أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبد الكريم اوبجا - العمل النقابي الديمقراطي الكفاحي















المزيد.....

العمل النقابي الديمقراطي الكفاحي


عبد الكريم اوبجا

الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 04:27
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


الخط النقابي الديمقراطي الكفاحي كبديل عن الخط البيروقراطي الإصلاحي:
تكمن مهمة النقابة في الدفاع عن المصالح الآنية للعمال و النضال ضد الاستغلال الرأسمالي، و أكثر الطرق فعالية لبلوغ هذا الهدف هو العمل النضالي المباشر و ليس سياسة التعاون الطبقي. و نعني بسياسة التعاون الطبقي السعي الممنهج إلى تسوية المشاكل بطريقة ودية و المشاركة في تدبير أزمة المنظومة الرأسمالية مقابل الالتزام بالسلم الاجتماعي، لكن هذا لا يعني أنه على الحركة العمالية رفض كل مساومة، فطالما لم يتم الإطاحة بالرأسمالية نفسها سيضطر العمال و منظماتهم للتفاوض.
إن الرأسمالية و دولتها تدفعان المنظمات العمالية إلى سياسة التعاون التي هي شرط الحفاظ على النظام الرأسمالي، و تلعب البيروقراطية الدور المركزي في جر النقابات إلى سياسة التعاون الطبقي لأنها إصلاحية و لأن وجودها و امتيازاتها رهينان بالحفاظ على النظام الرأسمالي.
تسعى البيروقراطية ألا يتجاوز النضال النقابي الحدود التي سطرتها، و بذلك فهي مستعدة لإفشال أي إضراب يهدد سلطتها بإطلاق النعوت و طرد المناضلين أو حتى فروع و فدراليات من النقابة، فقبول البيروقراطية بالخط النقابي المناهض للرأسمالية يعني قبولها بحفر قبرها الخاص.
و في ظل الأزمات الدورية للرأسمالية، لم يعد بمقدور الرأسمالية أن تمنح شيئا للعمال، بل تحاول استرجاع ما تنازلت عنه سابقا، فتسعى البورجوازية إلى أن يؤدي عالم الشغل ثمن أزمتها كي تستعيد أرباحها، و ذلك هو مضمون الهجومات المتتالية على مكتسبات و حقوق الشغيلة، فلم يعد هناك مبرر لدور الوسيط الذي تلعبه البيروقراطية.
و إذا استمرت البيروقراطية في نهج سياسة الإصلاح و التعاون الطبقي، ثمة خطر إصابة العمال بالإحباط و التذمر و إضعاف العمل النقابي و الحركة العمالية برمتها بما في ذلك الإصلاحيين، فالبيروقراطية تقوض كذلك أسس وجودها و هي تنهج سياسة التعاون الطبقي، أما البديل فهو الإسراع بتنظيم الطليعة النقابية في إطار خط نقابي كفاحي على أساس برنامج نضال طبقي.
مهام المناضل النقابي الكفاحي:
على النقابيين الكفاحين أن يتألقوا داخل المنظمة النقابية كأفضل المناضلين و أن يعملوا على تغيير موازين القوى بين القاعدة و البيروقراطية، و يدخل في هذا الإطار تنظيف المنظمة من الفساد البيروقراطي بإدخال الديمقراطية العمالية الواسعة إليها باستمرار، و بالمقابل نبذ العصبوية و كل نزعة يسارية متطرفة، فالعمال متعطشون للديمقراطية و الوحدة و سينصرفون عن كل من ينشر الشتائم و السلوكات الخبيثة داخل المنظمة النقابية، و سينتهي الصراع بين بيروقراطي فاسد و مناضل كفاحي دائما لصالح الأول ما لم يبين الثاني دفاعه الحازم عن الوحدة و الديمقراطية في صفوف العمال.
و إذا تعرض متفرغ نقابي و لو كان يمينيا للمحاكمة وجب على المناضلين الكفاحيين الدفاع عنه، و عدم السماح بتدخل البورجوازية في شؤون عالم الشغل و معاقبة النقابين و اعتبار أي هجوم من هذا النوع عدوانا على مجموع المنظمات النقابية و الحركة العمالية. إن الشؤون الداخلية للحركة العمالية لا تهم أحدا خارجها و يجب حسمها بالنقاش الديمقراطي داخل المنظمات العمالية.
إن الدفاع عن المناضلين و المسؤولين النقابيين ضد العدالة البورجوازية سيضع حدا لكل الإشاعات و الافتراءات التي تروجها البيروقراطية عن النقابيين الكفاحيين باعتبارهم "مشتتو الصفوف" و "مسيئون للعمل النقابي".
و على المناضل الكفاحي أن يحتمي من خطرين: الباطرونا و البيروقراطية، و أن ينتبه لأدنى ردود الفعل و الهجمات التي تصدر عن الأعداء و توقع كل ما يحاك ضده من مناورات في حينها و الاستعداد تنظيميا عبر التوجه إلى العمال و الاعتماد على تعبئتهم.
