أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - المشتاق 3














المزيد.....

المشتاق 3


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5230 - 2016 / 7 / 21 - 10:06
المحور: الادب والفن
    


لقد دعانى الشيطان كى احبه فقفزت بين ذراعيه ..اخبرته اننى اشتقت اليه كثيرا ،لقد اوفت امى الجديدة بوعدها الاول لى وجعلتنى اراه مرة اخرى من جديد..سألته لما لا يشبه ذلك الوجه الذى اراه دائما ما فوق راسى هناك فى تلك الايقونة ؟..
كانت امى تقول ان عليه التوقف عن رؤيته لانه غير مسموح كانت مرة واحدة فحسب..اشتم رائحة البخور تعبق المكان وقت استيقاظى لتبركتى تدهن جسدى بالزيوت المقدسة تختمنى بحنوط الشهداء قبل ان ارحل الى مدرستى كل يوم ..اقضى نهار الجمعة منذ الصباح الباكر احضر دروسى استمع الى القصص لما حدث فى الماضى لما عليه الا اكذب ولا اسرق ولا اعرف فتاة ..كنت حينها انظر الى تلك الفتاة معى فى نهاية الصف حينها كنا صبيا وفتيات معا قبل ان ارحل عن مدرستى الى اخرى يقولون صرت اكبر..ارادوا لى ان البس تونية الشماس لكنى لم استطع ان احفظ واردد كنت ضعيفا فى حفظ كل شىء ..كان ابى الجديد يعدنى بمزيدا من المال اذا استطعت حفظ المزيد لست اقل من باقى صبيه العائلة فى الجنوب والمدينة الكل اصبح من الخورس اما انا فلا...
كنت اتعلم درس الطقس وبمرور ثوان انسى كل شىء عنها ..عندما يأس منى ابى الجديد لم يعد يحدثنى اسمعه يقول يحمل بذرة ابيه النجسة فتتذمر امى الجديدة من كلماته ..اسمعه يصرخ انظرى لحال الصبى سيكون مثل ذلك الجاحد عندما يكبر تربيتى الوحيدة لشيطان بين بيتى ..انا لم اخطىء لما تحرمنى من الضنا لتعطينى شيطانا ..تصرخ به ان يصمت ماذا اتريد الخراب لبيتى ما بك انه لا يحفظ لكنه ابنك سيكبر ابنا لنا وليس للاخر ..كان يرمقها ويغادر اراه يأسا من رؤيتى اردت ان اخبره اننى ولدا صالح ويمكننى الحفظ مثل الاخريين ..حفظت شجرة العائلة ورحلتها المقدسة كنت اراجعها طيلة الطريق بحثت عنه بعينى وانا اقترب من البيت حتى ارددهم على مسامعه ..سيتاكد حينها اننى ولد سليم مثل الاخريين..
وضع الصبى بين يديه سعيدا انه عاش حتى راه ثم رحل تاركا من خلفه مخلصا.
لما كنت صبيا نجسا كنت اراقب الصبيه فى الايقونة بغيظ لما تعلق صورهم فى كل مكان بينما انا يقولون سىء نجس..يتحاشونى كنت انتظر الظلام فافتح الكتب السير لم اعرف كيف احفظ الكلمات لكنى لم انس قصة سمعتها من قبل ..انتظرت حتى حمل الاسبوع بيوم جمعة جديدة ووقفت وسط حلقة الاسرة الخاصة بنا فى الاجتماع لمدرسة الاحد واخذت اخبرهم بقصة تلو الاخرى وكلما انصتوا لى اكثر شعرت بالسعادة..لم يوقفونى بل انتظروا حتى انتهيت ..عرفت يومها انى لا انسى الحكاية وكلما مر الوقت كنت اضيف عليها المزيد لاطيل من وقت الحكاية وكلما مر الوقت اكتشف اننى استطيع ان اطيل فيها اكثر حتى اصبح الصبيه والفتيات ينتظرون قدومى لاول مرة اصبح مشهورا فينظر لى الجميع عند دخولى وكاننى فى احدى تلك السيارات الفارهة التى اراهم يخرجون منها تباعا...بينما على خالى العمل طيلة النهار..
كانت امى عندما تبتسم هى ما يخبرنى اننى سليم ولست سىء مثلما يقول الاخرون عنى ..لما يكرهون ابى؟ عندما بدأوا بترديد اسمى ذهبت لابى كنت قد تعلمت ان اسير بمغردى دون ان امسك بيد امى طيلة الوقت مثلما كنت افعل فى السابق اتذكر وانا اصغر سنا كنت اتشبث بملابسها امى القديمة كانت تنفر من ان تمسك يدى تركض بين الزحام حيث الباعة وانا من خلفها اشد ملابسها باحكام حتى لا تنفلت يدى واضيع كنت ابكى امى انظرى لى لا تتركينى كنت صغيرا اخبرها انى لا اعرف طريق البيت..كانت تضعنى وسط الصبيه فى ذلك اليوم نجلس على الحصيرة الكبيرة يستمعون هم الى الدروس يرددون الكلمات يحفظون الترانيم بينما التفت انا الى الخلف لاتاكد ان كانت امى عادت لتاخذنى ام انها ستتركنى مثلما صرخت واخبرتنى فى البيت قبل ان ناتى الى هنا؟..كانت تتاخر ويرحل الجميع وابكى كنت احاول ان اتلمس طريق العودة بمفردى لكنى لا اذكر كانت فى النهاية تاتى وتاخذنى ..كنت ابكى طوال الطريق..تصرخ ان لم تصمت ساعيدك الى هناك واتركك هم ياتون لمثلك بحل ..من هم مثلى ؟لا اعرف ماذا تقصد بمثلى كنت اراقب الصبيه واتفحصهم جيدا واتفحص جسدى فاجدنى مثلهم..تعلمت ان هناك فرق بين الصبى والفتاة عندما كانت تبدل ملابسها امامى فى البيت ،كانت تصرخ بوجهى الاما تنظر نجس ابن نجس اخرج...ابن ملعون مثله لما احمل انا من بين نساء هذا البيت صبيا مثلك ..لن اسامحك يا ابى خدعك وانظر الى حالى ..كانت تنظر الى الاعلى فافعل مثلها اعلم ان جدى قد رحل ولكن الى اين لا اعلم لكنها دائما تحدثه الى الاعلى فهل يكون فى طابق اعلى كنت اصعد لابحث عنه لكنى لم اجد سوى الطيور هناك فكرت ربما يعمل ولا ياتى مثل ابى انتظرت حتى نامت وتسللت لاعلى انتظر قدوم جدى لقد رايت صورا له يبدوا طيبا ربما لن يضربنى ولن يخبرها وسيعلمنى اين ابى النجس!...
كان عليه ان اتسلل من جديد لرؤيته كلما طال الوقت كنت اشتاق اليه اكثر هو ابى الحقيقى وليس الثانى ولم يعد لى اما سوى الثانية كان هو الحقيقى ..كان اسمه ممنوعا فى اخر مرة سألته لما يقولون انك شيطان ما رايته فى الصورة لا يشبهك اتعلم لقد سالتهم كيف يكون الشيطان ولكنهم لم يجيبونى لقد رشونى بمزيدا من المياه والزيوت..ضحك قال لا ادرى كيف يكون الشيطان فلم ارى واحدا من قبل لكنى رايت امك وخالك فحسب ..كان يضحك حينما رايت خالى امام عينى يصرخ كنت اعلم لاتزال مثله تهرب وتسرق وتاتى اليه ..من يوم ادخلت بيتى رحلت البركة عنه ..رايته يدفعه بعيدا يصدم راسه بالحائط يسحبنى من ذراعى بعيدا عاد ليربطنى فى عامود سريرى الصغير من جديد..لم اكن افكر سوى بان اهرب لابى من جديد لكنهم قالوا لقد رحل الشيطان الى الشيطان فليتعذب فى جهنم التى استحق ..لم يقبل احد الصلاة عليه لم يوضع فى مقبرة ابيه جدى لا ادرى اين وضعوه؟..
بعد ان رحل شيطانى كنت اذهب كالدميه ولم اعد ألقى الحكايات صمت فنسونى ..اكره الليل وانا اراه هناك يسقط من اعلى وهو يصرخ قبل ان تلتهمه النيران فيحترق جسدى واصرخ..علمت ان ابى كان مطرودا من دون عمل كان الكل يتحاشاه كان بعضهم يضربه كان يخشى ان ابقى لديه كثيرا فيخبرنى ان عليه الرحيل ..اسمع صوته فى الليل يبكى..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشتاق2
- عليا2
- المشتاق 1
- عليا
- القلعة والمقدام 24
- القلعة والمقدام 23
- قوانين مدنية تحمى المراة
- ايام الكرمة1
- روح الكاتبة
- القلعة والمقدام 22
- انثى تساوى 10رجال!!!
- رجال العرب لا يرون نسائهم
- متوحد
- القلعة والمقدام 21
- القلعة والمقدام 20
- من سيهتم لحضارتنا؟
- القلعة والمقدام 19
- القلعة والمقدام 18
- القلعة والمقدام 17
- مريونت


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - المشتاق 3