عودة المملكة إلى افريقيا !!! أنا أرفض مضمون الخطاب الملكي

بوجمع خرج

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 22:26
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

الحقيقة أني كصحراوي متشبث بهويتي في تمثيلية الصحراويين وكصديق للمملكة الحسن الثاني بدون مركب نقص الصراع القائم، كنت دعمتها في الشؤون الدولية التي لا تمس الكيان الصحراوي بسوء ولا تعنيه في مصيره ودعمتها في الشؤون الداخلية التي تعنى بالاجتماعي والسوسيو اقتصادي والشبابي... لاحظت أن الخطاب الذي وجهه الملك الى الاتحاد الإفريقي لا يليق بكيان محترم توحد أعضائه على مبادئ وقيم وتصورات ناضجة تعي جيدا وجودها سواء كدول مستقلة أو كدول متحدة... منذ كانت منظمة الاتحاد الإفريقي التي حتى ولو افترضناها كانت مراهقة لكن لم تكن منحرفة بما يعني أنه كان عليه أن لا يتفادى استعمال كلمات كبيرة على الأقل أدبيا تماشيا مع تصريحه بنبل وعظمة إفريقيا...
ولعل أهم ما في الخطاب وهو الفقرات التي تعنى بالصحراء الغربية
وفي هذا الصدد فالاتحاد الإفريقي لم يتعارض مع الشرعية الدولية في اعترافه بالدولة الصحراوية مثلما هم عدد من المنظمة الإسلامية والجامعة العربية الذين يتعاملون مع المغرب بخارطة تضم الصحراء الغربية ولو أن الشرعية الدولية لا تعترف بمغربيتها... فالاتحاد الإفريقي انطلق من ميثاق الأمم المتحدة وفقا لمبادئ احترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال بما يعني سيادة ساكنة الصحراء الغربية في حق تقرير مصيرها في سياق تصفية الاستعمار، كما أن الاتحاد انطلق من التمثيلية الوحيدة للشعب الصحراوي لدى الأمم المتحدة والتي هي جبهة تحرير الساقية الحمراء وواد الذهب (وليس المغرب)التي أعلنت عن قيام دولتها في المنفى في انتظار قرار الأمم المتحدة سواء للاعتراف بها أو للطعن فيها. فأما من تعارض موقفه مع الأمم المتحدة فهو المملكة المغربية الذي لا زال إلى حدود الساعة لم يسوي وضعيته معها في "المينورسو" طبقا لسبب وجودها أمميا.
وعلى هامش الأهم إن ما أثار انتباهي في الخطاب هو قوله: "المغرب بلد إفريقي بانتمائه، وسنظل نحن المغاربة جميعا في خدمة إفريقيا من أجل كرامة المواطن الإفريقي واحترام قارتنا." في الحين أنه لم يقبل بممثل الاتحاد إفريقي في قضية الصحراء الغربية خلافا للأمم المتحدة علما أنه يحمل ملف كرامة الإنسان الصحراوي الذي هو أكثر افريقية من المغرب على جميع المستويات...؟؟؟؟
وكصحراوي أتواجد بالمملكة اشتغلت فيها باحترام (38سنة) وبتفاني وعطاء أتحدى به أيا كان بالمملكة يتجاوزني به إذا لقيمتها الدبلوماسية الدولية من حسن اعتبار في عهد الحسن الثاني والتي أتلفت اليوم ... أشهد أن المغرب يهيننا ويسئ إلينا ويحاصرنا ويحرض علينا أكبر رجاله وأقوى مؤسساته فقط لأننا نظيفين وملتزمين بقيم المملكة دون أن ننسلخ من هويتنا الصحراوية والدفاع عن قضيتها كما هي لدى الأمم المتحدة وكما يحلمها أبنائها... وطبعا لدي الحجج التي لن تفند خاصة وأن الشعب الصحراوي علم ‘ن أخر مؤتمرة نظمت ضدي وهي الأخبث في العهد الجديد.
فنحن نسجن ويزج بنا في مستشفيات المجانين على صحة عقولنا ونفسيتنا وتحاصر أجرتنا لسنين مرات ومرات ويتم قهقرة رتبنا ولو أننا نتحدى كبار المتخصصين في وظيفتنا التربوية بما فيهم المجلس الأعلى للتعليم ووزارة التربية... وخبراء المملكة وذلك بمراسلات شرعية وصحافية...
فأما الانخراط المكثف للفاعلين الاقتصاديين المغاربة، وحضورهم القوي في مجالات الأبناك والتأمين والنقل الجوي والاتصالات والسكن، فهذا فيه متاجرة وليس دعم ولا مساعدة ... والمستفيد منه هي باطرونة مفارقة لواقع المجتمع الصحراوي (بل وحتى المغربي) ابتداء من واد نون وما بعده الهش في غالبيته، بحيث استنزاف مستحقات التنمية البشرية من طرف مقاولي البنيات التحتية والعقار والمشاريع الخاطئة التي تزيد الغني وتفقر الفقير...في حكامة أمنية منحرفة تهين الإنسان الصحراوي في إبادة كينونته وثقافته...لسبب بسيط هو أن الصحراوي أكثر أفرقة ثقافيا علما أن فنوننا لا تشبه الفنون المغربية في شيء و... ويكفي مهرجان طانطان الذي فقد هويته لما تمت مغربته في مكوناته الثقافية بما مسخه.
اسمحوا لي كصديق حقيقي للحسن الثاني من باب الصدق وحسن النية أن أقول لملك المغرب أنه إذا أراد أن يعود إلى أفريقيا فعليه أن يتم من داخل الأمم المتحدة وإذا أراد هذا عليه أن يثور على فريقه الذي أضاعه ميعاد المملكة مع تاريخ تحريرها منذ خطاب 9 مارس المجهض بما تولد عنه من دستور وجهوية ونموذج اقتصادي لم يلتفت عليهم أحد من العالم الحر.... بل عليه أن يثور على نفسه وان يعود إلى بداية عهده وليكن واثقا أنه سيجد أفضل سبيل لانقاذ ماء وجه المملكة... فنحن كصحراويين لا نحقد على أحد فقط نريد احترامنا في شرعة وجودنا كما توحد حولها العالم والأمم المتحدة.
أخيرا أجدد التهنئة لرئيس كل الصحراويين السيد إبراهيم غالي ويشرفني أن أفيده في شيء يليق بعزة الهوية والمصير... والسلام

#بوجمع_خرج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل