أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طارق الخولي - الحب والشعور(5)














المزيد.....

الحب والشعور(5)


طارق الخولي

الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 22:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ونجد أنه بعد اجتياز كل مراحل الحب إلا أنه لا يزال ناقصاً، ولا يكتمل نضوجه إلا بعد إشباع الغريزة.
فالمشاعر وحدها لا تكفي لاستمرار أي علاقة.
والجنس من أقوي الغرائز في تكوين النفس البشرية، حيث أن الانسان قد يقتل في سبيله، وكثيراً ما ترتكب الجرائم جراء الحصول عليه. ولابد أن هناك رابط وأواصر تربط النفس والجسد معاً. ربما كان المخ هو هذا الرابط. وقد ذُكر العقل في القرآن كآداة للتفكر والتدبر والادراك، وكما أن مراكز الاحساس هي الجلد فالعقل هو قلعتها، وهو من يبث الاشارات والصورويحولها إلي مشاعروأحاسيس. والعملية الجنسية تختلف عند البشر منها لدي الحيوان، فالحيوان قد وُضعت فيه تلك الغريزة لبقاء النسل مع شعوره بلذة ناتجة عن إحتكاك الاعضاء التناسلية. وتختلف طرق التكاثر بين الحيوانات، ولكن القاعدة المشتركة بينهما هو اللذة نتيجة الاحتكاك فقط دون وجود صور وأفكار.
والفرق بين الجنس في الانسان عنه في الحيوان أن الانسان لديه عقل يفكر ويتخيل ويتصور، وهذا التصور هو ما ينقله من لذة إحتكاك الاعضاء إلي لذة أعظم وهي لذة الشعور والتصور، فلو أتينا بإنسان معصب العينان وجئنا له بشريك فإنه سيتخيل أشياء يهواها أثناء العلاقة. ولو كان الاكتفاء بلذة الاحتكاك فقط للوصول إلي ذروة اللذة لكانت الرؤية والعقل دون أي قيمة. ومع عظم شأن العقل لا يستقيم الامر إلا بإثارة الاعضاء وتفاعلها مع بعضها. وكل إنسان تختلف قدراته ومداركه حتي فيما يخص تلك العلاقة. حيث درجات الاهواء والميول إلي تقاسيم الاجساد.
والمتعة الجنسية أساسها الدماغ. حيث ينبع الشعور بالرغبة والوصول إلي الذروة الجنسية لدي الذكر والنشوة لدي الانثي. والكبت الجنسي هو أساس عدم الاستقرار النفسي لدي الجنسين. حيث أن إفراغ تلك الرغبة وإشباعها يولد الشعور بالارتياح والاستقرار. وتكافؤ المنازع الجنسية هو لبنة العلاقة والحافظ والمحفز لها.
وقد تحدث القرآن عن الجنس، ولم يخجل الدين من الجنس بإعتباره غريزة خُلق بها الانسان. وإن الجهل الجنسي هو المخلف لهذا الكبت، حيث جهل الطرفين بمنازع بعضهما، وإن عرف الشريكين منازعهما ولم يتقبلها أحدهم باءت العلاقة بالفشل. وإن عرف الشريكين منازعهما وتقبلها أحدهم علي مضض منه وإضطرار بدعوي الحب وبدعوي الحفاظ علي العلاقة لن يستمر الامر طويلاً وسيكون مصيرها الفشل. وإنما لابد أن تكون المنازع متقبلة لدي الشريكين. وتكون طابع أصيل في نفس كليهما.
والرجل أكثر انشغالاً بالجنس من المرأة، والكثير من النساء تستطيع أن تعيش بدون جنس، حسب طبيعة الهرمونات المسئولة عن الرغبة بجانب مدي العمق الفكري ومدي التخيل والخيالات الجنسية،لكن الرجل يختلف عن المرأة، فالهرمونات عند الرجل تختلف عند المرأة، وكما قال الحكيم الهندي تاجورأنه لا توجد رجولة كاملة ولا أنوثة كاملة، فلا يمكن أن نجد رجل فيه كل مظاهر الرجولة مشتملة علي المظهر والسلوك والرغبات والهرمونات،فلا يوجد رجل لا يداخله أثر من آثار الانوثة، ولا أنثي لا يداخلها أثر من آثار الرجولة. لكن مداخلة آثار الرجولة في المرأة أكثر من مداخلة آثار الانوثة في الرجل. والرجل يحتاج دائماً لامرأة، ليشعر برجولته، وأن شيئاً ما هو مسئولا عنه، فذكوريته تفرض عليه ذلك الشعور. والمظهر والبنيان لا يعدان مقياساً للحكم علي شخص بأنه أقوي أو أضعف جنسياً. حيث أن الخيالات الجنسية والهرمونات هما الدافعين الاساسين للشعور بالرغبة ومدي تفاوتها من شخص لاخر.وهناك فرق كبير بين الرغبة والصحة الجنسية، فالاول مرتبط بالنفس والثاني مرتبط بالجسد. والرغبة وحدها لاتكفي لاتمام العملية الجنسية، إذ لابد من وجود الرغبة والسلامة الجسدية معاً. ولا يصح أن تجري العلاقة الزوجية في قناة تملؤها الانصاب. بل من المفترض أن تكون العلاقة سلسة وواضحة وصريحة. وبما أن العلاقة الحميمة يشترك فيها طرفان ، فلابد لها من أن تكون علاقة يملؤها الصدق وتنحية العنت والمعاندة والمكايدة منها.
ونجد أن الجهل هو مخلفات التربية الخاطئة، بإعتبار الجنس منطقة لا يصح الاقتراب منها والتطرق لها. لاسيما في مجتمعاتنا الشرقية.ومع حث الاسلام وتنبيه كل الديانات السماوية للتعلم والتفكر في كل القضايا التي تخص الانسان والكون والخلق والخليقة،إلا أنه لا يفتأ الكثير عن غلق القضية الجنسية في حياته وفكره، بل غلقها أيضاً في تنشأة الاولاد، بإعتبارها شئ خارج عن المألوف وخادش للحياء. وننسي أنه بالجنس بقي النسل وعمرت الدنيا، وإستمرت الحياة. وما معني الحياة بغير أناس وبشر؟ ما معناها بغير حب وأصدقاء وإخوة وجيران وأولي أرحام؟ وننسي أيضاً أن الجنس يُمارس منذ خلقت حواء لآدم عليه السلام.
ولكن التطرق إلي الجنس في التربية للابناء لابد أن يكون في ضوء المعرفة والدراية حتي لا يتحول عند الابناء إلي انحرافات وشذوذ .
والعملية الجنسية بما تحويه من لذة ورغبات اثناء العلاقة، لابد أن يكون الطرفان علي دراية وثقافة بمنازع وميول بعضهما. حتي يحدث الاشباع الجنسي.



