(الاقليات والجامعة الاميركية في السليمانية)

خالد علوكة

الحوار المتمدن-العدد: 5180 - 2016 / 6 / 1 - 19:00
المحور: المجتمع المدني
    

( الاقليات والجامعة الاميركية في السليمانية )
- عِلم بلا فعل كسفينة بلا ملاح – برناردشو
رغم ظلام الاحتلال الاميركي للعراق منذ عام 2003 لكن بوادر نور هنا وهناك لايمكن تجاهله بما يليق معالجة اسباب ازمات وتخلف العراق المستمرة رغم كونه بلد الحضارات واول من علم الانسانية القراءة والكتابة السومرية ، وحَسنا فعلت حكومة اقليم كوردستان العراق بانشاء الجامعة الاميركية في السليمانية منذ عام 2007 ولو جاءت متاخرة جدا قياسا بوجود جامعات كثيرة قبلها في العالم مثل تاسيس الجامعة الاميركية في بيروت منذ عام 1866 وايضا الجامعة الاميركية في مصر تاسست عام 1919م وتخرج منهم مئات الاساتذه والدكاترة يفتخر بهم بلدهم ويتنقلون ويدرسون كاساتذه في ارقى الجامعات العالمية .
المهم كل طفل ياتي يعتبر مولود جديد وهكذا ولدت الجامعة الاميركية في السليمانية وبدأت ب 30 طالبا يوم تاسيسها عام 2007 وفي بناية قديمة ولكن اليوم تحولت لبناية جديدة وبمساحة واسعة وقد نالت الجامعة الدعم المباشر ماديا ومعنويا وخاصة قبول الطلبة بالدراسة مجانا من قبل مام جلال الطالباني (شافاه الله ) ودعم لوجستي من الدكتور برهم صالح عضو مجلس الامناء للجامعة . وكنت حاضرا في الجامعة الاميركية في السليمانية يوم 28و29/5/2016 بمناسبة تخرج الطلبة في دورة عام 2016وقد كانت مناسبة رائعة للتعرف على بعض الحضور الكرام واجواء الدراسة في الجامعة .
بدأ حفل التخرج بكلمات رئيسة الجامعة Esther Mulnix ثم كلمة رئيس جامعة القاهرة الاميركية والذي ذكر وبالعربي عبارة رائعة للامام علي تقول ("لا تربوا أبناءكم كما رباكم أباؤكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم") ومثلها لفظها سقراط بقوله (لا تكرهوا أولادكم على آثاركم ، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم ".) والقى بعدها د.برهم صالح كلمة قيمة بثلاث لغات اهم ماجاء فيها { نجاح الجامعة هو نجاح للعراق والبيشمركة والقوات العراقية في حماية الوطن و ذكرايضا بإن الجامعة الاميركية في السليمانية غير نفعية } مما يؤكد كلامه قبول طلاب فقراء تعهدت الجامعة بالمساعدة وهذا فوز دون تمييز بقبول كافة المكونات ..و بينما الجامعات الاميركية المنتشرة في انحاء العالم لاتقبل الا من الاغنياء وذو جاه !!.
كما معروف مدة الدراسة في الجامعة 6 سنوات اثنتان منها لتعلم اللغة الانكليزية والاخرى اختصاص وبلغ عدد طلاب الاقليات منذ تاسيسها ولليوم وخاصة من المكون الايزيدي بحدود 25 طالبا تخرج البعض منهم وهذه السنه تخرج 8 طلاب من بعشيقة وبحزاني الذين حسنا فعلوا وركضوا لانتهاز الفرصة منذ اول يوم من تاسيس الجامعة ولم تقصر مدينة وحكومة السليمانية وادارة الجامعة بحفاوة الترحيب والدعم لهم اضافة الى إجتياز وقدرة وذكاء هؤلاء الطلبة المقبولين بالنجاح والتفوق .
ولاحظت جيدا اهمية تعلم اللغة الانكليزية في الحياة وطبيعة تربية ومنهج دراسة الجامعة في بناء شخصية قوية للطلاب لمواجهة مصاعب الزمن بحيث اصبح اندماج وتجمع الطلبة مثل إسرة واحدة متحابه متماسكة مع كافة مكونات الشعب العراقي يُقبلون البعض كالاخوة ويمدون يد المحبة والتعاون والتعلم بما يفتح مجالا اوسع بالعيش الامن وتطوير المجتمع العراقي بنشر وغرس حب التعليم الذي يظهر مدى رقي الامم والشعوب .
وقد زادنا الفرح هذا العام 2016بفتح وتأسيس تؤام آخر للجامعة الاميركية / السليمانية وهي إنشاء (جامعة كوردستان الاميركية في محافظة دهوك ) وهذا فال حسن للمجتمع العراقي بالخير القادم بعون الله من فتح قنوات عدة للتعليم والدراسة في الجامعات ونتمنى وقد لاتكون مترددة في ذلك ادارة جامعة دهوك الاميركية في تقديم الدعم والتسهيلات للطلاب المتقدمين بالقبول اسوة بجامعة السليمانية كفاتحة خيراولية يرى الطالب فيها إن بلده اولى به من غيره بالرعاية والاهتمام ونيل فرصة القبول في مجال اوسع من الدراسات العليا داخل القطر بدلا من معاناة التوسل على ابواب جامعات العالم الخارجية التي قد ترحب بنا ولكن بصعوبة .
إن خزائن العلم رأسمال لاينتهي ويعتبر سلاح أمين في بناء المجتمعات والدول الراقية . ويحز في القلب تعطل بعض جامعات العراق مثل جامعةالموصل والرمادي وتكريت ... ويفرح القلب هنا فتح جامعات عالمية في اقليم كوردستان العراق رغم ازمته الاقتصادية .. ويحزن كثيرا في بغداد وجود الخلل الحكومي من الفساد السياسي والاقتصادي والمذهبي وفقدان الامن وتصارع المناصب والتي كلها تنتهي وتزول ويذهب المال ومن معه لهاوية الحرام ، بينما يفتخر انشاء جامعات عالمية للعلم والتطور في مدن السليمانية ودهوك يسجل فرصة تاريخية ويدخل مؤسسيها في نيل نعمة وشهرة لاتزول بل تتناقلها الاجيال عبر أزمنه مقاعد الحياة الدراسية .
والف مبروك لنا ولجميع الطلبة الخريجين ولعوائلهم شهادة الجامعة الاميركية والشكر موصول لشعب وحكومة اقليم كوردستان العراق في هذا الانجاز العلمي الكبير .
وآخر الكلام في حكمة لاوتسو – موسس التاوية الصينية ( من يلاحق التعليم سوف يتزايد كل يوم ) .

#خالد_علوكة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات