أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم اوبجا - المناخ: الكارثة القادمة!















المزيد.....

المناخ: الكارثة القادمة!


عبد الكريم اوبجا

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 22:20
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


يتغير مناخ الأرض بسرعة، أسرع بكثير مما يعتقده الخبراء. ليس هناك شك في ما يسبب ذلك: ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي كنتيجة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، و أساسا ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن احتراق النفط والفحم والغاز الطبيعي.
لقد ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار 0.8 درجة مئوية خلال القرنين الماضيين. هذا يكفي ليسبب ارتفاعا في مستويات سطح البحر بنحو مترين في القرون القادمة. لا أحد يستطيع أن يوقفها. سيضطر مئات الملايين من الناس للنزوح، وسوف تضيع ملايين الهكتارات من الأراضي الخاصة بالزراعة الغذائية، ستكون هناك حاجة إلى إخلاء المناطق الحضرية. إن شعوب دول الجنوب، الذين هم يتحملون أقل مسؤولية، سيكونون الأكثر تضررا.
وقد تجاهلت الحكومات كل التحذيرات، فبعد ثلاثة وعشرين عاما على قمة ريو RIO (×)، ازدادت الانبعاثات السنوية للاحتباس الحراري بضعفي ما كانت عليه في 1990، على الرغم من الأزمة الاقتصادية!
و بهذا المعدل، فإن ارتفاع درجات حرارة الأرض في نهاية القرن لن يكون 2 درجة بل 6 درجات مئوية، وسوف يؤدي ذلك إلى كوارث رهيبة لا يمكن تصورها تماما.
المؤتمر 21 للمناخ: در الرماد في العيون و هدايا للزعماء
إن التدخل العاجل ضروري لأن التدابير التي نحن بحاجة إلى اتخاذها تم تأجيلها لعقود. يجب على الدول "المتقدمة" أن تبدأ على الفور بالحد من الانبعاثات بنسبة 10٪ على الأقل سنويا، والقضاء عليها تماما بحلول عام 2050. و على الدول الناشئة الكبرى أن تتبع بسرعة، فلا يزال لدول أخرى بعض من الهامش لكن سرعان ما يتم تقليصه.
و إذا لم يتغير أي شيء، فبحلول عام 2030 سيتم استنفاد كمية النفط والفحم والغاز الطبيعي الذي لا يزال من الممكن حرقه دون تجاوز درجتين مئويتين من الاحتباس الحراري.
سيعقد مؤتمر الأمم المتحدة ال21 للمناخ COP21 (××) بباريس في ديسمبر عام 2015. ويحاول القادة السياسيون خداعنا بالقول أن هذه المرة سوف يتم إبرام اتفاق "طموح".
صحيح أنهم قد يتوصلوا إلى اتفاق لحفظ ماء الوجه، ولكن ما هو مؤكد هو أن هذا الاتفاق لن يكون كافيا بيئيا وسيكون غير عادل اجتماعيا. لقد تم تحديد مضمون الاتفاق مسبقا من قبل التزامات الملوثين الكبار: الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد الأوروبي، الصين، اليابان، أستراليا، وكندا. و على هذا الأساس، فإن ارتفاع درجة حرارة الأرض سيكون على الاقل من 3,6 إلى 4 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
لقد تم التفاوض على هذه الالتزامات مع اللوبيات الصناعية والمالية و هي مصممة خصيصا على مصالحها. إن الشركات المتعددة الجنسيات تفرك أصابعها في انتظار انفتاح أسواق جديدة: أسواق الكربون، التكنولوجيات "الخضراء"، تعويض الغابات، التكيف مع آثار الاحتباس الحراري، وهلم جرا.
لكن ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أربع درجات مئوية يعني ارتفاع في مستوى سطح البحر بعشرة أمتار على المدى الطويل، بالإضافة إلى التأثيرات المباشرة: تسارع تدهور التنوع البيولوجي، المزيد من العواصف والأعاصير والجفاف والفيضانات وموجات الحرارة، انخفاض الإنتاجية الزراعية، الخ.
إنقاذ الرأسمالية أو المناخ؟
تم التأسيس للواقعة منذ عقود. إن اللجنة الدولية للتغيرات المناخية IPCC (×××) هي هيئة بين- حكومية يفترض على الحكومات الوطنية أن تلتزم بالخطوط العريضة لتقاريرها. فالحلول التقنية موجودة، و الوسائل المالية أيضا. لكن لماذا لا تتخذ الحكومات الخطوات اللازمة؟ لماذا توصي ب"حلول" كاذبة أو خطرة مثل الغاز الصخري، الوقود الزراعي، الطاقة النووية، الهندسة الجيولوجية، الخ؟
الجواب بسيط، لأن الحكومات هي في خدمة الشركات المتعددة الجنسيات والبنوك التي تشن حرب التنافس على أقصى قدر من الأرباح، الحرب التي تجعل الشركات تنتج أكثر (وبالتالي استهلاك المزيد من الموارد)، فأكثر من 80٪ من الطاقة التي تستخدمها تأتي من الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
لإنقاذ المناخ: أولا، يجب أن تبقى أربعة أخماس الاحتياطيات المعروفة من الوقود الأحفوري تحت الأرض. ثانيا، يجب أن يتم تدمير نظام الطاقة الذي يرتكز على هذه المصادر الأحفورية (وعلى الطاقة النووية) في أسرع وقت ممكن، دون تعويض. ثالثا، يجب التخلي عن الإنتاج الضارأو الذي لا لزوم له، وذلك للحد من استهلاك الطاقة والموارد الأخرى. رابعا، يجب أن يتم استبدال النظام الانتاجي/الاستهلاكي الاستبدادي و اللامتساوي بنظام متجدد يتسم بالكفاءة واللامركزية و يكون اجتماعيا وديمقراطيا.
فمن الممكن وقف الكارثة المناخية مع ضمان حياة كريمة للجميع، بشرط واحد: اتخاذ التدابير المناهضة للرأسمالية. لكن الحكومات تفضل تدمير هذا الكوكب، وتعريض حياة مئات الملايين من الناس الفقراء والعمال والفلاحين والنساء والشباب، الذين هم مسبقا ضحايا لتغير المناخ، لأخطار محدقة، وتهديد البشرية بالفوضى الوحشية، في الوقت الذي يراكم فيه تجار الأسلحة الأرباح.
إن الرأسمال يعتبر الطبيعة و عالم الشغل في ملكيته. لا يجب الاختيار بين التدخل العاجل من أجل المناخ أوالعدالة الاجتماعية؛ إنها قضية واحدة و نضال واحد، فلنتعبأ جميعا ونؤكد على حقوقنا ونطور نضالنا و نبني فعلنا المشترك في إطار حركة جماهيرية بيئية بعيدا عن الCOP21.
لنعمل جنبا إلى جنب على جميع الجبهات
تحتاج الشركات الأحفورية المتعددة الجنسيات لتوسيع نطاق سيطرتها. فلنمنعها و نتعبأ ضد مشاريع البنيات التحتية التي تكون في خدمتها: مطارات جديدة، خطوط أنابيب جديدة، طرق سيارة جديدة، و الحمق الجديد للغاز الصخري. و لنندد بالامتيازات الضريبية وغيرها من الفوائد التي تقدم لشركات النقل البحري والجوي والنقل البري.
إن القوى "المتقدمة" المسؤولة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض تدير أظهرها للاجئين الذين هم نتيجة للأزمات التي تسببها سياسة الهيمنة وتفاقم التسلح. لنرفض جدران ومعسكرات القلعة الأوروبية ونطالب بمنح المهاجرين حق اللجوء البيئي.
إن الصناعات الزراعية وصناعة الأخشاب هي المسؤولة عن 40٪ من انبعاثات الغازات الدفيئة. فلنعمل على التتعبئة ضد المواد الغذائية المعدلة جينيا، و لندعم الزراعة العضوية المحلية والسيادة الغذائية، و بناء شبكات وجمعيات المنتجين المستهلكين، و اندعم حقوق الشعوب الأصلية في مواردها، و لنساند نضالات النساء اللائي ينتجن 80٪ من المواد الغذائية في بلدان الجنوب.
إننا نشهد كارثة للتنوع البيولوجي، إنه الانقراض السادس و هو أكبر انقراض للأنواع منذ زوال الديناصورات. و قد تكون بين 40 و 50 في المئة من جميع الأنواع على كوكب الأرض منقرضة في غضون منتصف القرن، كما أن ربع 1/4 جميع أنواع الثدييات حاليا مهددة بخطر الانقراض ضدا على معدل القاعدة (الطبيعية) للانقراض المتمثل في نوع واحد كل 700 سنة. فلنتنظم لحماية التنوع البيولوجي.
إن حق كل شخص في السكن اللائق والماء الصالح للشرب و النقل و التدفئة و الضوء، هو في خدمة المناخ والتشغيل. فلنتنظم لضمان توفير الماء والنقل والسكن من طرف القطاع العام، تحت رقابة المنتجين والعمال، و لتكون جميعها مجانية و في المتناول.
لقد ساهم جنون استهلاك و انتاج الأثاث والمنسوجات والالكترونيات في تدهور ظاهرة الاحتباس الحراري. فلنرفض المنتجات المتخلص منها و المخططة بالتقادم و غير القابلة للإصلاح أو إعادة التدوير. لنتنظم لدعم عمال هذه القطاعات، ولاسيما في البلدان التي تكون فيها الأجور منخفضة. يجب أن لا يتحمل العمال تكاليف أي تحول، و على العمال المستغلين داخل الصناعات المضرة و الملوثة التعبئة من أجل تغيير شامل يضمن عدم فقدان رواتبهم و كذا أداء وظائف مفيدة اجتماعيا ومسؤولة بيئيا.
إن الحق في وقت الفراغ هو في صالح المناخ و الصحة والتشغيل. فلنتعبأ من أجل أن يتمكن الجميع من العمل أقل و ذلك بتقليص وقت العمل مع الاحتفاظ على الراتب، و التوظيف التعويضي والحد من إيقاعات العمل.
إن الشركات الأحفورية المتعددة الجنسيات والبنوك تحظر أي تغيير، فلنطالب بسحب استثماراتها و طرد القطاع الخاص من قطاعات الطاقة والمال و بدون تعويض أو استحواذ. هذا هو الشرط الضروري لتمكين المجتمع من القيام بالتغيير بسرعة وعقلانية. إن الطاقة هبة من الطبيعة، يجب أن لا تسجل في ملكية أي أحد. لنتعبأ من أجل خدمات طاقية عمومية تحت رقابة العمال والمستخدمين.
الاشتراكية البيئية أو الهمجية
إن أزمة المناخ تعطي موضوعية أكثر لبديل "الاشتراكية أو الهمجية"، فثورة حقيقية ضرورية، و يجب أن نغير كل شيء! ليس فقط لتوزيع ثمار عملنا بشكل متساوي، ولكن أيضا لنقرر ماذا و كيف ننتج، والتشكيك في الأدوار التي تسندها الرأسمالية الأبوية للرجال والنساء.
باختصار، إنه تحول في الحضارة إلى مجتمع جديد، بيئي- اشتراكي و بيئي- نسوي، يرتكز على التضامن واحترام البيئة، مجتمع لن تتخذ فيه القرارات التدبيرية الرئيسية و أولويات الإنتاج والاستهلاك من قبل حفنة من المستغلين أو البيروقراطيين أو الخبراء الزائفين المسترشدين بمنطق الربح. وهذا التغيير لا يأتي عن طريق الانتخابات، ولكن من خلال النضال، جميعا نستطيع فرضه، إذا أردنا ذلك!

