أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - نداء إلى العراقيات والعراقيين في الوطن والمهجر














المزيد.....

نداء إلى العراقيات والعراقيين في الوطن والمهجر


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 5169 - 2016 / 5 / 21 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتداعى سريعاً أحداث ووقائع خطيرة في داخل الوطن. حيث تتفاقم الأعمال الإرهابية التي تتقصد مزيد الضغط للضرب على وتر الطائفية واختلاق الاحتقان بين مكونات المجتمع؛ ووضع الشعب تحت مطرقة العنف وضغوطه مثلما هو تحت وطأة اتساع ظواهر الفقر والبطالة ومشكلات النزوح والتهجير القسري فضلا عن جملة معضلات الواقع ومصاعبه الجمة. كما تنزلق إلى هوة جديدة، تلك الصراعات السياسية بين قوى الطائفية المهيمنة على الوضع العام بمستوى حكومي وبمستوى الشارع السياسي. وبات أيضاً، جلياً اندفاع بعض أطراف الاحتجاج باتجاه خطوات غير محسوبة العواقب، ولا تخدم سوى التداعيات السلبية وصرا قوى الطائفية.
في مثل هذه الظروف المعقدة، يتحتم على جميع القوى السياسية والحراك الاحتجاجي المدني السلمي أن يضبط إيقاعه بدقة بعيداً عن الانجرار في أعمال لا تخضع لمنطق الحراك الشعبي ومستهدفاته في التغيير المنشود بدءاً من إنهاء الطائفية وما يتصل بها وليس انتهاء بمطاردة الفساد والمفسدين بل بإنهاء الإرهاب وجرائمه واستعادة السلم الأهلي وتوفير الأمن والأمان وإطلاق عمليات البناء ومسيرة التقدم وتوفير الحاجات والمطالب الحيوية لعيش كريم يليق بالشعب وتطلعاته.
إنّ هذا النداء يتطلع إلى ضبط النفس من جميع الأطراف، وإلى دعوة مواطناتنا ومواطنينا للانسحاب من كل تشكيل (ميليشياوي) مسلح وعدم الانجرار وراء معارك إذا اندلع سعيرها فلن تنطفئ نيرانها قبل أن تحرق الأخضر بسعر اليابس. يا شبيبة العراق، كونوا حماة السلم بتمسككم به. وليس طريق السلام أي حرب بين العراقي والعراقي مما يراد قيادتكم ودفعكم إليها.
إن أشكال مخططاتٍ تدار اليوم خلف الأكمة، منتهزة هذه التعقيدات، لتذكي نيران الاحتراب والاقتتال الطائفي؛ ولتمزق الشعب وتمعن في ظاهرة التشظي والتشرذم مع دفع الجميع نحو ضغط الاحتقان الذي لن يليه سوى التفجر بما يأتي على الجميع إبادة واستعباداً. ومن الواضح أنّ قوى محلية معروفة وأخرى إقليمية مفضوحة تتدخل لتصب الزيت على النار.. فهلّا وعينا المجريات وأدركناها!؟
لا ترتدوا ألبسة الحرب، لا تلتحقوا بقوى الحرب ولا تنتسبوا إلى ميليشيات الموت الأسود القادم إليكم من كل صوب. من يريد حمل السلاح، فليكن في جيش وطني عراقي ببنية دولته لا بقوة تتعارض ومنطق وجود الدولة. من يريد حمل السلاح دفاعا عن الكرامة والحقوق والحريات فليكن دفاعا عن بنى الدولة لا معاداة وهجوما عليها يفككها ويمحوها فيرتكب أفدح الجرائم بحق الشعب...
احموا وجود هويتكم الوطنية ولا تتشرذموا بين كانتونات لن تحمي فيها حتى المجموعة التي تنتمون إليها بل ستكون وبالا على الجميع بلا استثناء.. ستكون الكانتونات محرقة تبيد الزرع والضرع: فهل هذا ما يريده عاقل حكيم صاحب ضمير وإنسانية، يخشى على نفسه وأهله وانتمائه الوطني الإنساني؟
لا تورطكم في حروب لا ناقة لكم فيها ولا جمل لا صرخات الهمجية ولا نداءات التضليل. لا يخدعنكم طرف بأنه صاحب العصا السحرية؛ وأنه المنقذ، إذا انقضضتم معه على الآخر.. فورطة استبدال فاسد بآخر وطائفي بآخر تعني انحداراً من سيء إلى أسوأ..
بديلكم وبديل الشعب العراقي هو دفاعه عن بنى دولته مدنية لا طائفية، بمؤسسات تعمل بقوانين العصر والحداثة ومنطق العقل وفكر التنوير والتقدم. وهذا لن يمر عبر الاصطفاف مع قوى كانت ومازالت في بنية حكومة الطائفية ونهجها..
الحذر، الحذر.. وابتعدوا عن التصعيد اليوم في هذه اللحظة الحرجة، فأبناؤنا في ميادين المعارك مع قوى الإرهاب وآخرين يسوقهم قادة الطائفية إلى معارك الميليشيات وتجييش الناس خلف متاريس حروب الطائفية الأخطر ليس على وحدة البلاد والعباد حسب بل الأخطر على مصائركم جميعا...
