أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - تحرير فلسطين و أوهام الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين النقطة السادسة من الجزء الثاني من كتاب - الوطنيّون الديمقراطيّون الماركسيّون - اللينينيّون يحرّفون الماركسية - اللينينيّة -















المزيد.....



تحرير فلسطين و أوهام الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين النقطة السادسة من الجزء الثاني من كتاب - الوطنيّون الديمقراطيّون الماركسيّون - اللينينيّون يحرّفون الماركسية - اللينينيّة -


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5177 - 2016 / 5 / 29 - 02:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تحرير فلسطين و أوهام الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين
النقطة السادسة من الجزء الثاني من كتاب
" الوطنيّون الديمقراطيّون الماركسيّون - اللينينيّون يحرّفون الماركسية - اللينينيّة "

لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
( عدد 28 - 29 / فيفري 2016 )

هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه .
( كارل ماركس ، " الصراع الطبقي فى فرنسا 1848-1850" )
-----------------------------------
يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية والأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي - الديمقراطي [ الشيوعي] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع .
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
------------------------
على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة، أيّة حقيقة، تتفق مع مصلحة الشعب . و على الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب .
( ماو تسى تونغ ، " الحكومة الإئتلافية " ، 24 أبريل - نيسان 1945 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث ).
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية.
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).

ليس بوسعكم كسر جميع السلاسل مستثنين واحدة. ليس بوسعكم التحرّر من الإستغلال و الإضطهاد و أنتم تريدون الحفاظ على إستغلال الرجال للنساء . ليس بوسعكم قول إنّكم ترغبون فى تحرير الإنسانية و مع ذلك تحافظون على نصف البشر عبيدا للنصف الآخر . إنّ إضطهاد النساء مرتبط تمام الإرتباط بتقسيم المجتمع إلى سادة و عبيد ، إلى مستغِلِّين و مستغَلّين و من غير الممكن القضاء على كافة الظروف المماثلة دون التحرير التام للنساء . لهذا كلّه للنساء دور عظيم الأهمّية تنهضن به ليس فى القيام بالثورة و حسب بل كذلك فى ضمان أن توجد ثورة شاملة . يمكن و يجب إطلاق العنان لغضب النساء إطلاقا تامّا كقوّة جبّارة من أجل الثورة البروليتارية .
( بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 84 ، 8 أفريل 2007 )

مقدّمة الكتاب :
منذ 2011 و تحديدا منذ العدد الثاني من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماوية ! " ، إنكببنا على دراسة الخطّ الإيديولوجي و السياسي للوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين ( الوطد م- ل من هنا فصاعدا ) و أعملنا سلاح النقد الماركسي فى وثيقتين محوريّتين هما " مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين " و " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " و هما وثيقتان أساسيّتان فى أرضيّة وحدة المجموعة التى إنقسمت لاحقا ليكوّن شقّ منها ما يعرف الآن بالحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد( من هنا فصاعدا الوطد الثوري ) - و الذى إنشقّ بدوره منذ ما يناهز السنة الآن - و ليستمرّ الشقّ الآخر فى إطلاق تسمية الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين على نفسه . وبالتالى يشمل النقد الذى وجّهناه للوثيقتين ( الوثيقة الثانية لم نكمل بعدُ الإشتغال عليها لظروف لا مجال للخوض فيها هنا و نتعهّد بإتمام العمل حالما تسمح الظروف ) كلا المجموعتين و ما تفرّع عنهما أو ما فرّخت رغم سعي هذه العناصر أو تلك إلى التنصّل بشكل أو آخر من هذه الوثيقة أو تلك أو تغيير عنوانها أو تحوير جزء منها .
و نفرد جهدنا هنا بوجه خاص إلى قراءة فى وثائق الوطد م - ل بعدما صغنا كتبا و مقالات عدّة عُنيت بكشف أنّ الوطد الثوري حزب ماركسي مزيّف ، خوجي متستّر و إصلاحي . و بطبيعة الحال ، جلّ إن لم يكن كلّ ما وضّحناه بصدد الوطد الثوري بشأن الخوجيّة و الإصلاحيّة ينسحب على الوطد م - ل بما أنّه يخصّ فى معظمه الجذع المشترك بينهما ، على أنّه والحقّ يقال فى منعرجات كثيرة فى السنوات الأخيرة، لاحظنا تمايزا فى بعض المواقف و التكتيكات دون أن يمسّ ذلك ما هو إستراتيجي بالنسبة إليهم و دون أن يعني أيضا إختلافا نوعيّا حاسما فى الخطّ الإيديولوجي و السياسي ؛ و من ذلك خاصة تعارض فى المواقف تجاه المشاركة فى الإنتخات التشريعية والرئاسيّة و فى التحالفات المنسوجة .
و إصطفينا للجزء الأوّل من الكتاب مقالين هما : " بعض النقد لبعض نقّاد الماويّة " و " قراءة نقدية فى مشروع برنامج الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين اللينينيّين " و محتوياتهما هي :
1- بعض النقد لبعض نقّاد الماويّة :

