ملاحظات حول ثقافة التبرّع في الشخصيّة المصريّة

عاطف ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 03:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ثقافة التبرّع مبنيّة بصفة عامّة على عدّة عناصر أهمها الاقتناع و الرغبة في المساهمة و العمل التطوّعي إن أمكن .
و بعيداً عن حملة ( تحيا مصر _ صبّح على مصر ) نجد أن الشخصيّة المصريّة مؤهلة لأن يكون التبرّع جزء من حلول يتم التوافق عليها بنسبة كبيرة ، مثلما حدث في فترة إنشاء التفريعة الجديدة لقناة السويس.


و بالعودة للتربية المصريّة نجد أنّه في البيوت المصريّة تلجأ الأسر في المناسبات الاجتماعية _كالزواج مثلاً _ إلى الاقتراض أو ( النقطة ) و النقطة في وضعها الاجتماعي الأوّلي تقوم على عمل تطوّعي الهدف منه مساعدة الأسرة الجديدة ، وهو أيضاً واجب اجتماعي يجب ردّه في أقرب فرصة بقدر الإمكان . كما أنّه وقت الاحتياج نجد أن الشعب المصري إبتكر فكرة ( الجمعيّة ) التي تعتمد على مشاركة كل فرد بمبلغ متساو من المال لفترة محدّة سلفاً ، ويقوم المسئول / ة عن الجمعيّة بعمل اقتراع جماعي للأفراد في حضورهم عادة ، و من ثم توزيع الأموال على كل فرد حسب دوره المحدّد .
و قد قامت بعض المؤسسات خصوصاً في المجال الصحّي و كفالة اليتيم و الخدمات الاجتماعيّة الأخرى ، في السنوات الأخيرة بالاعتماد على التبرّعات ، وظهرت الاعلانات على شاشة الفضائيات ( اتبرّع و لو بجنيه _ اتبرّع و يصلك مندوبنا لحدّ البيت ) و يبلغ موسم اعلانات التبرّعات ذروته في شهر رمضان ، و تلعب هذه الاعلانات على وتر العاطفة الدينيّة ...و بمناسبة العاطفة الدينيّة و على سبيل المثال نجد أن جماعة الأخوان تعتمد بشكل أساسي على التبرعات التي يقوم بها أعضاءها منذ نشأتها ( باستثناء طلبة المدارس و الجامعات ) .و في عام 2012 قام أحد الشيوخ بإطلاق مبادرة أسماها ( المعونة المصريّة ) للاستغناء عن المعونة الأمريكيّة تافهة حسب تعبيره ..


أمّا بعد .. فهل يمكن الخروج من أزمة اقتصاديّة لدولة مثل مصر بالاقتراض أو بمبادرة تعتمد على تبرّع شعب مصر طواعية ؟ و هل تحيا مصر بتبرّع قيمته خمسة جنيهات ؟ الشخصية المصريّة تدرك جيّداً أن حملة التبرّع الأخيرة ليست مجرد ( معونة شتاء وليست عاطفة دينيّة و ليست جمعيّة أو نقطة لمناسبة سعيدة ) .و لكنها أيضاً تدرك أن النهوض باقتصاد وطن ، لا ينبغي أن يعتمد على تبرّع ...التبرّعات وضع مقبول إن كان لهدف مؤقت و لفترة زمنيّة واضحة و لمشروع مرحلي محدّد سلفاً بالتزامن مع حلول أخرى .. وهذا ما نتمناه إن توفّرت الإرادة

#عاطف_ميخائيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل