أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - ماجدولين الرفاعي - هل تنتحر جامعة دمشق الحكومية؟















المزيد.....

هل تنتحر جامعة دمشق الحكومية؟


ماجدولين الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1392 - 2005 / 12 / 7 - 07:49
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


هل أفلست جميع طرق التجارة ليصار الى تجارة التعليم؟ وكيف يتعلم الفقير الان؟

خطا التعليم العالي في سوريا خطوات رائدة في اتجاه التطور وفتح المجال لأكبر عدد من الجامعات في الحصول على رخص تقام بموجبها الجامعات برؤوس أموال ضخمة.

وبدأت العملية التعليمية تتحول إلى تجارة رابحة يقبل عليها أغنياء البلد بمساعدة رؤوس أموال من خارجها أيضا.

تتوسط شوارع المدن السورية العديد من اللافتات والإعلانات التي تعلن عن افتتاح جامعات خاصة في معظم المدن السورية ملفتة للنظر تلك الظاهرة الجديدة.

فالاعلان عن الجامعات يأخذ شكلا يشبه الإعلان عن الأحذية أو المناديل الورقية أو تصفيات آخر الموسم لمحلات بيع الأقمشة وتتنافس الجامعات الخاصة فيما بينها كل تسعى لجلب نظر الطلاب من خلال إعلاناتها.

فتقرأ لافتة تقول: جامعة (كذا) طب – صيدلة – طب أسنان، بأشراف كادر تدريسي متميز.

ترى هل نحن أمام تجارة جديدة تسعى لبيع وشراء شبابنا وفلذات أكبادنا؟ وهل أفلست جميع طرق التجارة ليصار لتلك لتجارة؟ والسؤال الأهم هل جامعة دمشق العريقة في حالة نزع أخير أمام ولادة تلك الجامعات؟

مجموعة من الشباب اجتمعوا في مكان واحد ليتحدثوا عن همومهم.

الطالب احمد سنة ثانية طب بشري كان متحمسا للكلام قال "كان المجتمع السوري يحلم بفتح جامعة خاصة في سوريا بأقساط مناسبة تغنيهم عن إرسال أبنائهم إلى الخارج واندماجهم بالمجتمعات الغربية وما ينتج عنه من سلبيات أهمها عدم عودة الطالب بعد انتهاء مدة دراسته إضافة إلى الإرهاق المادي الذي يعانون منه جراء شراء الدولارات وإرسالها لأبنائهم الى خارج القطر. هذا بالنسبة للطبقة المتوسطة أو الغنية نوعا ما والتي بمقدورها تامين المبالغ التي تطلبها الجامعات الخاصة في الخارج. إن قيام وزارة التعليم العالي مشكورة بالسماح للمستثمرين بفتح جامعات خاصة خطوة جيدة من باب الانفتاح على العالم والتطور المنشود."

اما قيس الطالب في السنة الخامسة في كلية الطب جامعة دمشق فكان له مداخلة مختلفة تحمل معاناة خاصة بتعليمه: "التعليم الخاص فكرة جيدة ولكن بالنسبة لنا نحن أولاد الأسر الفقيرة بدأنا نشعر الفرق. لم تعد تهتم الجامعة الحكومية بنا وقد تدهور وضع جامعة دمشق العريقة التي خرجت أعدادًا يفتخر بها من الطلاب والتي بدأت تتراجع تدريجيا بسبب إهمالها وعدم الاهتمام بدعم مخابرها وقاعات التدريس فيها، وخاصة في الكليات العليا كالطب وطب الأسنان والصيدلة فنحن في كلية الطب مثلا نشكو من العدد الكبير في المدرجات وتتفاقم المشكلة في المخابر وخاصة مخابر مادة التشريح والتي تعتبر من المواد الهامة جدا في السنوات الأساسية فان عدد الطلاب في المخابر التي يفوق 150 طالبا والتطبيق على جثتان مما يصعب على الطالب اخذ دوره في المعاينة والمشاهدة العملية كما نعاني نحن طلاب السنوات الأخيرة من طريقة الاستاجات والتي علينا تطبيقها في المشافي الحكومية فالمطلوب منا مشاهدة الحالات المرضية ومعاينتها قبل أن نأخذ من المادة الكثير فنحن نشاهد أمامنا التطبيق دون أن نفهمه وهي طريقة بيروقراطية قديمة والمفروض أن يدرس الطالب المقرر ثم يبدأ بتطبيق ما اخذه."

