أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الوائلي - انشطار الذات وانشطار الوعي في رؤية البياتي للتراث














المزيد.....

انشطار الذات وانشطار الوعي في رؤية البياتي للتراث


كريم الوائلي
كاتب وناقد ادبي وتربوي .

(Karim Alwaili)


الحوار المتمدن-العدد: 5169 - 2016 / 5 / 21 - 13:14
المحور: الادب والفن
    


يقول عبد الوهاب البياتي :
لو جمعت اجزاء هذه الصور الممزقة
اذا لقامت بابل المحترقة
تنفض عن اسمالها الرماد
ورفَ في الجنائن المعلقة
فراشة وزنبقة
وابتسمت عشتار
وهي على سريرها تداعب القيثار

لاينظر عبد الوهاب البياتي للتراث بوصفه موجوداً فيزيقياً متمثلا ً بالكتب والمخطوطات كما انه لاينظر اليه بوصفه كائناً موجوداً(هناك) في الماضي في حقبته التاريخية ويتم فهمه غبر سياقاته التاريخية والاجتماعية فحسب.انما للتراث - بوصفه موضوعاً-وجود في الماضي ووجود يعايشنا كائن معنا في حاضرنا ويسهم في تأمل مستقبلنا وهو ما اطلق علية عبد الوهاب البياتي((هو،ما(كان) و(يكون)و(سيكون))).
ومادام التراث كذلك فانة من الطبيعي الا يعرف الثبات والاستقرارعلى الرغم من ثباته الخادع –كما يقول البياتي-ولكنه في المحصلة الحضارية ،بعيدة المدى ،ليس قيمة ثابتة ثباتاً نهائياً،بل ان عوامل الولادة والموت التي تطرأ عليه وتعتريه باستمرار ،تجعل منه عجينة لدنة ، قابلة للتشكيل والتعين ولكن ليس بشكل نهائي .واذا كان يتبادر الى الذهن حينما ترد كلمة (التراث)انه مجرد تراكم للمعارف والخبرة،بمعنى انه احد مصادر انتاج المعرفة،ولكنه لا يقتصر على هذة الدلالة عند عبد الوهاب البياتي ،اذ يتحول الى اعتراف امام الذات والعالم، اعتراف بوجود،اعتراف بشخصية لها وجودها التاريخي والنفسي ومن حقها يقتصر على هذه الدلالة عند عبد الوهاب البياتي، اذ يتحول الى اعتراف امام الذات والعالم،اعتراف بوجود،اعتراف بشخصية لها وجودها التاريخي والنفسي ،ومن حقها ان تنمو وان تشق طريقها وفق طبيعة ظروفها وارضها وتأريخها ،على اساس وحدة شخصيتها وتفاعلها الحر مع التراث الانساني الحضاري الشامل.
وهذا يعني ان البياتي يتفاعل مع التراث عبر ثنائية الذات/الموضوع،ومن الجدير بالذكر
انهما-الذات/الموضوع-يتبادلان المواقع لدىالبياتي فكماان الذات المدركة كما هو شائع ومألوف-تتامل التراث بوصفه موضوعها ،كذلك الذات تتحول الى موضوع كأن التراث يتأملها ويتفاعل معها.
ان الذات عبر هذا الفهم تنشطر على نفسها فتتحول الى ذات ناظرة واخرى منظورة،تماماً كما تشاهد نفسك في المرأة،اذ تبدو انت بوصفك كائنا ذاتاً متوحدة ومتعسفة دائماً، وان صورتك في المراة هي الذات المنظورة التي تتبدى انعكاسك لذاتك الناظرةواذا كانت الذات تنشطر على نفسها فان الوعي هو الاخر ينشطر على نفسه الى وعي ناظر يقوم بالفعل والابداع والخلق ،ووعي منظور يتم تأمله ونقده ،ويكشف عن تجلياته المختلفة . غير ان هناك مفارقة بين الذات الناظرة والمنظورة من جهة ،والوعي الناظر والمنظور من جهة ثانية ،ذلك لانك في حالة المراة ترى نفسك فيها وقد تدري او لاتدري ان اجزاء جسمك قد تم تبادل مواقعها- فاليد اليمنى ليست اليمنى،وكذلك يسراك،فهل الوعي في حالة التأمل كذلك وما الذي يتم تسربه من حالة المماثلة مع المرأة وينقد عبد الوهاب البياتي النظرة التقليدية .التي تصنف الاصالة والمعاصرة تصنيفا الياً ،فتجعل التراث هو الاصالة ، والمعاصرة ما يفدنا من الاخر الغربي وعد ذلك طرحاً خاطئاً ومبتوراً وضاراً،ويطرح تصوراً جديداً يتأسس على وفق منهجية جديدة ،(تحاول الربط بين متغيرات النظر الى تراث والنظر الى المجتمع ربطاً جدلياً عميقاً ومحكومة برؤية موضوعية لحركة التاريخ)
ان الطرح الذي يتبناه البياتي يجعل الواقع مقابلاً للمعاصرة،ويدل الواقع على كل ما يشتمل عليه من عناصر.بحيث يتجاوز الاطار الاجتماعي بحدوده الضيقة ،او المجتمع بتجلياته الفضفاضة ،ويصبح التراث جزءاً من الواقع،وتصبح المعاصرة(استخدام المنهج العلمي في التفكير)،ويوكد البياتي ذلك بقوله:((فلو اعتبرنا الاصالة هي الواقع بكل شموله وعناصره لرفعنا الشيْ الكثير مما يعوق حركة الواقع وتقدمه،وتصبح اصالتنا هي ذلك الرفض الواعي للوجه السلبي من التراث)).



#كريم_الوائلي (هاشتاغ)       Karim_Alwaili#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة الزمانية ، المبرد وابن قتيبة انموذجا
- اختلاف الاجيال وتغاير الازمنة
- جدلية القامع والمقموع في الديمقراطية العراقية


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الوائلي - انشطار الذات وانشطار الوعي في رؤية البياتي للتراث