أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجدولين الرفاعي - من قاسيون أطل ياوطني: رسالة سائح في سوريا














المزيد.....

من قاسيون أطل ياوطني: رسالة سائح في سوريا


ماجدولين الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 12:44
المحور: الصحافة والاعلام
    


المنظر العام لدمشق وأنا قادم إليها من المطار عند الغروب كان فاتن جدا وقد شعرت بارتياح عظيم جدا الطابع العام للمدينة وبعض الاخضرار على الجوانب والإضاءة الحالمة للمدينة إضافة لحركة أهل الأسواق النشيطة كل هذا قد أفسده الإنسان.. .. أفسده الموقف الخالي من القيم الروحية.

وعلى الرغم من هذا مازال عندي شوق إلى سوريا. شوق لان ازور بها الجانب الذي لا أعرفه؛ الجانب المشرق جدا لسوريا. فزرت جبل قاسيون وقبر الصحابي الجليل بلال الحبشي وأبواب الحارات القديمة والمتاحف الأثرية وأسواق دمشق القديمة والحديثة. زرت سوق الحميدية بطرازه القديم الذي يوحي بالبهاء وعظة التاريخ وسوق البزورية بروائحه الزكية، وزرت سوق الحرير وسوق العرائس إضافة إلى الأسواق الحديثة كالصالحية والحمراء وباب توما والقصاع دمشق مدينة عريقة تجمع ما بن الطابع الشرقي القديم والطابع العربي الحديث.

كنت أشاهد دمشق وأسواقها من خلال المسلسلات التلفزيونية والدراما السورية الرائعة التي تحثك على زيارة سوريا، وكان الحظ حليفي فسافرت وأول ما كنت أتمنى رؤيته نهر بردى وجبل قاسيون التي تغنت به السيدة العظيمة فيروز - من قاسيون اطل يا وطني /فأرى دمشق تعانق السحب. نهر بردي ارتبط اسمه عندنا نحن العرب بالجمال والأنوثة وان دمشق كأنها حورية قد اغتسلت فيه ولكن ما رأيته أن دمشق قد اتسخت فيه فقد جف النهر وتحول إلى مستنقع آسن لجلب الروائح الكريهة وكم خاب أملي في رؤية نهر جميل تغنى به الشعراء يجري وسط دمشق ربما الطبيعة لم تكرمه بالجريان وهذا قدر الله لا نعترض عليه.

ولكن اعتراضنا على طبيعة البشر لي أفسدت كل شيء. فالزائر إلى دمشق يأتي فاتحا قلبه لحب دمشق وناسها لكن ما إن تطأ قدميه احد الأسواق للشراء حتى يمنى لو انه ما حضر فالتعامل مع السائح غير مبني على تعليمات مسبقة من الحكومة فتجد البائع يمتص شفتيه كلما رأى سائحا ممنيا النفس بالمزيد من المرابح دون التفكير بصورة بلده في ذهن هذا السائح إن ما صادفني بسوريا جزء من المشهد العربي الذي اتسمت به بلادنا العربية.

إن أول ظاهرة هي الانقضاض على الأجنبي بحيث يوحي إليك البائع في الأسواق التجارية جميعها من أسواق الصالحية، باب توما، الحرير، الحريقة، الحميدية.. الخ بأنه يقطع لك سعر المعروض في محاولة منه للحصول على اكبر قدر من المال (المال لا الربح) فمثلا تقول له بكم هذا القميص؟ فيقول لك وقد تشدقت عيناه بـ 2000 ليرة.. أها. لماذا بألفين؟ فتبدأ المفاوضات فتشتريه بسبعمائة وخمسين وتدفع المبلغ وأنت لا تشعر بالانتصار بل باليأس والإحباط من شخص تخلى عن الامانة مع نفسه وانه لا يمانع من أن يفترسك إن وجد طريقة لذلك وقد تناسى إخوة الدم والإنسانية والهدف والمصير أما الدين فهو قد ودع تعاليم محمد والمسيح. أنها تأتي في آخر الأركان على الرغم من انه مسلم أو مسيحي. إن هذا المشهد خطير يؤسس لعدم الثقة في المجتمع السوري والعربي.

