أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عاطف ميخائيل - ماذا تقول للرئيس السيسي .. البقيّة في حياتك أم البقاء لله ؟














المزيد.....

ماذا تقول للرئيس السيسي .. البقيّة في حياتك أم البقاء لله ؟


عاطف ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 04:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعلنت الحكومة المصرية رسميا وفاة السيدة والدة الرئيس السيسي _ بعد تعرضها لأزمة صحية _ وهذه سمة الحياة , فكلّ كائن حي لابد و أن يموت . وقد تسابق البعض على صفحات التواصل الاجتماعي لعزاء الرئيس المصري
وبعيدا قليلا عن الخبر الأخير , فالمتتبّع الجيد ( في الحياة اليومية أو على صفحات التواصل الاجتماعي ) سيجد أن للمناسبات المصرية ألفاظ خاصة منتقاة بعناية على مر السنين فالبقية في حياتك الردّ الملائم لها بحسب الثقافة المصرية حياتك الباقية , و صباح الخير ردّها خير صباحين , وسعيدة يكون ردّها سغيدة مبارك , وكل ّ هذه الألفاظ وغيرها تحمل معان مصرية عميقة . فالبقية في حياتك تعني اكمال امتداد حياة المتوفي بالعمل والرسالة . ورويدا رويدا مع الغزو الوهابي والسلفي تحولت لفظة مثل البقية في حياتك إلى لفظة أخرى ( البقاء لله ) بما تحمله من معان لها ما لها وعليها ما عليها .

و الاعتراض الذي يقدّمه البعض على لفظة البقية في حياتك هي انها مخالفة للتوحيد و بنظرة دقيقة للمعنى سنجد أن اللفظ المصري ( البقية في حياتك ) أقوى وأعمق فهي تحتوي ضمنيا اللفظة الأخيرة ( البقاء لله ) امّا العكس فهو غير صحيح , وقس على ذلك باقي الألفاظ بما تحمله من ثقافة وهويّة مصرية أصيلة . .

تحولات الألفاظ تمت بصورة واعية و غير واعية و أدّت إلى تحولات في المفاهيم , بعد أن تشرّبت في اللاوعي فصارت و كأنها مكوّن أصيل من الثقافة المصرية . وبقليل أو بكثير من الضغط لاستعمال هذه الألفاظ تختفي بالتدريج مكونات ثقافية مصرية / مصرية , وتحل محلّها مفاهيم أخرى تمجّد الارغام , وتحبّذ العنف و تستحسنه كمنهج لفرض السيطرة و إقرار الأمر الواقع .

و في البداية لم يكن الأمر سهلا ,. و لكن التربة كانت مهيأة للانحدارالجزئي تجاه هزائم _ على الأقل _ لفظية. ثم انحدار أكبر و هزائم أخرى . و في اتجاه التقدّم أو التخلّف , و بلغة علم الاقتصاد ، توجد نقطة مقاومة إلى أن تتبدّل الأمور بدون مقاومة تستحق الذكر . و لقد انتبه بعض الكتّاب والفنانين للتحولات المفروضة من خارج الثقافة المصرية , وعلى سبيل المثال كان الباحث المصري بيومي قنديل يدعو للحفاظ على الهوية المصرية في كلّ كتاباته . أمّا المخرج العبقري يوسف شاهين في فيلمه ( الوداع يا بونابرت ) جعل الشيخ الأزهري يهتف ضد الحملة الفرنسية ومن وراءه الجميع قائلا : مصر هاتفضل غالية عليّ ... مصر هاتفضل غالية عليّ . علما بأنه كان من الممكن أن يهتف هتافا آخر .

إن الاختلاف في الألفاظ هو ليس اختلافا بسيطا , انما هو اختلاف جذري بين تفكير مهووس بالتديّن , وبين تفكير آخرتنتقل به الدولة المصرية من ظلام العصور الوسطى . أمّا بعد وإن شئت أن تقدّم واجب العزاء للرئيس فقد أعلنت الرئاسة المصرية _ حسب البيان الرسمي الصادر_ عدم استقابلها لبرقييات التعازي , حتى أن العزاء سيكون قاصرا فقط على أهل المتوفية و ذويها .



#عاطف_ميخائيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البابا تاوضروس يحب داعش


المزيد.....




- نيجيريا تدين 44 عنصرا من بوكو حرام بتهمة تمويل الإرهاب
- خلال زيارته لبلدة الطيبة والاطلاع على اعتداءات المستوطنين د ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- 400 عالم يؤيدون فتوى تصنيف من يُهددون المرجعية، بالحرابة
- بروجردي.. إيران الإسلامية ستتحول لواحدة من القوى الكبرى في ا ...
- الاحتلال الإسرائيلي يعتقل عرفات نجيب أحد حراس المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يعتقل أحد حراس المسجد الأقصى
- إيهود أولمرت: اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا بالضفة
- -المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد- انتصا ...
- “متعة جنونية” تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عاطف ميخائيل - ماذا تقول للرئيس السيسي .. البقيّة في حياتك أم البقاء لله ؟