ليليان ... هي مصر وهي حريتها

مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5207 - 2016 / 6 / 28 - 15:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

ليليان داوود ابنة تلك العائلة المناضلة التي كانت تستقبلنا ببيتها كمناضلين مبتدئين، ورثت عن أمها مبدئيتها، وحزمها اتجاه القضايا الوطنية، واكتسبت من والدها انسانيته ومحبته ورقيه كمناضل. هي لم تأتي الى الإعلام من الفراغ، هي أتت محملة بأرث نضالي عريق عنوانه "الخبز والعلم والحريّة". صباح اليوم عندما دخلت صفحتها على عادتي لأتابع آخر أخبارها تفاجئت بخبر ترحيلها من مصر التي أحبتها كبلدها لبنان، وارادت لشعب مصر كما لشعب لبنان " الخبز والعلم والحريّة". هي لم ترفض انقلاب السيسي حباً بالإخوان فهي أبعد ما تكون عنهم هي مع ثورة الشعب المصري التي أطاحت بالدكتاتور، ولم تقبل ان يعود الدكتاتور متقمصاً شخصية السيسي، فرفعت صوتها عالياً ودندنت مع الشيخ إمام:

وأفلت كلابك في الشوارع ... واقفل زنازينك علينا

و يقل نومنا في المضاجع ... ادي احنا نمنا ما اشتهينا

واتقل علينا بالمواجع ... احنا اتوجعنا واكتفينا

وعرفنا مين سبب جراحنا ... وعرفنا روحنا والتقينا

عمال وفلاحين وطلبه ... دقت ساعتنا وابتداينا

نسلك طريق ما لهش راجع ... والنصر قرب من عنينا

روى الكاتب الصحفي خالد البري، تفاصيل إلقاء القبض على زوجته السابق الإعلامية ليليان داوود بعد ساعات من إنهاء تعاقدها مع قناة أون تي في.
وقال البري على حسابه الشخصي على الفيسبوك، أمس الاثنين، إن "من حوالي ساعة ونص شرطة الجوازات رَحلت المذيعة ليلان داوود .. ليليان مضت النهاردة على إنهاء التعاقد مع قناة أون تي في واللي كانت بموجبه حاصلة على الإقامة".
وأضاف "بعدها بنص ساعة بالضبط جم على بيتها.. طبعا ليليان من حقها الإقامة قانونا لأنها زوجتي السابقة، يعني متزوجة مصري لمدة 6 سنين وعندها بنت مصرية، لكن حسب ما قالوا الأوامر جاية من مكتب السيسي شخصيا.. فاضي الله يعينه".
قال مسؤول أمني وناشطون إن قوات الأمن ألقت القبض على الإعلامية اللبنانية الأصل ليليان داوود التي تقدم برنامج "الصورة الكاملة" على قناة أون تي في.
وأكد المسؤول القبض على داوود فور وصولها إلى منزلها.
وتابع البري "ادوها بالضبط 5 دقائق.. رفضوا انها تاخد معاها غير محفظتها وكمان رفضوا يخلونا نتصل بمحامي وبالسفارة بتاعتها".
وقال البري "بالصدفة النهاردة عيد ميلادي فكنت معدي اخد بنتي نفطر سوا ، وحصل الموضوع كله قدامي، البنت طبعا مرعوبه إنما هي دلوقتي كويسة وموجودة معايا .. شكرًا يا مصر لحد كده!!".
الإعلامية "سارة علام شلتوت" روت تفاصيل معرفتها بالإعلامية "ليليان داوود" وطريقة الأخيرة في العمل التي اعتبرتها طريقة مميزة إعلاميًا . وقالت في تدوينة عبر حسابها الشخصي بالفيسبوك : " عملت فى فريق إعداد ليليان داوود خمسة أشهر، تعلمت فيهم الكثير منها، كانت تطلب اسكريبت كبيرًا جدًا مكتظًا بالمعلومات والتفاصيل ، كنت أسأل نفسي كل حلقة : (هتعمل بيه ايه كل دا؟)، وكنت أتلقى الإجابة على الهواء فى كل مرة ، أفهم فيها أنها تبحث حقًا عن صورة كاملة" بحسب قولها. وأضافت: "كنا نحاول أن نتجاهل اتصالات الداخلية والرغبة فى تغيير موضوع الحديث إذا قيل ما لا يروق للسلطة ، كانت ليليان تتوتر وتخرج فى الفواصل تتحدث معنا ثم تعود لتكمل ما بدأت بعد أن تعطى لكل ذى حق حقه المهنى، وهى تحاول أن تمشى فوق الأسلاك الشائكة" .. مضيفة : "بعد البرنامج، تتلقى ليليان سيلًا من الشتائم من موتورى الفيس بوك وتويتر وتقرر أن تكمل ما بدأته ليس عنادًا بل إيمانًا بقيمة الإعلام المحترم المهنى وحق المشاهد فى المعرفة" بحسب تعبيرها. وتابعت : "قدمت الصورة الكاملة خلال الخمس سنوات الفائتة نموذجًا مغايرًا عن مزاج المشاهد المصرى فكانت تعلي قيمة المهنية على الجماهيرية عسى أن ينحاز الشارع يومًا للقيمة ، أحزننى مشهد ترحيلها من مصر، وهى التى كانت تحلم لابنتها دائمًا بغد أفضل فى وطن لا غد فيه" .. مستدركة : "وداعًا ليليان داوود وسلامًا على صورتها الكاملة" بحسب تعبيرها.
الاعلامي خالد الكيلاني كتب على صفحة ليليان " الدولة القوية لا تتصرف تصرفات عبيطة أو همجية ، وتقوم بترحيل مذيعة لبنانية بعد ساعات من إنهاء عقدها مع أون تي في ، مع أن المشكلة مع الدولة كانت فيما تقوله وتقدمه في الأون تي في ، لا في وجودها في مصر .
لو كان ما حدث مع الزميلة ليليان داوود ونُشر على المواقع حول ترحيلها بهذه الطريقة الهمجية صحيحاً ... يبقى عيب ، وعيب أكتر في حق مصر ورئيسها ، مصر التي تفتح ذراعيها لكل الإخوة العرب مهما تمادوا في الهجوم عليها .
ولنتذكر كيف غضب عبد الناصر عندما علم أنهم منعوا نزار قباني من دخول مصر عام 1967 بسبب قصيدته الشهيرة " هوامش على دفتر النكسة " التي يهاجم فيها عبد الناصر ونظامه ، وطلب دعوته لزيارة مصر على حساب الحكومة المصرية".
أبعدت ليليان عن بلدها الثاني مصر، وعن ابنتها، مجبرة، الا انه يكفيها فخراً انها خرجت منتصرة على نظام جبان.

