أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود محمد - حزب العمال يعيد تجربة محمود الحفيد ....















المزيد.....

حزب العمال يعيد تجربة محمود الحفيد ....


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 16:36
المحور: القضية الكردية
    



مفاوضات جنيف الجارية بين المعارضة والنظام السوريين لم تعترف بالواقع الكردي السوري، بالمقابل تعيش المعارضة السورية الكردية حالة من التشتت والتخبط والفرقة لم تساعدها على كسب كرسيها في تلك المفاوضات.
رمزيتان تفسران حالة الشارع الكردي السوري، الأولى هي المشهد الذي تصدره القيادي الكردي الشهيد مشعل تمو الذي كان عضوا مؤسسا في ربيع دمشق وأعلن ان حل الوضع الكردي في سوريا يكون ضمن الحل العام للمشهد السوري باسقاط الأسد والعمل بصيغة " الشعب السوري واحد" وان يتم التفاهم على موقع كرد سوريا بين جميع مكونات الشعب السوري وكان لهذا المنطق صدى قوياً مسموعاً ساهم ببناء تنسيقيات للثورة السورية في المناطق الكردية السورية ورفعت تلك التنسيقيات شعار
" آزادي" اي "الحرية" فشكلت رديفا قويا مكملا للثورة السورية مما هدد النظام وحلفائه الكرد "”PYD فكان القرار بقتل ذلك الصوت، فأردت رصاصات الغدر الحلم الكردي السوري الداعي لوحدة سوريا فقتل مشعل تمو لتبدأ رحلة تشتيت الصوت الكردي ومنعه من تشكيل رافعة للثورة السورية.
أهم ما كان يميز تمو مؤسس تيار المستقبل الكردي (ليبرالي التوجه) هو اعتباره اكراد سوريا جزىء أصيل من الشعب السوري وبالتالي لم يكن ينظر لمسألة اسقاط النظام من باب الحقوق الكردية الضيق، وهذا ما جعل منه هدفا للنظام، خوفا من انتشار فيروس الوحدة بصفوف الكرد ووقوفهم بقوة مع ثورة الشعب السوري في درعا وحمص وباقي المناطق السورية مما كان سيغير المعادلة في سوريا، ويسرع اسقاط النظام. كما ان تيار المستقبل اعتبر ان العرب والكرد مفروض عليهم حالة الزواج الكنسي الذي لا طلاق فيه، ويفترض بهم العمل بتلاحم نضالي على تبني الديمقراطية طريقا لحل مشاكل الشعب السوري والاقتناع بداية بضرورة عدم الغاء بعضهم كأكبرمكونين للمجتمع السوري. عليهم تطوير حالة الثقة المتبادلة وبلورة برنامج نضالي يؤدي الى مساواة جميع القوميات والأديان أمام القانون، أي تثبيت حقوقهم المشروعة ترجمة للشعار الذي لقي انتشاراً واسعاً على السنة المتظاهرين والشعب السوري " سوريا بدها حريه".
المشهد الثاني تمثل باختصار كل الحركة الكردية السورية بشخص الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري الدكتور عبد الباسط سيدا، فاعتبر ان وجود سيدا في المجلس الوطني المدعوم من اخوان مسلمي سوريا يبعد عن المعارضة السورية شبهة التشبه بالبعث واستبعاد الكرد، بنفس الوقت لا يجعل تمثيلهم وازناً يشكل ضغطاً يكرس حقوق كرد سوريا، فكان الرد عليه بتشكيل المجلس الوطني الكردي فشكل حالة الانقسام الفيدرالية الأولى في صفوف المعارضة السورية. لم يقف النظام السوري متفرجاً على تشكيل المجلس الكردي فرد بتشكيل المرجعية الكردية العليا من أحزاب كردية موالية له على رأسهم حزب العمال الكردستاني، ليكرس بذلك حالة انقسام في الشارع الكردي، ويؤمن له تواجده في المناطق الكردية من خلال الذراع المسلح لحزب العمال الكردستاني في سوريا "قوات الحماية الشعبية". التي تولت نيابة عن النظام تقليم أظافر كرد سوريا ومنعت قيادتها السياسية المتمثّلة بالمجلس الوطني من ممارسة عملها السياسي بين أكراد سوريا، وذلك باختطاف الناشطين والصحافيين والعاملين