أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- أما آن لجنون القتل أن يتوقّف؟














المزيد.....

بدون مؤاخذة- أما آن لجنون القتل أن يتوقّف؟


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5218 - 2016 / 7 / 9 - 11:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- أما آن لجنون القتل أن يتوقّف؟
عمليات القتل في الأراضي الفلسطينية أمر مفزع، ونأمل أن لا تتحوّل إلى ظاهرة، أو إلى مجرد خبر تتناقله وسائل الإعلام، أو إحصاء لعدد القتلى يضاف الى قوائم عدد الضحايا التي تنشرها دائرة الاحصاء، وبعض المنظمات الحقوقية، خصوصا وأن الأيام القليلة الماضية شهدت عمليّات قتل شبه يوميّة، وبغض النظر عن أسباب هذا القتل، إلا أننا نقف أمام جرائم بشعة ما كان يجب أن تقع، وهذا يستدعي وضع الحلول المناسبة والسريعة لها، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال قوانين رادعة، تحميها السلطة التنفيذية، ويطبقها القضاء العادل.
ونظرة سريعة لعمليات القتل التي تستدعي عمل دراسات اجتماعية وعلمية للوقوف على أسبابها، من أجل معالجتها واقتلاعها بشكل جذريّ، سنجد أن التربية العشائرية والقبلية التي تقدّس عمليات الثأر، وما يترتب عليها من تصعيد للخلافات التي تنشب في غالبيتها بناء على أسباب تافهة، لتتطوّر إلى عمليات قتل بشعة، قد يذهب ضحايا لها أشخاص لا علاقة شخصية لهم بالخلاف. ولتنتهي مؤقتا بـ "صلحات عشائرية" ليعود التصعيد طلبا للثأر بعد أشهر قليلة، ولتكون الخسائر أكبر مما كانت سابقا، وقد تصل إلى جريمة القتل، وما يترتب عليها من قتل جديد، وما يتبعه من حرق للمتلكات والبيوت، وما يصاحب ذلك من إجلاء لعائلة القاتل بمن فيهم أُسَر لا علاقة لها بالجريمة، وما يصاحب ذلك أيضا من ترويع للبشر ومن ضمنهم النساء والأطفال والشيوخ.
ولا يحتاج المرء إلى كثير من الذكاء ليعلم بأن القتل جريمة بشعة لا يقرها العقل البشريّ السّويّ، كما أنّها محرّمة دينيا، فجميع الديانات السماوية تحرّم القتل، وتحترم حياة الانسان.
قال تعالى في القرآن الكريم:" وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" وقال "وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" "وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اجتنبوا السبع الموبقات...- وعدَّ منها-... قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق".
وحتى القتل الخطأ لم يتهاون به الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قٌتِل خطأ فديته مائة من الإبل، ثلاثون بنت مخاض، وثلاثون بنت لبون، وثلاثون حقة وعشرة بني لبون ذكور." وإذا عفا ذوو القتيل عن القاتل ورضوا بالدِيّة فإنه تلزمه كفارة تزكية لنفسه وهي بالترتيب عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين."
وإذا كان القتل هو عقوبة القاتل عمدا حسب الدّين، فإن المخول بتنفيذ العقوبة هو الحاكم وليس ذوي القتيل، وإذا ما أقدم أحد من ذوي القتيل على قتل القاتل، فإنه يُقتل به، وفي هذا دعوة لحماية القانون، لأن القانون يحمي الجميع. فما بالكم إذا استهدف الثأر شخصا آخر من ذوي القاتل؟
فهل يعلم القتلة ومن يقف وراءهم، أو يحرّضهم أمور دينهم ودنياهم؟ وإن علموا أو لم يعلموا فلماذا لا يوجد قوانين رادعة تجعل من القاتل عبرة لغيره؟
ولا بدّ من التّأكيد أنّه لا يوجد مبرّر للقتل مهما كانت الأسباب، ولا يمكن تبرئة الاحتلال من عمليّات القتل، فاستمرار هذا الاحتلال وما يصاحبة من جرائم بحق الانسانيّة، وعدم رضوخه للقانون الدّولي، ولمتطلّبات السّلام العادل، تغلق أبواب الأمل أمام الشّباب الفلسطينيّ.
9-7-2016



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-لا دين للارهاب
- حوار مع المحامي مروان السرخي
- بدون مؤاخذة ودون تعليق
- بدون مؤاخذة- الدّم الحرام وفوضى السّلاح
- عودة علاقات تركيا -المسلمة- مع اسرائيل
- بدون مؤاخذة- نعرقل الناجح حتى يفشل
- بيعة النساء والرجال للمرشح مروان السرخي
- شيطنة العرب والمسلمين
- بدون مؤاخذة- دولة الخلافة الاسلامية العتيدة
- بدون مؤاخذة- العهر الثقافي
- ألاعيب نتنياهو ومبادرة السّلام العربيّة
- لا جديد في تعيين ليبرمان وزيرا لجيش الاحتلال
- معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب والنجاح
- محمود شقير يكتب لذوي الاحتياجات الخاصّة وعنهم
- -لنّوش- رواية جميل السلحوت لليافعين
- رواية معيوف وسيرة قرية
- نسب أديب حسين تتجوّل في القدس
- الطائرة الورقية والحفاظ على البيئة
- الاصبع الوسطى
- 3+2


المزيد.....




- مجلس الأمن يجتمع السبت لبحث خطة إسرائيل في غزة… وموجة الإدان ...
- الخليج بين موسكو وواشنطن: حسابات السياسة و-براغماتية- الطاقة ...
- فرنسا تندد بـ-شدة- بخطة الحكومة الإسرائيلية لاحتلال غزة بالك ...
- خبير عسكري: خطة إسرائيل المرحلية السيطرة على غزة وليس احتلال ...
- تعافي القطاع الصحي في ولاية الخرطوم وتحديات الحرب
- مودي يجري محادثات -جيدة جدا- مع بوتين
- خبراء: هوس الثروة السريعة يدمر طموحات الشباب ويقودهم للفشل
- عضو بالتيار الوطني الحر للجزيرة: لبنان بحاجة لحوار داخلي لا ...
- إقالة مدير إذاعة صوت أميركا بعد رفضه تولي منصب أدنى
- مجلس الأمن يبحث غدا خطة احتلال غزة وإسرائيل تستعد للتنفيذ


المزيد.....

- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- أما آن لجنون القتل أن يتوقّف؟