أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - أنتِ الارتواءُ وأنتِ الانتماء بقلم: محمود كعوش














المزيد.....

أنتِ الارتواءُ وأنتِ الانتماء بقلم: محمود كعوش


محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 5196 - 2016 / 6 / 17 - 12:38
المحور: الادب والفن
    


أنتِ الارتواءُ وأنتِ الانتماء
محمود كعوش

قال لها بشغفٍ وشوق:
صباحُكِ فجرٌ وليدُ،
وشوقُ عشقٍ وحنينُ روحٍ أقولُ فيهِما وأزيدُ،
صباحُكِ همسٌ في دُنيا العناقِ نشيدُ،
وثَغْرُ ملاكٍ باسِمٌ غِريدُ،
وغدوٌ بأشْرِعَةِ الظَّما نحوَ الشَفاهِ الدافئاتِ أُريدُ،
وغَرْسُ قُبَلٍ بأحضانِ اللقاءِ تَميدُ،
وعزفٌ على وترِ الأماني، وحُلُمٌ وليدُ.

صباحُكِ حياةٌ وشموخٌ وإباءْ،
وما حَوْلِي بكِ يحيا ويسمو لِعنانِ السماءْ،
فأنتِ الصباحُ، وأنتِ الضياءْ،
وأنتِ البهاءُ وأنتَ الشَفاءْ،
وأنتِ الارتواءُ، وأنتِ الانتماءْ.

صباحُكِ يُنبوعُ ماءٍ وسط البراري والرياضِ والجنانْ،
وطَرْفُكِ مَنْبَعي المُتدفقِ رهنُ البَنانْ،
يا مملكةً مِنَ القواريرِ الحِسانْ،
صباحُكِ بسمةٌ على ثغرِ الزمانْ،
أقطُفُها ثم ألثُمُها برفقٍ ورقةٍ وحنانْ.

صباحُكِ خافقي،
يسابقُ خفْقَكِ،
يُناجي طيفَكِ،
يُلاغي وجهَكِ،
يُسَّبِحُ باسْمِكِ،
يَصونُ حُبَكِ.

صباحُكِ هَدْهَدَةٌ ترتُقُني،
تُخيطُني،
تُحيطُني،
تَغْمُرُني،
تُريحُني،
تُميتني، ثُمَّ تُحْييني.

مساؤكِ كما صباحكِ طهرٌ وطيبٌ واطمئنانٌ وإشراقةُ ابتسامةٍ عذبةٍ وحُبورْ،
وهمساتٌ تمطرُ قلبكِ بالرحمةِ والصحة والجمالِ وطيبِ الأمورْ،
مساؤكِ كما صباحكِ شهدٌ وعنبرٌ وبخورٌ وعطورْ،
وبسماتٌ مفعمةٌ بالسعادةِ والهناء والسرورْ،

طمنيني عنكِ يا مُتربعةً على عرشِ الفؤادْ،
طمنيني بجاهِ القادرِ الجبارِ ربِ الكَوْنِ والعِبادْ.

يُناديني الهوى ويُلِحُ في النداءْ،
فهلْ أكررُ الزيارةَ وأتدانى إليكِ بشوقٍ وبهاءْ؟
تُرى ما قولُكِ يا كُلَ الصَفاءِ، والسَناءِ، والنقاءِ، والشَفاءِ، والوَفاءْ؟
أشتاقُكِ، أشتاقُكِ. كَمْ أشتاقك، وكَمْ أتمنى أن أعيشَ معكِ برَغَدٍ وهناءْ!!

أجابته بشغفٍ وشوقٍ مماثلين وأكثر:
صباحُكَ شمسٌ ترْتَسِمُ في جوانِحي،
تكْتَمِلُ من دمي،
تورِقُ في قلْعَتي اليُسْرّى ربيعاً لا ينساكْ،
ماذا أقولُ فيكَ وأنتَ كُلُ شيءٍ يا أنتْ !!
ماذا أقولُ فيكَ وأنتَ أنتَ، يا أنتْ!!

صوتُكَ يصِلُني مَعَ النسيمِ والندى،
وعِبْرَ الصدى،
وطولِ المدى.

ولِساني يهْتِفُ باسمِكَ فَيوقِظُ في يمنايَ معاني السِحْرِ والإخْضِرارْ
ويُضرمُ في وحدتي ألفَ نارٍ ونارْ.

مساؤكَ كصَباحِكَ وكُلِ أوقاتِكَ يُنافِسُ بياضَ القصيدِ، وكُلَ الفرحِ، وطراوةَ الأحلامْ
مساؤكَ كصباحِكَ نَخْلَةٌ تُثْمِرُ تمْراً، يُطيلُ عمراً، يُداوي جَرْحاً، يوقفُ الآلام.

أنتَ لا أعرفُ حَصْراً مَنْ تكونْ،
أنتَ رؤايَ،
وأنتَ هوايَ،
ولَسْتَ لِغيري،
ولَسْتُ لِغيرٍسِواكْ،
أراكَ بليلي وبستانِ حلمي ومهما تناءيتَ عني فإني أراكْ،
وأرى موعداً لِلُقاكْ،
ما أروعَكَ وما أروعُ دُنياكْ.