( ملاحظات نقدية ماوية لوثيقة " الثورة الوطنية الديمقراطية و المرتدون مؤسّسو "العود" )
أ / براغماتيّون و ذوو نظرة مثالية إحادية الجانب فى قراءة الوضع العالمي
ب / مثاليّون ميتافيزيقيون
ت / مرتدّون عن منهجيّة تناول الردّة
ث / إنتهازيون : " يأكلون الغلّة و يسبون الملّة " :
ج / دغمائيون
------------------------
2- قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين

أ- الهوية

ب- جوانب من المنهج

ت- حول العصر

ث- المسألة الوطنية فى عصر الامبريالية

ج- تحالفات الجبهة الوطنية

ح- الدولة البديلة

خ- الطريق الى السلطة السياسية :
د- الحزب الشيوعي

ذ- الأمميّة

ر- التحريفية و انهيار الاتحاد السوفياتي

ز- التهجّم على الماويّة

و آثرنا فى الجزء الثاني من الكتاب القيام بجولة فى موقع إتحاد الشباب الماركسي – اللينيني الفصيل الشبابي للوطنيّين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين على الأنترنت أين تنشر وثائق المجموعة فاطلعنا على البيانات والأيقونات الشيوعية و الطريق الثوري و أنشطة أشمل و أخبار أممية و بالحبر الأحمر ...
http://ujml.over-blog.com
وقرأناها المقالات بإمعان ، و بدقّة و صبر دوّننا الملاحظات لنكوّن فى النهاية جملة من الأفكار بوّبناها تحت عنوان " لا يمكن إعتبار الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين ماركسيّين – لينينيّين ! " و وفق التخطيط الآتي ذكره لمزيد تناول الخطّ الإيديولوجي و السياسي لتلك المجموعة إنطلاقا من الوثائق المنشورة فى ذلك الموقع على الأنترنت .
1- من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين :
أ- الماويّة و إنتصار الثورة الفيتنامية على الإمبريالية الأمريكية
ب- الثورة الماويّة فى النيبال
ت- مسألة ستالين و رؤية الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين الخوجيّة
ث- التهرّب من تقييم التجربة النقابيّة للوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين
2- كيف يسيئ الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون الخوجيون المتستّرون إلى ستالين :
أ- إيقاف تاريخ الحركة الشيوعية عند ستالين و طمس طريق الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات
ب- إساءات الخوجيين لستالين
3- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون بين الوطنيّة البرجوازية و الأممية البروليتارية :
أ- تسمية خاطئة و ضارّة
ب- إنعزاليّون رغم محاولة ذرّ الرماد فى العيون
ت- دفاع دغمائي عن أخطاء ستالين و ديمتروف فى ما يتعلّق بالجبهة المتّحدة العالميّة ضد الفاشيّة
ث- الفهم اللينينيّ للأممية و العالم أوّلا راهنا !
4- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون و اللخبطة فى فهم المادية الجدلية و تطبيقها :
أ- الحتميّة
ب- الكمّى والنوعي تناقض / وحدة أضداد و ليس قانونا جدليّا
ت- نفي النفي ليس قانونا جدليّا
5- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون-اللينينيّون و تأجيل الصراع ضد إضطهاد المرأة و إستغلالها :
أ- غياب التحليل الملموس للواقع الملموس
ب- تـأجيل النضال ضد إضطهاد المرأة و إستغلالها جندريّا
ت- الخلاصة الجديدة للشيوعية وتحرير المرأة
6- تحرير فلسطين و أوهام الوطنيّين الديمقراطيين الماركسيّين – اللينينيّين :
أ- ماو تسى تونغ تحريفي و أبوعلي مصطفى ماركسي – لينيني أم قلب الحقائق رأسا على عقب ؟
ب- الكفاح المسلّح ليس معيارا فى حدّ ذاته للثوريّة
ت - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و المشاريع الإستسلامية
ث - كيف نفسّر أوهام الوطنيّين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين هذه ؟
بدلا من خاتمة الكتاب :
تحرير البروليتاريا و الإنسانيّة جمعاء : إن لم تناضلوا للقضاء على " الكلّ الأربعة " لستُم بصدد النضال من أجل الشيوعية .
مراجع الكتاب :
الملاحق ( 5 ) :
1- لعقد مقارنة بين مقالنا و مقالهم عن تشافيز
2- لعقد مقارنة بين بيانهم بمناسبة 8 مارس 2015 و بيان منظّمة نساء 8 مارس ( إيران - أفغانستان)
3- إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية
4- ما هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
5- محتويات نشريّة " لا حركة شيوعيّة ثورية دون ماويّة ! "
( الأعداد 1 إلى 27 - بقلم ناظم الماوي )
و معا سنكتشف مقولات جماعة على شفير الهاوية يدفعها إليها فى المصاف الأوّل المنطق الداخلي لفهمها غير الشيوعي للعالم بينما تصارع بعض عناصرها و تكابر و تسعى إلى إيقاف النزيف و السقوط التام المدوّى دون أن تملك حلّ المشكل فالأطروحات التى طوّرتها هي فى حدّ ذاتها جزء من المشكل و منبعه و ليست جزءا من الحلّ.
-------------------------------------------------------------------------------------------------

6- تحرير فلسطين و أوهام الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين :
لقد مثّل نضال الشعب العربي الفلسطيني محورا من أهمّ محاور الصراعات السياسية ليس فى الشرق الأوسط فحسب بل عالميّا أيضا ؛ فالقضيّة الفلسطينية إرتبطت وهي مرتبطة بألف خيط و خيط بمجريات الصراع فى فلسطين و البلدان المجاورة لها و بالصراعات العالمية كذلك حتّى صار بعض الفلسطينيّين يعدّونها عن حقّ قضيّة إنسانيّة إلى جانب كونها فلسطينيّة و عربيّة .
و من نافل القول أنّ الوطد م - ل قد أدلوا بدلوهم فى هذه القضيّة الشبيهة بالبركان الذى لا يخمد وأغمضوا أعينهم عن الكثير من الحقائق الواضحة أو نسفوها نسفا .
أ- ماو تسى تونغ تحريفي و أبو علي مصطفى ماركسي – لينيني أم قلب الحقائق رأسا على عقب ؟
لمّا كان ما بات معروفا بالوطد م - ل و ما بات معروفا بالوطد الثوري ( و غيرهما ) ينشطان معا فى إطار تنظيمي واحد ، ما إنفكّ أحد رموزهم يخطّ المقالات و ينشرها فى جريدة الإتحاد العام التونسي للشغل ، جريدة " الشعب " ، وسط إثارة الضجّة و التطبيل و التهليل من جماعته ، رافعا إلى السماء أبو علي مصطفى و مبوّأ إيّاه مكانة الماركسي - اللينيني المناضل . و فى الوقت نفسه كان و لا يزال هؤلاء الدغمئيّين التحريفيّين الخوجيّين المتستّرين يشنّون هجومات مسعورة على ماو تسى تونغ على أنّه تحريفي و تفيض كتاباتهم بالترخّصات الإفترائيّة ضدّه و ذلك منذ بداية تسعينات القرن الماضي .
و هذا مثال آخر من المضحكات المبكيات لدى من يدّعون الماركسية – اللينينية . فالجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين كانت تعدّ الإمبريالية الإشتراكية ( الإتحاد السوفياتي الذى أعيد فيه تركيز الرأسمالية بعد الإنقلاب التحريفي عقب وفاة ستالين و المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي هناك ) صديقة للشعوب بينما من المعلوم عالميّا أنّ الحركة الماركسية - اللينينية أحزابا و منظّمات تشكّلت منذ ستّينات القرن الماضي على أساس تبنّى خطّ عام مناهض للتحريفية المعاصرة و على رأسها التحريفية السوفياتية و القطيعة معها إيديولوجيا و سياسيّا و تنظيميّا . و الأرضيّة العامة لهذا الخطّ العام موثّقة جوهريّا فى " إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية " الذى أصدره الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ سنة 1963 فى سياق الصراع العالمي ضد التحريفية المعاصرة السوفياتية منها و اليوغسلافيّة و الفرنسية و الإيطالية و الأمريكيّة إلخ بعد سلسلة من الوثائق التاريخية الأخرى السابقة له ( و قبل سلسلة من الوثائق الأخرى اللاحقة له ) .
و إذن ماو تسى تونغ مؤسّس الحركة الماركسية - اللينينية العالميّة و قائدها يصبح بعيون الوطد م - ل الدغمائيّة التحريفية ، تحريفيّا و تصبح الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين التى دافعت عن التحريفية السوفياتية و الإمبريالية الإشتراكيّة هي الماركسية - اللينينية . أليس هذا قلبا للحقائق رأسا على عقب ؟! أليس هذا من المضحكات المبكيات ؟!
ب- الكفاح المسلّح ليس معيارا محدّدا لثوريّة من يحمل البندقيّة :
يعزى موقف الوطد م – ل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أنّها ماركسية - لينينية أساسا إلى كون هذه الجبهة فى فترة معيّنة من التاريخ حملت البندقيّة و خاضت نضالا مسلّحا ضد الكيان الصهيوني و لا تزال تملك كسائر الفصائل الفلسطينية جناحا عسكريّا يقوم بعمليّات بين الفينة و الأخرى حسب التكتيكات و المناورات السياسيّة و الهجمات العسكريّة للعدوّ الصهيوني .
لقد ادّى الضعف النظري الفادح لدى الوطد م – ل و الوطد الثوري إلى إعتقاد أنّ حمل السلاح وحده دليل كافى ما بعده دليل على مناهضة التحريفية و ذلك لأنّ التحريفيين عموما يدافعون عن الإنتقال السلمي . و يتغافل أصحابنا عن أنّ فى الواقع وُجدت عدّة تلوينات من التحريفية حتى المسلّحة منها فحتّى أحزاب تابعة تماما لموسكو فى سبعينات القرن الماضي و ثمانيناته قد شاركت فى النضال المسلّح فى السلفادور و غيرها من بلدان أمريكا اللاتينية و من الأماكن من العالم ليس للإطاحة بالدول القديمة و تشييد أخرى جديدة هدفها الأسمى الشيوعية عالميّا و إنّما لفرض بعض الإصلاحات لا غير لذلك يطلق عليها الماركسيّون – اللينينيّون الحقيقيّون ، الماركسيّون – اللينينيّون – الماويّون ، منذ عقود نعت التحريفية المسلّحة .