بالمجتمع المدني وتصفية العديد منهم، وحصر العمل العسكري داخل المناطق الكردية بصفوفه، ليتحول المجلس الوطني الكردي وجناحه العسكري الى لاجئين في اقليم كردستان العراق، وممثلين غير فاعلين للكرد داخل المجلس الوطني، رغم ان رئيس المجلس الحالي ابراهيم برو يعمل بجهد واخلاص على تكريس الشراكة الكردية في سوريا المستقبل، ويسعى لتفعيل الدور الوطني الكردي السوري، الا ان التحديات التي تواجهه ليست سهلة وهو يواجه الريح كمشعل تمو وحيداً ويغرد خارج السياق المرسوم لحل الأزمة السورية، فرغم الأصوات العالية الداعية لوحدة سوريا ليس هناك من هو فعلاً يعمل لتكريس تلك الوحدة، والأكراد السوريين يتحولون الى بندقية للإيجار تارة بوجه داعش، وطوراً بمواجهة تركيا، هم ليسوا سوى بيدقاً سيتم التضحية به حين انتهاء مهمته.
كتب عضو نقابة الصحافيين الكرد زواب عزيز " بدأت قراءة وثيقة ديمستورا وانا ابحث بين سطورها عن وضع الشعب الكردي في سوريا المستقبل لكن لم اجد ما يوحي لي بأي خاصية للكرد.
طبعا وثيقة تبدأ بالبند الأول الذي يشدد على عروبة سوريا وانها جزء لا يتجزأ من الوطن العربي وعلى وحدة وسلامة اراضيها التفسير الفضفاض لهذا البند يمكن ان يقتل الحلم الكردي بإقامة فدرالية في المناطق ذات الأغلبية الكردية أو حتى أقل من ذلك .
من هنا أليس من حق الشارع الكردي أن يتسائل عن دور المجلس الوطني الكردي في داخل الإتلاف السوري المعارض وعن مدى تأثيره على القرار السياسي في داخل أروقة المعارضة ؟
لماذا أرتبط إنسحاب السياسيين الكورد بإقالة الزعبي ولم يتم ربطه بما يستطيع هؤلاء السياسيين من تحصيل للحقوق الكردية التي ومن المفروض إن هؤلاء يمثلونها ؟ أليست وثيقة ديمستورا أخطر على الكرد من تصريحات الزعبي الشوفينية ؟
الأجدى (بممثلي ) الكرد الإنسحاب من الإئتلاف طالما إنهم عاجزون عن التأثير على المفاوضات الجارية بين النظام والمعارضة ومحاولة دخولهم للمفاوضات بوفد مستقل ومحاولة فرض حلول تتناسب مع تطلعات الشعب الكردي الذي يتميز بخصوصية عن باقي الاقليات السورية و إلا سيفتقدون ما تبقى من ثقة ".
لم يتعلم الكرد درسهم من التاريخ وهم شعب ينسى تجاربه خاصة الأليمة منها، ومن سوء حظهم انهم أسيري جغرافيتهم، التي لا تسهل لهم حل الخلاص، " الخوف كل الخوف ان تنتهي بهم الأمور الى ما انتهت به حال الشيخ محمود الحفيد البرزنجي" هكذا قال لي السياسي اللبناني من أصل كردي عراقي غسان الرفاعي عندما سألته عن مشروع الفيدرالية الكردية في سوريا، وهو يرى أن الروس والغرب يستخدمون البندقية الكردية لصالح مشاريعهم في المنطقة، والكرد بتخبطهم يسهلون لهم ذلك.
حكاية الشيخ محمود وتأرجحه بتحالفاته فيما بين الأتراك والانكليز وتداول الأتراك والانكليز على استخدام بندقيته الكردية لتنفيذ مشاريعهم بمواجهة بعضهم البعض ومواجهة الكرد الخارجين عن ارادتهم، هي نفس حكاية حزب العمال الكردستاني وتأرجحه بين تحالف مع النظام السوري ومفاوضات من تحت الطاولة مع الاترأك رغم العداوة الظاهرة، وخضوعه لإيران وسعيه لبيع خدماته لروسيا، ستتسببان بتكرار مأساة الكرد إبان اعلان الشيخ محمود الحفيد نفسه ملكاً على بعض أجزاء كردستان العراق.