النقابي الكفاحي هو ذلك المناضل الذي يعترف بأخطائه و يقدم نقدا ذاتيا عند الاقتضاء متسلحا بالصبر و يتجنب حرق المراحل، كما يتحلى بعدم الاحباط جراء الاخفاقات و يراعي موازين القوى القائمة محاولا تعديلها لصالحه بالارتكاز على العمال. كما يتوجب عليه تجنب اتخاذ قرارات متسرعة أو الإدلاء بتصريحات صاخبة، فإلحاق الهزيمة بالعدو لا يكون بالجرأة و الاندفاع وحده و لكن ببعد النظر و تنظيم القواعد. و عليه كذلك الحضور في كل التجمعات و الاجتماعات و التدخل فيها بشكل ملموس و تحمل المسؤولية في تنفيذ المهام المطروحة مزاوجا القول بالفعل.
الممثلين النقابيين:
يمثل انتخاب الممثلين النقابيين و إقالتهم خطوة مهمة في اتجاه تقويم الديمقراطية العمالية، فبعض الممثلين النقابيين يجعلون من وظيفتهم التمثيلية مهنة حقيقية فينسجون علاقات اجتماعية طيبة بين الإدارة و الجهاز النقابي، و نود أن نؤكد هنا بأنه لا يمكن الجمع بين نهج سياسة تفاهم مع الإدارة و سياسة معادية للبيروقراطية داخل المنظمة النقابية.
تعتبر سياسة التفاهم مع الإدارة من صلب سياسة التعاون الطبقي، فالممثلون النقابيون الذين لم ينتخبوا بطريقة ديمقراطية لا يخضعون لرقابة العمال الشيء الذي يؤدي بهم حتما إلى اتخاذ مواقف وصولية، و بالتالي فعلى النقابيين الكفاحيين أن يفرضوا انتخاب الممثلين النقابيين خلال الجموعات العامة، ولا يكفي الانتخاب الديمقراطي للمثلين النقابيين للحفاظ علر سير عمل نقابي ديمقراطي كفاحي، بل يجب على العمال مراقبة ممثليهم و مكاتبهم.
في الفترة الفاصلة بين عملتين انتخابيتين، يجب إتاحة إمكانية تنظيم عملية تصويت على منح الثقة أو سحبها إزاء ممثل أو مكتب نقابي إذا رغب العمال في ذلك، و في حالة لم يلتزم أحد الممثلين النقابيين بمقررات الجمع العام و يتعاون بالعكس مع الإدارة يكون للعمال كامل الحق في إقالته و استبداله برفيق آخر يجري انتخابه بشكل ديمقراطي دون انتظار الانتخابات المقبلة، فالديمقراطية النقابية مهمة طليعية واسعة ترتكز على العمال و تدفعهم إلى النضال.
المكتب النقابي:
إن من الوسائل المستعملة لتدجين العمل النقابي جر المكاتب النقابية تدريجيا إلى طريق التسيير المشترك، و أول تكتيك لهذا الطريق هو نسج علاقات طيبة بين الإدارة و المكتب النقابي و إرساء جو من التفاهم و التعاون بينهما مما يفرض تنازلات من المكتب النقابي، و توقيع المنظمات النقابية على الالتزام بالسلم الاجتماعي يضعف العمل النقابي و يقلص من كفاحية المكاتب النقابية.
أما التكتيك الآخر الذي يلجأ إليه أرباب العمل فهو منح الممثلين النقابيين امتيازات خاصة بما فيها المالية، فيلجئ بعض المسؤولين النقابيين إلى الاستناد على المكاتب اليمينية لأنها لا تندد بسلطاتهم البيروقراطية و نزوعاتهم الانتهازية.
ليس غرضنا هنا هو إدانة المنظمات النقابية و المكاتب النقابية بشكل عام، لأنها الأداة الوحيدة لتوحيد مجموع العمال في النضال من أجل مصالحهم الطبقية، و لأن هناك العديد من المكاتب النقابية و الممثلين و المتفرغين النقابيين الشرفاء و النزيهين.
إن أعضاء المكتب النقابي عليهم أن يكونوا ملمين بالمسائل التشريعية و بالاتفاقيات و قوانين الشغل، لكن لا يجب عليهم الإغراق في ذلك على حساب المسائل الأساسية للعمل النقابي، فليست أغلب النصوص القانونية في صالح حقوق العمال، و يبقى النضال المباشر الضمانة الوحيدة لاحترام مطالب عالم الشغل و تلبيتها، فميزان القوى الميداني هو وحده القادر على منع أرباب العمل من فرض منطق الربح الذي يعبر عنه قانون الشغل.
و على أعضاء المكتب النقابي أن يناضلوا دوما لتلبية مطالب العمال سواء كانت حقا مكرسا بالقانون أم لا، و لن يتأتى ذلك إلا على أساس موازين القوى، و من بين نتائج النزعة الإصلاحية وضع المنظمات التقليدية للطبقة العاملة الثقة في إمكانية فرض احترام حقوق منخرطيها بطرق قانونية دون اللجوء إلى النضال المباشر.



#عبد_الكريم_اوبجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية النقابية
- الماركسية و العمل النقابي
- جذور العمل النقابي
- مساءلة الوضع الثقافي بالمغرب تخليدا لذكرى مجلة أنفاس
- المناخ: الكارثة القادمة!
- مسائلة الوضع الثقافي بالمغرب تخليدا لذكرى مجلة أنفاس
- جذور القضية الأمازيغية
- أزمة الحركة النقابية بالمغرب
- لماذا يدافع الماركسيون عن حقوق القوميات المضطهدة، و بأي منظو ...
- الوضع الراهن للنضال من أجل الأمازيغية بالمغرب و مهام المناضل ...
- جريمة الدولة المغربية في حق الأساتذة المتدربين سيكون لها ما ...
- دينامية بيان 17 نونبر، تجذير للفعل الأمازيغي أم مجرد انتهازي ...


المزيد.....




- حكومة إسرائيل تتجه لاعتماد -موازنة تقشف- وسط حربي غزة ولبنان ...
- حربا غزة ولبنان تدفعان إسرائيل نحو موازنة تقشف
- وزارة المالية العراقية توضح mof.gov.iq موعد صرف رواتب المتقا ...
- حقيقة زيادة رواتب التقاعد العراق 5000 دينار.. وزارة المالية ...
- طهران تستدعي القائم بالاعمال الالماني لديها احتجاجا على قرار ...
- طهران تستدعي القائم بالأعمال الالماني احتجاجا على القرار غير ...
- الجمل يدعو العمال إلى التمسك بروح أكتوبر والوقوف أمام من يحا ...
- من احتفالية عمال مصر بذكرى انتصارات اكتوبر.. رئيس نقابة البت ...
- وزارة المــالية : حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائر 50 ...
- بيان النقابة الوطنية لإصلاح الإدارة بخصوص برمجة “مشروع القا ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبد الكريم اوبجا - العمل النقابي الديمقراطي الكفاحي