أراكَ نشيداً على المقلتين،
أراكَ ربيعاً،
أراكَ ابتساماً على الشفتين،
أراكَ هناكْ،
أراكَ نهارا،ً
أراكَ انتظاراً،
أراكَ إنتصاراَ،
وسِراً
وجَهْراً
وثلجاً
وناراً
وكأساً لعاشقين.

أُحِبُكَ يا ساكنَ الحُروفِ،
يا غامِضَ السُطورْ،
أُحِبُكَ لأنكَ مجنونُ الشعورْ،
أحبُك لأنَ حبكَ ثابتٌ والعالمُ يدورْ.

أحبُك في كُلِ صوتٍ وصمتٍ يقْصَرُ أو يطولْ،
أحبُكَ في كُلِ بيتٍ مِنَ الشِعْرِ،
فأنتَ الصباحُ،
وأنتَ المساءُ،
وكُلُ الفُصولْ.

ومهما أسْمَيْتَكَ تبقى أكبرْ،
مساؤكَ عُذوبةُ المُحِبينَ،
وزيتونةٌ وارفةُ البوحِ والامتدادِ،
آهٍ ما أقسى الإشتياقِ إليكْ،
وما ألذُ لُقْياكْ.

قُلْتَ لي: "هلْ أكررُ الزيارةَ وأتدانى إليكِ بشوقٍ وبهاءْ؟
تُرى ما قولُكِ يا كُلَ الصَفاءِ، والسَناءِ، والنقاءِ، والشَفاءِ، والوَفاءْ؟"
آهٍ وأواهٍ وآه،
أوَما زِلْتَ تسألني عن الزيارهْ!!
ولِمَّ التفكيرُ يا نزيلَ القلبِ والروح بكلِ هذهِ العِبارهْ!!
لِمَّ لِمَّ!!
فهيا تدانى ولا تُكرر السؤالَ، لأنَ اللبيبَ يفهمُ مِنَ الإشارةْ.

يا عاشقي،
ذا قلبي بحراً يُناديكَ، ويُهاديكَ، ويناجيكَ،
ورداً جورياً وفلاً وياسميناً يُهديكَ،
ونورساً ومحارا ومرجاناً يهديكَ.

يا عاشقَ البنفسجِ،
ذا شِعريَ الليليِ يُناديكَ،
وترَ الظلامِ قمراً صديقاً يُهديكَ،
نُجومَهُ أزهاراً وعطوراً يُهديكَ.

يا عاشقَ الكتابةِ،
ذا قلمي يُناديكَ،
حِبْرَهُ رحيقاً يُهديكَ،
حروفَ الحُبِ أبجديةَ عاشقةً تنتظرُ مِنْكَ الزيارةَ تِلْوَ الزيارَةِ يُهديكَ.

تعالَّ يا فاتِني، هيا تعالَّ
تعالَّ تعالَّ واتْرُكْ لَهُم كُلَ شيءٍ
إلا فراشةَ الفرحِ هاتِها لتغنينا، وتكفينا،
وأكثرَ كثيراً كثيرا !!

محمود كعوش
[email protected]







#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا لِغيابِكَ ياه!!
- بين تل أبيب وواشنطن...تناغم إرهاب وشريعة غاب
- الشهر الكريم والمسلمون في الدنمارك مثالاً لا حصراً !!
- في ذكرى 5 حزيران...نُجدد الرهان على إرادة المقاومة
- سَلِمْتَ بعمقِ المدى!!
- وعودٌ وعهودٌ وأمالٌ مؤجلة !! بقلم: محمود كعوش
- لَكَمْ نَسَجْتُ لَكِ المشاعرَ سُلَمّا !! بقلم: محمود كعوش
- لَكَمْ نَسَجْتُ لَكِ المشاعرَ سُلَمّا !!
- ثلاث وجهات نظر في ذكرى النكبة (3 من 3)
- ثلاث وجهات نظر في ذكرى النكبة (2 من 3)
- (1) ما ضاع حقٌ وراءه مُطالبٌ...فكيف إذا كان المطالب مقاوماً ...
- عمدة لندن السابق يثير أزمة عاصفة داخل حزب العمال
- قانا 1966...حلقة من حلقات الإرهاب الصهيوني المتواصل
- 13 نيسان...ذكرى جريمة لا تُغتفر
- دير ياسين...جريمة صهيونية لن تبرح الذاكرة
- في شهر العطاء نُبدي خيرَ الوفاء !!
- الثاني والعشرون من آذار 2004...تاريخ اغتيال شيخ جليل
- للمرأة في يومها العالمي...مع أطيب تحياتي
- نتذكر هوغو شافيز
- مذبحة الحرم الإبراهيمي...جريمة صهيونية تستوطن الذاكرة القومي ...


المزيد.....




- تغير المناخ يهدد باندثار مهد الحضارات في العراق
- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها
- عميل فيدرالي يضرب رجلًا مثبتًا على الأرض زعم أنه قام بفعل مخ ...
- انقطاع الطمث المبكر يزيد خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائ ...
- إشهار كتاب دم على أوراق الذاكرة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - أنتِ الارتواءُ وأنتِ الانتماء بقلم: محمود كعوش