ما الخطّ الإيديولوجي و السياسي الذى يقود البندقيّة ؟ ما البرنامج الطبقي الذى تخدمه البندقيّة ؟ و ما هي الطبقة أو الطبقات التى تقف وراء هذه البندقيّة ؟ و كيف تستعمل هذا السلاح و ضد من ؟ إلخ هي أسئلة يتناساها أدعياء الماركسية – اللينينية أو يلتزمون الصمت حيالها رغم أنّ هذه الأسئلة محدّدة فى فهم مدى ثوريّة أو إصلاحيّة أو حتّى رجعية هذه البندقيّة و علاقتها بالمشروع الشيوعي . و قد لخّص ماو تسى تونغ حقيقة عميقة و شاملة مستشفّة من دروس عقود من الصراع الطبقي و صراع الخطيّن لا يفقهها الأوطاد فقال " صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء " .
و فضلا عن ذلك ، رأينا بأمّ أعيننا أنّ الفصائل الفلسطينية لمّا إستسلمت تقريبا نهائيّا إثر إتفاقيّة أوسلو ، راحت تتلاعب فى خطابها بأشكال النضال خالطة الأوراق لتجعل من جميعها متساوية و تزعم أنّها لم تتخلّى عن الكفاح المسلّح كشكل رئيسي للنضال و إنّما هي تتعاطى مع متطلّبات المرحلة فتغيّر من شكل النضال لا أكثر و لا أقلّ .
لقد كان الماركسيّون – اللينينيون الحقيقيّون عالميّا وعلى رأسهم ماو تسى تونغ على حقّ فى تشديدهم على أنّ حرب الشعب فى المستعمرات و المستعمرات الجديدة وأشباه المستعمرات ليست مجرّد شكل من أشكال النضال بل هي الشكل الرئيسي الذى يجب أن تعدّ له العدّة قبل إنطلاق الحرب و أن تصبّ فيه كلّ النضالات بعد إنطلاق الحرب . و بالتالى الكفاح المسلّح ليس مجرّد شكل من أشكال النضال بل هو الشكل الرئيسي و حرب الشعب ليست تكتيكا بل إستراتيجيا لمن يروم إنجاز الثورة من منظور ماركسي – لينيني . و الخلط بين أشكال النضال و التسوية بينها و التفوّه بهذا الهذر لا يعدو أن يكون طبخة من الطبخات التحريفية .
ت – الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمشاريع الإستسلامية :
من وجهة النظر الماركسية – اللينينية هذه الجبهة ببرامجها و أهدافها و سياساتها لا تختلف عن المساومين بالقضيّة الفلسطينية إلاّ فى الدرجة فنوعيّا هي إنخرطت و هي منخرطة فى ما يسمّى بمسار السلام و منذ سبعينات القرن الماضى و يكفى إلقاء نظرة نقديّة على برنامجها المرحلى فى السبعينات و قبولها بالمؤتمر الدولى لحلّ القضيّة الفلسطينية و خضوعها للإتفاقيّات الدولية إلخ للتأكّد من ذلك .
و لمن تعوزه المعرفة التاريخية بهذا المضمار ، نقترح عليه / عليها التمعّن معنا فى هذه الفقرات الواردة فى خطاب"القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيقة خالدة جرار خلال كلمة الجبهة المركزية " فى مقال " الشعبية تحيي ذكرى انطلاقتها بمسيرة حاشدة برام الله " بتاريخ 6 ديسمبر 2014 ( و هي وثيقة منشورة بالذات على موقع إتحاد الشباب الماركسي – اللينيني ) :
" تحل ذكرى الانتفاضة الشعبية الكبرى ، في لحظة نحتاج فيها إلى استلهام درس أنها حولت إمكانية طرد الاحتلال عن أراضينا إلى إمكانية واقعية ، لولا ما كان من استثمار سياسي بائس لها في مدريد وأوسلو، حيث تم تقديم أوراق القوة الفلسطينية بصورة مجانية متسرعة ، وأهمها وقف الانتفاضة ، وإلغاء بنود الميثاق الوطني ، والاعتراف بوجود الكيان الصهيوني وأمنه ، وإحلال طاولة المفاوضات الثنائية برعاية الامبريالية الأمريكية مرجعية بديلة لقرارات الشرعية الدولية التي تكفل حقوق شعبنا في العودة و تقرير المصير وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس " .
و هل يحتاج العيان إلى بيان ؟ و لا بدّ أن يتوصّل كلّ من له حظّ ضئيل من التفكير المنطقي و لا تراوده الأوهام إلى حقيقة لا ريب و لا شكّ فيها هي أنّ الأقصى لدى الجبهة الشعبيّة هو " قرارات الشرعيّة الدولية " . و بعد هذا يصف من يتكشّف أكثر فأكثر أنّهم غير ماركسيين – لينيننيين و يتجالهون الحقائق و لا يحترمونها تلك الجبهة بأنّها ماركسية – لينينية ! فيا للروعة !