#طارق_الخولي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء من مجرة( درب الدبانة)
- مهاجر إلي فناء
- الحب والشعور(4)
- الحب والشعور
- الحب والعاطفة
- عنتر والريح
- دقات منتصف الليل2
- دقات منتصف الليل
- ليلة شتاء
- حقيقة اعظم دول العالم
- الصعلوك 2
- عقليه الشاعر
- الصعلوك
- دوله من ورق...
- بقايا رجل


المزيد.....




- انفجار مستودع ألعاب نارية يشعل حرائق ويؤدي إلى إجلاءات في كا ...
- روسيا: السجن 13 عامًا لنائب وزير الدفاع السابق في واحدة من أ ...
- موديز تخفض تصنيف البنك الأفريقي للتصدير بسبب ضعف الأصول
- إسرائيل وبندقية الدعم السريع المستأجرة
- -أخطر التهم-.. خلاصة الحكم في اتهام شون -ديدي- كومز بالاتجار ...
- مصدر سوري رسمي: التصريحات حول توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل ...
- تنديد دولي بقرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطا ...
- موقع روسي: أذربيجان تهاجم روسيا في لعبة تتجاوز حجمها
- كاتب إسرائيلي: عدنا إلى نقطة الصفر في غزة
- وزراء إسرائيليون يدعون لضم الضفة الغربية والسلطة والعرب يدين ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طارق الخولي - الحب والشعور(5)