أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق الخولي - عنتر والريح














المزيد.....

عنتر والريح


طارق الخولي

الحوار المتمدن-العدد: 5076 - 2016 / 2 / 16 - 19:47
المحور: الادب والفن
    


ـ انه يطلق الريح بصوت مقزز يادكتور..
انها مصيبة..
كارثة لا يمكن السكوت عنها،ان الطفل مريض بمرض فظيع ومن الممكن ان ينقل العدوي الينا..انه الريح يادكتور الا تفهم؟
ـ يبدو انكم مجانين..هكذا قال الطبيب وهو ينظر لهم من تحت نظارته الطبية المقعرة التي يحملها فوق انفه.
ـ لا يا دكتور نحن لسنا مجانين،كل الحكاية انه عنتر،انه اول اطفال ابنتي صالحة،هكذا قال جد الطفل عنتر للطبيب في ثقة اهل الريف الممزوجة بالمبالغة في الضغط علي مخارج الحروف مع فتح حرف الدال في لفظ دَكتور.
وردد الطبيب في نفسه وتردد،ماذا يفعل مع هؤلاء البلهاء.من هذا الذي لايطلق الريح.انا شخصيا اعرف احد المتزوجين حديثا لايفعل هذه القذارة امام زوجته..نعم انها قذارة،لابد ان يجمع ذلك الهواء في بطنه ويحاول ان يخرجه من فمه ،ولكنه كان يتحري من زاوية غرفة ويطلق مايريد اطلاقه ،ويتلصص حوله ربما كانت زوجته المصونة تراقبه،ثم بعد فراغ بطنه من الهواء يزفرفي ارتياح ..انه متيقن من ان معدتها نظيفة ونقية وانها لو اطلقت ريح سيكون مسكا فواحا..لايمكن ان يكون ريحها مثل ريحه هناك فرق سيدي ..
حقا انه غبي مثل هذا المعتوه الذي يجلس امامي .
وتناول الطبيب ورقة من رزمة الورق الموضوعة امامه علي مكتبه العريض وكتب نوعين من الادوية لعنتر حفاظا علي بطنه من الانتفاخ..انه مرض خطير...
مرض مقزز..
وخرج الجد وابنته صالحة حاملين الطفل عنتر ذي السنة الواحدة ،انه المدلل لدرجة الانتفاخ..لا يمكن،انه عنتر..وصالحة لا تفقه شيئا،لا تفكر في اي شئ،فقد تركت كل هذا لابيها،تركت كيانها له ووهبته راسها،فهو يتولي عنها كل شئ،ويراعي عنتر،وعنتر عنده اهم من صالحة ابنته،لقد انتظره بفارغ الصبر، وذاب خوفه بقدوم عنتر،واطمان ان اولاد اخيه لن يكون لهم حق في ماله بعد موته،الان لم يورثوه،وكل هذا بسبب عنتر،انه يخاف علي عنتر من الانتفاخ.
وتقبل الله دعاءه وشفي عنترمن الانتفاخ الذي كاد يقتل جده من القلق عليه،وبدل عنتر اصبح هناك اخ لعنتر،وعنتر الان اتم السنتين ونصف..ولاتزال اذناه كبيرة كما هي،بارزة عن راسة كانها تهم ان تتركه ولكنه متمسك بها لابعد مدي،وعنتر يسمع دبة النملة بسبب كبر حجم اذنه،وعيناه براقتين سوداوين،يشعرك عندما ينظر اليك انه دراكولا مصاص الدماء،وبدون مبالغة في اسنانه فان له نابين طويلين اطول من اسنانه وانف طويل مع فلطحة من اسفله فوق شفتيه.. هكذا كان عنتر لما بلغ السنوات الثلاث.
وذات يوم غاب عنتر..ذهب الي رياض الاطفال (الحضانة)ثم تاخر كثيرا عن ميعاد ايابه..ولم يقلق جده كثيرا فقد عوضه منصور وطمانه اكثر واكثر،ولم يعد يهتم ببطن عنتر المنفوخة دائما..الان لم يفزع لذلك الصوت الذي يصدره عنتر فيشق صمت الغرفة ويحدث رنينا ..وتدخل صالحة الغرفة بينما عقمها عنتر ولم تعد ذبابة او بعوضة تفكر في الدخول من نافذة الغرفة بعد هذه المرة..
وذات يوم ذهب عنتر (للحضانة)ولم يعد الا بعد الغروب بوقت طويل ولم يهتم له احد..انه حتما يلعب هنا او هناك..انه يهوي اللعب دائما علي اكوام السباخ ..ويهتم بكل شئ يخص الخشب من قريب او بعيد،ويحب صيد السمك في الترعة البعيدة عن المنزل ،فلديه هوايات جميلة وممتعة ولكنه لايصيد بسنارة انما ينتهز نقص المياه في الترعة ثم ينزل ويختار مكان به اسماك وينشئ سدين فيه ثم يصفي منه المياه وتغرق قدماه في الطين ثم يعود الي جده حاملا سمكة او اثنين وقدم ملوثة وملابس رثة..
لا يهم..
فعنتر شفي من الانتفاخ....
ومات الجد ..وعنتر لا يزال يهوي السباخ والطين والخشب،وصالحة تعودت علي بطن عنتر التي لا تكف عن القرقعة.



#طارق_الخولي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دقات منتصف الليل2
- دقات منتصف الليل
- ليلة شتاء
- حقيقة اعظم دول العالم
- الصعلوك 2
- عقليه الشاعر
- الصعلوك
- دوله من ورق...
- بقايا رجل


المزيد.....




- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق الخولي - عنتر والريح