ث- كيف نفسّر أوهام الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين هذه ؟
لهذا الموقف الخاطئ تماما والذى يقلب الحقائق رأسا على عقب منابع ثلاثة ، فى تقديرنا ، هي أوّلا عدم إستيعابهم ، لضعف فاضح فى فهم العالم إنطلاقا من علم الشيوعية ، لوجود واقعي للتحريفية المسلّحة بأكثر من وجه وفى أكثر من مكان من الكرة الأرضيّة ؛ و ثانيا ، مثاليّة منهجهم حيث لا يحلّلون الواقع التحليل الملموس المطلوب لينينيّا ، لا يحلّلون البرامج و السياسات و الخطّ الإيديولوجي و السياسي الذى يقوم عليه هذا الفصيل أو ذاك و يكتفون بإطلاق الأحكام إعتمادا على ميول ذاتيّة أو حنين شخصي إلى الماضي و إلى صورة خياليّة مرسومة لتلك الجبهة و تجاربها . أمّا السبب الثالث فهو المرض المستشرى بل و المستفحل فى صفوف الوطنيين الديمقراطيين و الغالبيّة الساحقة لمجموعات اليسار ألا وهو البراغماتية / النفعيّة و نشرح فنقول إنّ البراغماتية التى تختزل مقولاتها ، تقريبا للمسألة من أذهان القراء ، فى إعتبار أنّ ما يعمل بمعنى ما يفيد أو يحقّق لنا فائدة هو حقيقة ، تتعارض مع المبادئ الماركسية – اللينينية عامة و الماركسية – اللينينية – الماوية خاصة حيث ما يحدّد الحقيقة ليس نفعيّة الفكرة أوالسياسة أو التكتيك وإنّما الواقع المادي الموضوعي . فبإسم تحقيق منافع للمجموعة طمس المتمركسون فى ساحات عديدة الحقائق الموضوعية و المبادئ الشيوعية فمارسوا ألوانا شتّى من المواقف و التحالفات الإنتهازية الفجّة . و يتمسّك الشيوعيون الماويّون الثوريّون حقّا بالحقيقة مهما كانت مُرّة أو موجعة فهي لينينيا وحدها الثورية إذ تخوّل لنا تفسير العالم تفسيرا صحيحا من أجل تغييره تغييرا ثوريّا من وجهة نظر الشيوعية الثوريّة . لذلك شدّد ماو تسى تونغ على أنّه :
" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب . و على الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلها ضد مصلحة الشعب ."
( ماو تسى تونغ ، " الحكومة الإئتلافية " ، 24 أبريل - نيسان 1945 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث )
و أكّد بوب أفاكيان فى إطار الصراع ضد البراغماتية التى غزت حتّى بعض الأحزاب والمنظّمات الماويّة و تغرغلت فيها على أنّ :
" كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية."
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
و فى موضوع الحال ، إصطفى الوطد م – ل بمثاليّة ذاتية و براغماتية الجبهة الشعبيّة على أنّها أفضل الفصائل الفلسطينية و حمّلوها أفكارهم وهي لا تحملها و ذلك كي لا يواجهوا أنفسهم و الجماهير الشعبيّة الواسعة بحقيقة غياب طليعة بروليتاريّة ثوريّة حقّا لقيادة نضال الشعب الفلسطيني كجزء من الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي . فضّلوا بمثاليّة فجّة المثابرة على موقف الكذب الصراح و التشويه الصريح للتاريخ و للواقع و الضحك على الذقون عوض مواجهة الحقيقة مهما كانت ، الحقيقة التى على أساسها يجرى غرس الأقدام فى الأرض و بناء الجهود القصوى لتفسير العالم علمياّ و تغييره ثوريّا من منظور الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى الشيوعية على النطاق العالمي .
ونتجاوز هنا النقاش التفصيلي لمفهوم الجبهة بدل الحزب وتعارضه مع المفهوم الماركسي – اللينيني للحزب البروليتاري الثوري و نقاش براغماتية موقف الوطد الثوري و الوطد م- ل الإنتهازي الذيلي تجاه الشيخ ياسين عندما صادقوا فى قطاع التعليم الثانوي و هم فى قيادته على بيانات تعتبره بطلا و زمرا للنضال و ما إلى ذلك لا لشيء إلاّ للحفاظ على تحالفات نقابيّة نقابويّة ؛ لنكرّر أساسا من أسس الماركسية ألا وهو أنّ تغيير الواقع تغييرا شيوعيّا ثوريّا يحتاج أوّل ما يحتاجه إلى الإقرار بالحقيقة الموضوعية مهما كانت و فهم الواقع فهما صحيحا و ليس إلى تخريجات مثالية وهميّة و إلى سياسة النعامة .