بإيدكم سلاح اسمه إرادة الحياة، وجلادكم مش بإيده إلا إنه يحاول سلبها منكم.. اتمسكوا بيها».. تغريدة كتبتها الإعلامية ليليان داوود، تعليقًا على الأحكام الصادرة بشأن متهمي القضية المعروفة إعلاميًا بـ«قضية مجلس الشورى».

بتلك الكلمات البسيطة عبرت «ليليان» عن رأيها شأنها في ذلك شأن كثيرين في مصر، علقوا على هذا الحكم الذي رآه البعض «قاسيًا»، لكن الأمر لم يقف عند حد أن إعلامية استخدمت حقها في الرأي والتعبير وقررت على حسابها «الشخصي» إرسال رسالة من الأمل تطلب فيها التمسك بإرادة الحياة.

دون سابق إنذار أثارت تغريدة «ليليان» جدلًا كبيرًا على «تويتر» و«فيس بوك»، ودشن البعض هاشتاج «#ليليان_لازم_ترحل»، مطالبين بترحيلها إلى لبنان، كونها سيدة لبنانية، ومتهمين إياها بمحاولة إثارة الفتن والحقد على مصر نتيجة عدم استقرار بلدها، لكنها ردت بعبارة بسيطة ربما تضع حدًا لحديث الكثيرين، قائلة: «من إمتى الذي يتحدث عن قضايا مصر يجب أن يحمل جنسيتها؟».
«يا حبيبتي يا مصر».. تلك هي العبارة التي نطقتها «ليليان» في افتتاحية برنامجها ليلة عزل الرئيس الأسبق، محمد مرسي، بينما يتناسى البعض في ذلك الوقت كيف كانت وما زالت تفتح برنامجها للجميع، محاولة تقديم برنامج «مهني»، ووجهة نظر «محايدة»، كما قال المدافعون عنها.
عقب أحداث تونس، ثم مصر، واليمن، أرادت ليليان التواجد في الوطن العربي لمساندة هذه الشعوب، وتابعت العديد من القنوات فوجدت أن قناة ONTV لها توجه سياسي واضح وصريح، وكانت المحطة الأولى التي انحازت إلى الثوار، فانحازت للحرية وانضمت لهذه القناة كونها مع الخط الثوري وترفض الديكتاتورية.
كتب محمد سامي حلمي لليليان " هترجعي وراسك مرفوعه وتحكي ال حصل وتضحكي .. الغبي بيسارع لنهايته .. واتمني".
كانت ليليان تقول " شعب مصر ياما شاف وكمل"، وهو لا شك سيكمل طريقه نحو حريته، التي اصبح عنوانها "ليليان".

#مسعود_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل