|
|
المشتاق2
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5229 - 2016 / 7 / 20 - 12:24
المحور:
الادب والفن
كنت الثانى بعد الاول بثوانى لكن تلك الثوان لم تشفع لى قط ولا له فرحل سريعا قيل ملاك لم يشفع له لذا اخترت الا يكون لى شقيعا من يومها كنت اتطلع فى وجوه من حولى من يتخذون لهم شفيعا على الدوام ينطقون باسمه طلبا للنجاة قبل التفكير فى اى شىء كان كل شفيعا منهم يحمل اسما مختلفا عن الاخر وقصة ..كنت استمع اليها فى مواظبة يوم الجمعة اقضى الساعات فى تخيل صور الشياطين فاراهم بين وجوه البرواز فانتض ،اتخيل صراخ دماء اله الهمبازين كيف يمر اللحم من بيننها يتمزق كيف يرى الجمع اكليل فينتفض منهم من ينتفض ويرحل اخر غير عابىء بشىء..وتبقى الدماء بقايا متناثرة لمن ياتى ويحملها فى الخفاء ..فكرت ولكن لما هناك من رحلوا فقط من استمع الى قصصهم الا يكون اخريين من الجانب الاخر فعلوا نفس الشىء الكل يدافع عما يعتقد انه الشفيع. الشبع كلمة لم اعرفها من قبل الجوع دائما اشعر به عليه ان احتمله ليس لان امى بلا طعام ولكنها تكرهه فحسب هكذا كنت اردد لتؤمى لاشرح له لما علينا ان نتحمل الجوع ..انها تكره لانه رحل عنها ولم تراه بينما نحن نحبها لذا علينا ان نكره لتحبنا ..انها بمفردها اراقبها تنظر فى المراة تراقب شعيراتها انها تحبها كثيرا تدللها اكثر منى لكن وقت ان اشم تلك الرائحة النفاثة فى الغرفة الضيقة التى تقف فيها كل النساء اراقبها تقوم بوضع شىء ما علىه حتى تخفيه وتضع يدها دائما لتتاكد انه فى موضعه لم يتزحزح عن شعرها او يظهر منه شىء ..كانت تبتسم لى حتى حدث انى فى يوم اخطات ..لم اغلب الجوع بل غلبنى تناولت من خبزى المخمر الذى كنت احمله فى يدى قبل ان اتناول من تلك المعلقة هناك داخل الهيكل غضبت تهامس النسوة عليه غضبت اكثر اخفضت راسى اضعت مناولتى .. احب السماء بينما انظر الى الاعلى اطير..كنت هكذا صغيرا ثم شابا منحيا ثم رجل يتطلع .. كبرت وتلك الرائحة لاتفارق جسدى وتحاوطنى لم اعرف كيف يكون الهواءمن دونها ..احببت ان اروى قصص من احببت منهم فرويتها على ورق حائط كنت اختار بعناية من سيقوم بمعاونتى فى تلك الاوراق جريدتى السرية..كنت اخفيها فى مدرستى جامعتى مخافه ان يمسك بى كان داخلى يصرخ ولكن لست مخطىء فالكل يكتب ويرسم اوراقه ويروى حكاياته فلما انا لا.. احببت ابى وعندما رحل اعتقدت انه خطأ قمت به لذا استوجب عقابى واخذ منى اكثر من احببت ..لم تشفع دموع تلك الام التى جلست الى جوارى ..كنت صغير انطق ام ..ام..امى عندما كبرت علمت ان من اصطحبتنى صغيرا رحلت ومن اصطحبتنى كبيرا اما اخرى لى لم تنجب لذا كنت وحيدها ..لم تابه انى اردت الصمت لذا قامت باخذى لمزيد من الادخنة والبخور تدور من حول راسى اردت ان اصرخ فى وجه ذلك الرجل امامى لكنى لم استطع لقد رحل صوتى مع ابى..كنت اسمعهم يرددون على اذنها انه مس جسده ويسكنه لقد امسك لسانه ..تعرضت للضرب ولم اصرخ اردت ان اضحك فحسب منهم ،اراقبهم من بعيد.يصرخون اكثر جوار اذنى لا لم ارد المزيد منهم لاباس. كان ابى وثنيا لكنى لم ابغضه بل احببته ،تعلمت مع السنون كيف افلت من تحت يدى امى واهرب اليه ،كان يغضب عندما يعلم اننى كذبت على امى...