أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الفياض - الموات














المزيد.....

الموات


كاظم الفياض

الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 04:37
المحور: الادب والفن
    


قلت لصديقي الشاعر "أرغب بكتابة قصيدة موزونة"
قال:- "أقرأ ما وسعك من المجاميع الشعرية بصوت مسموع، وحرك الحروف"!
- "لكني لا أجيد النحو" أجبته!
قال:- " انطق الحركة التي تأتي ببالك"
وزودني بمجموعة من الدواوين، أذكر منها "الأسلاف" لفيصل جاسم، ومما قرأت أيضا مجموعة "قمر شيراز" للبياتي، وكان صديقنا المرحوم خالد جابر يوسف قد نشر في الطليعة الأدبية نصا قرأته أعجبني سماه (الروح) كان موزونا على تفعيلة (فعلن) ومدورا كأغلب قصائد المجموعتين اللتين ذكرت.
في أيام لم تتعد الأربعة، أو الخمسة، كتبت أولى قصائدي وكانت مدورة، وبالتفعيلة ذاتها "لم أكن أعلم ما هي" سميتها "رماد الحكمة"
تلتها "الموات" التي سأنشر فقراته تباعا، وقد عولت فيها على الفعل المضارع أبدأ به الجمل للإمساك بإيقاعها، وأظنه نفس الأسلوب الذي انتهجه الشعراء الذين ذكرتهم، ومع إن صديقي النبيل نبهني إلى جملة فيه موجودة كما هي في نص خالد يرحمه الله، وإني أظنه فقيرا فنيا لأن ذهني شارد وراء الإيقاع، لكني أعتقد أنه بعيد عن تجارب الشعراء الذين ذكرتهم، وإن مياهه العميقة نبعت من عروقي.
هو نص أحبه ولا أريد أن يمثلني!
نص للذكرى والنسيان .

(الموات)

تهجر صوت مراثيك
وتطرد من روح الأرض تصاوير الأفعى، حشد الأسماء
وتخلق أعيادا لأراجيح الأطفال
وأعيادا تمخر فيها موج بحار الخوف
وفي زبد الروح يقيم جموح الموتى نصبا
للأحياء المبثوثين سرايا في جيش العقل الثابت بين زجاجات الخمر
وأحلام العنب المنبوذ.

تمرّ مرورا بالأجرام، الأكوان، على مركب ذاكرة
أو تهبط فوق مسامات الوجل القابع في روحك جرذا.
طير الكاف المتدلي فوق خراطيش الحرس الليلين يباشر قلقلة القلب
يزعزع أوتاد النون
ولا تملك إلّا أن تلمح وجهي الأسطورة طفلا
يتلهى بالغيم الممنوع
وأعمدة الغيب البرّة تكتم أحفادا
يطلع من وحي فراستهم طائر ليل يعشو

أين نباتات الموت المزروعة كالأعين في ماضي المرآة؟
تراكم ألوان سالفة تابوت إضاءات.. ذكرى.

أين ابن المرآة؟
وأين الرجل اللا قبطي الطواف كأنفاس البدو يقود النار
إلى صوت الريح المتهدج فوق تجاعيد الأرض؟
وأين الميت في الرحم الطاهر، بدء حياة الموت؟
وذاك الراعي قاموس الحكمة هل يخرج من فيض الصحراء
الملأى بعذاب شعير الصمت؟

تنسى الصيف
ولا تفتتح الفصل المطر..
تحفر في عينيك أخاديد سيول شتتها تقويم السنة العذرية.

تبتدر الآن جنون مسارات تركن سيف الأجداد إلى حائط مبكى
أعرض من قطعة خبز
يابسة.

تقود غزال الجوع الأعمى عبر بروج الليل الممتدّ
تسابق أرضا ضيقة، أعمدة تتعالى من روحك
تشنق صمت الآخر
تسقط عنه أكاليل الغار
مساحات العيب الذاوي تحت قناع الخوف
وقطا الأسرارالأدنى من وجع الليل
الأبعد من دفء الشمس..

رمم من هرم أفاع تقطن روحك قنطرة
تعبر فيك قباب الليل
وفي أصل الكرمة
إذ تعبق في جوّ الغرفة يا ولدا لا يشبهه غير دخان الإنسان
ستعلن تحت شجيرات الجسد المفتون بروح الآخر
إنك ميت.



#كاظم_الفياض (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا قوم اتبعوا المرسلين
- أرنو لمنبع فكرة
- ناقة صالح
- الشرخ
- الموسيقى تقول: الحرية موجودة
- شعر- فهم واقعة المرور بحديقة عامة يشطر أحداثها:
- سرد حر- خاتم فضة
- لا أحد معي
- سرد حر- إلهي
- الأعمال الشعرية- مطر صامت
- مظاهرات الطبقة الرثة العراقية
- العالم الآن
- معنى الاحتلال
- مقدمة لدحر العدو
- رأسي ليس خاملا
- منشورات لا غنى عنها لإقامة دولة عالمية عادلة
- أعمال السرد الحر/شجرة البمبر
- ضجر
- الأعمال السردية الحرة/لحظات
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - ومرثية إبراهيم


المزيد.....




- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...
- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...
- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...
- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الفياض - الموات