أيتها العراقيات .. ايها العراقيون
كونوا كما أنتم دائما الأكثر وعياً والأكثر إدراكاً للمجريات ولا تشاركوا في إبادة وجودكم الوطني ودولتكم لتدخلوا أقفاص العبودية والاستبداد ممثلة في أقاليم وكانتونات حدودها متاريس الاقتتال حتى الفناء ومن يتبقى لا يحيا إلا عبد قادة الهمجية الظلاميين من كل ادعاء ولون؛ سواء من يدعي شنيته أم من يدعي شيعيته فجميعهم فرقٌ محتربة لا مصلحة لكم عند أحدهم...
واصلوا الضغط بحراك مدني سلمي مستقل لتأمين حكومة تتحمل مسؤولية إدارة الوضع بعيدا عن ألاعيب اقتسامكم بين زعامات الجريمة الطائفية.. ولكن احذروا أن تكونوا وقود حروبهم.. يا أهلنا لن يبقى عراقي في انتماء لميليشيا أو فصيل مسلح إلا وسيكون ضحية ووقودا وكذلك قاتلا لنفسه ولأخيه في الوطن والإنسانية وربما حتى أخيه في الدين والمذهب والفكر فالتقتيل واقع متجذر في ظل استمرار نهج الطائفيين المستشرس اليوم دفاعا عن وجودهم وهيمنتهم وحكمهم الأفسد والأكثر إجراما بتاريخ البلاد وبمسيرة شعوب المعمورة قاطبة.
انتبهوا أيها السادة أيها العراقيون مما يبيَّت لكم على أعتاب غدكم الأقرب!
تمسكوا بسلمية حراككم، بمحددات خطاه وبهوية مستهدفاته، ابحثوا عن قادة الحراك بأحزاب ومنظمات وشخصيات وطنية عركتها التجاريب وعرفتموها وخبرتموها ولا تفصموا عرى العلاقة الوطيدة مع قيادة وطنية خبيرة هي منجاة في إدارة دفة الحراك فحراك بلا راس بهذه الظروف لن يكتفي بورطة الفشل والخيبة بل سيتسبب بتوريط أفدح، يخدم الجريمة والمجرم بما هو أكبر مما يستطيعه المجرمون.
أيها الرائعون أبطال الحراك الشعبي المدني، تمسكوا بوحدتكم وبتآخيكم وبقيم التسامح وبالترفع على أوبئة يريدونها تتفشى بينكم وفيكم، وكونوا الأقدر على رفض الانجرار لما يراد توريطكم فيه.. أنتم الأكثر وعيا وحكمة فتصدوا جميعاً بالحكمة والهدوء وبتنويرية الخطى وتمسكها بمشروع تبنّي الدولة المدنية والشروع بإشادتها في أول خطاكم حيث تتصدون فيها لأخطر ما جابهكم أنتم الشعب العراقي وحراكه وسمو تطلعاته وليكن الحوار ثم الحوار والروح السلمي والتمسك بالإخاء وبوحدة الصف سبيلا للوصول إلى بر الأمان...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إلى قوى الثقافة العراقية الحية ومنظماتها وناشطيها من أج ...
- الرموز العراقية القديمة والمعاصرة في معرض الفنان قاسم الساعد ...
- بقعة ضوء على أحدث لقاء للفنانة بيدر البصري وطاقة تعبيرية ثقا ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: مهام جدية تنتظرنا لم ...
- بين أن تكون عراقياً فتبني أو مستعبَداً بعضوية أحزاب الطائفية ...
- التصدي لظاهرة الخلط التضليلي لنهجين متناقضين قراءة في إشكالي ...
- أوكرانيا والاتحاد الأوروبي بين اتفاق الشراكة والاتحاد الجمرك ...
- فرقة البصري تقدم عملا فنياً مميزاً ستخلده الذاكرة الموسيقية ...
- تدهور شامل يفاقم أوضاع المرأة العراقية لكنّ ردها يتعاظم صلاب ...
- نداء إلى طلبة العراق لمشاركة زملائهم في انتفاضتهم من أجل مطا ...
- نظرة دونية ونظرة سامية؛ وموقفان متناقضان من الفن؟
- الوضع في مصر بين دعم الإيجابي للتقدم بالتجربة للأمام أو الوق ...
- الخطاب الديني وإثارة الصراع الطائفي والحقد والكراهية
- في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: قراءة في المشهد العراقي حقوق ...
- قشمريات الدولة العراقية ومؤسساتها الشقلبانية؛ دولة القانون و ...
- آليات ابتزاز طائفية تستغل المواطن.. كيف تشتغل وما نتائجها؟
- إصلاح بمعنى الترقيع أم تغيير بمعنى استبدال البنى والآليات؟
- أسئلة إلى كل شابة وشاب في العراق
- قضايا الفساد مجددا
- قضايا الفساد بين الصوت الشعبي ومطالبه وإجراءات الحكومة الاتح ...


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - نداء إلى العراقيات والعراقيين في الوطن والمهجر