أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- وداعا للعلمانيّة في تركيا














المزيد.....

بدون مؤاخذة- وداعا للعلمانيّة في تركيا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5226 - 2016 / 7 / 17 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- وداعا للعلمانيّة في تركيا
مسرحيّة "الانقلاب" في تركيا مساء الجمعة 15 تموز 2015، وما تلاها من اعتقالات في قادة المؤسّسة العسكريّة، وإقالة آلاف القضاة خلال ساعات، ودون اجراءات قضائيّة، تثير تساؤلات كثيرة، فهل الله وجبريل والملائكة كانوا يحرسون أردوغان كما يقول الشّيخ القرضاوي؟ وهل وصل الرّجل مرتبة الأنبياء عند الله، أو أنّه قاب قوسين أو أدنى من اقامة دولة الخلافة التي يحلم بها المتأسلمون الجدد؟ أم أنّ هناك سياسات يجري تخطيطها وتنفيذها في المنطقة، وسيكون لأردوغان دور البطولة فيها؟
ولكي ننصف الرّجل فلا بدّ من التنويه لدوره في تنمية الاقتصاد في بلاده بطريقة لافتة. ولا بدّ من التّأكيد أنّ الانقلابات العسكريّة مرفوضة تماما، مع أنّ أمريكا التي تزعم أنّها حامية الدّيموقراطيّة في العالم لا تزال تستخدمها للخلاص من خصومها السّياسيّين كما حدث ويحدث في أمريكا اللاتينيّة، وإن لم تنجح في الخلاص منهم عن طريق الانقلابات، فإنّها لا تتردّد في الغزو العسكريّ، كما حصل في العراق عام 2003 تحت شعار "تحرير العراق من الدّيكتاتوريّة" و"حرّرت" العراق فعلا من وحدة أراضيه وشعبه، فدمّرته وقتلت وشرّدت شعبه وأعادته قرونا إلى الخلف، وهدمته كدولة وكحضارة.
لكن الوضع مختلف في تركيّا التي لم تعد "علمانيّتها" تخدم مصالح حلف "النّاتو" التي هي عضو فيه، وبما أنّ إعادة تقسيم المنطقة حسب "مشروع الشّرق الأوسط الجديد" الأمريكي، إلى دويلات طائفيّة متناحرة، واستغلال "المتأسلمين الجدد" لتنفيذ هذا المشروع، وما جرى ويجري في سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، لبنان، وصحراء سيناء، وحتى "إمارة حماس في قطاع غزّة" ليست بمنأى عن ذلك، والدّور قادم على بقيّة الدّول العربية، لأنّ المستهدف هو المنطقة العربيّة تحديدا، لما تحويه من نفط، ولموقعها الاستراتيجي الذي يتوسّط الكرة الأرضيّة. وكان لا بدّ من إيصال حزب العدالة التّركي بزعامة أردوغان إلى الحكم، ولتحييد الجيش المخوّل بحماية الدّستور التّركي الذي وضع في عهد كمال أتاتورك، وللتّذكير فقط فإنّ الجيش انقلب على أربكان معلّم أردوغان وأودعه السّجن عام 2000 وحلّ حزبه الاسلاميّ، ولم يحرّك أحد شيئا لحماية "الدّيومقراطيّة".
ودور أردوغان لا يتخطى المرسوم له، باقامة "المثلّث الاسلامي" المكوّن من "باكستان، تركيّا ومصر" وهذا المثلّث سيرفع الاسلام شعارا، وسيكون "اسلاما" حسب المواصفات الأمريكيّة، الذي يستغل عواطف شعوب المنطقة الدّينيّة، وتمّ ترسيم رجال دين لدعم هذا "الاسلام الجديد" لتضليل الشّعوب التي أعماها الفقر والحرمان والجهل بأمور الدّين الصّحيح، وأمور الدّنيا أيضا. ومن هنا يأتي تدخّل أردوغان الدّاعم بلا حدود للمعارضة السّوريّة، لتدمير سوريا وقتل وتشريد شعبها، واستنزاف جيشها، وهذا الدّعم لم يأت من وراء أمريكا وحلف النّاتو وحليفتهم اسرائيل، وكذلك للوقوف ضدّ ايران، ومنع ما يسمّى خطر المدّ الشّيعي، ولكي تكتمل الدّائرة، فإنّه لا بدّ من تحالف بعض الدّول العربية وتركيّا مع اسرائيل، وإن اقتضت الضّرورة فسيخوضون حربا مشتركة ضدّ ايران التي تسعى لأن تكون الدّولة الاقليميّة الأولى في المنطقة، بل إنّها تسعى لإعادة أمجاد امبراطوريّة فارس كقوّة عالميّة. وكلّ ذلك يأتي بعد تغييب دور مصر الفاعل اقليميّا وعالميّا بعد وفاة الزّعيم جمال عبد النّاصر عام 1970. وبعد تدمير واحتلال العراق عام 2003.
وأردوغان الذي استعجل الأمور، بتدخّله المشين في سوريّا والعراق وليبيا، وحتّى مصر لم تنج من تدخّلات تركيّا أردوغان، ومحاولته تأزيم العلاقات مع حليفته الاستراتيجيّة اسرائيل، وأردوغان له تحالفات بائنة مع الدّواعش، فالبترول السّوري والعراقيّ الذي استولت عليه داعش كانت تصدّره عبر تركيّا، وعلى مرأى وعلم أمريكا وحلف النّاتو واسرائيل أيضا، وخصومته مع روسيا بعد اسقاط القاذفة الرّوسيّة، فوجد أردوغان نفسه في عزلة لا يقوى عليها، فصدرت إليه الأوامر بإعادة تطبيع العلاقات مع اسرائيل، واعتذر لروسيا عن اسقاط القاذفة الرّوسيّة، وسيدفع لها تعويضات، ولتقوية موقفه، حتى يكمل مسيرته في اعادة تقسيم الدّول العربيّة، وامعانا في تضليل جماعات الاسلام السّياسي، ومنها "جماعة الاخوان المسلمين"، ومن ورائها الشّعوب العربيّة المسلمة، كان لا بدّ من حركة مفتعلة، تقوّي مركزه وحزبه أمام شعبه، فجاءت عمليّة الانقلاب العسكريّ الغبيّة والمفتعلة، والتي من جرّائها سيتمّ تغيير الدّستور، وتجيير الجيش وقوى الأمن والاعلام والقضاء ومؤسّسات الدّولة لصالح حزب العدالة، الذي سيبقى حاكما لتركيّا حتّى بعد أردوغان، رافعا شعار "تركيّا المسلمة" و"العودة للسّلطنة العثمانية، لكنّه لن ينسحب من حلف النّاتو، ولن يزعزع تحالفه الاستراتيجي مع اسرائيل، وإذا ما نجح "مشروع الشّرق الأوسط الجديد" فستتمّ تصفية القضيّة الفلسطينيّة، لصالح المشروع الصّهيوني، وستبقى "سلطنة أردوغان" تثير المشاكل والحروب في الدّول العربيّة حتّى ترضخ "للاسلام الذي تريده أمريكا ويتبنّاه أردوغان" وسيبقى "المتأسلمون الجدد" يهتفون لأردوغان، ويدعون له من على المنابر" ويزعمون أنّ الله وملائكته يساندونه.
والحديث يطول.
17-7-2016



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زغرودة الفنجان لحسام شاهين في اليوم السابع
- الخيانة والنّصر المبين
- بدون مؤاخذة- أما آن لجنون القتل أن يتوقّف؟
- بدون مؤاخذة-لا دين للارهاب
- حوار مع المحامي مروان السرخي
- بدون مؤاخذة ودون تعليق
- بدون مؤاخذة- الدّم الحرام وفوضى السّلاح
- عودة علاقات تركيا -المسلمة- مع اسرائيل
- بدون مؤاخذة- نعرقل الناجح حتى يفشل
- بيعة النساء والرجال للمرشح مروان السرخي
- شيطنة العرب والمسلمين
- بدون مؤاخذة- دولة الخلافة الاسلامية العتيدة
- بدون مؤاخذة- العهر الثقافي
- ألاعيب نتنياهو ومبادرة السّلام العربيّة
- لا جديد في تعيين ليبرمان وزيرا لجيش الاحتلال
- معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب والنجاح
- محمود شقير يكتب لذوي الاحتياجات الخاصّة وعنهم
- -لنّوش- رواية جميل السلحوت لليافعين
- رواية معيوف وسيرة قرية
- نسب أديب حسين تتجوّل في القدس


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- وداعا للعلمانيّة في تركيا