخلف درّ


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5242 - 2016 / 8 / 2 - 15:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- إلى الخلف درّ
من ينتبه لحال أمّتنا العربيّة، لن يحتاج إلى كثير من الذّكاء ليعرف أنّنا نقف في آخر ذيل الحضارة الانسانيّة، ولا نتفوّق على الأمم الأخرى إلا بهزائمنا، وتخلّفنا على مختلف الأصعدة، وننفرد بأنّنا الأمّة الوحيدة التي تحارب نفسها تحقيقا لمصالح أعدائها، وتدمّر أوطانها لتلجأ إلى بلاد أخرى، وتهدم حضارتها لتعود قرونا إلى الوراء، والكارثة الكبرى أنّنا نبرّئ أنفسنا من الجرائم التي نرتكبها، وكلّ منّا يزعم أنّه على حقّ، وغالبيّتنا يردّون ذلك إلى القضاء والقدر، لأنّهم يعتبرون أنفسهم خلفاء الله في الأرض، ويمتلكون مفاتيح السّعادة في الدنيا والآخرة، فيفتون ويقتلون ويدمّرون ويعيثون فسادا في الأرض، ظنّا منهم أنّهم جنود الله في الأرض!
لكن لم نتساءل في غالبيّتنا عن أسباب ذلك؟ وإن شخّصنا الحالة المرضيّة التي نعيشها، فإنّنا لا نعمل على الشّفاء منها، بل إنّ من يستطيع العلاج مهمّش ومنبوذ ولا يستطيع فعل شيء أمام قطيع الرّعاع الذين يقدّسون الجهل وافرازاته.
ونظهر أمام العالم بأنّنا أمّة تعادي نفسها، من خلال تكريس الجهل وتقديسه، ومعاداة العلم وتطوّر الحضارة الانسانيّة. فمن يصدّق أنّ حوالي ثلث أبناء أمّتنا أمّيّون لا يجيدون القراءة والكتابة ونحن في نهاية العقد الثّاني من القرن الحادي والعشرين؟ وأنّ الثلث الثّاني هم أشباه أمّيّين؟ وأنّ مناهجنا التّعليميّة في مختلف مراحلها لا تواكب العصر؟ وأنّ وسائل اعلامنا في غالبيّتها تكرّس الجهل وتسوّق ثقافة الهزيمة، فعلى سبيل المثال هناك عشرات الفضائيّات التي تدخل كلّ بيت مخصّصة للشّعوذة والخرافات، ويتصدّرها من يدّعون "العلم من أصحاب العمائم واللحى" الذين يرون شرور الدّنيا في المرأة وجسدها، ولا يفرّقون بين علوم الدّنيا وبين المعتقد الدّيني، فيعتبرون الدّين الذي هو عقيدة علما، وأنّه أساس العلوم كلّها، بينما العالم جميعه يعتبر الرّياضيّات أساس العلوم، ولجهلنا فإنّ جهلائنا من مدّعي العلم يكفّرون من يقول عكس رأيهم، دون أن يكلّفوا أنفسهم عناء البحث في علوم الدّنيا التي لا علاقة لها بالدّين والعقيدة؟ فمثلا ما الحلال؟ وما الحرام في علوم مثل الهندسة والفيزياء والكيمياء والطّب والصيدلة والزّراعة وغيرها؟ وما علاقتها بالدّين؟ وهل تساءل من يتحكّمون برقاب الشّعوب والأوطان عن مدى مساهمتنا كعرب وكمسلمين في الثورة العلميّة والتّكنولوجيّة التي شهدها ويشهدها العالم؟ وما أسباب ذلك؟
وامعانّا منّا في تقديس الجهل، فإنّنا لا نقف عند هزائمنا المتلاحقة، بل نواصلها ونتراجع إلى الخلف في حين غيرنا من "الكفّار" يتقدّمون! فمن يتصوّر مثلا أنّ دولة مثل بلجيكا عدد سكّانها ستة ملايين شخص، يعتاشون على الصّناعات الخشبيّة وصيد الأسماك يفوق دخلها القوميّ دخل السّعوديّة أكبر منتج للبترول في العالم؟ وأنّ اسبانيا التي تعدّ من أفقر الدّول الأوروبّيّة يفوق دخلها القومي مداخيل الدّول العربيّة مجتمعة؟ فهل تساءلنا عن أسباب ذلك؟ وأين مواقع الخلل عندنا؟