في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بدأت المشاعر القومية عند أمم الشرق بالظهور، والنضال من أجل قيام دولهم الخاصة بهم، والكرد ليسوا بإستثناء. فكانت منطقة كردستان العراق في العهد العثماني تشكل جزءً من ولاية الموصل. وبعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وموت الرجل المريض (الدولة العثمانية)، كان الكُرد، كغيرهم من الأمم، يطمحون في أن تكون لهم دولتهم القومية الخاصة بهم. وفعلاً أقر الحلفاء لهم هذا الحق في معاهدة سيفر في 10/8/1920، ومن بين بنودها نصت على قيام دولة كردية بموجب المواد 62، 63، و64. ولكن رفض الإنكليز بعد ذلك هذا الحق، فألغيت هذه البنود وفق معاهدة لوزان في عام 1923، التي حلت محل معاهدة سيفر. وحصل ظلم فاحش بحق الكرد وتم تقسيم بلادهم، كردستان، على أربع دول محيطة بها وهي إيران والعراق وتركيا وسوريا. ومنذ ذلك التاريخ بدأت المأساة الكردية ولحد هذا اليوم.
ورداً على موقف الإنكليز هذا، قامت معركة بين الأكراد بقيادة الشيخ محمود الحفيد في السليمانية في يوم 21 أيار 1919 وحررها من الإنكليز، وقبض على الحكام السياسيين فاعتقلهم، وأعلن نفسه حاكماً عاماً. وكان رد الإنكليز عنيفاً فقضوا على حركة الشيخ محمود ونفوه إلى الهند. ليتم إعادته لاحقاً من قبلهم لمواجهة الأتراك لصالحهم، لأن التراك تحركوا حينها عسكرياً لتثبيت طموحاتهم في مدينة الموصل، ما أن أنهى مهمة ابعاد الخطر التركي حتى انقلب عليه الإنكليز من جديد ليتم القضاء على حركته من جديد، وأُلحقت كردستان الجنوبية بالدولة العراقية الحديثة عند تأسيسها عام 1921 بقرار دولي يشترط إقامة حكومة كردية داخل الحدود العراقية التي رُسمت بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ببضع سنوات، كما هو مثبت، وأكدته وثيقة بريطانية عراقية مشتركة في 25/12/1925. ولكن الحكومات العراقية المتعاقبة لم تف بتحقيق الحكم الذاتي الحقيقي للأكراد حينها الى أن أتاح إسقاط صدام حسين تكريس فيدرالية كرد العراق.
يبدو أن التاريخ سيعيد نفسه، بتحول بندقية حزب العمال في سوريا الى بندقية للإيجار. النظام السوري وروسيا الذين دفعا حزب العمال الكردستاني وجناحه العسكري بإعلان فيدراليته للحفاظ على نفط سوريا واستخدامهم لاستخراجه وبيعه عبر مناطق الساحل اذا ما سائت الأمور الى حد اضطرار النظام الى الانسحاب الى حدود دويلته العلوية، وتحييد كرد سوريا وإبعادهم عن الثورة، لن يفي بوعده للكرد في حال استقرت الأحوال لصالحه، وأكراد سوريا ليس لديهم حتى جبل للاحتماء به، فمنطقتهم سهل زراعي من السهل ضربه واجتياحه. على الأكراد ان يعودوا لرشدهم ويرصوا صفوفهم لأن التاريخ يكتبه المنتصرون.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية الكردية .... الى سوريا
- حكايات البحر واللجوء .... هو بتاء التأنيث
- العام الجديد للكرد ... ما لهم وما عليهم
- بوتين هتلر العصر ... الحرية لشعبي سوريا وإيران
- حسن الترابي ... ثعلب الاسلاميين
- حكايات البحر واللجوء ... الصومال وعود بحوريات الجنة
- الحريري والمشنوق على خطى باسيل ...
- لا مذهب للظلامية ... قتل المفكر حسين مروه نموذجا
- ريفي امر اليوم ... لا لهيمنة حزب الله
- نصر الله النووي يتفوق على الشيطان ...
- وراء كل دكتاتور انيسه ...
- نصرالله ... يمارس التقية مجبراً
- شو يعني حريه ... هربت من حمّام الدَّم بسوريا
- كربلاء باكستان ... قصص البحر واللجوء
- ميشال سماحة ... مرشح الاسد للرئاسة اللبنانية
- لعمل جبهوي واسع ... طهران مقابل مضايا
- 2015 خطوة الى الأمام خطوتين الى الوراء
- مطران الانسانية ... غريغوار حداد
- ايران تعيش بثروات الأهواز ... انا عربي ولست فارسي
- جبران ... قتله قسم الوحدة


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود محمد - حزب العمال يعيد تجربة محمود الحفيد ....