عاطف ميخائيل
الحوار المتمدن-العدد: 5230 - 2016 / 7 / 21 - 01:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قابلت صاحبي في السوق بعد ان فترت علاقتنا تدريجيا ، و بعد السلامات و السؤال و خلافه ، سألته عن مشروعه الذي يدر عليه هامش ربح متوسط ، فأخذ يشتكي غلو الأسعار ، و ركود المنتجات ، و كثرة المنافسين . لم يكن صاحبي تاجرا ماهرا أو إداريا بالمعنى المتداول للكلمة ، و لكن كان يكفيه ان يساير الأوضاع و يستفد منها لولا الازمات الاقتصادية المتتالية التي لحقت به ..
قلت له : لم لا تفكر في الالتجاء للقروض من احد البنوك ؟
#وقال_صاحبي: فكرت و عزمت امري لله و توكلت ..
قلت : خيرا فعلت ..
قال صاحبي: تقدمت بالأوراق و المستندات ، ما بين الشهر العقاري و إدارة التراخيص و السجل التجاري و مصلحة الضرائب ... و لكن .
قلت له : هل توجد معوقات ؟
قال : بالعكس كل الشروط تنطبق علي ... و لكن بعد أن قدمت المستندات ، و قبل استلام المبلغ ، قابلت احد اقاربي ، و هو رجل وقور و متدين و كلمته كالسيف ، و هو موضع ثقة ليس لي و حسب بل لكل ابناء العمومة ، و لما شرحت له موقفي ، انتفض قائلا ما الذي تفعله يا ابن عمي اترضاه ان تدخل على بيتك المال الحرام ؟ ..أترضى على نفسك ان تأكل من اموال البغايا .. أترضاه لأمك و زوجتك ام عيالك ؟
..و هكذا كان ما كان .
و في الحقيقة لحظتها كنت أفكر في ان كيف لصاحبي أن يضع ثقته في شخص ما لا لشئ سوى انه من أحد أقربائه المتدينين الوقورين ؟ ..إن اجبته ان كلام ابن عمه غير صحيح فمعنى ذلك أنني أشكك في ضمير ابن عمه و ربما في تدينه و اكون قد وقعت في المحظور . و إن قلت كلام ابن عمك صحيح فمعنى ذلك أن صاحبي لن يخرج من أزمته المالية قريبا ..و لكني قلت له بعد تفكير : هل قريبك حالته متيسرة ؟
قال : إلى حد ما ..
قلت :جرب و إسأله أن يقرضك مبلغ مالي ، طالما أنت مقتنع بكلامه ..
و بينما نشتري بعض المستلزمات شاهدته يسأل البائع : هل القروض التي نأخذها من البنك حلال ام حرام ؟
قال له البائع بسخرية مستترة : و من منا لا يقترض ..
و افترقنا انا و صاحبي ، على امل لقاء قريب ، و بينما كنت أعود لبيتي ، فكرت كيف لنا أن نخرج من أطر تلك الثنائيات المعروفة الحلال و الحرام .. الذكر و الأنثى .. المسلم و المسيحي ، و تذكرت قول الراحل بيومي قنديل ( أشهد أن كارثة مصر في تعليمها و ليس في اميتها ) ..
#عاطف_ميخائيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