|
جريمة الدولة المغربية في حق الأساتذة المتدربين سيكون لها ما بعدها
عبد الكريم اوبجا
الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 06:58
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
لا يمكن وصف ما أقدمت عليه الدولة المغربية في مجموعة من المدن (انزكان، مراكش، الدار البيضاء ...) من قمع همجي و تنكيل و تهشيم لعظام الأساتذة المتدربين، يوم الخميس الأسود 07 يناير 2016، إلا بجريمة شنعاء يجرمها القانون الدولي و الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان و كذا مقتضيات الدستور المغربي الممنوح.
إن هذا القمع الهمجي ليس بنزوة عابرة لمسؤولين أمنيين يتصرفون من تلقاء أنفسهم، و ليس معلقا في السماء، بل له أساس مادي يستند إليه، إنها الأزمة الخانقة التي تعيشها منظومة الفساد و الاستبداد بالمغرب. و الإجابة الوحيدة حاليا لدى الدولة المغربية هي "العصى الغليظة" لكل الحركات الاحتجاجية المطالبة بحقوقها العادلة و المشروعة.
فالدولة غارقة إلى أنفها في المديونية، حيث بلغ حجم الديون العمومية المغربية 750 مليار درهم (81,2 في المائة من الناتج الداخلي الخام)، و بلغت خدمة الدين العمومي الإجمالي 158 مليار درهم سنويا بما يعادل نصف الميزانية العامة للدولة (317 مليار درهم برسم سنة 2016) و ثلاث مرات و نصف ميزانية التعليم (46 مليار درهم) و أكثر من 11 مرة ميزانية الصحة (14 مليار درهم)، مما ينذر بإفلاس وشيك قدره المحللون الإقتصاديون في أفق 2020.
و كي لا تعلن الدولة المغربية عن إفلاسها الوشيك، و استجابة لإملاءات المؤسسات المالية الدولية (البنك العالمي، صندوق النقد الدولي، منظمة التجارة العالمية)، أخذت تطبق إجراءات تخريبية و تسميها "إصلاحا" (مرسومي التنقيط و الترسيم، المغادرة الطوعية، إعادة انتشار الموظفين، إلغاء الترقية بالاختيار و الترقية بالشهادات، الاقتطاع من أجور المضربين/ات، التدبير المفوض، رفع الدعم عن المواد الاستهلاكية الأساسية، قوانين مالية تقشفية، الإجهاز على صندوق المقاصة، الزيادة في سن التقاعد و رفع نسبة الاقتطاع و تقليص المعاش، ضرب الطابع العمومي و المجاني للتعليم و الصحة، تقليص التشغيل، الإجهاز على الوظيفة العمومية و القطاع العام، فصل التكوين عن التوظيف...).
و ما تقدم عليه الدولة من هجوم كاسح على الحقوق و المكتسبات، لن يتأتى لها إلا بمزاوجته بسياسة القمع و "الهراوات" لمنع تبلور أي مقاومة شعبية لقرارات الدولة اللاشعبية، و بتحييد النقابات العمالية و جعلها تخدم أجندات الدولة لا مصلحة الطبقات الشعبية. و بالعودة إلى قضية الأساتذة المتدربين، فالطامة التي تحل بهم هي جزء من هذا المسلسل المحبوك والمفضوح، و انتصارهم رهين أولا بصمودهم و تكاثف حملات التضامن الميداني معهم، و ثانيا بتبني الإطارات النقابية المكافحة لمطالب الأساتذة المتدربين و الإعلان عن إضرابات ومسيرات وطنية في أفق الإضراب العام الشامل، و ثالثا ببناء جبهة اجتماعية للدفاع عن المدرسة العمومی-;---;-----;---ة وضد "الإصلاحات" التدمی-;---;-----;---ری-;---;-----;---ة للوظی-;---;-----;---فة العمومی-;---;-----;---ة تضم كافة المعنی-;---;-----;---ی-;---;-----;---ن بمصی-;---;-----;---ر كادحي ھذا الوطن من تلامی-;---;-----;---ذ وطلبة ومعطلی-;---;-----;---ن و نقابات مكافحة ومنظمات حقوقية وأحزاب و تيارات حاملة لھم الجماھی-;---;-----;---ر.
أما عن سياسة القمع و "العصى الغليظة" فسيكون لها ما بعدها، حيث سيتكسر حاجز الخوف لدى الأساتذة المتدربين و يتضاعف وعيهم بقضيتهم العادلة، و تلتحم معهم الجماهير في إطار جبهة اجتماعية موحدة، فالنصر آت لا محالة. ع.الكريم اوبجا، عضو اللجنة الإدارية للجامعة الوطنية للتعليم FNE التوجه الديمقراطي
#عبد_الكريم_اوبجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دينامية بيان 17 نونبر، تجذير للفعل الأمازيغي أم مجرد انتهازي
...
المزيد.....
-
متظاهرون يغلقون مدخل وزارة التجارة وسط لندن احتجاجا على حرب
...
-
“Renouvelez-le maintenant“ تجديد منحة البطالة في الجزائر 202
...
-
100,000 دينار عراقي .. حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في العرا
...
-
عاجل | مرتب شهر كامل.. صرف منحة عيد الفطر 2024 لجميع العاملي
...
-
الحكومة المغربية تستأنف “الحوار الاجتماعي” مع النقابات العما
...
-
هتصرف قبل العيد؟!.. تحديد موعد صرف مرتبات شهر أبريل 2024 بال
...
-
منحة البطالة الجزائر 2024 .. تعرف على الشروط وخطوات التسجيل
...
-
3.5 مليارات دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي للسعودية والبطالة
...
-
البطالة في السعودية تسجل أدنى مستوى منذ 1999
-
الوحدة الشعبية يوجه رسالة للجنة الحقوق والحريات في نقابة الم
...
المزيد.....
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
-
نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين
/ عذري مازغ
-
نهاية الطبقة العاملة؟
/ دلير زنكنة
-
الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج
...
/ جورج مافريكوس
المزيد.....
|