خاتمة الجزء الثاني من الكتاب :
فى مقالنا هذا لم تناول بالنقد عدا مجموعة من وثائق الوطد م – ل المنشورة فى موقع إتحاد الشباب الماركسي – اللينيني على الأنترنت و لم نتناول حتّى الحلقة الأولى من ردّهم على نقدنا لمشروع برنامجهم لأنّ الجماعة لم تكمل بقيّة الحلقات و لم تنشر تلك الحلقة الأولى فى ذلك الموقع و كيما لا يقال لنا إنّهم ربّما تراجعوا جزئيّا أو كلّيا عن مضمونه فلا يصحّ تسليط الضوء عليه ؛ لذلك لا يدّعى عملنا هذا الإلمام بكلّ جوانب الخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذه المجموعة و لا يزعم إيفاءه حقه كاملا و إن وجبت الإشارة إلى أنّ الكثير و الكثير ممّا كشفنا النقاب عنه بشأن مواقف الوطد الثوري و منهجه يصدق على الوطد م – ل .
و بالمناسبة لم نرصد فروقات نوعيّة فى الخطّ الإيديولوجي للمجموعتين ، و نتوجّه لقياداتهما و مناضليهما و مناضلاتهما أن يطبّقوا شعار الحقيقة للجماهير و يوضّحوا للرأي العام فى وثائق رسميّة ملزمة ما يفرّقهما سياسيّا و إيديولوجيّا و هو أمر مطلوب لينينيّا ، طبعا دون تجاوز المحاذير الأمنيّة و دون ذكر أسماء أشخاص و هكذا .
من التقييمات و النقد الذين أجريناهما لشتّى جماعات الوطد ( و لا نقول كلّها فيقول لنا البعض تجنّيتم علينا أو هذا غير صحيح ) إستخلصنا أنّ غالبيّة ملل الوطنيين الديمقراطيين غدت تحريفيّة إصلاحية و الوطد الثوري رغم حملهم فى تسميتهم لنعت الثوري تجلّت إصلاحيّتهم فى أكثر من مناسبة و فى أكثر من موقف و قد حاز خطّهم الإيديولوجي و السياسي على حيّز هام من كتاباتنا . أمّا الوطد م – ل فراوحوا مثل أشباههم مكانهم بأطروحات هلاميّة ضبابيّة مثل الحقائب التى يمكن لكلّ إنتهازي أن يستخرج منها ما يعتبره مفيدا له ، تعتورها أخطاء و نواقص و هنات ، أطروحات الوطد داخل الحركة الطلاّبية فى سبعينات القرن الماضي ، إنضافت إليها دغمائيّة تحريفية خوجيّة جرّاء منعرج تبنّى وثيقة " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " حيث إنهالوا على الماويّة بالإفتراء زادت الطين بلّة . فعلى عكس ما أثبته و تثبته الوقائع التاريخيّة و البراهين الساطعة و الأدلّة الدامغة ، أجاب الخوجيّون المتستّرون ، عقب البحث و التنقيب بين الأسافل و الأعالي ، و التنبيش بين الأحياء و الأموات ، بإنكار أنّ ماو تسى تونغ مؤسّس الحركة الماركسية – اللينينيّة و قائدها ليس ماركسيّا – لينينيّا ! و مذّاك غاص هؤلاء فى شتّى صنوف الإنتهازية و النقابويّة والبراغماتية و التحالفات المشبوهة و الإنعزالية و ضرب الأممية البروليتارية فى الصميم و هلمجرّا من الإنحرافات القاتلة و هم فى مسار تدحرج إلى أسفل سافلين لا بارقة أمل فى توقّفه . وضعهم الراهن يشبه وضع رجل من الثلج تحت الشمس !
يطلق الوطنيون م – ل على أنفسهم نعت الماركسيّون – اللينينيّون و هم كما رأينا غرباء فى الكثير من مواقفهم عن الماركسية و عن اللينينيّة ، هذا إضافة إلى أنّهم وجدوا و يوجدون خارج ( و إن حملوا بصمات تأثيراتها ) الحركة الماركسيّة – اللينينيّة تاريخيّا ، الحركة الماركسيّة – اللينينية الحقيقيّة و التى نشأت نتيجة للصراع العالمي الذى قاده الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفية المعاصرة السوفياتية منها و اليوغسلافية و الإيطالية و الفرنسية ... و التى كان ماو تسى تونغ على رأسها و قد إستخدمت معظم الأحزاب والمنظّمات المتّبعة للخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية كما صاغه الحزب الشيوعي الصيني سنة 1963 فى " إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية " نعت الماركسية – اللينينية للتمايز مع التحريفية المعاصرة التى هاجمت أطروحاتها اللينينية . و عقب وفاة ماوتسى تونغ و الإنقلاب التحريفي فى الصين و إيقاف التحريفيين الصينيين المساعدات التى كانت تقدّمها الصين الماويّة لألبانيا إنقلب أنور خوجا على ماو تسى تونغ و هاجمه هجوما قلب الحقائق رأسا على عقب وطال بعض مبادئ الماركسية – اللينينية بالإعتماد على أفكار تحريفيّة سوفياتيّة و أخرى تروتسكيّة ... فإنقسمت الحركة الماركسية – اللينينية إلى إثنين : تيّار خوجي و تيّار ماركسي – لينيني صار عالميّا معروفا خاصّة منذ 1993 بالماركسية – اللينينية – الماوية . هذا من ناحية هجانة نبتة الوطد م – ل فى علاقة بالحركة الماركسية - اللينينية الأصليّة بشقيهّا إلاّ أنّ تحليل الوثائق المؤسسة للوطد الثوري و الوطد م - ل ( و أساسا مشروع البرنامج و " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ "، لاحظوا معنا بلاهة السؤال عنوان الوثيقة الثانية و تزويره البيّن للتاريخ حيث يضع مؤسّس الحركة الماركسية – اللينينية موضع سؤال ليخرجه منها ) يجلى أنّهما خوجيين متستّرين لا غير يتقاسمون فعلا و عمليّا الكثير و الكثير مع الخوجيين المفضوحين و إن أنكروا ذلك .
ماركسيّتهما و لينينيّتهما هجينة لم تفلت من تأثيرات الحركة الماركسية – اللينينة و تيّاريها المعلومين و أقرب إلى أنواع ماركسيّات – لينينيّات عديدة أخرى من مثل ماركسية – لينينية الخوجيين المفضوحين و الحزب الشيوعي الكوبي و غيفارا و كثير من التروتسكيين و حتّى من أتباع التحريفيّة السوفياتية . ثمّة ماركسيّة – لينينيّة و ثمة ماركسية – لينينية ! و لا يمكن إعتبار الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين ماركسيين – لينينيين حقّا !
