أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - -فِش مين يدفش-؟














المزيد.....

-فِش مين يدفش-؟


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 5208 - 2016 / 6 / 29 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


29-6-2016
"فِش مين يدفش"؟

لم يكشف ما سبق استفتاء خروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبّيّ، وما تبعه عن رفض غالبيّة البريطانيّين للنظام الرأسماليّ المتصدّع وليبراليّته، القديمة والجديدة، فحسب؛ بل إنّه كشف خلوّ الساحة البريطانيّة من معارضة اشتراكيّة ديمقراطيّة حقيقيّة، وجديّة، وقادرة على طرح نفسها كبديل للنظام الرأسماليّ المتوحّش والمنهار.
ومن المؤسف أيضا، أن نرى بين صفوفنا مَن اقتنع بما ردّدته غالبيّة وسائل الإعلام؛ بأنّ تصويت البريطانيّين للخروج من الاتّحاد الأوروبّيّ جاء نتيجة الخوف من أزمة المهاجرين الأفارقة والأسياويّين إلى أوروبّا الغربيّة، كذلك نجد أنّ هناك مَن يبحبح هذه النتيجة لتشمل المهاجرين من أوروبّا الشرقيّة إلى الغربيّة.
لقد عبّر غالبيّة البريطانيّين عن غضبهم ورفضهم لأسلوب النظام الرأسماليّ الاستغلاليّ القائم على سحق الفئات/الطبقات الاجتماعيّة الوسطى والفقيرة .. غالبيّة الناس قلقة، ومحتاجة. وتعاني من البطالة والإجرام والتلوّث و...، ومن سيطرة الأثرياء على مقدّرات البلاد.
ارتفع منسوب البؤس بعد تحويل الأرض والثروة والأفكار إلى بضاعة تباع وتشترى، و...، وبعد حرمان العمال والموظفين من النقابات والمؤسّسات المخلصة والمدافعة عن حقوقهم في الحياة الكريمة والإنسانيّة، وتركهم لقمة سائغة في فم وحش العولمة الرأسماليّة و... لقد عبّر البريطانيّون عن حاجتهم إلى تغيير النظام الاستغلاليّ، وعن أملهم ورغبتهم بنظام أكثر عدلا.
كذلك، من الواضح أنّ انتخابات/سباق الرئاسة الأمريكيّة، قد كشفت هي الأخرى، عن احتجاج ورفض غالبيّة الأمريكيّين لأسلوب نظام السوق الحرّة الرأسماليّ القائم. أعتقد أنّ حصول بيرني ساندرز ودونالد ترامب على هذا الـتأييد الواسع هو دلالة على رغبة الأمريكيّين في التغيير، وفي التخلّص من النظام القائم، بالرغم من أنّ ترامب هو ممثّل حقيقيّ لأسوأ نظام رأسماليّ، لكن ثروته، وظهوره، وتزعّمه، و... هي دلالة على أزمة الرأسماليّة النيوليبرالية وعفنها!
صدق الفيلسوف المجريّ كارل بولاني حين قال: إنّ الاقتصاد، في ظلّ جميع المجتمعات الإنسانيّة، كان دائما في خدمة المجتمع ما عدا في المجتمع السوقيّ (القائم على نظام السوق)، إذ يكون المجتمع في خدمة الاقتصاد/السوق/الربح. وأصاب في وصفه نشوء الرأسماليّة على أنّه "حركة مزدوجة"؛ فنحن نرى بشكل واضح كيف تتحرّك السوق الرأسماليّة نحو هدم أسس المجتمع الإنسانيّ والديمقراطيّ، ونحو هدّ الشبكات والعلاقات الاجتماعيّة القديمة (من العائلة حتّى الأمّة) والقيم الاشتراكيّة والإنسانيّة الداعمة، وإلى تهميش النقابات والأمن والسلطات القضائيّة، وفي الوقت ذاته نراها تتحرّك نحو بناء علاقات تبادل تجاريّة، متوحّشة، ووقحة، وأنانيّة، و...، وفاشيّة.
بالرغم من الأزمات السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، و...، والبيئيّة، والأخلاقيّة المحيطة بنا، والتي تهزّ أركان المجتمع البشريّ، إلاّ أنّه من المبكّر أن نستنتج بأنّ نهاية تاريخ الرأسماليّة (فوكوياما) قد اقتربت. صحيح أنّ حيطان النظام الرأسماليّ متصدّعة وآيلة نحو السقوط، لكن.. تفتقر المجتمعات البشريّة إلى قوّة "دفش" (فش مين يدفش)!
لا يمكن أن تترك الأغلبيّة الأوضاع سائبة وقاسية، وعلى هذا المستوى من الخطر والفوضى والعبثيّة، لا بدّ من أن تخلق الغالبيّة أحزابها ومؤسّساتها وقياداتها، وأن تتحرّك لحماية الديمقراطية، وضبط الأسواق وكبح جماحها وسرقتها للثروات والعمل والأملاك و...، تستطيع الجماهير أن تجعل الاقتصاد في خدمة المجتمع، وهي قادرة على إعادة توزيع الثروة التي يتمّ إنتاجها، وعلى توفير الحماية الاجتماعية لكلّ أفراد المجتمع، و...، وإن أمهلت؛ فهي لا تهمل الثورة!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة أداة تسلّط
- محاولة العودة مِن اللاّنهاية إلى الصفر
- مستنقع الاحتلال لا يمكن أن يصبح نبع سلام
- السيسي يتفقّد عشّ الحمام
- اعتمدوا على حجرنا
- هناك دول فاشلة، وهنا دولة مجانين!
- خذوا حفنة دم حلبيّة واسألوها
- كلّ أيّار وأنتم بخير
- اللّذّة في قراءة نصوصه
- زيارة أمريكا
- الحلّ أربع دول
- المال ينطق بحجّته
- بيبي شرط ضروريّ للاحتلال
- ذهب أبو حاتم وبقي الديوان
- إسرائيل بحاجة لرئيس حكومة آخر
- مفتاح الحلّ ليس بأيديكم
- بيبي نتنياهو، أنت المسؤول الأوّل
- ليت أبو مازن ذكر صدره ونسي عجزه
- خطر الهيمنة المافياوية الاحتكارية اليهوديّة
- حكومة لا تشعر بالأخطار الوجوديّة وبالضربات


المزيد.....




- أزمة مياه خانقة تحاصر 60% من أحياء الخرطوم منذ عامين
- متخذًا قرارات جديدة.. ماكرون: على فرنسا أن تتحرك بمزيد من ال ...
- شبكات تجسس ومسيّرات.. كيف تستعد تركيا للحرب مع إسرائيل؟
- الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم وسط انقسام دولي حاد
- ترامب يعلن تبرعه براتبه لتمويل تجديدات البيت الأبيض: -ربما أ ...
- ترامب يقول إن لقاء ويتكوف مع بوتين كان -مثمرًا للغاية-
- مجددًا الدعوة لنزع السلاح من الخرطوم.. قائد الجيش السوداني ي ...
- هل يتجنّب الجيش الإسرائيلي قتل المدنيين؟ إحصاء يظهر أرقاماً ...
- في اتّصال مع القادة الأوروبيين.. ترامب يكشف عن خطة للقاء بوت ...
- سموتريتش لا يهمه سكان غزة ويريد خنقها وتدمير حماس لتحقيق الن ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - -فِش مين يدفش-؟