(إعلان الأممية الرابعة بصدد الموقف من ال COP21 بباريس، سبتمبر 2015، تعريب: عبد الكريم اوبجا)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(×) قمة ريو أو قمة الأرض هي قمة نظمتها الأمم المتحدة بريو دي جانيرو بالبرازيل من أجل البيئة والتقدم. وكان ذلك من 3 يونيو حتى 14 يونيو 1992.
(××) المؤتمر الواحد و العشرون للأمم المتحدة حول التغير المناخي المنعقد بباريس من 30 نونبر إلى 12 دجنبر2015 بهدف الحد من الاحتباس الحراري في حدود 2 درجات بحلول عام 2100.
(×××) اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة و من مهامها دراسة الاحتباس الحراري و تأثيراته.



#عبد_الكريم_اوبجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسائلة الوضع الثقافي بالمغرب تخليدا لذكرى مجلة أنفاس
- جذور القضية الأمازيغية
- أزمة الحركة النقابية بالمغرب
- لماذا يدافع الماركسيون عن حقوق القوميات المضطهدة، و بأي منظو ...
- الوضع الراهن للنضال من أجل الأمازيغية بالمغرب و مهام المناضل ...
- جريمة الدولة المغربية في حق الأساتذة المتدربين سيكون لها ما ...
- دينامية بيان 17 نونبر، تجذير للفعل الأمازيغي أم مجرد انتهازي ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم اوبجا - المناخ: الكارثة القادمة!