لقد أدّى المنطق الداخلي للخطّ الإيديولوجي و السياسي المعبّر عنه بصفة مكثّفة ومختزلة فى مشروع البرنامج و فى " هل يمكن ..." إلى تواصل الإنحدار إلى قاع الهاوية الإصلاحية الذى بلغه الوطد الثوري و الذى مضى و يمضى فيه الوطد م – ل رغم مقاومة بعض العناصر التى لم تفقه الأسباب و لا تملك الحلول لكن ببطئ تفرضه إرادة التمايز و لو جزئيّا و ظرفيّا مع الوطد الثوري و إرادة الظهور بمظهر الثوريين مع الإبقاء على أمل إعادة الوحدة مع الوطد الثوري . بيد أنّ هذه المجموعة التى تجد نفسها منذ تشكّلها فى تنظيم الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين خارج الحركة الشيوعية العالمية ستتدحرج و تنزل أكثر لتبلغ الدرك الأسفل إن لم تُعد النظر من منطلق شيوعي ثوري حقّا و بمنهج مادي جدلي كما طوّره لينين و ماو تسى تونغ و كما أضاف إليه بوب أفاكيان فى أطروحاتها و برنامجها و وثائقها المؤسسة فهذه الأطروحات و هذا البرنامج و هذه النصوص المؤسّسة يتضمّنون خطّا إيديولوجيّا و سياسيّا مناقضا فى مظهره الرئيسي المحدّد لطبيعته لروح الشيوعية الثوريّة و لن يؤدّوا إلاّ إلى مزيد الغرق فى الإصلاحيّة الفجّة و تبعاتها إن لم يقع تصحيحه إعتمادا على الحقائق الماديّة الموضوعيّة .
الوطد م - ل بخطّه الإيديولوجي و السياسي الحالي من بقايا الماضي و ليسوا أبدا من طليعة المستقبل . إنّهم بقايا الوطنيين الديمقراطيين فى الحركة الطلاّبية خلال سبعينات القرن الماضي و مثلما لمسنا ممّا تقدّم لم يخطوا خطوات جدّية نحو فهم التجربة الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي و مسألة ستالين الذى أوقفوا بدغمائيّة ومثالية تاريخ الحركة الشيوعية العالمية عنده و لا نحو إستيعاب متطلّبات خوض الصراع الإيديولوجي و متطلّبات الأممية البروليتارية و مقتضيات صياغة وتطبيق و تطوير خطّ إيديولوجي و سياسي فتنظيم شيوعي ثوري يقطع مع أخطاء الماضي و يقاتل الدغمائية و التحريفية يوميّا و يعبّد الطريق للمستقبل و إنجاز تجارب أفضل و أرقى محلّيا و عالميّا للمساهمة فى الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها من موقع طليعة المستقبل و مستلزماتها .
و مقتبسين كلمات من أغنية للشيخ إمام عيسى نقول يجب أن يمسك مناضلو و مناضلات الوطد م – ل الذين يتطلّعون حقّا لأن يكونوا من محرّري الإنسانية بأيديهم شمعة علم الشيوعية و يعيدوا النظر فى خطّهم الإيديولوجي و السياسي على أساسه فمن " هنا سكّة ملامة و من هنا سكّة ندامة " ؛ لا يهمّ من يلوم إن وقع تصحيح الأخطاء أو التخلّى التام عن نصوص معيّنة صاغها فلان أو علاّن ، لا يهمّ اللوم فلينين تلبية للواجب صارع بليخانوف و ما أدراك ما بليخانوف بالنسبة للماركسيين الروس قبل سطوع نجم لينين و نافح عن الشيوعية الثورية و بيّن الطريق القويم ، طريق الثورة البروليتارية العالمية و قاد ثورة أكتوبر المظفّرة و عمليّة إرساء الدولة البروليتارية . و لا يهمّ إن أتى النقد من ناظم الماوي أو غيره ، المهمّ هو هل أنّ ما قاله صحيح و يعكس الواقع الموضوعي أم لا ؟ لا يهمّ هذا الشخص أو ذاك مهما كانت قيمته و نضالاته التاريخية بقدر ما تهمّ صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي المحدّدة فى كلّ شيء . واجب الشيوعيين الثوريين حقّا هو القطيعة المستمرّة مع الدغمائيّة و التحريفية و الأخطاء و إن لام عليهم لائم أو عشرة أو مائة أو ألف أو مليون لائم ... نقوم بالواجب و نلام من بعض الناس ، نسلك سكّة الملامة أفضل من أن نسلك سكّة الندامة أي أن نضحّي بالخطّ لحساب الشخص أو حفاظا على التاريخ المشترك و العلاقات التاريخية و الشخصيّة فننتهى إلى السكن فى قاع الهاوية الإصلاحية و نندم على تفويت القيام بالواجب شيوعيّا .
الحركة الشيوعية العالمية برمّتها فى مفترق طرق : إمّا أن يكون الشيوعيون من بقايا الماضي أو يتحوّلوا إلى طليعة للمستقبل . و ليس ممكنا التحوّل إلى طليعة المستقبل دون التشييد على أساس خلاصة علمية راسخة هي الخلاصة الجديدة للشيوعية التى تقدّم بها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية بعد عقود من البحث و التنقيب و التحليل و التلخيص لتجارب البروليتاريا العالمية و الحركة الشيوعية العالمية . و لكي يدرس الشيوعيون الحقيقيون الذين من شيمهم و من واجبهم أن يكونوا متلهّفين للمعرفة دراسة متعمّقة و شاملة لهذه الخلاصة الجديدة للشيوعية من مصادرها ، عليهم بكتابينا السابقين ( " صراع خطّين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربيّا " و " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " ، و طبعا بكتب شادي الشماوي التى تتضمّن نصوصا كثيرة لمعارضي هذه الخلاصة و أنصارها ، ومنها " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " و " الماويّة تنقسم إلى إثنين " و" مقال " ضد الأفاكيانية و الردود عليه " و " من ردود أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية على مقال " ضد الأفاكيانية " لآجيث ". وهذه الكتب و المقالات متوفّرة باللغة العربية على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن و بمكتبته .
و" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .)