تدخلت في الحديث طالبة جميلة رفضت قول اسمها: "بالرغم من اعتماد التعليم الموازي والذي حقق للجامعة أرباح كثيرة في سبيل تحسين وإزالة تلك المعوقات أمام التعليم الحكومي الاانه لم يطرأ أي تحسن ملموس في أداء الجامعة ولازال كل شيء فيها قديم ونحن نعرف سبب ازدياد عدد الطلاب بهذا الشكل الكبير السبب توافد الطلاب العرب من الدول المجاورة وحجز مقاعد خاصة للأحزاب السياسية في جميع الدول العربية وهؤلاء الطلاب الموفدين عن طريق دولهم وأحزابهم يحرمون أبناء سوريا من عدد كبير من المقاعد رغم عدم كفاءتهم وقدرتهم التعليمية إذ لا تشترط جامعة دمشق لقبولهم أية علامات يكفي أن يكون منتسبا لأحد الأحزاب وخاصة حزب البعث ليحجز مقعده، فالطالب السوري عليه الحصول على نسبة 97.5% بينما يقبل الطالب من الدول العربية بمعدل لا يتجاوز 70% وبدون أي رسوم بينما يضطر الطالب السوري للدراسة في التعليم الموازي إن قل معدله عن ما هو مطلوب منه بدرجة واحدة."

وتضيف "هذه إحدى المشكلات الهامة في التعليم الحكومي والذي تحتاج الى علاج فوري برصد مبالغ كبيرة تخصصها الدول للتعليم الذي يرفع من سوية وأداء الخرجين وتستطيع الدولة تحصيل هذه المبالغ الضرورية بأخذ رسوم من الطلاب الوافدين بدل دراستهم المجانية والتي لا يتمتع بها الطالب السوري في الدول الأخرى وهو يدفع الرسوم المتعارف عليها في الجامعات هناك."

سامر طالب سنة ثانية أيضا قال بغضب: "المشكلة الأخرى والتي على التعليم العالي التفكير بها المناهج القديمة التي لازالت تدرس منذ تاريخ قديم وهي مترجمة ترجمة حرفية ركيكة عن لغات أخرى يصعب علينا قراءتها وهي مناهج مكثفة لا تفيد الطالب بقدر ما تضره وتقتل روح الإبداع لديه وتحرمه من ممارسة أي نشاطات أخرى أثناء دراسته والتي غالبا ما تستمر لأكثر من عشر سنوات إذ يعتمد نجاح الطلاب على الحفظ للكتاب بشكل حرفي دون فهمه لما يقرا، المشكلة الأخرى عدم كفاءة الكادر ألتدريسي وسوء تعامله مع الطالب الذي يعامل كما يعامل طالب ابتدائي إضافة إلى تأففه من العمل فيها بسبب الرواتب المرتفعة التي يتقاضاها المدرس ذاته في الجامعات الخاصة بالمقارنة مع راتبه في جامعة دمشق وفروعها في كافة المحافظات السورية عندما كنت في زيارة لصديقي في جامعة (......) أصابني الذهول والدهشة حين رأيت احد أساتذتنا الذي يدر سنا في جامعة دمشق وقد اعتلت وجهه ابتسامة عريضة."

ويضيف "وصدقا أقول إنها المرة الأولى التي أرى فيها ابتسامة هذا المدرس والذي درس والدي قبل أعوام قبل أن يدرسني وكدنا نقتنع بان عضلات وجهه لا يمكنها أن تتمدد لكي يبتسم على ما يبدو أن راتبه المرتفع في الجامعة الخاصة كفيل بتمديد عضلات وجهه وربما قلبه أيضا."

