أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - إعدام الأردوغانية للإسلام السياسي في تركيا














المزيد.....

إعدام الأردوغانية للإسلام السياسي في تركيا


رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)


الحوار المتمدن-العدد: 5229 - 2016 / 7 / 20 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعدام الأردوغانية للإسلام السياسي في تركيا

رابح لونيسي
- جامعة وهران-
البريد الإلكتروني:[email protected]



سجلنا بعد فشل الإنقلاب على أٍردوغان في تركيا فرح وإغتباط الكثير من الإسلاميين معتقدين أنه إنتصار للإسلام السياسي على العلمانية في تركيا، كما أغتبط آخرون لأنهم يرون، بأنه إنهاء للإنقلابات العسكرية في المنطقة، وأستغلها الفيس في الجزائر للمقارنة بين ما وقع في تركيا بما وقع في الجزائر في 1992، ونفس الأمر قام به الإخوان المسلمون بتشبيه الإنقلاب، بما وقع في مصر ضد محمد مرسي، وهي تشبيهات ليست في محلها على الإطلاق، وقد كتبنا مقالة في ذلك بعنوان "هل لأردوغان وحزبه علاقة بالإسلاميين؟" )الحوار المتمدن عدد 17 جويلية2016 (.
لكن طرحت تساؤلات عدة حول ما علاقة إنقلاب عسكري بالحملة التطهيرية الأردوغانية في القضاء والإعلام والتعليم وغيرها، والتي هي ممارسات نندد بها طبعا، والتي تبدو أنها محاولة من أردوغان لإعادة تشكيل النظام كله في تركيا، وأغتبط الإسلاميون أيضا بسبب غباوتهم وإنفعالاتهم العاطفية وجهلهم المركب والمقدس، كما كشف ذلك الإغتباط الذي لم يأخذ بعين الإعتبار أي حقوق للإنسان حقيقة الإسلاميين بكل تياراتهم وهدفهم في الإستيلاء على دواليب الدول بعد إستغلالهم للديمقراطية كوسيلة فقط لإقامة ما يرونه "دولة إسلامية"، وهو ما يعطي الحق للذين يقفون ضدهم، ويمنعونهم من الوصول إلى السلطة، كما تساءل آخرون ما السر في ممارسات أردوغان القمعية؟
كي نقرأ ما يحدث في تركيا اليوم، ونفهمه علينا إستحضار التاريخ، فما يقوم به أردوغان هو تفكيك ما يسميها بالدولة الموازية التي شكلها رجل الدين فتح الله كولن في تركيا بالسيطرة على التعليم والإقتصاد والإعلام وغيرها تمهيدا للسيطرة على الدولة كلها، فما وقع في تركيا يشبه تقريبا نفس ما وقع في المنشية في مصر في 1954 عندما أتهم عبدالناصر جماعة الإخوان المسلمين بمحاولة إغتياله، والتي قيل آنذاك أنها مفبركة، كما يقول البعض اليوم عن الإنقلاب في تركيا، وما يقوم به أردوغان هو نفس ما قام به جمال عبدالناصر من تفكيك لجماعة الإخوان المسلمين ومؤسساتها التي تشبه أنذاك إلى حد ما المؤسسات التابعة لفتح الله كولن الذي هو أيضا إسلاميا يشبه في ممارساته وتكتيكاته وإستراتيجياته نفس تكتيكات وإستراتيجيات الإخوان المسلمون بزعامة حسن البنا.
يشبه أردوغان اليوم عبدالناصر الخمسينيات الذي قضى نهائيا على الإسلام السياسي في مصر، وعلق المشانق للأسف الشديد لقياداتها، وطورد الإخوان، وسجنوا بشكل دموي نندد بها إنطلاقا من إيماننا بدولة القانون وحقوق الإنسان، ولم يتمكن الإخوان المسلمون ومعهم كل الإسلام السياسي من العودة إلى الساحة إلا بمجيء السادات الذي وظفهم للتخلص من الناصريين واليساريين، إضافة إلى صعود البترو دولار الخليجي الذي أعطاه دعما ماليا وإعلاميا وسياسيا.
نعتقد أنه نفس الأمر سيتكرر في تركيا أردوغان، خاصة أنه أصبح اليوم رهينة في يد غلاة العلمانية، حيث يعد الجيش الأول الذي أنقذه ذو تركيبة بشرية تضم هؤلاء الغلاة، وجاءت الفرصة لهم لإنهاء الإسلام السياسي في تركيا على يد أردوغان، الذي يعتبره بعض الإسلاميين أنه منهم، لكن في نفس الوقت ستخسر تركيا الكثير، لأنه سينتهي نموذجها الذي مزج ووفق بين ثلاثية "الحداثة والإسلام والديمقراطية"، والتي كان للمدرسة الكمالية دور كبير في ذلك، كما أنها ستنتقل من رسم إستراتيجيات دولية ولعب دور زعاماتي أقليميا إلى مجرد دولة إستبدادية إهتماماتها هو السلطة والحفاظ عليها، إضافة إلى المساس بحقوق الإنسان، وطبعا ممكن سيأتي إسلاميون في المستقبل، وسيتحدثون عن أردوغان، كما يتحدثون عن عبدالناصر الذي قالوا عنه أنه يحارب الإسلام.
أما الحادثة الثانية المشابهة، فقد وقعت في تركيا، فلم يكن أتاتورك من غلاة العلمانية في البداية، كما يروج عنه البعض، بل قاد حرب إستقلال لتحرير آراضي بلاده بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مستغلا الدين لتجييش الجماهير، ورفع ا لواء ما يعتبره "جهادا"، لكن أكتشف فيما بعد خيانات مؤسسة الخلافة المتحالفة مع رجال دين، بعد ماربطوا إتصالات ببريطانيا لتقويض وإفشال مجهودات آتاتورك لتحرير بلاده، فدفعه ذلك إلى إلغاء الخلافة والقضاء على كل مؤسساتها، كما تطرف في تعامله مع رجال الدين وكل ما له علاقة بهم غضبا عليهم، فأعلن العلمانية، ونعتقد أن ما يحدث في تركيا اليوم هو أيضا تكرار لما قام به أتاتورك لكن بشكل أعمق، وسيقول الإسلاميون إن عادوا في المستقبل عن أردوغان نفس ماروجوه عن أتاتورك ب"أنه عدو الله والإسلام".

البروفسور رابح لونيسي




#رابح_لونيسي (هاشتاغ)       Rabah_Lounici#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لأردوغان وحزبه علاقة بالإسلاميين؟
- إستشهاد محمد بوضياف في1992-إجهاض لإحياء مشروع الثورة الجزائر ...
- مالك بن نبي والثورة الجزائرية - تهميش وتوظيف -
- معطوب لوناس-ناظم حكمت الأمة الجزائرية-
- جذور إختطاف أمريكي للإسلام-إنتصار سيد قطب على مالك بن نبي-
- أيديولوجيو الإنحطاط وحركة التاريخ
- معركة مصيرية في المدرسة بين التقدم وإبقاء الإنحطاط
- من سينتصر في الصراع حول خلافة الرئيس بوتفليقة؟
- من أجل دبلوماسية لتجريم الإستعمار دوليا
- هل أستعان أنجلس بمقدمة بن خلدون في تفسير تخلف مجتمعاتنا؟
- الجزائر رهينة لصراع أمريكي-فرنسي حول خلافة الرئيس بوتفليقة
- الرهانات الكبرى لقضية إدماج الأساتذة المتعاقدين في الجزائر
- مشايخ الكولون الجدد في الجزائر
- ظاهرة التثاقف وتركيبية الثقافة المغاربية
- رهانات تبرئة وزير سابق في الجزائر-إبر لتخدير شعب-
- صرخة في وجه البترودولار وكل الطائفيين- لاتنزعوا منا حق الدفا ...
- إنتاج آلة لتصفية مثقفين
- من وراء تغييب النقاشات الإجتماعية والإقتصادية في مجتمعاتنا؟
- هل الجزائر مهددة فعلا في أمنها الإستراتيجي؟
- رابح لونيسي - بروفسور ومفكر جزائري - في حوار مفتوح مع القراء ...


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - إعدام الأردوغانية للإسلام السياسي في تركيا