أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الكريم اوبجا - الثقافة كمجال للصراع الاجتماعي














المزيد.....

الثقافة كمجال للصراع الاجتماعي


عبد الكريم اوبجا

الحوار المتمدن-العدد: 5235 - 2016 / 7 / 26 - 13:36
المحور: المجتمع المدني
    


يقصد بالمثقف كل من يشتغل في أعمال تسعى لنشر الثقافة بين الجماهير، بينما الثقافة هي كل ما يصور تجارب الإنسان من شعر و نثر و لون و نغمة و شكل و صورة. و ثقافة الإنسان نابعة من حياته و حاجاته و طموحه إلى البقاء و العيش في سعادة و صراعه مع الطبيعة و مع أنانية الإنسان. إن الحاجة هي التي خلقت الثقافة و الفنون و الآداب، فالإنسان الذي "يعيش مع الأشجار و الزهور و العصافير و خرير المياه ... لن يندفع إلى أن يرسم أو يقتني لوحة لمنظر طبيعي". و في مجال صراع الإنسان مع الطبيعة نبعت ثقافته الأولى و نزعته الإنسانية من أجل البقاء و الحفاظ على الجنس البشري، قبل أن يتحول هذا الصراع إلى صراع مع بني جنسه ضد الجوع و الظلم و العبودية.

و مع تطور المجتمعات البشرية و انقسامها إلى طبقات اجتماعية ظهرت ثلاثة أصناف من المثقف: مثقف عضوي و مثقف تقليدي و مثقف مزيف. المثقف العضوي هو الذي يسعى إلى تغيير المجتمع، بينما المثقف التقليدي هو الذي يكرس الوضع الاجتماعي القائم. أما المثقف المزيف فهو الذي يبدأ ثوريا ثم ينسلخ عن أصله فيصير انتهازيا يباع و يشترى، و يشترك مع المثقف التقليدي في مهمة تشويه الوعي و تزييف الحقائق و تبرير كل الممارسات السلطوية.

لم تنشأ الثقافة البشرية مع ظهور ثقافة المثقفين أو ثقافة النخبة، هذه الأخيرة التي كانت نتيجة للفصل الاجتماعي بين العمل الفكري و العمل الجسدي، فطالما كانت هناك ثقافة شعبية على شكل تعبيرات شفهية و معتقدات و حكايات الأسلاف و عادات و تقاليد متوارثة و ألعاب و أغاني شعبية. إلا أن الثقافة الشعبية أو الجماهيرية لا يمكن وصفها دائما بالتقدمية أو الرجعية، فهي قد تعبر عن وعي العامة الخاطئ أو السليم، وعي يتأثر أحيانا بإيديولوجية الطبقات السائدة و أحيانا أخرى بإيديولوجية الطبقة التي في مصلحتها التغيير. و تعبر كذلك عن مصلحة الجماهير حسب فهم الجماهير لهذه المصلحة، فأحيانا تفهمها في الخنوع و أحيانا أخرى في التمرد.

و يمكن أن نميز بين ثلاث أنواع من الثقافات:

- الثقافة السائدة: وهي ثقافة النظام العام والمؤسسات والطبقات والعائلات الحاكمة و تتصف بنزعة محافظة و شديدة التشبث بالوضع القائم.
- الثقافات الفرعية: وهي ثقافات خاصة ضمن الثقافة العامة، و تتنوع بتنوع الطبقات و الأقليات والجماعات البشرية.
- الثقافة المضادة: و هي تتناقض مع الثقافة السائدة وتدخل في صراع حاد معها، وتميل دائماَ إلى التغيير و التجديد والابتكار و تنتشر في أوساط الشباب المبدع و المثقفين الجذريين.

--------------------
الهوامش:
- بوعلي ياسين، ينابيع الثقافة و دورها في الصراع الاجتماعي، 2006.
- الطاهر لبيب، سوسيولوجيا الثقافة، 2006.
- عماد عبد الهادي، "الثقافة المضادة و آليات تغيير المجتمع"، 2016.



#عبد_الكريم_اوبجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي النيوليبرالية؟ تعريف موجز موجه للنشطاء
- حول الإضراب العام
- العمل النقابي الديمقراطي الكفاحي
- الديمقراطية النقابية
- الماركسية و العمل النقابي
- جذور العمل النقابي
- مساءلة الوضع الثقافي بالمغرب تخليدا لذكرى مجلة أنفاس
- المناخ: الكارثة القادمة!
- مسائلة الوضع الثقافي بالمغرب تخليدا لذكرى مجلة أنفاس
- جذور القضية الأمازيغية
- أزمة الحركة النقابية بالمغرب
- لماذا يدافع الماركسيون عن حقوق القوميات المضطهدة، و بأي منظو ...
- الوضع الراهن للنضال من أجل الأمازيغية بالمغرب و مهام المناضل ...
- جريمة الدولة المغربية في حق الأساتذة المتدربين سيكون لها ما ...
- دينامية بيان 17 نونبر، تجذير للفعل الأمازيغي أم مجرد انتهازي ...


المزيد.....




- ميقاتي: الكلام عن رشوة أوروبية للبنان لإبقاء النازحين على أر ...
- مسئولة أممية: المجاعة تنتقل من شمال قطاع غزة إلى جنوبه
- تعذيب مجندات بجيش الاحتلال رفضن الخدمة على حدود غزة: تذنيب ت ...
- ميقاتي يرد على حملة بوجود -رشوة أوروبية- لإبقاء النازحين الس ...
- عشرات المهاجرين يصلون إلى إنجلترا على متن زورقين من فرنسا
- كيف تحولت مظاهرة لغزة في جامعة إنديانا إلى نضال لحرية التعبي ...
- بالصراخ وسط الليل.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق
- حملة ترمب تركز على -المهاجرين- لتضليل الناخبين
- صحة غزة تطالب محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق في تعذيب واغتي ...
- جنوب السودان يلغي الضرائب التي أدت إلى تعليق عمليات الإنزال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الكريم اوبجا - الثقافة كمجال للصراع الاجتماعي