المشكلة الاخرى سائق التاكسي. بغض النظر عن جودة السيارة، فجودة السائق هي المشكلة. أولا هو لا يعرف شيئا عن سوريا ولا دمشق ولا تاريخها ولا آثارها. قد استغليت في فترتي ما يزيد عن العشرات من التاكسيات ليس من بينهم إلا اثنين من المثقفين الذين يعرفون سوريا وملامحها أما جميعهم فيبدأ معك بالترحيب ثم بالشجار على العداد وفي موقف لا أنساه أخذت تاكسي للإفطار بمطعم ما فجال بي التاكسي ثم جال ثم أوصلني للمطعم فقلت له لقد ارتحت لك تفضل بالإفطار معي فقال لي شكرا فقلت له إذا اذهب إلى منزلك ثم عد الي تعيدني إلى الفندق وفي مشوارك للبيت ثم العودة شغل العداد حتى أحاسبك على ذلك فقال لي نعم وبقيت سعيدا لرغبتي في خدمة هذا السائق ومكافأته ولما عاد وأخذني إلى الفندق كان العداد يشير إلى 216 ليرة فأعطيته 350 درهم وللحق كنت انوي أن استمر معه حتى عودتي لدبي وأزيده كل مرة ثم في الختام أمنحة ألف ليرة كشكر على جميله ولكن صاح في طالب الألف ليرة. وحينها لجأت لاستقبال الفندق للخلاص منه وما كان يهمني الليرات ولكن كنت غاضبا من تدني الأخلاق والقيم عندنا وان المال سببا للاقتتال وإفساد أجمل شعور كنت أريد إن احمله في داخلي تجاه هذا الشاب.. أبمثل هذا الفهم نريد أن نصنع المستقبل العربي أبمثل هذا الشاب نشوه وجه بلدنا الحبيب الشامخ سوريا؟

في جانب آخر هناك غياب تام لدور ترتيب الأسواق بشكلها العام، ولا يوجد كتيبا سياحية بالفنادق وان دليل السائح 1555 لا يرد ثم عرفت انه تغير لـ 2210 تقريبا وكذلك هو لا يرد وان موظفي الفندق لا يسعون للاهتمام بالنزيل ولكن للاهتمام بالبقشيش وفي أحيان كثيرة تضطر لان تتمثل الغباء وعدم المعرفة حتى لا تحرجهم وهم يسعون لأخذ ما تبقى المال الذي أعطيته لهم لجلب صحيفة أو غيرها وفي مرة طلب من الموظف أن يحضر لي كل الصحف العربية السورية الصادرة في ذلك اليوم فاحضر لي صحيفة الثورة وقال لي الباقي خلص فقلت لهم بكم هي قال لي بخمس ليرات ولما لم يكن معي صرافة أعطيته خمسين ليرة فقال لي سوف أعود ولم يعد فصرت أتحاشاه كل ما أراه في الفندق حتى لا أحرجه .. بصراحة عندما بلغت اليوم الثالث في سوريا وكان حجز عودتي يوم 7/11/2005 على طيران الإمارات (قررت أن أغير الحجز فصباح يوم العيد كنت أنا في مكاتب طيران الإمارات اعدل الحجز ليوم الجمعة وقد تنفست الصعداء عندما وجدت مقاعدنا للعودة.)



#ماجدولين_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنتحر جامعة دمشق الحكومية؟
- واقعية رقمية غير مسبوقة
- من الانترنت الى المجلات الورقية
- للشام عبق في القلب
- أدركني الصباح
- تحية لمن يساند المراة العربية
- مشاهد على هامش الحياة اليومية
- حوار على المسنجر
- قاتل المرأة، قاتل يعيش بيننا وربما يكون احدنا
- ماجدولين رفاعي تحاور هيثم بهنام بردى
- أنا هدى يا أبي..!
- سئمت أحاديثكم..
- تعلم اختيار مرشحك في خمسةايام
- شرطي خمس نجوم
- سيدة الجنوب تلوح للقادمين
- بسيطة ...ارجع بكرة
- ضرورة التحرر الاقتصادي للمرأة
- في سوريا، سياحة.. سياحة.. ولكن!
- رحلة باتجاه الوعد
- إشكاليات تعادل الشهادات في سوريا


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجدولين الرفاعي - من قاسيون أطل ياوطني: رسالة سائح في سوريا