أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أيمن غالى - ما بين الشَخْر و الشِخِير














المزيد.....

ما بين الشَخْر و الشِخِير


أيمن غالى

الحوار المتمدن-العدد: 5204 - 2016 / 6 / 25 - 15:23
المحور: كتابات ساخرة
    


يقول الكاتب الساخر يوسف معاطى فى كتابه " كلام أبيح جدا "؛ إصدار 2011:
حدث هذا منذ حوالى عشرين عاماً ..
كنت عند السيد حمدى سرور مدير الرقابة عل المصنفات الفنية فى مكتبه .. و فجأة دخل [ المخرج العالمى ] يوسف شاهين مستاءً منفعلاً كطفل أخذوا منه لعبته .. و قال لحمدى سرور:
- بَوَّظْتُولى الفيلم .. أنا .. أنا .. أحسن لى أسيب البلد دى خالص ..
إبتسم حمدى سرور و قال له:
- أقعد يا جو .. أقعد بس .. زعلان ليه ؟
قال يوسف شاهين شاكياً .. موجها كلامه لى برغم أنه لا يعرفنى:
- تصور حضرتك .. شالولى الشَخْرَة فى الفيلم !! البطل بِيُشْخُر, و ما فيش أى حاجة ممكن يعملها غير أنه يُشْخُر .. يرضيك إنهم يشيلوا لى الشَخْرَة ؟
و تركت مكتب مدير الرقابة و أنا أفكر ..
ما الذى يجعل الشَخْرَة شيئا قبيحا ؟! إنها صوت يصدر من الأنف و الفم معاً, ينُم عن إستهجان الشَاخِر لما يسمع أو لما يرى ..حالة من حالات التعبير الإنسانى يُقال إن موطنها الأصلى الإسكندرية ثم صارت سائدة فى القطر المصرى كله .
ثم نحن نشخّر و نحن نائمين .. و تجيزها الرقابة .. فما الذى يجعلها تحذفها و نحن مستيقظون ؟! فهل هى قلة أدب و أنت صاحى .. و شئ عادى مُهذب طالما أنت نايم ؟!

و من خلال بحثى عن تاريخ " الشَخْر " فى مصر, و عند مطالعتى لكتاب " تراث العبيد فى حُكم مصر المعاصرة, دراسة فى علم الإجتماع التاريخى ", لأستاذ جامعى ع. ع, المكتب العربى للمعارف, القاهرة ( من إصدارات تسعينيات القرن الماضى )
و من خلال ما ورد من دراسة بالكتاب يمكننا نفى أن أصل " الشَخْرَة " إسكندرانى كما قال يوسف معاطى, و إنها من موروثات العبيد المماليك و إنعكاسا لتردى خلقى عُرفوا به, و لعادات مُشينة عُرفوا بها مرتبطة بعاداتهم فى سباقاتهم و نزالاتهم من تحرش الفائز بالمهزوم جنسيا .. و مش حا ينفع أشرح أكتر من كده علشان عيب ..

و فوجئت و أنا أتابع الفيلم المصرى فيلا 69 - إصدار سنة 2013, إخراج آيتن أمين - ببطل الفيلم " الفنان خالد أبو النجا " و هو يستخدم " الشَخْرَة المملوكية " فى حواره مع أخته " الفنانة لبلبة " , و من قبلها إستعماله لكلمة أبيحة - منتشرة فى الشارع المصرى بين السوقة - لممرضته ..
يعنى جواز الرقابة " للشخرة المملوكية " فى الفيلم مع الكلمة الأبيحة إياها؛ معناه تكريس جهود الدولة من خلال أهم مؤسساتها فى فرض تراث المماليك العبيد بما فيه من عفن و تردى أخلاقى

يعنى يوسف شاهين لو كان لسة عايش النهاردة؛ كان إستعمل " الشَخْرَة المملوكية " براحته بدون قيود من إدارة الرقابة على المصنفات الفنية فى زمن أصبحت الأباحة و الكلام الأبيح شئ عادى جدا ..
و فى إنتظار أن نرتقى و نعود إلى ما كان عليه أجدادنا يوم أن نتخلص من كل تراث عَفِن غزا مجتمعنا و منها تراث العبيد و من هم أدنى منا أخلاقاً و حضارة ..




#أيمن_غالى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأد البنات عند العرب بين الحقيقة و الأوهام
- كيميا التخلف
- حصة كيميا .. فى مفهوم العفانة
- البُوذِيَّة و التَبَذْبُذ و البَذْبَذَة و بُوز إللى جَابُونا
- ما بين قوات الدقشرمة و الدواعش و محو الهُوية
- لو فكرنا بمنهج علمى؛ حا نوصل
- الوهابية و نقطة التقابل الهونج كونجية
- وَحَوِى يا وَحَوِى إيَّاحَا .. حَالُّو يا حَالُّو رمضان كريم ...
- موريس بوكاى و هامان, دراسة من النقوش المصرية القديمة


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أيمن غالى - ما بين الشَخْر و الشِخِير