أيمن غالى
الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 12:56
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
نقرأ فى كتاب " تراث العبيد فى مصر المعاصرة " سطورا عن قوات الدقشرمة الدِّوشيرمة أو الدِّڤشيرمة (بالتركية: devşirme) .. و التى كانت تعتمد عليهم الدولة العثمانية فى الجيش, و المناصب الإدارية الهامة, و كانت تلك القوات تُجلب من البلقان, و أوروبا الشرقية مُغتَصبين من أُسرهم - و هم أطفال - تحت بند ما يُعرف بضريبة الدم .. تُدفع الأطفال إلى معسكرات تدريبات شاقة قتالية و إدارية .. لا يعرفون لهم أباً أو أماً أو وطناً, و لا ولاء لهم إلا لربيبهم و ولى نعمتهم الخليفة العثمانى, و عن طريق قوات الدقشرمة إستعبَدَ و أذَلَ العثمانيين كل البلاد التى كانت تحت إمرتهم و إكتوى المصريين بنارهم ..
محو هُوياتهم و زرعوا داخلهم هُوية غريبة عنهم لا تعرف سوى المصالح الشخصية و ما تم زرعه من أفكار متطرفة لا تعرف رحمة و لا إنسانية ..
و اليوم تم إعادة نفس سيناريو إنتاج الدقشرمة مع بعض من تم نزعهم من أوطانهم و نزع أوطانهم من قلوبهم و مَحُو هُوياتهم و زَرَعوا داخلهم هُوية لا تعرف وطن, و لا رحمة, و لا ترى أمامها من أهداف سوى تحقيق خرافات تاريخية .. أنهم الدواعش دقشرمة العصر ..
و من قوات الدقشرمة العثمانية لقوات الدواعش المعاصرة نعرف قيمة و أهمية الهوية للأوطان و أهمية محوها من قِبَل الغزاة ..
أمن بلادنا فى الحفاظ على هُويتنا و إرتباطنا بحبات تراب أرض تنبت فيها جذورنا و تحوى عظام أجدادنا ..
للقراءة عن قوات الدقشرمة
- " تراث العبيد فى حكم مصر المعاصرة - دراسة فى علم الإجتماع التاريخى " د. ع.ع, المكتب العربى للمعارف, القاهرة ص61
#أيمن_غالى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