تلك الدعابة التي رواها هذا الطالب تحمل في داخلها معاناة حقيقية لطلاب الجامعات الحكومية والذين لاحظوا الفرق الكبير بين التدريس في جامعتهم والجامعات الخاصة فالطالب في الجامعة الخاصة يتمتع بقدر كبير من الاهتمام به وبأفكاره ومن تعامل الكادر ألتدريسي والصلة الكبيرة بالمدرسين والتي تستقبل شكاوى الطلاب ومعاناتهم ومناقشتهم في كافة الأمور الأمر الذي يفتقده الطالب الحكومي والذي بتلك الأساليب يموت داخله روح الإبداع والتطور فما عليه إلا أن يدرس ويصمت.

جامعة دمشق، ذلك الصرح العظيم، كانت لفترة ليست بعيدة معلما نفتخر به في سورية ومنارة للعلم تنير على الوطن العربي كله من خلال استقبال كافة أبنائه.

لكن من الواضح أن تلك المنارة بدأت تخبو شعلتها رويدا رويدا أمام منافساتها من الجامعات الخاصة ذات الجودة العالية.

والد فراس موظف في وزارة الصحة تدخل بالحوار وقال رأيه بصراحة: "نقطة مهمة لم تعالجها وزارة التعليم، المستوى المادي في سوريا ونسبة الرواتب مقارنة من أسعار كلفة السنة الدراسية لكل سنة دراسية. فمثلا راتب الموظف من الدرجة الثانية يبلغ 14000 ألف ليرة سورية في الشهر وفي السنة 168000 بينما قسط الدراسة في جامعة القلمون مثلا وليس على سبيل الحصر لكلية الطب 400000 ليرة سورية وكذلك لطب الأسنان و 300000 للصيدلة."

ويتساءل "كيف تستطيع أية أسرة متوسطة تدريس أبنائها؟ ألا ترى الوزارة معنا إن التعليم بهذه الطريقة سيحصر التعليم العالي في أبناء الأغنياء فقط؟ مما يحبط جميع الطلاب من الأسر الموظفة وأبناء الطبقة الكادحة الذين لا يملكون سوى تعليمهم سلاحا في مهب عاصفة الحياة الصعبة؟

الايحق لتلك الطبقة أن تعلم أولادها دون أن يشعروا بالنقص أمام أقرانهم من أولاد أصحاب رؤوس الأموال الضخمة؟ وإذا كان قدرهم أن يتعلموا في الجامعات الحكومية هل بامكانهم المطالبة بالاهتمام بتلك الجامعات كي لا يصبح هناك هوة سحيقة بين الخريجين من كلا القطاعين؟"

ويضيف "نرجو من وزارة التعليم العالي مناقشة أوضاع أولادنا التعليمية بما يتناسب ومرودنا المادي وعجزنا عن تدريس أولادنا في الجامعات الخاصة وان يهتم وزير التعليم العالي والذي لا يبتعد مكتبه عن الجامعة إلا قليلا من الأمتار بمشكلات طلابنا وهمومهم وهو المعروف عنه بعد نظره الذي جعله يرى طلاب أرمينيا وطلاب أوكرانيا دون أن يرى طلاب جامعة دمشق."



#ماجدولين_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقعية رقمية غير مسبوقة
- من الانترنت الى المجلات الورقية
- للشام عبق في القلب
- أدركني الصباح
- تحية لمن يساند المراة العربية
- مشاهد على هامش الحياة اليومية
- حوار على المسنجر
- قاتل المرأة، قاتل يعيش بيننا وربما يكون احدنا
- ماجدولين رفاعي تحاور هيثم بهنام بردى
- أنا هدى يا أبي..!
- سئمت أحاديثكم..
- تعلم اختيار مرشحك في خمسةايام
- شرطي خمس نجوم
- سيدة الجنوب تلوح للقادمين
- بسيطة ...ارجع بكرة
- ضرورة التحرر الاقتصادي للمرأة
- في سوريا، سياحة.. سياحة.. ولكن!
- رحلة باتجاه الوعد
- إشكاليات تعادل الشهادات في سوريا
- رسالة مفتوحة للدكتور عمرو موسى....


المزيد.....




- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - ماجدولين الرفاعي - هل تنتحر جامعة دمشق الحكومية؟