أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - سلمى جبران واللجوء














المزيد.....

سلمى جبران واللجوء


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 14:27
المحور: الادب والفن
    



سلمى جبران شاعرة فلسطينيّة من قرية البقيعة الجليليّة، صدر لها عام 2014 ديوان "لاجئة في وطن الحداد" المكوّن من أربعة أجزاء، كلّ جزء منها يشكل فصلا من سيرة الشّاعرة الشّعرية وهي"دائرة الفقدان"،"الحلم خارج الدائرة"،"متاهة الحبّ" و"حوار مع الذّات"، وجميعها صادرة عن "دار نينوى للدّراسات والنّشر والتّوزيع" في العاصمة السّورية دمشق، بالتّزامن مع صدورها في حيفا.
كلما مرّ اسم شاعرتنا أمامي يعيد إلى ذاكرتي صورة الشّاعر الرّاحل سالم جبران، أحد أبرز الشّعراء الفلسطينيّين في الدّاخل بعد نكبة العام 1948، وحسب معلوماتي هو خال شاعرتنا سلمى.
وقفت أمام عنوان ديوان شاعرتنا "لاجئة في وطن الحداد" متسائلا حول هذا العنوان الذي يحمل في ثناياه مفهوما فلسفيّا، تماما مثلما يحمل أكثر من دلالة، فالقراءة العابرة لهذا العنوان توحي بأنّ الوطن في حالة حداد، أمّا القراءة المتمعّنة فتعني أنّ الحداد وطن بحدّ ذاته، وأنّ صاحبة الدّيوان لاجئة في هذا الوطن، وإذا كان الوطن "مكان انتماء الانسان ومقرّه، وإليه انتماؤه، ولد به أم لم يولد"، وأنّ اللجوء يعني "لجَأ الشَّخْصُ إلى المكان وغيره: قصَده واحتمى به" فهل يعني هذا أنّ الحداد ملازم لشاعرتنا – وهذا ما لا نتمنّاه- بحيث أصبح ملاذها الأخير؟ لكنّ كلمة لاجئة تعني أنّ الحداد مؤقّت، لأنّ اللاجئ لا بدّ أن يعود إلى وطنه الأصليّ، وبالتّالي فإنّ شاعرتنا لا بدّ أن تعود إلى وطن الفرح- وهذا ما نتمنّاه لها-.
وسيجد القارئ تحت عنوان كلّ جزء من أجزاء الدّيوان "سيرة شعريّة في أربعة فصول" أيّ أنّها تكتب وتنشر مسيرتها الشّعريّة، ولا تكتب سيرتها الذّاتيّة، مع أنّ الشّاعر والأديب يكتب شيئا عن ذاته في نصوصه، وحبّا لو أنّها ذيّلت كلّ قصيدة من قصائدها بتاريخ كتابتها، لتساعد القارئ على متابعة مدى تطوّر سيرتها الشّعرية، وإن كان الفقد مصاحبا لهذه السيرة والمسيرة، فهل الفقد هو من فجّر طاقاتها الشّعريّة، أم أنّه كان محرّضا لها للبوح بما اختزنه ويختزنه صدرها؟
وإذا ما انتقلنا إلى "الاهداء" وهو:" إلى كلّ امرأة فقدت، فتعثّرت إنسانة وتعثّرت أنثى"، وهذا إهداء موجع أيضا، فالشّاعرة التي فقدت زوجها في سنّ مبكّر، وذاقت مرارة ووجع هذا الفقد، تعي ماذا يعني هذا الفقد للمرأة كانسانة وكأنثى أيضا، خصوصا في المجتمعات الذّكوريّة، لذا فهي تتعاطف وبوعي وتجربة تامّين، مع بنات جنسها اللواتي يعانين من الفقد.
والقارئ لديوانها هذا سيجد أنّ الشّاعرة لا تزال تعاني من ويلات "الفقد"، رغم أنّها طرقت أبوابا من أغراض الشّعر المختلفة، فقد كتبت في "الحزن- الفقدان- الحب – القبليّة - التقاليد الاجتماعيّة والعائليّة - العقليّة الأبويّة الذّكوريّة – الأمومة - النرجسيّة الذكوريّة– الوحدة – الغربة – المحبّة – التمرُّد – الحلم - الصّدق مع الذّات ومع الآخر – الوعي – اللاوعي – الرّوح – الحرّية – المعاناة - الحنين- الموت – الصّمت - الحوار مع الذّات – الجنون - اللغة والحروف – الضّعف – البدائيّة - الوطن كحلم ذاتيّ." لكن الفقد لم يغب عن أجزاء الدّيوان الأربعة.
اللغة الشّعريّة: تمتلك شاعرتنا مخزونا لغويّا واضحا مصحوبا بثقافة شموليّة، ويظهر ذلك جليّا بلغتها الجميلة الانسيابيّة، وبصورها الشّعريّة البلاغيّة اللافتة، ومع أنّها تكتب قصيدة النّثر، فإنّ الموسيقى والإيقاع تجعلها راقصة في غالبيّتها كما هي تفعيلات الشّعر الغنائيّة.
ويلاحظ القارئ أنّ شاعرتنا قد أدخلت "أل التعريف" على الفعل المضارع في أكثر من موضع، وأعتقد أنّ ذلك مقصود منها، فقد سبق أن استعملها الشّعراء العرب من قبل كقول الفرزدق:
مَا أَنْتَ بِالحَكَمِ التُرْضَى حُكُومَتُهُ * وَلاَ الأَصِيلِ وَلاَ ذِي الرَّأْيِ وَالجَدَلِ.
يبقى أن نقول بأنّ الشّاعرة تكتب قصيدتها في لحظة شعور، فتبوح بما في داخلها بطريقة تبهر المتلقي، مع مرارة المضمون في غالبيّة القصائد.
24-7-2016



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية معيوف
- بدون مؤاخذة- وداعا للعلمانيّة في تركيا
- زغرودة الفنجان لحسام شاهين في اليوم السابع
- الخيانة والنّصر المبين
- بدون مؤاخذة- أما آن لجنون القتل أن يتوقّف؟
- بدون مؤاخذة-لا دين للارهاب
- حوار مع المحامي مروان السرخي
- بدون مؤاخذة ودون تعليق
- بدون مؤاخذة- الدّم الحرام وفوضى السّلاح
- عودة علاقات تركيا -المسلمة- مع اسرائيل
- بدون مؤاخذة- نعرقل الناجح حتى يفشل
- بيعة النساء والرجال للمرشح مروان السرخي
- شيطنة العرب والمسلمين
- بدون مؤاخذة- دولة الخلافة الاسلامية العتيدة
- بدون مؤاخذة- العهر الثقافي
- ألاعيب نتنياهو ومبادرة السّلام العربيّة
- لا جديد في تعيين ليبرمان وزيرا لجيش الاحتلال
- معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب والنجاح
- محمود شقير يكتب لذوي الاحتياجات الخاصّة وعنهم
- -لنّوش- رواية جميل السلحوت لليافعين


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - سلمى جبران واللجوء