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنيوّن الديمقراطيّون الماركسيّون-اللينينيّون و تأجيل الصر ...
- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون – اللينينيّون و اللخبطة ف ...
- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون بين الوطنيّ ...
- كيف يسيئ الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون – اللينينيّون ال ...
- من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللين ...
- قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - الل ...
- بعض النقد لبعض نقاد الماوية - من الجزء الأوّل من كتاب - الو ...
- مقدّمة كتاب - الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّ ...
- لنكن واقعيين : الدول العربيّة رجعية متحالفة مع الإمبريالية ...
- مقدّمة العدد 27 من- لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة !- – قر ...
- تلخيص نقاط جدال حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : طليعة المستقب ...
- تعليقا على بعض النقاط فى - عاشت اللينينيّة ! - و - إقتراح حو ...
- تحرير الجماهير الشعبيّة الفلسطينيّة و تحرير الإنسانيّة و ضرو ...
- خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/2- شارو مازومدار فى مواجهة ...
- خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/1 - ملاحظات حول فصلين من كت ...
- مقدّمة كتاب - لا لتشويه الماوية و روحها الشيوعية الثوريّة : ...
- تفاعلا مع تعليقات على مقالنا - هنيئا للسيّد فؤاد النمري و أم ...
- هنيئا للسيد فؤاد النمرى و أمثاله ببلشفيّتهم التى أوصلتهم إلى ...
- تأبيد الإضطهاد و الإستغلال أم الثورة عليهما ؟ - عبد الله خلي ...
- الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة - عبد الله خليفة ي ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - تحرير فلسطين و أوهام الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين النقطة السادسة من الجزء الثاني من كتاب - الوطنيّون الديمقراطيّون الماركسيّون - اللينينيّون يحرّفون الماركسية - اللينينيّة -