وهل انتبهنا لدولة ماليزيا -غالبيّة شعبها مسلم- كيف قفز بها مهاتير محمّد بالعلم من دولة ذات مديونيّة عالية، خلال عشرين عاما إلى دولة ذات احتياطي مالي بمئات المليارات؟ فهل كفر الرّجل؟
وهل انتبهنا إلى الخلل الكبير في وعينا وثقافتنا ومدارسنا وجامعاتنا؟ أوليس من العجب العجاب عندما احتفلت أمريكا بانزال أوّل سفينة فضائيّة على كوكب المرّيخ، أن احتفلت وسائل اعلام وجامعات بعض دولنا بشهادة الدّكتوراة لأحد الدّارسين بعنوان"فقه الضّراط"! وليتفاخر "علماؤنا" بأنّ لدينا حوالي مئة ألف مؤلّف في "علم الطّهارة"؟ فهل طهارة الجسد بحاجة إلى كلّ هذه الأبحاث والمؤلّفات؟ وهل انتبهنا إلى خيباتنا وهزائمنا العلميّة عندما تتصدّر بعض فضائيّاتنا ووسائل اعلامنا الأحاديث عن فوائد شرب بول البعير! في حين توصّلت مراكز البحث العلمي عند "الكفّار" لعقاقير لعلاج الكثير من أمراض السّرطان وغيرها؟
أو ليس من العار أن تخصّص فضائيّات عربيّة لتغذية الطّائفيّة، وحروب الاقتتال والتّدمير في سوريّا، العراق، ليبيا، اليمن وغيرها، وكلها حروب مموّلة بمال عربيّ مسلم لتحقيق مصالح معادية، أقلها إعادة تقسيم العالم العربيّ لدويلات طائفيّة متناحرة؟
أو ليس من المعيب أن يجري التّطبيع مع اسرائيل في الوقت الذي تواصل فيه احتلالها واستيطانها للأراضي العربيّة، وتستبيح المسجد الأقصى الذي هو جزء من العقيدة؟ بل إنّ الأمر تعدّى التطبيع إلى التّنسيق الأمني والتّحالفات العسكريّة معها؟ أو هكذا أمور بحاجة إلى ذكاء لادراك خطورتها على الأمّة؟ وعلى رأي أحد المفكّرين المغاربة:"لقد خلق الله للانسان عينين في مقدّمة وجهه ليرى أمامه، ولو أراد أن يرى الخلف لخلقها في مؤخّرة رأسه" وأنا أضيف بأن الله خلق للانسان دماغا ليفكر، وليتدبّر أموره، فهل نستعمل أدمغتنا أم سنبقيها محنّطة؟ والحديث يطول.
2-8-2016



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-تكريم المبدعين
- بدون مؤاخذة-الثقافة في بلاد العربان
- سلمى جبران واللجوء
- قراءة في رواية معيوف
- بدون مؤاخذة- وداعا للعلمانيّة في تركيا
- زغرودة الفنجان لحسام شاهين في اليوم السابع
- الخيانة والنّصر المبين
- بدون مؤاخذة- أما آن لجنون القتل أن يتوقّف؟
- بدون مؤاخذة-لا دين للارهاب
- حوار مع المحامي مروان السرخي
- بدون مؤاخذة ودون تعليق
- بدون مؤاخذة- الدّم الحرام وفوضى السّلاح
- عودة علاقات تركيا -المسلمة- مع اسرائيل
- بدون مؤاخذة- نعرقل الناجح حتى يفشل
- بيعة النساء والرجال للمرشح مروان السرخي
- شيطنة العرب والمسلمين
- بدون مؤاخذة- دولة الخلافة الاسلامية العتيدة
- بدون مؤاخذة- العهر الثقافي
- ألاعيب نتنياهو ومبادرة السّلام العربيّة
- لا جديد في تعيين ليبرمان وزيرا لجيش الاحتلال


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- إلى الخلف درّ