أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - لا مباديء في قاموس اردوغان














المزيد.....

لا مباديء في قاموس اردوغان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5207 - 2016 / 6 / 28 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثبت اردوغان للجميع بالامس انه رجل براغماتي قح لا يلتفت الى ما يدعيه و يكرره يوميا بانه يؤمن به من المباديء، و ها يتنازل عنها في ساعة الشدة، و هذا ما اكده بعملين سياسيين طالما تشدق بانه يؤمن بعكسهما، و انه قد اتخذ اجراءات ضرورية في حينها للثبات عليهما و ليس هناك مجال للتفاوض فيهما، و اتخذ موقفا شعبويا خارجا عن العادة و اعتقد بانه يستطيع اخفاء ما وقع فيه بتقادم الزمن، الا انه بالامس فقط اثبت بفعله المتناقض مع اقواله السابقة بانه تنازل عما كان ينكر بانه في يوم ما يقدم عليه، و زحف الي اداء فعل عكس ما اعلنه راكعا مخنوعا . الم نتذكر جميعا الحركة المسرحية التي اقدم عليها امام بيريز في المنتدى الاقتصادي و فرّ و كانه ابو الفلسطينيين و بالاخص حركة حماس و يحميهم من ما ادعاه بشرور اسرائيل . نعم بالامس و من موقع هزيل دون ان تقدم اسرائيل شيئا يقع على حساب بلدهم و بعيدا عن الاعتذار الذي اصر عليه اردوغان لما اقدمت عليه اسرائيل من قتله لمراسلي تركيا باسم ايصال المساعدات الى الغزة، فاتفق مع اسرائيل و ارغم مجبرا على رفع يده من دعم قادة حماس ايضا . و في الوقت ذاته اعتذر اردوغان ايضا من بوتين لما اقدم عليه في اسقاط الطائرة الروسية و بخط يده و تراجع عن ما كان يدعيه من حق بلده في الدفاع عن نفسها و اليوم خطى عكس ما تبجح به، و وقف ضد حتى ما سار عليه داوداوغلو في حينه الذي كان يصر على تصفير مشاكل بلده مع دول المنطقة، الا ان طموحات اردوغان الشخصية دفعته على الغرور و التكابر دون اساس متين، الى ان وصل الى حال تعتبر فضيحة سياسية و عمل متناقض لما ادعاه و تراجع عنه بشكل فضيح في الوقت الذي كان محصورا في زاوية ضيقة .
ان ما اقدم عليه اردوغان لكان طبيعيا لو لم يدعي انه ملتزم بمباديء اسلامية مقدسة او على انه يؤمن بالثوابت في خطواته السياسية، الا انه ما قام به يتناقض كليا مع ما قاله من قبل، و ليس هذا الا الخروج من التزام باي مبدا و انسلخ من ما كان يدعيه في وضح النهار و ابعد عن نفسه كل ما يمكن ان يدافع انصاره عنه من زاوية عقيدية زائفة . الواضح في الخطوتين السياسيتين البراغماتيتين انه تنازل بشكل واضح و يبين هذا من ان اسرائيل لم تتنازل عن رفع الحصار عن الغزة كما كان اردوغان يريد المزادية به، بل ارغم على التنازل عن دعمه و ايوائه قيادات حماس ايضا، و من جهة اخرى قدم اعتذارا رسميا بخط يده للسيد بوتين متنازلا عن كرامته و عزة نفسه و كبرياءه التي يطبقها على الشعب التركي في داخل بلاده، و نراه كيف يرسل طائراته ليقتل ابناء الشعب الكوردي في كوردستان الشمالية تنفيذا لغروره .
ان الخطوتين التي اقدم عليهما اردوغان لا تبينان لنا سوى انه ما قام به كان لمصلحته الشخصية فقط و قبل بلده، و بدليل انه كان يمكن ان يفعل ما فعله خلال السنين الستة الماضية مع اسرائيل و ان يتنازل و تستفيد بلده منه، الا انه فعله في الوقت الذي انحصر هو بشخصه داخليا و خارجيا في زاوية ضيقة لا منفذ له باحثا عن مخرج في ضيقته، و هذا يدل على مدى نرجسيته و عمله الشخصي من اجل ذاته حتى قبل بلده و شعبه . و لا نتعجب ان اقدم على تحسين علاقاته الدبلوماسية مع بشار الاسد غدا و هذا متوقع من خلال ما تقدم عليه الجزائر في الوساطة بينهماو كما يمكن ان يتنازل في قبرص و ايران و العراق و ارمينيا كذلك .
ان الاعوام الاربعة المقبلة في حياة اردوغان ستبين اكثر نياته و طموحاته الشخصية للشعب التركي قبل غيره، و انه يريد تثبيت اركان سلطنته العثمانية الجديدة من خلال تصفية مشاكله الخارجية بعدما عجز عن مواجهة الكثيرين، و اول توجهاته هو اعادة النظر في خطواته و يقدم على تصفير مشاكله الشرقية والغربية بعدما تاكد بانه لا يستطيع ان يتقدم و هو منغمس في كل تلك العلاقات المتوترة مع اكثر البلدان تاثيرا على المنطقة . و اخيرا سجد لغير الله و خنع و تنازل بشكل فضيح سياسيا من اجل ذاته، فلا نتعجب ان تنازل داخليا لو انحصر بالقوة التي انحصر فيها خارجيا او من اجل الخروج من الازمة التي وقع فيها و بتكتيك يفيده شخصيا، و لكنه ارتد على بعض من ما افاده من قبل و امتطى على ظهر العنصرية و العرقية بدلا من اسلاميته من اجل كسب الاصوات التي افادته في خطواته لتحقيق اهدافه الشخصية الضيقة . و بينما كشف عن براغماتيه السياسية بعيدا عن اي مبدا، يمكن ان ننتظر منه اية خطوة في اية مرحلة لو وقع في زاوية حصرته، و على القوى الداخلية و الكورد في مقدمتهم العمل على هذه الطريق .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقط انتم ليس لديكم مشروع ؟!!
- النية الصادقة تقترن بخطوات
- اقرار حق تقرير مصير الكورد من مصلحة مركز العراق
- تعامل الجهات الاسلامية الكوردستانية مع ما يلاقون في عقر داره ...
- متى تهدا الهيجانات في هذه المنطقة ؟
- هل يمكن ان ينجح آل مسعود في تقليد آل سعود
- اصبح الكورد نقطة التقاء في سياسات امريكا و روسيا في المنطقة
- من يمثل اليسار في كوردستان؟
- كوردستان الجنوبية الى اين ؟
- اين آر تي، قناة ناطقة باللغة العربية على حساب الشعب الكوردي
- هل تستغل تنظيمات البعث التيار الصدري ؟
- هذا هو الحل ام الشعب العراقي سائر نحو المجهول ؟
- امريكا تستغني عن ايران و دول الخليج ؟
- ما الموقف الكوردي المثالي من ازمة العراق الحالية ؟
- لماذا التكنوقراط المستقل ؟
- هل ينجح العبادي في مهامه ؟
- مصدر التعصب من الثقافة الذاتية و العقل الجمعي
- هل حقق بوتين اهدافه و انسحب من سوريا ؟
- السعودية تتخبط في تعاملها مع قضايا المنطقة
- ثلاثون عاما في الهباء -3-


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - لا مباديء في قاموس اردوغان