ليس عليك الكذب الكذاب جبان وليس حرا وانت ابن حر كنت اتعجب من كلماته امى تقول انه الشيطان تبكى وتضرب بطنها عندما تكتشف كذبتى تلو الاخرى ،كانت تضرب بطنها اللعين الذى اثمر من ذلك الشيطان تصرخ لخالى ..تقول ممسوس مسه الشيطان سيسرقه منى ..ربط فى فراشى اعتقدت اننى سأتالم لكنها فقط مياه كانت تغرق جسدى ..كنت صغيرا امسك بيد خالى الذى اصبح يصطحبنى من مدرستى حتى لا ارى الشيطان من جديد ..فلم نجد الام لقد رحلت ..لم يخبرونى كيف ؟كانت هناك اما جديدة قالوا لى انطقها امى ففعلت اقتربت منى حجزتنى داخل جسدها لم تضربنى ولم تغضب ليست مثل السابقة لاتضرب جسدها ولا تتحدث عن الشيطان معى ..كلما استيقظت كنت ارى الشيطان امام عينى موضوعا عن قدمى الصليب ورايت وجهه لدى الطفل ابانوب كلاهما فوق راسى استيقظ واغمض جفونى لاراهما لا ينبغى عليه نسيان وجه الشيطان لكنه لا يشبه وجه ابى فرحت انطلقت اخبر خالى وزوجته امى الجديدة لكنها امسكت بى من يدى وابتعدت بى بعيدا حملت لى ثمرة فاكهة لذيذة ..منعته ان يمسنى وان يضربنى نظرت لها بفرحا ..فى بيتنا لا نتحدث كاهل تلك المدينة التى نحيا فيها قالت لى امى اننا من الجنوب وان عشنا هنا فلن ننسا اصواتنا ..لكنى نسيتها كنت احب التحدث بصوت ابى انه من المدينة..كنت انتحب ليلا لرؤيته عندما لا يكون خالى فى البيت بل يعمل ليلا فى مصنعه ولا يعود سوى فجرا ينام بعض الوقت قبل ان يرحل ليعمل فى احدى الصيدليات ثم يعود لتناول الغداء لينام من جديد ثم يرحل ليلا ليعود صباحا ..اسعدنى رحيله بعيدا عنى وعن امى الجديدة كنت اراقبها هل تحبنى اكثر منه ؟..ان كانت تفعل كما تقزل لى سرا فلما لا تدعنى ارى شيطانى الذى احب...
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عليا2
-
المشتاق 1
-
عليا
-
القلعة والمقدام 24
-
القلعة والمقدام 23
-
قوانين مدنية تحمى المراة
-
ايام الكرمة1
-
روح الكاتبة
-
القلعة والمقدام 22
-
انثى تساوى 10رجال!!!
-
رجال العرب لا يرون نسائهم
-
متوحد
-
القلعة والمقدام 21
-
القلعة والمقدام 20
-
من سيهتم لحضارتنا؟
-
القلعة والمقدام 19
-
القلعة والمقدام 18
-
القلعة والمقدام 17
-
مريونت
-
القلعة والمقدام 16
المزيد.....
-
ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
-
مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
-
ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟
...
-
الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس
...
-
أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
-
يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
-
موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع
...
-
فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل
...
-
أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا
...
-
العرض المسرحي “قبل الشمس”
المزيد.....
-
دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس
/ السيد حافظ
-
مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
زعموا أن
/ كمال التاغوتي
-
خرائط العراقيين الغريبة
/ ملهم الملائكة
-
مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال
...
/ السيد حافظ
-
ركن هادئ للبنفسج
/ د. خالد زغريت
-
حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني
/ السيد حافظ
-
رواية "سفر الأمهات الثلاث"
/ رانية مرجية
المزيد.....
|